بعد زيارة أوجلان.. حزب مؤيد للأكراد يلتقي شخصيات تركية بارزة
٢ يناير ٢٠٢٥
تتواصل الجهود الحثيثة لإطلاق حوار تركي-كردي، إذ التقى وفد من حزب معارض مؤيد للأكراد بزعيم الحرركة القومية دولت بهجلي ورئيس البرلمان التركي بعد زيارة تاريخية لعبدالله أوجلان، في محاولة لتخفيف التوتر وإحياء مسار التفاهم.
إعلان
التقى وفد من حزب تركي معارض مؤيد للأكراد الخميس (الثاني من يناير/كانون الثاني 2025) رئيس البرلمان التركي وزعيم حزب الحركة القومية اليميني المتطرف وسط جهود لاستئناف الحوار بين أنقرة ومتمردي حزب العمال الكردستاني.
واجتمع وفد يضم ثلاثة أشخاص من حزب "المساواة وديموقراطية الشعوب" مع رئيس البرلمان نعمان كورتولموس وثم مع رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي.
إعلان
جهود لتخفيف التوتر التركي - الكردي
وهدف الاجتماعان لإطلاعهما على مضمون اللقاء الذي أجراه وفد من الحزب المعارض نهاية الأسبوع الفائت مع مؤسس حزب العمال الكردستاني وزعيمه التاريخي عبدالله اوجلان الذي يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة في سجن جزيرة ايمرالي قرب إسطنبول.
وهذه الزيارة السياسية هي الأولى التي يحظى بها أوجلان منذ أكثر من عقد وتأتي في سياق تخفيف التوتر بين السلطات التركية وحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً والمصنف "إرهابياً" من جانب أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.
وأتت الزيارة بعد شهرين من قيام حليف أردوغان، دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية التركية والمعادي لحزب العمال، بدعوة أوجلان للحضور إلى البرلمان لإعلان حل الحزب، مقابل إطلاق سراحه.
وتلقى الخطوة دعم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وجاءت قبل شهر من إطلاق فصائل المعارضة السورية بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً مباغتاً استمر 12 يوماً وأطاح الرئيس بشار الأسد، في خطوة سلّطت الأضواء على المخاوف التركية حيال القضية الكردية.
حزب العمال الكردستاني يعرف اختصاراً بـ PKK
01:01
اجتماعات تحضيرية قبيل لقاء أردوغان
وخلال اجتماعه مع وفد حزب "المساواة وديموقراطية الشعوب" الذي ضم النائبين سيري سوريا أوندر وبرفين بولدان، أبدى أوجلان استعداده للمساهمة في عملية السلام مع أنقرة، معتبراً أن تعزيز الأخوة الكردية التركية هو "مسؤولية تاريخية".
وقال الزعيم الكردي إن الوفد الذي زاره سينقل موقفه إلى الدولة التركية والأطراف السياسيين الآخرين، مضيفاً: "في ضوء ذلك، أنا مستعد لاتخاذ الخطوات الإيجابية الضرورية".
وبدأ أوندر وبولدان بعد ذلك "سلسلة اجتماعات مع أحزاب برلمانية" وانضم إليهما الخميس أحمد ترك (82 عاماً)، وهو سياسي كردي مخضرم يعرف بمساعيه منذ مدة طويلة لحل القضية.
وقال أوندر بعدما اجتمع مع رئيس البرلمان في تصريحات نقلتها شبكة "إن تي في" التركية الخاصة إن "الاجتماع كان إيجابياً. لدينا أمل". وأضاف أن الوفد سيجتمع مع حزب أردوغان الحاكم "العدالة والتنمية" وحزب المعارضة الرئيسي "حزب الشعب الجمهوري" الاثنين. وسيقدم الوفد بعد ذلك إحاطة كاملة بشأن آخر التطورات.
وذكر الإعلام المحلي أيضاً أن الوفد التقى بهجلي مدة 40 دقيقة، من دون الكشف عن فحوى المحادثات. وفي منشور على منصة "إكس" نهاية الأسبوع، اعتبر الرئيس المشارك لحزب "المساواة وديموقراطية الشعوب" تونجر باكيرهان نداء أوجلان "فرصة تاريخية لبناء مستقبل مشترك".
وأضاف "نحن على أعتاب تحول ديموقراطي محتمل في تركيا والمنطقة. والآن هو الوقت المناسب للشجاعة والاستبصار من أجل سلام مشرف".
ع.ح/أ.ح (أ ف ب)
هزائم تاريخية أجهضت حلم "الدولة الكردية"
على مر التاريخ تشبث الأكراد بحلم إنشاء دولة مستقلة لهم، غير أنه السياسة على أرض الواقع كان لها رأي آخر. في ما يلي ملف صور عن أبرز الهزائم التاريخية التي أجهضت حلم إنشاء دولة كردية في الشرق الأوسط.
صورة من: Reuters/K. Ashawi
معاهدة سيفر
بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، جاءت معاهدة سيفر عام 1920 لتمنح الأكراد الأمل في إنشاء دولة مستقلة لهم. غير أن رفض حكومة أتاتورك الاعتراف بالمعاهدة جاء بمعاهدة جديدة، وهي معاهدة لوزان، التي غيرت موازين القوى لصالح تركيا وأجهضت حلم تأسيس الدولة الكردية المستقلة.
صورة من: Imago/United Archives International
جمهورية مهاباد
في الثاني والعشري من يناير/ كانون الثاني من عام 1946، ولدت جمهورية مهاباد الكردية بدعم من الاتحاد السوفييتي. واتخذت الجمهورية الكردية من مدينة ماهاباد في أقصى شمال غرب إيران عاصمة لها. وكان قاضي محمد ومصطفى البارازاني مؤسسي الجمهورية. لكن بسبب تراجع الدعم السوفييتي بسبب ضغوط إيران، سقطت الجمهورية بعد شهور من تأسيسها.
صورة من: Imago/S. Simon
ثورة الشيخ سعيد بيران
في عام 1923 أسس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية الحديثة. وبعد أقل من عامين على تأسيسها، واجهت الدولة الفتية أول انتفاضة كبرى قام بها الأكراد في جنوب شرق تركيا بقيادة الشيخ سعيد بيران. الانتفاضة كانت ضد سياسة القمع التي تتبعها حكومة أتاتورك ضد الأقلية الكردية. لكن سرعان ما تم قمع التمرد، وأُعدم الشيخ بيران.
صورة من: Gemeinfrei
الأزمة مع العراق
في عام 1974 تأزمت العلاقة بين الحكومة العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني بعد مطالبة الملا مصطفي برزاني بالحصول على آبار نفط كركوك ودعا الأكراد إلى ثورة جديدة ضد الحكومة العراقية.
صورة من: picture-alliance/dpa
اتفاقية الجزائر 1975
وقعت هذه الاتفاقية بين الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين وشاه إيران آنذاك محمد رضا بهلوي، وأشرف عليها الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين، وكان الهدف منها هو وقف النزاعات بين الدولتين حول الحدود. لكن بعد إلغاء صدام حسين للاتفاقية، انهارت الانتفاضة الكردية بسبب انقطاع دعم إيران لها.
صورة من: Gemeinfrei
مجزرة حلبجة
في عام 1988، تعرضت مدينة حلبجة الكردية لغارات بالسلاح الكيماوي في إطار ما عُرف بحملة "الأنفال"، التي قام بها النظام السابق برئاسة صدام حسين ضد الأكراد. يذكر أن الهجوم الكيماوي على حلبجة أسفر عن مقتل ما بين 3500 إلى 5000 شخص، وفقاً لمصادر مختلفة، فيما قدر عدد المصابين بحوالي عشرة آلاف شخص.
صورة من: Safin Hamed/AFP/Getty Images
انتفاضة 1991
بدأت قوات من الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي انتفاضة ضد الحكومة العراقية إثر غزو الكويت. لكن سرعان ما أخمدها الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بالقوة، ما تسبب في نزوح أكثر من مليون كردي إلى دول الجوار.
صورة من: picture-alliance/dpa
أزمة الاستفتاء
في سبتمبر/ أيلول عام 2017 أعلن رئيس إقليم كردستان، مسعود برزاني، عن إجراء استفتاء شعبي لاستقلال الإقليم عن العراق. لكن ذلك قوبل برفض شديد من الحكومة في بغداد. كما رفضت الأمم المتحدة الإشراف على عملية الاستفتاء.
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/Y. Keles
سقوط عفرين
بعد حملة عسكرية استمرت ثمانية أسابيع لإخراج وحدات حماية الشعب الكردية من مدينة عفرين بشمال سوريا، سيطرت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها في الثامن عشر من مارس/ آذار 2018 على مدينة عفرين، التي شكلت أحد "الأقاليم" الثلاثة التي أنشأ الأكراد فيها الإدارة الذاتية. إعداد: إيمان ملوك