بعد جريمة الاغتصاب الجماعي .. حقائق وأرقام من شرطة فرايبورغ
٩ نوفمبر ٢٠١٨
تصدرت جريمة الاغتصاب الجماعي في فرايبورغ عناوين الأخبار في ألمانيا وأشارت بعضها إلى أنها تتوقع استمرار هكذا جرائم من قبل الشباب القادمين من مناطق الأزمات. فهل هذا الادعاء صحيح؟ هنا نظرة على إحصائيات من شرطة المدينة.
إعلان
في منتصف شهر تشرين أول / أكتوبر الماضي وقعت جريمة اغتصاب جماعي في مدينة فرايبورغ جنوب غربي ألمانيا، حيث تم اغتصاب طالبة تبلغ من العمر 18 عاماً من قبل ثمانية شبان، أو أكثر، ويشتبه أن سبعة منهم على الأقل سوريون.
عند قراءة هذا الخبر قد يعتقد البعض للوهلة الأولى أن هناك عصابات من المهاجرين واللاجئين تصول وتجول في المدن الألمانية بانتظار ارتكاب هذا النوع من الجرائم. غير أن إحصائيات الشرطة في فرايبورغ تشير إلى أن الجرائم بدوافع جنسية ازدادت منذ عام 2015. لكن هل نستطيع أن نقول بأن المهاجرين أو اللاجئين الذين جاؤوا من مناطق الأزمات يرتكبون هذا النوع من الجرائم أكثر من الآخرين؟ من أجل توضيح ذلك سنلقي نظرة عن قرب على إحصائيات الشرطة في المدينة الوقعة جنوب ألمانيا.
إحصائيات الشرطة
تشير بيانات الشرطة إلى أن العدد الإجمالي للجرائم في فرايبورغ انخفض في عام 2017 مقارنة بالعام الذي قبله، لكنها تظهر أن الجرائم ذات الدوافع الجنسية ازدادت في المدينة بنسبة 24.6 %. غير أن هذا الارتفاع يرجع جزئياً، كما تقول الشرطة، إلى تغيير تصنيف بعض الجرائم ذات الطبيعة الجنسية. فالجرائم التي كانت تصنف سابقاً تحت فئات أخرى، كجرائم عنف مثلاً، أصبحت تحت مظلة الجرائم الجنسية عندما يكون لها جانب جنسي.
واستناداً إلى التعريف الأصلي للجرائم الجنسية لعام 2016، نجد أن عدد الجرائم الجنسية انخفض من 138 في عام 2016 إلى 118 في عام 2017. لكن بسبب التغيير في تعريف الجرائم الجنسية، ارتفع العدد الإجمالي من 138 في عام 2016 إلى 172 في عام 2017، وتم حل 121 "جريمة" منها.
هناك عوامل أخرى أيضاً يجب أن تؤخذ بعين الحسبان، إذ أن عدد "الجرائم" التي تم حلها قد ارتفع أيضاً. قد يقول المرء إن ذلك يعني أن الشرطة تقوم بعمل أفضل، لكن وفقاً للشرطة ، فإن الحساسية الزائدة فيما يتعلق بالجرائم الجنسية أدت إلى زيادة الإبلاغ عن هذه الجرائم بشكل عام، وهذا يفسر ازدياد الأرقام. ولذلك فإن الشرطة تقول إنه من الصعب مقارنة أرقام 2016 مع أرقام 2017.
من يرتكب هذه الجرائم؟
هذا هو السؤال الرئيس بعد جريمة فرايبورغ، إذ أن معظم المشتبه بهم سوريون. وتقول الشرطة إن عدد الجرائم التي يرتكبها الأجانب في المدينة غير متناسب مع نسبتهم فيها. ففي حين تبلغ نسبة الأشخاص المولودين خارج ألمانيا من سكان المدينة نحو 17% ، فإن حوالي 42% من الجرائم الجنسية في عام 2017 ارتكبها الأجانب. ما يعني أن حوالي 57% من الجرائم ارتكبها الألمان.
في عام 2016 ارتكبت 5838 جريمة من قبل الألمان و4443 جريمة من قبل غير الألمان. أما في عام 2017 فقد ارتكب الألمان 6192 جريمة، مقابل 4526 جريمة ارتكبت من قبل غير الألمان. (لا تشمل هذه الأرقام الجرائم المرتبطة بعدم توفر أوراق إثبات الهوية لدى مرتكب الجريمة).
وتشمل فئة "غير الألمان" كل شخص (غير ألماني حرفياً). وقد وضحت الشرطة مزيداً من التفاصيل فيما يتعلق بذلك. فمن 4526 جريمة ارتكبها غير الألمان، تم ارتكاب 1675 جريمة من قبل طالبي اللجوء واللاجئين و 2851 جريمة من قبل الأجانب الذين لديهم إقامات أخرى للبقاء في البلاد. وبالمقارنة مع عام 2016، فإن عدد طالبي اللجوء واللاجئين الذين ارتكبوا الجرائم قد انخفض في عام 2017، حيث بلغ عدد اللاجئين وطالبي اللجوء الذين ارتكبوا جرائم في عام 2016 حوالي 1750 شخص.
من هم هؤلاء "غير الألمان"؟
قامت شرطة فرايبورغ بتوضيح جنسيات "غير الألمان" الذين ارتكبوا الجرائم.
وأتى مواطنون من رومانيا في المقدمة بـ 349 جريمة و7.7% من الجرائم، وحل السوريون ثانياً بـ282 جريمة ونسبة 6.2% من الجرائم، وجاءت غامبيا في المركز الثالث بواقع 270 جريمة أو 6%، بينما جاء الإيطاليون رابعاً بمجموع 253 جريمة ونسبة 6.5%، تبعهم الأتراك بـ246 جريمة، وجاءت بعد ذلك فئة غير معروفة بـ168.
بعد ذلك الفرنسيون الذين ارتكبوا 163 جريمة، ثم العراقيون بـ158 جريمة، تلاهم الصرب بـ151 جريمة، وبعدهم الجزائريون بـ141 جريمة، والنيجيريون بـ124 جريمة، والأفغان بـ121 جريمة. وقد تقاسمت كل من ألبانيا وباكستان المركز الأخير في القائمة التي تضم 25 جنسية، إذ ارتكب كل من الألبان والباكستانيون 59 جريمة بنسبة 3.1%.
وبشكل عام، فقد شكلت الجرائم الجنسية نسبة 0.6 في المائة من الجرائم المرتكبة في فرايبورغ، مقارنة بـ 35.2% من جرائم السرقة و22.9% من حالات الاحتيال و 18.3% من جرائم الشوارع. فقط نسبة القتل العمد والقتل الخطأ كانت أقل من نسبة الجرائم الجنسية حيث بلغت فقط 1%.
إما واليس/م.ع.ح
ألمانيا و"لاجئوها" ـ أبرز الأحداث منذ اعتداء زولينغن
أحيت ألمانيا الذكرى الـ 25 لاعتداء الحرق بمدينة زولينغن، الذي استهدف منزل عائلة ذات أصول تركية وأسفر عن مقتل خمسة من أفرادها وجرح أربعة. بيد أنه لم يكن الاعتداء الوحيد الذي شهدته ألمانيا في العقود الأخيرة ضد الأجانب.
صورة من: Imago/Tillmann Pressephotos
اعتداء زولينغن الرهيب
بحضور المستشارة ميركل ووزير الخارجية التركي، أحيت ألمانيا الذكرى 25 لاعتداء زولينغن الرهيب الذي راح ضحيته خمسة أشخاص من عائلة ذات أصول تركية وهم امرأتان وثلاث فتيات. ففي 29 من مايو/ أيار أضرم أربعة شبان النيران في منزل العائلة. وتبين فيما بعد أنهم على صلة باليمين المتطرف.
صورة من: dpa
نصب تذكاري
وتمّ تشييد نصب تذكاري في مكان الاعتداء كتبت عليه أسماء الضحايا. وبمنسبة الذكرى الـ25، اعتبر رئيس حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا أرمين لاشيت الاعتداء بأنه الأسوأ في تاريخ المدينة منذ الحرب العالمية الثانية كما حذّر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس من خطر اليمين المتطرف في البلاد، مشددا أن "واجب الابقاء على ذكرى الضحايا (زولينغن) مسؤوليتنا جميعا".
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
مقتل شاب جزائري
في نهاية عام 1999 طارد عدد من الشبان المتطرفين أفارقة داخل مركز مدينة غوبين بولاية برادنبورغ بشرق البلاد. وأسفر ذلك عن مقتل شاب جزائري.
صورة من: picture-alliance/dpa/Patrick Pleul
قنبلة مسامير تنفجر في شارع الأتراك بكولونيا
في شارع كويبشتراسه بكولونيا (كولن)، الذي يسكنه عدد كبير من الأتراك، انفجرت قنبلة مسامير شديدة الانفجار أصابت 22 شخصا إصابات خطيرة. واستبعدت التحقيقات التي استمرت أزيد من عشر سنوات، في بادئ الأمر خلفيات عنصرية وراء الاعتداء ليتضح فيما بعد أن خلية "إن إس يو NSU" اليمينية المتطرفة هي من نفذته.
صورة من: DW/A. Grunau
خلية "إن إس يو"
كانت هذه الخلية تضم ثلاثة عناصر نفذوا إلى جانب اعتداء كولونيا اعتداءات أخرى في ألمانيا، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص (أتراك ويونانيين) إضافة إلى شرطي ألماني. ومنذ خمس سنوات تتواصل جلسات محاكمة "بيآته تشيبه" العنصر الوحيد المتبقي على قيد الحياة ضمن المجموعة المتطرفة، غير أن الأخيرة تلوذ الصمت ولم تدل بأي معلومات حول عمل الخلية.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kneffel
موظف يضرم النيران من مسكن للاجئين
في فبراير من 2015، قام موظف من مكتب الضرائب بإضرام النيران في منزل كان من المفترض أن يصبح منزلا لعائلة عراقية في مدينة إيشبورغ. وفي ذات السنة دخلت أمواج كبيرة من اللاجئين إلى ألمانيا، ورافق ذلك مجموعة من الاعتداءات على منازل وملاجئ للاجئين. في هذا العام وحده سجلت الشرطة أكثر من 1000 اعتداء بدواعي الكراهية ما بين إحراق واعتداءات جسدية وبمواد متفجرة. وللمقارنة سجل في العام الذي سبقه 200 اعتداء.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Heimken
خلية "فرايتال"
بين شهري تموز/ يوليو إلى تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2015، ظهرت خلية "فرايتال" التي ضمت ثمانية عناصر، نفذوا خمسة هجمات بعبوات متفجرة على نزل للاجئين ومعارضين سياسين لهم في مدينتي فرايتال ودريسدن. محكمة دريسدن صنفت الخلية على أنها إرهابية وأصدرت أحكاما تراحت ما بين 10 و11 عاما سجنا على أعضائها.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
أرقام مقلقة في عام 2017
مدن كبامبارغ وغيرها، تحولت إلى مسرح لحلقات جديدة من سلسلة الاعتداءات ضد الأجانب. في عام 2017 سجل نحو 2200 اعتداء من هذا القبيل، وفق بيانات الشرطة غير أن منظمات حقوقية تشدد أن العدد أكبر بكثير من المعلن عنه.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
ظهور حركة "بيغيدا" المعادية للإسلام
في موازاة ذلك ومع موجة اللاجئين التي دخلت ألمانيا، ظهرت حركات اعتبرت نفسها أنها "تدافع" عن قيم المجتمع، فخرجت تظاهرات كل أسبوع في عدد من المدن خاصة شرق البلاد نظمتها حركات كـ"بيغيدا" وغيرها تنادي بـ "حماية البلاد من الأسلمة"، كما اتهمت هذه الحركات المستشارة ميركل بـ "خيانة" البلاد.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي
انبثق هذا الحزب عن حركة مناهضة لسياسية ميركل وأوروبا عموما لانقاذ اليورو واليونان المتخبط في أزمة الديون السيادية، إلا أن "البديل" سريعا ما وجد في موضوع اللاجئين ضالته لحشد الأصوات. ويتهم بأنه يذكي خطاب الكراهية والعنصرية ضد الأجانب، لكنه أيضا استطاع أن يصبح أقوى قوة معارضة في البوندستاغ إثر فوزه في الانتخابات الأخيرة بـ12,6 بالمائة من أصوات الناخبين.
صورة من: Getty Images/C. Koall
أصوات معارضة للبديل
في 27 من الشهر الجاري (أيار/ مايو 2018) نظم الحزب في برلين مظاهرة تطالب بتشديد سياسة اللجوء. وكان حزب البديل يأمل في مشاركة عشرات الآلاف، لكنه لم يحصل سوى على خمسة آلاف فقط. في حين شارك نحو 25 ألف شخص في المظاهرة الموازية والتي خرجت ضد هذا الحزب الشعبوي وأفكاره.
صورة من: DW/W. Glucroft
دريسدن تنتفض ضد التطرف
وكثيرة هي المظاهرات التي خرجت في السنوات الأخيرة ترفض وبوضوح الأفكار اليمينية المتطرفة وتدعم أسس الانفتاح داخل المجتمع. والصورة توثق لأكبر مظاهرة مناهضة للتطرف أقيمت في مدينة دريسدن التي اقترن اسمها مؤخرا باليمين المتطرف والشعبوي. وشارك في هذه المظاهرة المغني الشهير "كامبينو" إضافة إلى نجوم آخرين من عالم الفن والغناء.
صورة من: picture-alliance /dpa/A. Burgi
كراهية الأجانب "تطيح بأسس الدين المسيحي"
الكنيسة سواء الكاتوليكية أو الإنجيلية تبرأت من هذه الحركات واعتبرت أن الأفكار التي تروج لها "بيغيدا" وغيرها تحت ذريعة الحفاظ على الأسس الدينية للدولة، لا علاقة لها إطلاقا بالدين المسيحي الذي يدعو إلى التسامح. وازداد عدد الحالات التي قدمت فيها الكنيسية اللجوء الكنسي إلى لاجئين.