1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد سقوط الأسد.. أي خطر يشكله تنظيم "داعش" على مستقبل سوريا؟

١٠ ديسمبر ٢٠٢٤

صحيح أنَّ تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي المعروف بـ "داعش" هُزم إلى حد كبير في سوريا، ولكن لم يتم دحره تمامًا بعد. حيث ما تزال هذه الجماعة تشكل على الأقل في بعض أجزاء سوريا خطرًا معينًا. فما مدى قوته الآن؟

دبابات أمريكية تقاتل ضد "تنظيم" داعش في شمال شرق سوريا سنة 2020.
دبابات أمريكية تقاتل ضد تنظيم "داعش" في شمال شرق سوريا سنة 2020.صورة من: Jensen Guillory/Planetpix/ZUMA Wire/picture alliance

على الرغم من هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي المعروف باسم "داعش" إلى حد كبير في  سوريا، ولكنه ما يزال يشكل خطرًا يهدد مستقبلها السلمي. هذه هي على الأقل وجهة نظر إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي أمرت لذلك بتنفيذ هجمات واسعة النطاق على الجهاديين في سوريا.

ويبين حجم ترسانة الطائرات المستخدمة في هذه الهجمات مدى تقييم الإدارة الأمريكية لخطورة التهديد الذي يشكله التنظيم. فقد شاركت في الهجمات وسط سوريا قاذفات بي-52 وكذلك مقاتلات من طراز إف-15 وإيه-10 ثاندربولت.

وهذه الهجمات ضد قادة ومقاتلين من "داعش" ومعسكراتهم في وسط سوريا هي جزء من مهمة جارية لإضعاف التنطيم الإرهابي وهزيمته، كما ذكرت على منصة إكس (X) القيادة الإقليمية للقوات المسلحة الأمريكية التابعة للقيادة المركزية للجيش الأمريكي. وأضافت أنَّها نفذت "عشرات" الهجمات.

ونقل البيان المنشور على موقع إكس عن الجنرال الأمريكي مايكل إريك كوريلا قوله: "يجب ألَّا يكون هناك أي شك في أنَّنا لن نسمح لداعش بإعادة تنظيم صفوفه واستغلال الوضع الحالي في سوريا. وجميع التنظيمات في سوريا يجب أن تعلم أنَّنا سنحاسبها عندما تتعاون مع تنظيم داعش أو تدعمه بأي شكل من الأشكال".

هذا وقد قال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأحد الماضي (الثامن من ديسمبر/ كانون الأول): "سنعمل على ضمان الاستقرار في شرق سوريا وحماية قواتنا من أية تهديدات. وسنواصل مهمتنا ضد داعش، بما في ذلك تأمين مراكز احتجاز مقاتليه".

عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي (داعش) في محافظة حماة السورية سنة 2018.صورة من: ZUMAPRESS.com/picture alliance

"تنظيم داعش لم يختفِ تمامًا في سوريا"

ويرى خبير شؤون الشرق الأوسط والمستشار السياسي كارستن فيلاند في حوار مع DW حول تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أنّ التنظيم الإرهابي لم يختف تمامًا في سوريا رغم أنه هزم إلى حد كبير.

ويقول فيلاند إنّ التنظيم "ما تزال لديه في وسط وشرق سوريا خلايا مختلفة - وحتى خلايا نائمة ما تزال تشكل خطرًا، يكون كبيرًا بشكل خاص مع وجود فراغ في السلطة، كما هي الحال حاليًا".

ومن وجهة نظر فيلاند فإنَّ الولايات المتحدة الأمريكية تصرفت بالشكل الصحيح: "يجب الآن وبطريقة سلمية قدر الإمكان توطيد استقرار القوى التي استولت على السلطة في سوريا وعدم الإثقال على كاهلها أيضًا بجبهة إضافية مع داعش".

من العراق إلى سوريا

وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، الذي تأسس في العراق ضمن سياق الغزو الأمريكي عام 2003، امتد إلى سوريا ابتداءً من عام 2012 في خضم اضطرابات الثورة السورية. وهناك في سوريا أطلق التنظيم على فرعه هناك في البداية اسم جبهة النصرة، التي كان يقودها أبو محمد الجولاني، أي الرجل الذي يمثل الآن مقاتلي  هيئة تحرير الشام، التي أدى تقدمها إلى سقوط الدكتاتور بشار الأسد.

وفي السنوات التي تلت تأسيس النصرة في سوريا ابتعد الجولاني أو أحمد حسين الشرع (اسمه الحقيقي) أيديولوجيًا وعلى نحو متزايد عن تنظيم "الدولة الإسلامية" العراقي (داعش) ورفض تقديم البيعة لزعيمه آنذاك أبو بكر البغدادي، واشتدت حدة التنافس بين الجماعتين أكثر فأكثر.

قاعدة عسكرية للقوات الأمريكية في شمال شرق سوريا.صورة من: Darko Bandic/AP/picture alliance

اعتداءات على المدنيين

أما الجيش السوري، الذي أضعفته سنوات الثورة، فلم يستطع فعل الكثير لمواجهة تنظيم "داعش"، وقد خسر في القتال والكمائن الكثير جنوده. ومنذ عام 2015، واجه تنظيم "داعش" وكذلك جبهة النصرة ضغطًا عسكريًا متزايدًا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، أدى إلى إضعافه بشكل متزايد. وقد اضطر داعش في عام 2019 إلى التخلي إلى حد كبير عن حكمه داخل  سوريا.

ومع ذلك فلم يختف العديد من قادة تنظيم "الدولة الإسلامية" العسكريين والشرعيين نهائيا. بيد أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية تمكنت دائمًا من القضاء عليهم. وتم احتجاز الكثير من أعضاء "داعش" في شمال شرق سوريا داخل معسكرات لا يزال يوجد فيها اليوم الكثير من أعضاء التنظيم وذويهم.

وعلى الرغم من ذلك فإنَّ بعض خلايا "داعش" ومعسكراته ما تزال موجودة حتى يومنا هذا خاصة في البادية على الحدود السورية العراقية. وحول ذلك يقول كارستن فيلاند إنَّ عناصر "داعش" استمروا في تنفيذ الكثير من الاعتداءات الصغيرة، التي كانت تستهدف بشكل خاص الأهالي المدنيين، وخاصة الأشخاص الذين يبحثون عن الكمأة التي تنمو هناك. "وقُتل في بعض الاعتداءات عشرات الأشخاص".

وكذلك يعمل في "داعش" أعضاء آخرون كخلايا نائمة تنتظر الأوامر لتنفيذ مهمات، وبما أن التنظيم منظم إلى حد كبير تنظيمًا غير مركزي، فمن الصعب القضاء عليه نهائيًا.

مخيم الهول في شمال شرق سوريا - يقيم فيه أيضًا الكثير من أهالي أعضاء تنظيم "داعش".صورة من: Baderkhan Ahmad/AP/picture alliance

ابتعاد الجولاني عن "داعش"

صحيح أنَّ تنظيم "داعش" يعتبر في الوقت الحالي غير قادر على الانتشار في مناطق واسعة أو حتى إعادة تشكيل منطقة حكمه القديمة، بيد أن هناك محاطر في أن يحاول توسيع نفوذه بعد سقوط الأسد والتغيير السياسي المرتبط به في  سوريا. ولهذا السبب بالذات تتم حاليًا محاربة هذه الجماعة المعروفة بوحشيتها.

ومن الممكن تمامًا أن يكون محمد الجولاني (أحمد حسين الشرع) قد تخلى بالفعل عن أيديولوجية "داعش"، كما يقول كارستن فيلاند.

ويضيف الخبير الألماني: "لقد قامت جماعة الجولاني بترتيبات وعقدت اتفاقات مع مختلف الأطراف الفاعلة المحلية. وهذا يمنحني بعض الأمل في حدوث تطور بناء. ومن الجدير بالذكر أيضًا عدم وقوع مذابح كبيرة وحملات انتقامية. فمع أيديولوجية تنظيم داعش، كان من الممكن أن تتطور الأمور بشكل مختلف تمامًا خلال الأيام الماضية".

أعده للعربية: رائد الباش

كيرستن كنيب محرر سياسي يركز على شؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW