بعد حوادث طعن متكررة ـ الشرطة الألمانية تقرع جرس الإنذار
٣ أبريل ٢٠١٨
بعد موجة هجمات قاتلة بالسكاكين طالبت نقابة الشرطة الألمانية بإصدار قوانين وتشريعات أكثر تشدداً تجاه حمل السكاكين، وما ينتج عنها من جرائم. وتقول النقابة إن الشباب العربي المهاجر لألمانيا يحمل أفكارا خاطئة عن حمل السكاكين.
إعلان
بعد تكرار حدوث هجمات بالسكاكين احتلت عناوين الصحف ووسائل الإعلام في ألمانيا، طالبت نقابة الشرطة الألمانية، بأن يصنف استهداف الآخرين عبر هجمات الطعن بالسكين كـ"محاولة قتل" من حيث المبدأ، بدلاً من اعتبارها "جرحاً بدنياً خطيراً"، كما هو معمول به في القضاء الألماني حتى الآن.
وقالت نقابة الشرطة في رد على استفسار لوكالة الأنباء الألمانية "د ب أ": "إنه بهذه الطريقة يمكن إصدار أمر فوري بالحبس الاحتياطي، وفي حالة قيام لاجئ بعملية طعن فمن المنطقي أن يعقبها ترحيل". وأضافت النقابة أن وزيرة العدل الجديدة كاتارينا بارلي يجب أن تتحرك في هذا الاتجاه.
وترى نقابة الشرطة الألمانية أنه ينبغي أن تكون عقوبة الهجمات باستخدام سكاكين أو ما يشبهها جريمةً تستوجب الحبس لمدة عام على الأقل، أو ما أسمتها الشرطة بـ"الحد الأدنى".
فالقانون الألماني يفرض "أقصى عقوبة" لكنه لا يتحدث عن "أقل عقوبة" يمكن توقيعها على مرتكبي عمليات الطعن. ويأتي الحديث فقط عن "ضرب أفضى إلى الموت" أو "قتل" عندما يموت الضحية. وتقول الشرطة إن "ذلك خطأ لأن موت أو نجاة من تعرض للطعن بالسكين هي مسألة صدفة بحتة".
هل زادت جرائم الطعن في ألمانيا؟
وقد شهدت ألمانيا في الشهور الماضية عمليات طعن عديدة قاتلة بالسكاكين قام بها شباب، ومنها مثلا قيام شاب في بداية مارس/ آذار بطعن فتى سنه 16 عاما في أحد المراقص في بلدة "روزنهايم"، لكن تم علاجه وغادر المستشفى. كما تعرض رجل عمره 34 عاما للطعن في شارع عمومي في بلدة "شفاباخ" يوم "جمعة الآلام" ومات في نفس المكان. كما ارتكب لاجئون أيضا حوادث طعن مثل تلك التي وقعت في كاندل، بجنوبي غرب البلاد، حيث قتل لاجئ أفغاني فتاة ألمانية قاصر بعد ما طعنها بالسكين. كما قام طالب لجوء أفغاني آخر عمره 18 عاما، بطعن صديقته ذات الـ17 عاماً في مسكنها بمدينة فلينسبورغ بشمالي البلاد فأرداها قتيلةً.
ولذلك تتحدث نقابة الشرطة الألمانية عن تزايد "واضح" في عدد هجمات الطعن في ألمانيا، بينما لا يوجد حتى الآن بيانات رسمية توضح عدد هذه الهجمات على مستوى ألمانيا، على عكس حوادث إطلاق النار.
وتطالب النقابة بحصر عدد الجرائم المرتكبة بالسكاكين للوقوف بدقة على أسباب هذه الظاهرة. علماً بأن هناك أنواعاً متعددة من السكاكين يحُظر شراؤها أو استخدامها في الأماكن العامة في ألمانيا.
الشباب العربي وحمل السكاكين
وتقول نقابة الشرطة إن "السكاكين متوفرة بسهولة، ويمكن الحصول عليها بسرعة ويسهل نقلها ويستخدمها خصوصا اليافعين". وأضافت "يكفي نقاش صغير ليتم سحب السكين" واستخدامها في الهجوم على الخصم.
وتفيد النقابة بأن عدد الشبان المهاجرين الصغار، الذين يرتكبون هجمات طعن أمر ملفت للانتباه وتضيف "شبان عرب يأتون من أوطانهم ومعهم فكرة أن حمل السكين لا هو أمر غير معتاد ولا سيئ. الشباب ينظرون إلى بعضهم ثم يصبح الجميع بعد ذلك مسلحين"، بالسكاكين.
ص.ش/ع.ج.م (د ب أ)
صدمة وحزن وخوف وإرهاب... أسبوع دام في ألمانيا
شهدت ألمانيا خلال أسبوع واحد فقط عمليات قتل وترهيب وهجمات إرهابية، ثلاثة منها نفذها لاجئون قدموا إليها حديثا، واثنان منهما تبناهما تنظيم "داعش". جولة مصورة توثق أسبوعا من الإرهاب والحزن والخوف في عدة مدن ألمانية.
صورة من: Getty Images/J. Simon
لا يزال الحزن يخيم على مدينة ميونيخ الألمانية، حيث تضع امرأة وردة في المكان الذي شهد يوم الجمعة الماضي عملية قتل عشوائية مروعة، راح ضحيتها تسعة أشخاص، أغلبهم في مقتبل العمر. العملية التي نفذها شاب ألماني-إيراني، قيل إنه يعاني من اضطرابات نفسية، راح ضحيتها فتيان وشباب، غالبيتهم من أصول مهاجرة (ثلاثة أتراك وثلاثة ألبان كوسوفو ويوناني). ذنبهم الوحيد أنهم كانوا في المكان والوقت غير المناسبين!
صورة من: GGetty Images/AFP/C. Stache
بحر من الورود أمام مركز أولمبيا التجاري في ميونيخ، حيث مسرح عملية القتل الجماعي العشوائي، حداداً على أرواح الضحايا وسط تساؤلات عمّا دفع الجاني، الذي لم يتجاوز عمره 18 عاما، إلى هذه الجريمة؟ التحريات تشير إلى حد الآن أن الشاب، الذي ولد في ألمانيا لأبوين قدما من إيران في التسعينات كطالبي لجوء، قد خطط لعمليته طويلاً و"جيداً".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير اضطر في غضون ثلاثة أيام إلى قطع عطلته كان يقضيها مع زوجته في الولايات المتحدة الأمريكية. المرة الأولى كانت مطلع الأسبوع عقب عملية إرهابية نفذها لاجئ في 17 من عمره في قطار في مدينة فورتسبورغ، والمرة الثانية عقب عملية القتل الجماعي العشوائي في ميونيخ. الوزير قرر بعدها التخلي نهائيا عن إجازته والبقاء في ألمانيا.
صورة من: Getty Images/J. Simon
في غضون ذلك، لا تزال صور دماء تغطي أرضية عربة في القطار الذي شهد عملية إرهابية في مدينة فورتسبورغ الألمانية عالقة في أذهان الكثيرين في ألمانيا. العملية، التي نفذها فتى لاجئ في 17 من عمره، أسفرت عن إصابة أسرة قدمت من هونغ كونغ سائحة في ألمانيا بجروح بليغة وامرأة ألمانية ذنبها الوحيد أنها كانت في طريق الإرهابي عند محاولته الفرار من القطار. العملية تبناها فيما بعد تنظيم "داعش".
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Hildenbrand
وفيما تزداد المخاوف من ألمانيا من عمليات دامية كتلك التي شهدتها باريس ونيس وبروكسل واسطنبول وأنقرة وغيرها، تبقى التساؤلات قائمة عما دفع بفتى قدم فاراً من أفغانستان (أو باكستان) ليجد ملجأ وأسرة تحتضنه في ألمانيا إلى القتل؟ الكثيرون صدموا لكم الكراهية التي يكنها هذا الشباب خاصة بعدما نشر "داعش" فيديو يظهر فيه الفتى وهو يهدد ويتوعد فيه الألمان بالقتل والانتقام.
صورة من: picture-alliance/dpa/Amak
وما لبث الناس يتنفسون الصعداء بعد عملية ميونيخ التي بثت الذعر في القلوب خوفا من عمليات إرهابية منسقة كتلك التي شهدتها باريس في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وأسفرت عن مصرع 130 شخصا وجرح المئات، هاهي ألمانيا تشهد بعد يوم فقط جريمة أخرى اهتزت لها مدينة رويتلينغن، حيث قام لاجئ سوري في مقتل العمر بقتل مقتل امرأة وجرح خمسة آخرين بسكين كبير.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
حالة من الذعر تسود رويتلينغن، المدينة الصغيرة الهادئة في جنوب ألمانيا، بعد الجريمة البشعة. وفيما تتواصل التحقيقات مع الجاني لمعرفة دوافعه، تؤكد السلطات الألمانية على عدم الاشتباه بالإرهاب والعنف بشكل عام في طالبي اللجوء، لافتة إلى أن أغلب العمليات الإرهابية التي شهدتها أوروبا في الآونة الأخيرة لم تكن من فعل لاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Schmidt
لكن تحذيرات السلطات الألمانية من عدم وضع اللاجئين في قفص الاتهام قد لا تجد آذانا صاغية، على الأقل لدى البعض، بعد هجوم أنسباخ الانتحاري الذي شُن مساء يوم الأحد، أي في نفس اليوم الذي شهدت فيه روتلينغن عملية القتل بسكين، والذي نفذه لاجئ سوري آخر (27 عاما). العملية الإرهابية التي أسفرت عن مقتل المنفذ وجرح 15 شخصا، أربعة منهم في حالة خطيرة، كان هدفها الانتقام من ألمانيا وتبنتها داعش.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
وفيما تشير التحريات الأولى إلى ضلوع "داعش" في العملية التي نفذها اللاجئ السوري الذي فجر نفسه ليل الأحد الاثنين في بلدة أنسباخ الألمانية، يبقى من المؤكد أنه أراد قتل أكبر عدد ممكن من الناس، إذ أنه تحول إلى مهرجان للموسيقى جاءه زوار من كل حدب وصوب. ولولا أن رجال الأمن منعوه من الدخول، ويقوم بتفجير نفسه عندها، لكانت الحصيلة أثقل بكثير.
صورة من: DW/N.Niebergall
يواخيم هيرمان، وزير داخلية ولاية بافاريا الألمانية - التي شهدت ثلاث عمليات قتل وترهيب من إجمالي أربع عمليات خلال أسبوع واحد - يقول إن الهجمات الأخيرة أثارت تساؤلات بشأن قانون اللجوء الألماني والأمن في مختلف أرجاء البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
وإن لم يصدر أي تعليق بعد عن المستشارة الألمانية أو وزير داخليتها بشأن عزمهما تشديد قانون اللجوء الذي قدم بموجبه العام الماضي أكثر من مليون لاجئ، أغلبيتهم من السوريين، إلا أن المخاوف الأمنية تبقى قائمة، حيث كثفت الشرطة من تواجدها في كل المرافق العامة الحساسة. ولكن الأكيد أن ما حدث في ألمانيا خلال أسبوع، لن يمّحي من ذاكرة العديد من الناس.. أملا في ألاّ يستغلها اليمنيون المتطرفون لصالحهم!