في أول لقاء بين رئيس أمريكي ورئيس سوري منذ 25 عامًا، حثّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره السوري أحمد الشرع على الانضمام إلى اتفاقيات "إبراهام". وجاء اللقاء في الرياض قبيل انعقاد القمة الخليجية-الأمريكية.
التقى ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض عقب قرار رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا.صورة من: Bandar Al-Jaloud/Saudi Royal Court/Anadolu/picture alliance
إعلان
التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية الأربعاء (14 مايو/أيار)، وذلك عقب إعلان الولايات المتحدة رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا.
وخلال اللقاء، الذي استمر لأكثر من 30 دقيقة، طلب ترامب من الشرع الانضمام إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، ودعاه إلى "ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين"، وفقًا لبيان صادر عن البيت الأبيض.
وشارك في اللقاء، الذي جمع ترامب والشرع، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كما انضم إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر الإنترنت.
واستضافت سوريا، خلال حكم عائلة الأسد، العديد من الفصائل الفلسطينية، أبرزها حركتا حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية – القيادة العامة.
وأضاف البيان أن ترامب طالب الرئيس السوري الانتقالي بـ"تحمّل المسؤولية" عن مراكز احتجاز تنظيم داعش في شمال شرق سوريا، والتي تضم آلافًا من مقاتلي وأسر التنظيم الذي كان قد سيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا في السنوات الماضية.
"صفحة جديدة"
وأعرب الرئيس أحمد الشرع عن شكره وتقديره لقرار ترامب رفع العقوبات عن سوريا، معتبرًا أن هذا القرار سيفتح صفحة جديدة تُمكّن من إعادة بناء سوريا، وإنعاش اقتصادها، والمساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار فيها.
إعلان
كما أعرب عن شكره لولي العهد السعودي والرئيس التركي على جهودهما في دعم سوريا والمطالبة برفع العقوبات عنها.
ورحب وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، باللقاء مع ترامب، وكتب على منصة "إكس" مرفقًا صورة من اللقاء: "نشارك هذا الإنجاز مع شعبنا السوري الذي ضحّى من أجل إعادة سوريا إلى مكانتها التي تستحق. والآن بدأ العمل نحو سوريا العظيمة".
وأصدرت وزارة الخارجية السورية بيانًا وصفت فيه اللقاء بـ"التاريخي"، دون أن تتطرق إلى مسألة التطبيع.
وجاء اللقاء عشية إعلان ترامب رفع العقوبات المفروضة على سوريا. وقال ترامب خلال منتدى الاستثمار السعودي-الأمريكي: "سأصدر الأوامر برفع العقوبات عن سوريا.. كانت العقوبات قاسية وتسببت بشلل، لكن الآن حان وقتهم للتألق".
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت قيودًا شاملة على المعاملات المالية مع سوريا خلال الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011، وأوضحت أنها ستستخدم العقوبات لمعاقبة أي جهة تشارك في إعادة الإعمار طالما بقي الأسد في السلطة دون محاسبة على الفظائع المرتكبة.
ولم يُشر ترامب إلى نية الولايات المتحدة إزالة سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهو إجراء اتُّخذ عام 1979 بسبب دعم دمشق لفصائل فلسطينية مسلحة، مما يُعيق الاستثمار بشكل كبير.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الخبيرة في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، رابحة سيف علام، قولها إن رفع العقوبات يعيد دمج سوريا في الاقتصاد العالمي بعد سنوات من العزلة، ويتيح التحويلات المالية من ملايين السوريين الذين فرّوا خلال الحرب.
وأضافت: "وقف العمل بالعقوبات سيمنح سوريا فرصة حقيقية لاستقبال التمويل اللازم لإنعاش الاقتصاد، وفرض سلطة الدولة المركزية، وإطلاق مشاريع إعادة الإعمار بدعم خليجي واضح".
وفي السياق ذاته، عبّر الرئيس التركي عن شكره للرئيس الأمريكي على إعلان رفع جميع العقوبات المفروضة على الحكومة السورية.
قال ترامب إن واشنطن تبحث إمكانية تطبيع العلاقات مع دمشق.صورة من: Bandar Al-Jaloud/Saudi Royal Court/Anadolu/picture alliance
أول لقاء منذ 25 عاما
وخلال اللقاء، قال ترامب إن واشنطن تبحث إمكانية تطبيع العلاقات مع دمشق. وبحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، فإن ترامب قد وصف لقاءه مع الشرع كان "عظيما".
ويُعد لقاء ترامب مع الشرع أول اجتماع من نوعه منذ 25 عامًا بين رئيسي البلدين. وكان بيل كلينتون آخر رئيس أمريكي يلتقي رئيسا سوريا، حين حاول عام 2000 دون جدوى إقناع حافظ الأسد، والد بشار، بالسلام مع إسرائيل.
ويُشكل اللقاء وقرار رفع العقوبات دفعة قوية للرئيس الشرع، الذي يسعى لبسط سيطرة حكومة دمشق على البلاد بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول.
تحرير: ح.ز
مسارات الثورة السورية - سقوط نظام بشار الأسد بعد سنوات من سفك الدماء
مع الانهيار المفاجئ لحكم بشار الأسد في سوريا ثم سقوطه يوم الأحد 08/ 12/ 2024 حققت المعارضة السورية أهدافها بعد قرابة 14 عاما، في لحظة حاسمة من حرب أهلية حصدت أرواح مئات الآلاف ونزح بسببها نصف السكان واستقطبت قوى خارجية.
صورة من: Orhan Qereman/REUTERS
2011 - احتجاجات سلمية وقمع
انتشرت الاحتجاجات الأولى سلميا ضد الأسد سريعا في أنحاء البلاد، وواجهتها قوات الأمن بالاعتقالات والرصاص. ثم حمل بعض المتظاهرين السلاح وانشقت وحدات عسكرية بالجيش مع تحول الانتفاضة إلى ثورة مسلحة حظيت بدعم دول غربية وعربية وكذلك تركيا.
صورة من: AP
2012 - تفجير هو الأول من نوعه في دمشق
وقع تفجير بدمشق هو الأول من نوعه نفذته جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الجديد بسوريا والتي اكتسبت قوة وبدأت بسحق جماعات ذات مبادئ قومية. واجتمعت القوى العالمية بجنيف واتفقت على الحاجة لانتقال سياسي لكن انقسمت حول كيفية تحقيق ذلك. الأسد وجه قواته الجوية نحو معاقل المعارضة مع سيطرة المقاتلين على أراضٍ لتتصاعد الحرب مع وقوع مجازر على الجانبين.
صورة من: Reuters
2013 – دعم إيران وحزب الله للأسد واتهام نظامه باستخدام السلاح الكيماوي
ساعد حزب الله اللبناني الأسد على تحقيق النصر في القُصَير ليوقف زخم المعارضة ويظهر الدور المتزايد للجماعة المدعومة من إيران في الصراع. حددت واشنطن استخدام الأسلحة الكيميائية كخط أحمر، لكن هجوما بغاز السارين [كما في الصورة هنا] على الغوطة الشرقية التي سيطرت عليها المعارضة قرب دمشق أودى بحياة عشرات المدنيين دون أن يثير ردا عسكريا أمريكيا.
صورة من: Reuters
2014 - استسلام مقاتلي المعارضة في حمص القديمة
سيطر تنظيم الدولة الإسلامية فجأة على الرقة بالشمال الشرقي وعلى مساحات بسوريا والعراق. استسلم مقاتلو المعارضة [نرى بعضهم في الصورة] بحمص القديمة ووافقوا على المغادرة لمنطقة أخرى بأول هزيمة كبيرة لهم بمنطقة حضرية كبرى وهذا مهد لاتفاقات "إخلاء" بعد ذلك. شكلت واشنطن تحالفا ضد تنظيم الدولة الإسلامية وبدأت بتنفيذ ضربات جوية مما ساعد القوات الكردية على وقف مد التنظيم لكنه تسبب بتوترات مع حليفتها تركيا.
صورة من: Salah Al-Ashkar/AFP/Getty Images
2015 - اكتساب المعارضة أراضيَ في إدلب ودعم روسيا للأسد
بفضل تحسين التعاون والحصول على الأسلحة من الخارج تمكنت الجماعات المعارضة من كسب المزيد من الأراضي والسيطرة على شمال غرب إدلب، لكن بات للمسلحين الإسلاميين دور أكبر. انضمت روسيا إلى الحرب لدعم الأسد بشن غارات جوية حولت دفة الصراع لصالح رئيس النظام السوري لسنوات لاحقة.
صورة من: Reuters/K. Ashawi
2016 - هزيمة المعارضة في حلب على أيدي قوات الأسد وحلفائه
مع قلقها من تقدم الأكراد على الحدود شنت تركيا عملية توغل مع جماعات معارضة متحالفة معها مما أدى لإقامة منطقة جديدة تحت السيطرة التركية. تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من هزيمة المعارضة في حلب، وهو ما اعتبر آنذاك أكبر انتصار للأسد في الحرب. انفصلت جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة وبدأت محاولة تقديم نفسها في صورة معتدلة، فأطلقت على نفسها سلسلة من الأسماء الجديدة قبل أن تستقر في النهاية على هيئة تحرير الشام.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
2017 - هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة
تمكنت قوات مدعومة من الولايات المتحدة بقيادة الأكراد [هنا في الصورة] من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة. وانتهى هذا الهجوم وهجوم آخر شنه الجيش السوري بطرد هذا التنظيم المتطرف من كل الأراضي تقريبا التي استولى عليها.
صورة من: Reuters/G. Tomasevic
2018 - استعادة الأسد للغوطة الشرقية ودرعا
استعاد الجيش السوري الغوطة الشرقية قبل أن يستعيد سريعا جيوبا أخرى للمعارضة في وسط سوريا ثم درعا معقلها الجنوبي. وأعلن الجيش الحكومي خروج جميع فصائل المعارضة من منطقة الغوطة الشرقية بعد نحو شهرين من هجوم عنيف على هذه المنطقة التي كانت معقلاً للمعارضة.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Beshara
2019 - فقدان تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا
فقد تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا. وقررت الولايات المتحدة إبقاء بعض قواتها في البلاد لدعم حلفائها الأكراد. وبإعلانها السيطرة على آخر معاقله في سوريا طوت قوات سوريا الديمقراطية نحو خمس سنوات من "الخلافة" المزعومة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ورحب زعماء العالم بـ"تحرير" منطقة الباغوز مؤكدين على مواصلة "اليقظة" تجاه خطر التنظيم.
ساندت روسيا هجوما لقوات النظام السوري انتهى بتفاهمات روسية تركية ايرانية ليتجمد القتال عند معظم خطوط المواجهة. وسيطر الأسد على جل الأراضي وجميع المدن الرئيسية ليبدو أنه قد رسخ حكمه. وسيطر المعارضون على الشمال الغربي فيما سيطرت قوة مدعومة من تركيا على شريط حدودي. وسيطرت القوات التي يقودها الأكراد على الشمال الشرقي.
2023 - تقليص وجود إيران وحزب الله في سوريا وتقويض سيطرة الأسد
وقع هجوم حركة حماس الارهابي غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر / تشرين الأول ليندلع قتال بين إسرائيل وحزب الله اللبناني أدى في نهاية المطاف إلى تقليص وجود الجماعة في سوريا وتقويض سيطرة الأسد. في الصورة: قصف مبنى بالقرب من السفارة الإيرانية في دمشق منسوب لإسرائيل عام 2024.
صورة من: Firas Makdesi/REUTERS
2024 - سقوط نظام الأسد وحكم حزب البعث في سوريا 08 / 12 / 2024
شنت المعارضة هجوما جديدا على حلب. ومع تركيز حلفاء الأسد على مناطق أخرى، ينهار الجيش سريعا. وبعد ثمانية أيام من سقوط حلب استولى المعارضون على معظم المدن الكبرى من بينها دمشق ليسقط حكم الأسد في تاريخ الثامن من ديسمبر / كانون الأول 2024. الصورة من دمشق في تاريخ 08 / 12 / 2024 من الاحتفالات الشعبية بالإطاحة بنظام الأسد. إعداد: علي المخلافي