فرنسا.. طالب لجوء سوداني يقتل موظفاً في مركز استقبال
٢٠ فبراير ٢٠٢١
قتل طالب لجوء سوداني موظفاً في مركز لاستقبال المهاجرين في مدينة فرنسية، بعد رفض طلب لجوئه. وتم اعتقال المهاجم الذي سبق أن ارتكب أعمال عنف، لكن الادعاء العام أكد أن دوافع الجريمة ليست إرهابية.
إعلان
قالت ممثلة الادعاء في مدينة باو بجنوب فرنسا اليوم السبت (20 شباط/فبراير) إن دوافع طالب اللجوء السوداني الذي طعن موظفاً في مركز لاستقبال المهاجرين فأرداه قتيلاً أمس لم تكن إرهابية. وأضافت سيسيل جونساك أن اثنين من موظفي المركز اعتقلا المهاجم بعد الواقعة. وكانت السلطات قد أعلنت أمس الجمعة أن لاجئاً سودانياً طعن موظفاً في مركز لطالبي اللجوء في مدينة باو بجنوب فرنسا فأرداه قتيلاً بعد رفض طلبه للجوء السياسي. وأوضحت مصادر من الشرطة والبلدية أن طلبه للحصول على صفة لاجئ رفض للتو.
وأوضح مصدر أمني أن الضحية كان يعمل مدير قسم في مركز لاستقبال طالبي اللجوء في مدينة باو ويبلغ 46 عاماً، وقد توفي بعيد تلقيه عدة طعنات في العنق من المعتدي السوداني البالغ 38 عاماً والذي جرى إيقافه. وقال المصدر إن المهاجم وصل إلى فرنسا قبل خمس سنوات وارتكب أعمال عنف بسكين في 2017.
وذكرت جونساك أن المهاجر السوداني خسر حقه في طلب اللجوء بعد إدانته مرتين وسجنه بسبب أعمال عنف بين عامي 2017 و2019، وكان من المقرر ترحيله إلى وطنه غير أنه لم يرد على طلب تواصل مع سلطات الهجرة.
وقال فرانسوا بايرو، رئيس بلدية باو، لإذاعة فرنسا بلو: "هذه مأساة مروعة خاصة لأن الضحية قضى حياته المهنية كلها في مساعدة المهاجرين وطالبي اللجوء". وأضاف: "طلب لجوء الرجل رُفض لأسباب وجيهة. فانقلب الرجل على المدير.. هذا عنف شديد وعبثي"، مضيفاً أن المشتبه به سبق وقضى فترة في السجن.
وأعرب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان عن تعازيه لأسرة الضحية وتوجه إلى مركز طالبي اللجوء الذي شهد وقوع الجريمة.
ورغم أن المعتدي معروف لدى الشرطة لارتكابه أعمال عنف وسبق أن أمضى عقوبة في السجن، لكنه لم يكن معروفاً لأجهزة الاستخبارات، وقال مصدر مطلع على الملف إن الهجوم لا يعتبر إرهابياً.
وأظهرت التحقيقات الأولية أن المعتدي المفترض طالب لجوء لا يعيش في نفس المركز الذي وقعت فيه الجريمة، لكنه سبق وأن استفاد من خدماته.
وقالت عناصر من جهاز الطوارئ إنه جرى نقل موظفة في المركز تبلغ 47 عاماً إلى المستشفى لتعرضها إلى "ضائقة نفسية" إثر الهجوم.
والمركز مقام في باو منذ وقت طويل، ويشير موقعه الإلكتروني إلى أن طاقته الاستيعابية تبلغ 257 مكاناً مخصصة لطالبي اللجوء واللاجئين، وهو يوفر لهم "مرافقة شاملة ولكن متناسبة مع كل أسرة أو حالة شخصية"، بما في ذلك توفير إمكانية الإقامة في عدة أحياء بالمدينة.
م.ع.ح/ع.ج.م (أ ف ب ، رويترز)
فرنسا تخلي مخيم كاليه ـ عملية إنسانية أم تخلص من إخفاق؟
بدأ بإخلاء مخيم كاليه بشمال فرنسا وسط إجراءات أمنية بهدف طي صفحة هذا الموقع الذي يسمى "الأدغال" ويشكل رمزا لأزمة الهجرة التي تطال أوروبا. معظم اللاجئين فيه ينحدرون من أفغانستان والسودان على أمل العبور إلى بريطانيا.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
تجمع أمام "مركز العبور"
غادرت حافلة أولى تقل خمسين سودانيا مخيم كاليه العشوائي إلى مركز استقبال في بورغونيه (وسط شرق فرنسا)، بعد 45 دقيقة من بدء العملية. ومنذ الفجر وصل مئات المهاجرين إلى الموقع الذي حُدد ليكون مقر قيادة عملية الإخلاء.
صورة من: REUTERS/P. Rosignol
أمل العبور إلى بريطانيا
تؤكد الحكومة في باريس أن هذه العملية الكبيرة "إنسانية" ويفترض أن تسمح بإخلاء أكبر مخيم عشوائي في فرنسا نشأ قبل 18 شهرا ويأوي مهاجرين جاء معظمهم من أفغانستان والسودان واريتريا على أمل عبور بحر المانش إلى بريطانيا.
صورة من: REUTERS/ P. Rossignol
مخيم عشوائي لا تتوفر فيه أبسط سبل العيش
ينتظر مئات الرجال والنساء والأطفال منذ أشهر طويلة في تجاهل تام من قبل السلطات الفرنسية على أمل أن يتمكنوا من عبور بحر المانش في هذا المخيم العشوائي الذي لا يوفر أدنى ظروف الإقامة والواقع قبالة السواحل البريطانية. وقال أحد الشباب: "أي مكان في فرنسا سيكون أفضل من المخيم".
صورة من: imago/ZUMA Press
مواجهات متكررة مع الشرطة
حصلت مواجهات من حين لآخر بين مهاجرين وعناصر الشرطة في محيط المخيم. وألقى عناصر الشرطة عشية تفكيك المخيم قنابل الغاز المسيل للدموع قرب الطريق المحاذية للميناء وداخل المخيم بعد أن قام عشرات المهاجرين برشقهم بالحجارة. وهذه المواجهات مألوفة إذ يحاول المهاجرون اعتراض الشاحنات المتجهة إلى الميناء لصعودها والسفر إلى بريطانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Huguen
مخيم كاليه ـ بؤرة توتر تشحن الجدل السياسي
وتحول مخيم كاليه إلى بؤرة تثير قلق سكان المدينة وبات يسمم الجدل حول الهجرة ويثير توترا سياسيا داخل البلاد حيث تحصل مزايدات بين الأحزاب التقليدية وحزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف في سن قوانين مشددة في التعامل مع هجرة الأجانب. وستقوم 145 حافلة خلال 3 أيام بنقل المهاجرين إلى 451 مركز إيواء موزعة في جميع أنحاء فرنسا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Maxppp/M. Demeure
بعد الرحيل تأتي الجرافات لاقتلاع أثر المخيم
وتؤكد الحكومة أنها أمنت 7500 مكان لإيواء المهاجرين وتأمل في إفراغه نهائيا "خلال أسبوع واحد". وقال فرنسوا غينوك، نائب رئيس جمعية "لوبيرج دي ميغران" التي تعنى بالمهاجرين "تحلم الحكومة بأن تحل المشكلة عبر تدمير المخيم، لكن هذا خطأ"، مشيرا إلى أن "كثيرين من الذين يرحلون سيعودون. ولا يجب أن ننسى أن هناك واصلين جددا يبلغ عددهم نحو30 كل يوم".
صورة من: Reuters/N. Hall
اللاجئون يحصلون على أرقام
ولم تنه عملية الإخلاء الجدل القائم حول المخيم. فقد عبر عدد من أعضاء المعارضة الفرنسية اليمينية عن خشيتهم من انتشار مخيمات صغيرة تشبه مخيم كاليه في جميع أنحاء فرنسا، بينما اعترضت مدن يفترض أن تستقبل لاجئين على خطة توزيع المهاجرين التي وضعتها الحكومة.
صورة من: Reuters/P. Woyazer
قاصرون ينتظرون العبور إلى بريطانيا
وسمح التفكيك المنظم للمخيم بإيجاد تسويات لوضع عدد من القاصرين الذين يقدر عددهم بنحو 1300. فقد وافقت الحكومة البريطانية على تسريع إجراءات استقبال هؤلاء الأطفال أو الفتية الذين لدى نحو 500 منهم علاقات أسرية في المملكة المتحدة. لكن وزيرة الإسكان الفرنسية ايمانويل كوس انتقدت مع ذلك تحفظ لندن على استقبال قاصرين بمفردهم، مؤكدة أنه يجب قبول المئات منهم بسرعة. ويظل مصير 1300 طفل بدون عائلة مجهولا.
صورة من: Getty Images/M. Turner
علامات استفهام ملازمة لإخلاء المخيم
وعبرت جمعيات لمساعدة المهاجرين من جهتها عن أسفها لتسرع السلطات، بينما لا يخفي كثيرون شكوكهم في تبعات العملية. وعلى الرغم من أن الهدوء ساد اليوم الاثنين (24 أكتوبر/ تشرين أول 2016) يتوقع عمال الإغاثة أن يحاول مئات المهاجرين البقاء في المخيم وحذروا من أن الأجواء قد تتغير في وقت لاحق من الأسبوع عندما يبدأ التفكيك الفعلي للمخيم.