1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد سقوط نظام الاسد.. ما هي مخططات السوريين في ألمانيا؟

محمد فرحان
١٥ ديسمبر ٢٠٢٤

بات الحنين إلى الديار يجد طريقه إلى قلوب السوريين الذين يعيشون في ألمانيا عقب مشاهدتهم سقوط تماثيل بشار الأسد ووالده في مختلف المدن السورية. حتى سياسيون ألمان بدأوا بالحديث عن عمليات الإعادة بعد يوم واحد من سقوط النظام.

سوريون يحتفلون بسقوط نظام الأسد في مدينة إيسن الألمانية
فور سقوط نظام الأسد بدأ الحديث عن اللاجئين السوريين في ألمانيا وإمكانية إعادتهم إلى بلادهمصورة من: Roberto Pfeil/dpa/picture alliance

"أصبح حلم العودة إلى سوريا حقيقة" هذا ما قاله عمار، سوري من اللاذقية يعيش منذ سنوات في ألمانيا بنبرة عفوية.في حوار خص به موقع مهاجر نيوز. لكن هذا القرار ربما يكون في البداية صعب حسبما يؤكد مضيفاً : "رغم ذلك، فإن قرار العودة الكلية إلى سوريا بعد إمضاء عقد من الزمن في ألمانيا قد يكون صعبًا بعض الشيء؛ إذ يعتمد الأمر على عوامل عدة من بينها الحياة الاقتصادية في سوريا وتطور الأوضاع السياسية في البلاد".

ولم تتردد الشابة السورية ميسون الزير في جوابها عما إذا كانت ترغب في شد الرحال عن ألمانيا صوب وطنها. وقالت ميسون ذات السبعة والعشرين عامًا: "العودة إلى سوريا فرصة عظيمة وقد طال مرادها. أتمنى أن أعود إلى سوريا، هذا حلمي وحلم جميع السوريين على مدار الثلاثة عشر عامًا الماضية".

وعن تجربتها في ألمانيا، سردت الشابة السورية التي كانت تعيش في حلب، قصتها، قائلة: "حياتي في ألمانيا كانت مزيجًا بين الصعوبات والنجاحات. في البداية واجهت الكثير من التحديات، مثل اللغة والتأقلم مع ثقافة جديدة ومحاولة التغلب على شعور الغربة والحنين للوطن كان صعبًا".

وأضافت: "ألمانيا علمتني الصبر والاجتهاد وفتحت أمامي أبواب فرص لم أكن أتخيلها، لكن ورغم كل شيء ظلت وستظل سوريا دائمًا في أعماق قلبي ودائمًا يراودني حلم العودة".

ماهر الفاضل، هو الآخر قرر العودة إلى ألمانيا وهو ممتن لها بكل ما قدمته له من فرص خلال هذه السنوات، كتب على موقع تاغس شاو معلقا "شكرا ألمانيا على كل شيء. أشكركم على استقبالي كلاجئ عندما كنت في الـ17 من عمري. ألمانيا منحتني الفرصة للتعلم والدراسة وإكمال الجامعة وأخيراً الحصول على درجة الماجستير. أعمل اليوم مهندسًا سوريًا ألمانيًا، وهي فرصة لم أكن لأحظى بها من دونكم، شكرا يا وطني الثاني . سأتركك، لكنك ستبقى في قلبي إلى الأبد. وأنا أكن لك امتناني واحترامي الدائم".

أحتفل السوريون في العديد من المدن الألمانية بسقوط نظام الأسدصورة من: Andreas Arnold/dpa/picture alliance

ومع سقوط نظام بشار الأسد، خرج الآلاف من السوريين إلى شوارع المدن الكبرى في ألمانيا للاحتفال بطي صفحة حكم عائلة الأسد الذي استمر لخمسة عقود ونصف. وتجلى ذلك في احتفالات السوريين في مدن مثل زاربروكن والعاصمة البافارية ميونخ وأشافنبورغ وهوف وهامبورغ. أما في العاصمة برلين، فقد تجمع آلاف السوريين مطلقين أبواق سياراتهم وملوحين بأعلام المعارضة.

واتسمت أجواء الاحتفالات بالسلمية والارتياح والهدوء وسط عناق الكثيرين والرقص والغناء احتفالًا بالحدث.

وتعد الجالية السورية في ألمانيا الأكبر في الاتحاد الأوروبي بأكثر من مليون شخص. وتدفق مئات آلاف اللاجئين السوريين إلى ألمانيا بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011. ويوجد حاليا أكثر من 900 ألف لاجئ وطالب لجوء من سوريا في ألمانيا. ووفق الأرقام الصادرة عن السجل المركزي للأجانب، حصل حوالي 240 ألف سوري على الحماية الثانوية في ألمانيا في نهاية عام 2023، مقابل حوالي 360 ألفًا حصلوا على صفة لاجئ مع كامل الحقوق.

وعقب انتهاء حقبة بشار الأسد، تصاعد الجدل في ألمانيا بشأن اللجوء والهجرة غير النظامية والترحيل من القضايا التي تهيمن على الانتخابات الألمانية المقبلة. إذ يؤيد كل من الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الحر في ألمانيا إمر إعادة اللاجئين إلى سوريا. إذ طالب ينس شبان، البرلماني البارز عن حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" المعارض، بعودة السوريين الذين لجأوا إلى ألمانيا. وقال: "كخطوة أولى يمكن للحكومة تقديم طرح بأن أي شخص يرغب في العودة إلى سوريا، سيتم تسهيل عودته مع حصوله على ألف يورو".

وأضاف "كخطوة ثانية يمكن أن تنظم ألمانيا والنمسا وتركيا والأردن مؤتمر إعادة الإعمار والعودة في فصل الربيع".

بعد سقوط الأسد سوريون في ألمانيا يعبرون عن آمالهم ومخاوفهم

02:56

This browser does not support the video element.

أليس فايدل، زعيمة اليمين الشعبوي مع العودة الفورية للسوريين

وفي السياق ذاته، قالت أليس فايدل، زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، في منشور على صفحتها على الفيسبوك: "أي شخص في ألمانيا يحتفل بـةسوريا الحرة' يبدو أنه لم يعد لديه سبب للفرار. يجب عليه العودة إلى سوريا فورًا".

في المقابل، دعت أحزاب الائتلاف الحاكم، إلى ضرورة الانتظار والتحلي بالصبر فيما يتعلق بقضية عودة اللاجئين. ويتطلع الحزبان بحذر أكبر. ويرون أن عودة اللاجئين السوريين ممكنة في حال أصبحت سوريا آمنة بالفعل. في هذه الحالة فقط يمكن للناس العودة.

يحذر حزب الخضر من التسرع في الحديث عن الترحيل. كما أن فكرة إعادة الأطفال الذين يذهبون إلى المدارس هنا على الفور، قد يخلق حالة من عدم الاستقرار والقلق حسبما أكدت سياسية من حزب الخضر.

الحديث عن إعادة السوريين إلى بلدهم بعد يوم واحد من سقوط الأسد أثار تعجب وتساؤل بعض الالمان الذين يرون أنه من المبكر جدا الحديث عن ذلك وهو ما يؤكده تعليق موين شويورش الذي كتب معلقا على موقع انستغرام "هذا النقاش محرج للغاية! الأشخاص الذين أتوا إلى هنا في عام 2015 أصبحوا الآن مدربين تدريبًا كاملاً ودرسوا وهم عمال ماهرون وقد أنجبوا أطفالهم هنا في المدارس والأندية الرياضية لسنوات - ونحن في حاجة ماسة إليهم في مجتمعنا! أيها السوريون، لا يزال هناك أناس عاديون في هذا البلد لا يقعون في فخ التحريض اليميني. مرحبا بكم ونحن بجانبكم وباسمي أتأسف منكم عن أي تعليق مؤيد لفكرة الترحيل".

أما برتي بينك كتبت معلقة تقول "ألا يحق للناس أن تفرح بسقوط النظام؟ كثيرون منهم لا يزال لديهم أهل وأصدقاء في سوريا. ولكن هذا لا يعني ترحيلهم مباشرة إلى بلدهم. يعيش الكثيرون هنا منذ سنوات ويتحدثون اللغة ويعملون ويبنون حياة جديدة هنا. أنا سعيد بوجود السوريين هنا".

ماذا تقول قوانين اللجوء في ألمانيا ؟

من لديه حماية ثانوية أي جواز سفر رمادي، عليه وبحسب قوانين اللجوء العودة إلى بلده عند انتهاء الصراع. حتى أولئك الذين يحصلون على اللجوء بسبب الاضطهاد السياسي قد يُطلب منه العودة أيضًا.يشار إلى أن سلطات الهجرة واللجوء في ألمانيا قد قررت وقف البت في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين.

عودة لكنها مشروطة

وكحال ملايين السوريين في الشتات، تابع جمال الذي يعيش في ألمانيا منذ سنوات، عن كثب الأحداث المتسارعة في وطنه منذ بدء المعارضة المسلحة هجومها المباغت في السابع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وتسارع تقدم الفصائل المعارضة بداية من السيطرة على  حلب ثم حماة وصولًا إلى العاصمة دمشق فجر الأحد، 8 ديسمبر/ كانون الأول، مع فرار بشار الأسد.

وقال جمال، 60 عاما، إنه كان يحلم بهذا اليوم منذ فترة طويلة، "استطيع أخيرا العودة إلى الوطن."

وفي مقابلة مع مهاجر نيوز، أضاف "العودة إلى سوريا خيار موجود بالنسبة لي، لكنها مشروطة بالأمان والاستقرار وبدء إعادة الإعمار وتوفر الخدمات الأساسية، والأهم هو توفر فرص العمل".

زعيمة البديل من أجل المانيا اليميني الشعبوي تدعو إلى عودة فورية للسوريين إلى بلادهم بعد سقوط نظام الأسدصورة من: Carsten Koall/dpa/picture alliance

ويبدو أن جمال يفضل انتظار تطورات الوضع في سوريا قبل اتخاذ أي قرارات، قائلا: "أخشى عدم وضوح معالم المشهد في سوريا ً وعدم استقرار الأوضاع خصوصا من الناحية الأمنية."

ورغم أن القلق حيال مستقبل سوريا مازال هاجسه الرئيسي الآن، إلا أن الشاب صفوان، من الشام، الذي أقترب من الحصول على الجنسية الألمانية، شدد على أنه "والكثيرين متطلعين بشوق للعودة بشكل نهائي إلى سوريا والمشاركة في إعادة بنائها".

يشار إلى أن قائد  هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، أو أحمد الشرع، قد سعى مع بدء هجوم الفصائل المباغت، إلى طمأنة سكان حلب التي تضم نسبة كبيرة من المسيحيين.

ورغم اتهامات حقوقية طالت الهيئة خلال سنوات سيطرتها على إدلب، إلا أن صفوان لا يشعر بالخوف "كمسيحي سوري حال عودته إلى بلده".

وأضاف في مقابلة مع مهاجر نيوز "نحن وجميع السوريين من جميع المذاهب والطوائف والعرقيات لطالما عشنا بسلام مع بعضنا البعض. ورغم ما حدث في السنوات الأربعة عشر الماضية من حوادث طائفية كان محركها الخارج، إلا أن الشعب السوري بطبيعته ليس طائفيا مطلقا".

مهاجر نيوز 2024 

محمد فرحان كاتب ومحرر في القسم العربي لمؤسسة DW
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW