أدرج قادة الاتحاد الأوروبي مسألة فرض عقوبات على بيلاروسيا على جدول أعمال قمّتهم المقررة يوم الاثنين (24 أيار/ مايو 2021)، بعدما حوّلت مينسك مسار طائرة ركاب واعتقلت معارضاً كان على متنها.

وأفاد متحدث بأن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال: "سيطرح غداً (الاثنين) مسألة إرغام رحلة ريان إير على الهبوط في مينسك. ستجري مناقشة العواقب واحتمال فرض عقوبات في هذه المناسبة".

من جهته، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبيرغ، إلى إجراء تحقيق دولي في الحادثة، وكتب على "تويتر": "هذا حادث خطير يتطلب تحقيقاً دولياً. يتعين على بيلاروسيا أن تضمن العودة الآمنة للطاقم وجميع الركاب"، وأضاف أنه "يراقب الوضع عن كثب".

وبعد أن طالب الاتحاد الأوروبي سلطات بيلاروسيا السماح للطائرة بالمغادرة "مع كل ركابها"، حطت الطائرة في ليتوانيا، حسب ما أفاد صحفي في وكالة فرانس برس في المطار. وأرغمت بيلاروسيا طائرة تابعة لشركة "ريان إير"، كانت في طريقها من اليونان إلى ليتوانيا، على الهبوط في مينسك يوم الأحد، حيث تم اعتقال ناشط معارض كان على متنها، مما فجر موجة من الإدانات الدولية.

إدانات واسعة

وحثت ليتوانيا، عضو الاتحاد الأوروبي، التكتل وحلف شمال الأطلسي على الرد، في حين طلبت ألمانياً بتوضيح عاجل. ووصف رئيس وزراء بولندا ما جرى بأنه "عمل بغيض من أعمال إرهاب الدولة". وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن ما قامت به بيلاروسيا "غير مقبول على الإطلاق".

وكانت الطائرة، المتجهة من أثينا إلى فيلنيوس، على وشك دخول أجواء ليتوانيا عندما غيرت اتجاهها ورافقتها طائرة حربية إلى مينسك، عاصمة بيلاروسيا، بعد تقارير عن وجود متفجرات على متنها، حسب متتبع لرحلات الطيران عبر الإنترنت ووكالة أنباء "بيلتا" الرسمية.

واقتاد مسؤولو إنفاذ القانون في بيلاروسيا الناشط رومان بروتاسيفيتش (26 عاماً) من الطائرة واحتجزوه. وبروتاسيفيتش مدرج على قائمة المطلوبين بعد احتجاجات واسعة جرت العام الماضي عقب الانتخابات الرئاسية التي أُعلن فوز لوكاشينكو فيها، وشكا المعارضون من أنها شهدت تزويراً.

وذكرت وكالة "بيلتا" أن رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو شخصياً هو من أمر طائرة حربية بمرافقة طائرة الركاب، وهي من طراز "بوينغ"، إلى مينسك. وقالت إنه لم يُعثر على متفجرات على متنها.

وذكرت شركة "ريان إير" أن بيلاروسيا أبلغت طاقم الطائرة بوجود تهديد أمني محتمل على متنها وأصدرت لهم تعليمات بتحويل مسارها إلى أقرب مطار في مينسك. وأضافت الشركة أن الطائرة هبطت بسلام وجرى إنزال الركاب وأجرت السلطات المحلية التفتيش الأمني.

والدولتان الجارتان، ليتوانيا وبيلاروسيا، من الأعضاء السابقين في الاتحاد السوفييتي السابق. وفي حين أن ليتوانيا حالياً عضو في الاتحاد الأوروبي، فإن بيلاروسيا ظلت حليفاً تقليدياً لروسيا الاتحادية.

رد دولي "حتى لا يتكرر ما جرى"
ودعا الرئيس الليتواني، غيتاناس ناوسيدا، إلى رد دولي. وقال: "أدعو حلفاء الأطلسي والاتحاد الأوروبي إلى الرد الفوري على التهديد الذي مثله نظام بيلاروسيا على الطيران المدني الدولي. على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات فورية حتى لا يتكرر ما جرى".

كما قالت أستا سكايسجيريت، مستشارة الرئاسة الليتوانية، إن عملية إجبار الطائرة، التي كان على متنها نحو 170 شخصاً من 12 دولة، على الهبوط يبدو وأنه أمر مخطط له سلفاً. وأضافت أن أجهزة مخابرات بيلاروسيا كانت تعرف من على متن الطائرة التي أُرغمت على الهبوط بمساعدة طائرة مقاتلة من طراز "ميغ-29". وأوضحت أن بروتاسيفيتش كان يعيش في فيلنيوس منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

من جهتها، أدانت وزارة الخارجية اليونانية "بشدة عملية الخطف التي وقعت اليوم وأسفرت عن هبوط اضطراري لرحلة ريان إير إف آر 4978 من أثينا إلى فيلنيوس في مينسك (بيلاروسيا)".

وأضحت الوزارة أن "الطائرة كان بها 171 راكباً من بينهم 11 مواطناً يونانياً. هذا العمل الذي عرض حياة جميع الركاب للخطر أمر غير مقبول". كما أدانت أثينا اعتقال الناشط البيلاروسي رومان بروتاسيفيتش في مطار مينسك. وأضافت وزارة الخارجية أن بروتاسيفيتش كان ضمن وفد في اليونان شارك في "منتدى ديلفي" الدولي الأسبوع الماضي.

م.ع.ح/ ي.أ (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)