معهد إيفو الألماني الاقتصادي ينتقد قرار البنك المركزي الأوروبي برفع سعر الفائدة في سبتمبر/ أيلول المقبل معتبراً إياه أنه جاء بعد فوات الأوان. فيما قللت معاهد أوروبية مهمة من توقعاتها لمعدل النمو الاقتصادي.
إعلان
أعرب رئيس معهد إيفو الألماني الاقتصادي كليمنس فوست عن اعتقاده بأن إعلان البنك المركزي الأوروبي رفع سعر الفائدة جاء "بعد فوات الأوان". وقال فوست خلال الجمعية السنوية للمعهد في ميونخ الخميس: "لم يكن من المقبول أن يتمسك البنك المركزي الأوروبي بأسعار الفائدة السلبية وعمليات شراء السندات حتى اليوم، مع وصول معدل التضخم إلى 8 بالمئة".
وأضاف فوست:" لا شك في أن السياسة النقدية جاءت متأخرة للغاية" وتوقع الانزلاق إلى الركود قائلاً: "نعم للأسف". وأعرب فوست عن اعتقاده بخطورة ارتفاع الديون مع ارتفاع أسعار الفائدة بالنسبة لدول اليورو المثقلة بالديون بالفعل.
ورأى فوست أنه عندما تنتهي فترة الأموال الرخيصة وشراء البنك المركزي الأوروبي للسندات، سيتعين على الحكومات تحديد النفقات الضرورية. وقال فوست إن استمرار تخفيف قواعد الديون المعلقة حالياً ستكون مجرد "إشارة على تراجع مراعاة الاستدامة في السياسة المالية عما كان عليه الحال إلى الآن".
واختتم فوست كلامه قائلاً : "إذا تسابق العديد من سائقي السيارات في مكان ما بالسير بسرعة 100 كيلومتر في الساعة فعندئذ لن يفكر أحد في تبديل هذه السرعة إلى 50 كيلومتر في الساعة من خلال قاعدة أكثر مرونة تتيح فسحة أكبر للسائقين". ولفت إلى أنه "لا ينبغي الإفراط في التوقعات" المنتظرة من القواعد الخاصة بضبط الديون.
ما هو التضخم؟
02:35
الأسهم الأوروبية تتراجع
وبعد إعلان المركزي الأوروبي الخميس رفع سعر الفائدة، سجلت الأسهم الأوروبية أدنى مستوى لها. وعوض المؤشر ستوكس 600 جميع خسائره تقريبا بعدماً أبقى البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير، لكنه سرعان ما حول اتجاهه ليهبط إلى 1.6 بالمئة. وتراجعت جميع المؤشرات الرئيسية في أوروبا بنسبة واحد بالمئة أو أكثر، مع تراجع المؤشر القياسي في بورصة ميلانو الإيطالية 1.9 بالمئة.
وقال البنك المركزي الأوروبي إنه سينهي خطة شراء السندات طويلة الأمد في الأول من يوليو/ تموز، ويرفع أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس - لأول مرة منذ عقد - و>لك اعتباراً من الشهر المقبل وربما بهامش أكبر في سبتمبر / أيلول.
وأوضح البنك المركزي أن متوسط التضخم قد يبلغ 6.8 بالمئة هذا العام، وهي نسبة أعلى بكثير من 5.1 بالمئة بحسب توقعات مارس/ آذار، فضلاً عن المعدل المستهدف عند اثنين بالمئة، في حين تم خفض توقعات النمو الاقتصادي للعام الحالي إلى 2.8 بالمئة من التوقعات السابقة عند 3.7 بالمئة.
أزمة جمعيات موائد الفقراء
02:03
This browser does not support the video element.
ألمانيا: تضخم كبير ونمو اقتصادي أضعف
وخفض البنك الاتحادي الألماني اليوم الجمعة توقعاته بشأن النمو الاقتصادي، حيث ذكر أنه من المتوقع أن يستمر التعافي الاقتصادي بعد تراجع الجائحة لكن بصورة أقل مما توقعه من قبل.
ويتوقع البنك أن تسجل ألمانيا نمواً اقتصادياً هذا العام بنسبة 1.9 بالمئة. وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كان البنك يتوقع أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 4.2 بالمئة في عام 2022.
كما تراجعت توقعات البنك بشأن النمو الاقتصادي للعام المقبل، حيث يتوقع خبراء البنك أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي عام 2023 بنسبة 2.4 بالمئة، بدلا من توقعاته السابقة بارتفاع بنسبة 3.2 بالمئة.
وبحسب بيانات أولية قفز معدل التضخم السنوي في ألمانيا إلى أعلى مستوى له منذ ما يقرب من 50 عاماً في مايو / أيار الماضي إلى 7.9 بالمئة. وبالنسبة للعام بأكمله، يتوقع البنك المركزي الألماني الآن معدل تضخم يبلغ 7.1 بالمئة بناء على ما يسمى بالمؤشر المنسق لأسعار المستهلك، والذي يستخدمه البنك المركزي الأوروبي لسياسته النقدية.
وقال محافظ البنك المركزي الألماني يوآخيم ناغل: "أسعار المستهلكين سترتفع هذا العام أكثر مما كانت عليه في أوائل الثمانينيات"، موضحاً أن ضغط الأسعار ارتفع مجدداً في الفترة الأخيرة، وهو ما لا تعكسه بالكامل التوقعات المعلنة حالياً، وقال: "إذا استمر هذا التطور، فقد يرتفع المؤشر المنسق لأسعار المستهلك لأكثر من 7 بالمئة في المتوسط في عام 2022".
ووفقاً لتقديرات البنك المركزي الألماني، من المفترض أن ينخفض معدل التضخم في ألمانيا تدريجياً اعتباراً من العام المقبل، وقد يصل في المتوسط إلى 4.5 بالمئة، وإلى 2.6 بالمئة عام 2024. ويهدف البنك المركزي الأوروبي إلى استقرار الأسعار على المدى المتوسط مع معدل تضخم يبلغ 2 بالمئة لمنطقة اليورو ككل.
خ.س/و.ب (أ ف ب، رويترز)
عربيا ودوليا.. تداعيات حرب بوتين على الأسعار ومعيشة الناس
تداعيات غزو روسيا لأوكرانيا لم تقتصر على دول الجوار، وإنما امتد تأثير الحرب إلى جميع أنحاء العالم. فمع ارتفاع أسعار الطعام والوقود إلى معدلات غير مسبوقة، شهدت بعض الدول مظاهرات وأعمال شغب.
صورة من: Dong Jianghui/dpa/XinHua/picture alliance
ألمانيا.. التسوق بات مكلفا
أدت الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا إلى ارتفاع تكلفة المعيشة في ألمانيا وهو ما أثر على المستهلكين. ففي مارس/ آذار، ارتفع معدل التضخم في ألمانيا إلى أعلى مستوى له منذ عام 1981. وبالنسبة للعقوبات، تبدي الحكومة الألمانية حرصا على المضي قدما في فرض حظر على الفحم الروسي، لكنها لم تتخذ قرارا بعد حيال حظر الغاز والنفط الروسي.
صورة من: Moritz Frankenberg/dpa/picture alliance
كينيا.. ازدحام أمام محطات الوقود
شهدت محطات الوقود في العاصمة الكينية نيروبي ازدحاما كبيرا مع شعور الناس بارتفاع سعر الوقود بشكل كبير، مع عدم توفره جراء الحرب فضلا عن تداعياتها على أزمة الغذاء في هذا البلد الفقير. وقد أعرب سفير كينيا لدى الأمم المتحدة، مارتن كيماني، عن بالغ قلقه إزاء الأمر أمام مجلس الأمن، إذ أجرى مقارنة بين الوضع في شرق أوكرانيا والأحداث التي شهدتها أفريقيا عقب الحقبة الاستعمارية.
صورة من: SIMON MAINA/AFP via Getty Images
تركيا.. تأمين إمدادات القمح
تعد روسيا من أكبر منتجي القمح في العالم. وبسبب الحظر على الصادرات الروسية، ارتفع سعر الخبز في دول عدة ومنها تركيا. كما أدت العقوبات الدولية إلى تعطيل سلاسل التوريد. وتعد أوكرانيا واحدة من أكبر خمس دول مصدرة للقمح في العالم، لكن بسبب الغزو الروسي لا تستطيع كييف شحن الإمدادات من موانئها المطلة على البحر الأسود.
صورة من: Burak Kara/Getty Images
العراق.. ارتفاع كبير في أسعار القمح
يعمل هذا العامل في سوق جميلة، أحد أسواق الجملة في بغداد. ارتفعت أسعار القمح في العراق إلى معدلات قياسية منذ غزو روسيا لأوكرانيا. وبما أن روسيا وأوكرانيا تستحوذان على نسبة 30 بالمائة من تجارة القمح في العالم، فلم يكن العراق بمنأى عن تأثير العقوبات. ورغم أن الحكومة العراقية اتخذت موقفا محايدا من الأزمة الأوكرانية، إلا أن الملصقات المؤيدة لبوتين باتت محظورة في البلاد.
صورة من: Ameer Al Mohammedaw/dpa/picture alliance
مصر.. رفوف ممتلئة وأسواق خالية
تضررت مصر بشدة من الارتفاع الراهن في أسعار السلع الأساسية بسبب الحرب في أوكرانيا فقد أصبحت بعض الأسواق خالية رغم أن الأسواق تكون مزدحمة عادة وتشهد رواجا في شهر رمضان. وبلغ معدل التضخّم في مصر 10 بالمائة على أساس سنوي في فبراير/ شباط في ارتفاع يعزوه الخبراء بشكل أساسي إلى زيادة أسعار المواد الغذائية بنسبة 20 بالمائة.
صورة من: Mohamed Farhan/DW
تونس ..مخاوف من أزمة هجرة
ارتفعت أسعار أسطوانة الغاز والخبز في تونس إلى معدلات مذهلة بسبب الحرب في أوكرانيا ليواجه مهد "الربيع العربي" حاليا أزمة حادة في توفير الغذاء للجميع. فهل ستتسبب الأزمة في موجة جديدة من الهجرة؟
صورة من: Chedly Ben Ibrahim/NurPhoto/picture alliance
اليمن.. السير على الأقدام
أدى ارتفاع أسعار الوقود إلى ارتفاع أجور النقل في اليمن، وهو ما دفع البعض إلى السير على الأقدام بدل ركوب السيارة. ففي الأسابيع الأولى للحرب، ارتفعت أسعار الوقود فتضاعف سعر التنقل من 100 ريال إلى 200 ريال يمني. وقد حذر برنامج الأغذية العالمي في مارس/ آذار الماضي من تدهور الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية في اليمن في ظل حاجة قرابة 17,4 مليون شخص إلى مساعدات فورية.
صورة من: Farouk Mokbel/DW
بيرو.. موجة احتجاجات
اندلعت مظاهرات ووقعت اشتباكات بين محتجين ورجال الشرطة في العاصمة ليما التي شهدت موجة من احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها من السلع الأساسية، خاصة مع تفاقم الأزمة مع اندلاع حرب أوكرانيا. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات وزيادة حدتها، فرض الرئيس بيدرو كاستيلو حظر تجول وأعلن حالة الطوارئ بشكل مؤقت. لكن مع انتهاء سريان حالة الطوارئ، خرجت مظاهرات جديدة في البلاد.
صورة من: ERNESTO BENAVIDES/AFP via Getty Images
سريلانكا.. حالة طوارئ
عصفت بسريلانكا أيضا موجة احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لكن تزايدت حدتها مع محاولة عدد من المتظاهرين اقتحام المقر الخاص للرئيس غوتابايا راجاباكسا. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة ونقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، أعلن راجاباكسا حالة الطوارئ، داعيا في الوقت نفسه الهند والصين إلى مساعدة بلاده في تأمين احتياجاتها الغذائية.
صورة من: Pradeep Dambarage/Zumapress/picture alliance
اسكتلندا.. المظاهرات تصل أوروبا
شهدت اسكتلندا احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، كما نظمت النقابات العمالية في جميع أنحاء المملكة المتحدة مظاهرات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة. وعقب انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، ارتفعت الأسعار، لكن الحرب في أوكرانيا زادت الوضع سوءً.
صورة من: Jeff J Mitchell/Getty Images
بريطانيا.. ارتفاع أسعار الأسماك
يعد طبق "السمك مع البطاطا المقلية" من الأطباق المفضلة والشعبية في بريطانيا، إذ يتم تناول حوالي 380 مليون حصة من السمك ورقائق البطاطس في المملكة المتحدة كل عام. بيد أن العقوبات الصارمة على روسيا أدت إلى ارتفاع أسعار السمك الأبيض المستورد من روسيا فضلا عن زيادة أسعار زيت الطهي والطاقة. وقد وصل معدل التضخم في المملكة المتحدة 6.2 بالمائة على أساس سنوي في فبراير/ شباط الماضي.
صورة من: ADRIAN DENNIS/AFP via Getty Images
نيجيريا.. اغتنام الفرصة
يقوم هذا التاجر بتعبئة الدقيق لإعادة بيعه في منطقة إيبافو بنيجيريا. وتسعى نيجيريا منذ زمن طويل لتقليل اعتمادها على استيراد المواد الغذائية. فهل يمكن أن توفر الحرب في أوكرانيا الفرصة لنيجيريا لتقليل استيرادها للمواد الغذائية؟ وفي هذا السياق، دشن أليكو دانغوت، أغنى رجل في نيجيريا وأحد أثرياء إفريقيا، مؤخرا أكبر مصنع للأسمدة في البلاد فيما يحدوه الأمل في سد حاجة نيجيريا من الأسمدة.