بعد سقوط نظام الاسد.. ما هي مخططات السوريين في ألمانيا؟
محمد فرحان
١٥ ديسمبر ٢٠٢٤
بات الحنين إلى الديار يجد طريقه إلى قلوب السوريين الذين يعيشون في ألمانيا عقب مشاهدتهم سقوط تماثيل بشار الأسد ووالده في مختلف المدن السورية. حتى سياسيون ألمان بدأوا بالحديث عن عمليات الإعادة بعد يوم واحد من سقوط النظام.
إعلان
"أصبح حلم العودة إلى سوريا حقيقة" هذا ما قاله عمار، سوري من اللاذقية يعيش منذ سنوات في ألمانيا بنبرة عفوية.في حوار خص به موقع مهاجر نيوز. لكن هذا القرار ربما يكون في البداية صعب حسبما يؤكد مضيفاً : "رغم ذلك، فإن قرار العودة الكلية إلى سوريا بعد إمضاء عقد من الزمن في ألمانيا قد يكون صعبًا بعض الشيء؛ إذ يعتمد الأمر على عوامل عدة من بينها الحياة الاقتصادية في سوريا وتطور الأوضاع السياسية في البلاد".
ولم تتردد الشابة السورية ميسون الزير في جوابها عما إذا كانت ترغب في شد الرحال عن ألمانيا صوب وطنها. وقالت ميسون ذات السبعة والعشرين عامًا: "العودة إلى سوريا فرصة عظيمة وقد طال مرادها. أتمنى أن أعود إلى سوريا، هذا حلمي وحلم جميع السوريين على مدار الثلاثة عشر عامًا الماضية".
وعن تجربتها في ألمانيا، سردت الشابة السورية التي كانت تعيش في حلب، قصتها، قائلة: "حياتي في ألمانيا كانت مزيجًا بين الصعوبات والنجاحات. في البداية واجهت الكثير من التحديات، مثل اللغة والتأقلم مع ثقافة جديدة ومحاولة التغلب على شعور الغربة والحنين للوطن كان صعبًا".
وأضافت: "ألمانيا علمتني الصبر والاجتهاد وفتحت أمامي أبواب فرص لم أكن أتخيلها، لكن ورغم كل شيء ظلت وستظل سوريا دائمًا في أعماق قلبي ودائمًا يراودني حلم العودة".
ماهر الفاضل، هو الآخر قرر العودة إلى ألمانيا وهو ممتن لها بكل ما قدمته له من فرص خلال هذه السنوات، كتب على موقع تاغس شاو معلقا "شكرا ألمانيا على كل شيء. أشكركم على استقبالي كلاجئ عندما كنت في الـ17 من عمري. ألمانيا منحتني الفرصة للتعلم والدراسة وإكمال الجامعة وأخيراً الحصول على درجة الماجستير. أعمل اليوم مهندسًا سوريًا ألمانيًا، وهي فرصة لم أكن لأحظى بها من دونكم، شكرا يا وطني الثاني . سأتركك، لكنك ستبقى في قلبي إلى الأبد. وأنا أكن لك امتناني واحترامي الدائم".
ومع سقوط نظام بشار الأسد، خرج الآلاف من السوريين إلى شوارع المدن الكبرى في ألمانيا للاحتفال بطي صفحة حكم عائلة الأسد الذي استمر لخمسة عقود ونصف. وتجلى ذلك في احتفالات السوريين في مدن مثل زاربروكن والعاصمة البافارية ميونخ وأشافنبورغ وهوف وهامبورغ. أما في العاصمة برلين، فقد تجمع آلاف السوريين مطلقين أبواق سياراتهم وملوحين بأعلام المعارضة.
وتعد الجالية السورية في ألمانيا الأكبر في الاتحاد الأوروبي بأكثر من مليون شخص. وتدفق مئات آلاف اللاجئين السوريين إلى ألمانيا بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011. ويوجد حاليا أكثر من 900 ألف لاجئ وطالب لجوء من سوريا في ألمانيا. ووفق الأرقام الصادرة عن السجل المركزي للأجانب، حصل حوالي 240 ألف سوري على الحماية الثانوية في ألمانيا في نهاية عام 2023، مقابل حوالي 360 ألفًا حصلوا على صفة لاجئ مع كامل الحقوق.
وعقب انتهاء حقبة بشار الأسد، تصاعد الجدل في ألمانيا بشأن اللجوء والهجرة غير النظامية والترحيل من القضايا التي تهيمن على الانتخابات الألمانية المقبلة. إذ يؤيد كل من الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الحر في ألمانيا إمر إعادة اللاجئين إلى سوريا. إذ طالب ينس شبان، البرلماني البارز عن حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" المعارض، بعودة السوريين الذين لجأوا إلى ألمانيا. وقال: "كخطوة أولى يمكن للحكومة تقديم طرح بأن أي شخص يرغب في العودة إلى سوريا، سيتم تسهيل عودته مع حصوله على ألف يورو".
وأضاف "كخطوة ثانية يمكن أن تنظم ألمانيا والنمسا وتركيا والأردن مؤتمر إعادة الإعمار والعودة في فصل الربيع".
بعد سقوط الأسد سوريون في ألمانيا يعبرون عن آمالهم ومخاوفهم
02:56
أليس فايدل، زعيمة اليمين الشعبوي مع العودة الفورية للسوريين
وفي السياق ذاته، قالت أليس فايدل، زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، في منشور على صفحتها على الفيسبوك: "أي شخص في ألمانيا يحتفل بـةسوريا الحرة' يبدو أنه لم يعد لديه سبب للفرار. يجب عليه العودة إلى سوريا فورًا".
في المقابل، دعت أحزاب الائتلاف الحاكم، إلى ضرورة الانتظار والتحلي بالصبر فيما يتعلق بقضية عودة اللاجئين. ويتطلع الحزبان بحذر أكبر. ويرون أن عودة اللاجئين السوريين ممكنة في حال أصبحت سوريا آمنة بالفعل. في هذه الحالة فقط يمكن للناس العودة.
يحذر حزب الخضر من التسرع في الحديث عن الترحيل. كما أن فكرة إعادة الأطفال الذين يذهبون إلى المدارس هنا على الفور، قد يخلق حالة من عدم الاستقرار والقلق حسبما أكدت سياسية من حزب الخضر.
الحديث عن إعادة السوريين إلى بلدهم بعد يوم واحد من سقوط الأسد أثار تعجب وتساؤل بعض الالمان الذين يرون أنه من المبكر جدا الحديث عن ذلك وهو ما يؤكده تعليق موين شويورش الذي كتب معلقا على موقع انستغرام "هذا النقاش محرج للغاية! الأشخاص الذين أتوا إلى هنا في عام 2015 أصبحوا الآن مدربين تدريبًا كاملاً ودرسوا وهم عمال ماهرون وقد أنجبوا أطفالهم هنا في المدارس والأندية الرياضية لسنوات - ونحن في حاجة ماسة إليهم في مجتمعنا! أيها السوريون، لا يزال هناك أناس عاديون في هذا البلد لا يقعون في فخ التحريض اليميني. مرحبا بكم ونحن بجانبكم وباسمي أتأسف منكم عن أي تعليق مؤيد لفكرة الترحيل".
أما برتي بينك كتبت معلقة تقول "ألا يحق للناس أن تفرح بسقوط النظام؟ كثيرون منهم لا يزال لديهم أهل وأصدقاء في سوريا. ولكن هذا لا يعني ترحيلهم مباشرة إلى بلدهم. يعيش الكثيرون هنا منذ سنوات ويتحدثون اللغة ويعملون ويبنون حياة جديدة هنا. أنا سعيد بوجود السوريين هنا".
إعلان
ماذا تقول قوانين اللجوء في ألمانيا ؟
من لديه حماية ثانوية أي جواز سفر رمادي، عليه وبحسب قوانين اللجوء العودة إلى بلده عند انتهاء الصراع. حتى أولئك الذين يحصلون على اللجوء بسبب الاضطهاد السياسي قد يُطلب منه العودة أيضًا.يشار إلى أن سلطات الهجرة واللجوء في ألمانيا قد قررت وقف البت في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين.
عودة لكنها مشروطة
وكحال ملايين السوريين في الشتات، تابع جمال الذي يعيش في ألمانيا منذ سنوات، عن كثب الأحداث المتسارعة في وطنه منذ بدء المعارضة المسلحة هجومها المباغت في السابع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وتسارع تقدم الفصائل المعارضة بداية من السيطرة على حلب ثم حماة وصولًا إلى العاصمة دمشق فجر الأحد، 8 ديسمبر/ كانون الأول، مع فرار بشار الأسد.
وقال جمال، 60 عاما، إنه كان يحلم بهذا اليوم منذ فترة طويلة، "استطيع أخيرا العودة إلى الوطن."
وفي مقابلة مع مهاجر نيوز، أضاف "العودة إلى سوريا خيار موجود بالنسبة لي، لكنها مشروطة بالأمان والاستقرار وبدء إعادة الإعمار وتوفر الخدمات الأساسية، والأهم هو توفر فرص العمل".
ويبدو أن جمال يفضل انتظار تطورات الوضع في سوريا قبل اتخاذ أي قرارات، قائلا: "أخشى عدم وضوح معالم المشهد في سوريا ً وعدم استقرار الأوضاع خصوصا من الناحية الأمنية."
ورغم أن القلق حيال مستقبل سوريا مازال هاجسه الرئيسي الآن، إلا أن الشاب صفوان، من الشام، الذي أقترب من الحصول على الجنسية الألمانية، شدد على أنه "والكثيرين متطلعين بشوق للعودة بشكل نهائي إلى سوريا والمشاركة في إعادة بنائها".
يشار إلى أن قائد هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، أو أحمد الشرع، قد سعى مع بدء هجوم الفصائل المباغت، إلى طمأنة سكان حلب التي تضم نسبة كبيرة من المسيحيين.
ورغم اتهامات حقوقية طالت الهيئة خلال سنوات سيطرتها على إدلب، إلا أن صفوان لا يشعر بالخوف "كمسيحي سوري حال عودته إلى بلده".
وأضاف في مقابلة مع مهاجر نيوز "نحن وجميع السوريين من جميع المذاهب والطوائف والعرقيات لطالما عشنا بسلام مع بعضنا البعض. ورغم ما حدث في السنوات الأربعة عشر الماضية من حوادث طائفية كان محركها الخارج، إلا أن الشعب السوري بطبيعته ليس طائفيا مطلقا".
سوريا.. سقوط حكم عائلة الأسد بعد أكثر من خمسة عقود من السلطة
فر بشار الأسد من سوريا في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول عام 2024. وكتب هذا الفرار نهاية حكم عائلة الأسد الذي استمر خمس عقود ونصف. هنا لمحة عن أبرز المحطات التي مرت بها سوريا منذ بدء حكم عائلة الأسد وحتى نهايته.
صورة من: Hussein Malla/AP/dpa/picture alliance
نهاية حقبة حكم بيت الأسد
8 ديسمبر/ كانون الأول، 2024 نقطة فاصلة في تاريخ سوريا.. فقد أسقطت المعارضة المسلحة نظام الرئيس بشار الأسد، الذي أضطر لترك منصبه وغادر دمشق إلى مكان مجهول، وذلك على وقع الأحداث المتسارعة التي بدأت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
صورة من: Iranian Presidency Office/ZUMAPRESS/picture alliance
هجوم المعارضة المسلحة
في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2024، اعتبر الأسد هجوم المعارضة المسلحة، الذي بدأ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، "محاولة لتقسيم المنطقة وتفتيت دولها، وإعادة رسم الخرائط من جديد"، بيد أن هذه المزاعم لم تجد هذه المرة.
صورة من: Bakr Alkasem/AFP/Getty Images
حرب أهلية دموية مدمرة
أتى سقوط نظام بشار الأسد بعد أكثر من 13 عاما على بدء انتفاضة شعبية في خضم "الربيع العربي"، والتي تحولت إلى حرب أهلية دموية أسفرت عن مقتل أكثر 300 شخص ما بين 2013 و2021، بحسب الأمم المتحدة، وفرار الملايين إلى خارج البلاد أو نزوجهم داخل البلاد.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
تهاوي سلطة بشار
تمسك بشار الأسد بالسلطة وقاوم بشرسة الاحتجاجات الشعبية والدعوات الدولية للتنحي عن السلطة، مستعينا بدعم عسكري من روسيا وإيران وحزب الله. لكن عندما تخلت عنه هذه الأطراف لم يكن أمامه سوى الفرار.
صورة من: Orhan Qereman/REUTERS
تراجع الدعم العسكري الروسي
كان للدعم العسكري الروسي المباشر لبشار ألأسد دورا في صموده خلال الحرب الأهلية، لكن بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجنب مواصلة دعم الأسد أمام هجوم المعارضة المسلحة، كونه بوتين لديه جبهة حرب أخرى مفتوحة في أوكرانيا.
صورة من: Valeriy Sharifulin/IMAGO/SNA
احتجاجات تحولت إلى نزاع دامٍ!
في العام 2011، لحقت سوريا بركب الثورات في دول عربية عدة، أبرزها مصر وتونس، في ما عُرف بـ"الربيع العربي". ومع اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظامه، قمع الأسد المتظاهرين السلميين بالقوة، وتحولت الاحتجاجات نزاعاً دامياً، سرعان ما تعددت جبهاته والضالعين فيه. وأودى النزاع المستمر بأكثر من 388 ألف شخص وهجّر وشرّد الملايين داخل البلاد وخارجها، وسوّى مناطق كاملة بالأرض.
صورة من: AFP/O. H. Kadour
بقاء على رأس السلطة بدعم روسي
في سنوات النزاع الأولى، فقدت قوات الحكومة السورية سيطرتها على مساحات واسعة من سوريا بينها مدن رئيسية. لكن وبدعم عسكري من حلفائها، إيران ثم روسيا، استعادت القوات الحكومية تدريجيًا نحو ثلثي مساحة البلاد، إثر سياسة حصار خانقة وعمليات عسكرية واسعة ضد الفصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية. ولعب التدخل الجوي الروسي منذ خريف 2015 دوراً حاسماً في تغيير موازين القوى لصالح دمشق.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
الوصول إلى الحكم عبر التوريث
2000، ورث بشار الأسد الحكم عن والده الراحل، حافظ الأسد، الذي حكم سوريا من خلال زعامة حزب البعث الموجود في السلطة منذ أكثر من خمسين عاما. أصبح بشار الأسد، وهو في الرابعة والثلاثين من العمر، رئيسا عن طريق استفتاء لم يشهد أي معارضة.
صورة من: Louai Beshara/AFP
تولي الحكم بعد انقلاب "الحركة التصحيحية"
في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1970، نفّذ حافظ الأسد الذي كان يتولّى منصب وزير الدفاع انقلاباً عسكرياً عُرف بـ"الحركة التصحيحية" وأطاح برئيس الجمهورية حينها نور الدين الأتاسي. في 12 آذار/مارس 1971، انتخب الأسد الذي كان يترأس حزب البعث العربي الاشتراكي، رئيساً للجمهورية ضمن انتخابات لم ينافسه فيها أي مرشح آخر. وكان أول رئيس للبلاد من الطائفة العلوية التي تشكل عشرة في المئة من تعداد السكان.
صورة من: AP
"حرب تشرين"
في السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973، شنّت مصر وسوريا هجوماً مفاجئاً على إسرائيل من جهة قناة السويس غرباً، ومرتفعات الجولان شرقاً، في محاولة لاستعادة ما خسره العرب من أراض خلال حزيران/يونيو 1967، لكن تمّ صدهما. في أيار/مايو 1974، انتهت الحرب رسمياً بتوقيع اتفاقية فضّ الاشتباك في مرتفعات الجولان.
صورة من: Getty Images/AFP/GPO/David Rubinger
علاقات دبلوماسية بين واشنطن ودمشق!
في حزيران/يونيو 1974، زار الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون دمشق، معلناً إعادة إرساء العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، بعدما كانت مجمّدة منذ العام 1967. في الصورة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون مع وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأمريكي وقتها هنري كيسينجر.
صورة من: AFP/Getty Images
هيمنة على لبنان
في 1976 تدخّلت القوات السورية في الحرب الأهلية اللبنانية بموافقة أمريكية، وبناء على طلب من قوى مسيحية لبنانية. وفي 1977، بدأت المواجهات بين القوات السورية، التي انتشرت في معظم أجزاء البلاد ما عدا المنطقة الحدودية مع إسرائيل، وقوات مسيحية احتجت على الوجود السوري. وطيلة ثلاثة عقود، بقيت سوريا قوة مهيمنة على المستوى العسكري في لبنان وتحكمت بكل مفاصل الحياة السياسية حتى انسحابها في العام 2005.
صورة من: AP
قطيعة بين دمشق وبغداد!
في العام 1979، تدهورت العلاقات بين سوريا والعراق، اللذين حكمهما فرعان متنافسان من حزب البعث العربي الاشتراكي، بعد اتهام الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين الوافد حديثاً إلى السلطة، دمشق بالتآمر. وقطعت بغداد علاقتها الدبلوماسية مع دمشق في تشرين الأول/أكتوبر 1980، بعدما دعمت الأخيرة طهران في حربها مع العراق. في الصورة يظهر الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين (يسار) مع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد (وسط).
صورة من: The Online Museum of Syrian History
"مجزرة حماه"
في شباط/فبراير 1982، تصدّى النظام السوري لانتفاضة مسلّحة قادها الإخوان المسلمون في مدينة حماه (وسط)، وذهب ضحية ما يعرف بـ"مجزرة حماه" بين عشرة آلاف وأربعين ألف شخص. وجاء ذلك بعد قرابة ثلاث سنوات من هجوم بالرصاص والقنابل اليدوية على الكلية الحربية في مدينة حلب، أسفر عن مقتل ثمانين جندياً سورياً من الطائفة العلوية. وتوجّهت حينها أصابع الاتهام إلى الإخوان المسلمين بالوقوف خلف الهجوم.
صورة من: picture alliance /AA/M.Misto
محاولة انقلاب فاشلة
في تشرين الثاني/نوفمبر 1983، أصيب الأسد بأزمة قلبية نقل على إثرها إلى أحد مشافي دمشق. ودخل في غيبوبة لساعات عدّة، حاول خلالها شقيقه الأصغر رفعت الاستيلاء على السلطة عبر انقلاب فاشل، قبل أن يستعيد الأسد عافيته. وبعد عام، أُجبر رفعت على مغادرة سوريا. الصورة لحافظ الأسد (يمين) مع أخيه رفعت.
صورة من: Getty Images/AFP
تقارب مع الغرب!
بدأ الجليد الذي شاب علاقات سوريا مع أمريكا والغرب بالذوبان، عقب انهيار الاتحاد السوفياتي. انضمت سوريا إلى القوات متعددة الجنسيات في التحالف الذي قادته أمريكا ضد صدام حسين بعد غزو العراق للكويت. وفي تشرين الأول/أكتوبر 1994، زار الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الأسد في دمشق. بعد أربع سنوات، زار الأسد فرنسا في أول زيارة له إلى بلد غربي منذ 22 عاماً، واستقبل بحفاوة من نظيره الفرنسي جاك شيراك.
صورة من: Remy de la Mauviniere/AP Photo/picture alliance
الابن يخلف أباه في الرئاسة!
توفي الأسد في 10 حزيران/يونيو 2000، عن عمر ناهز 69 عاماً، وكان شيراك الرئيس الغربي الوحيد الذي حضر جنازته.
وبعد شهر، تولّى نجله بشار السلطة، بعد تعديل دستوري سمح له بالترشّح. وحاز في استفتاء لم يضم أي مرشح آخر سواه على 97 في المئة من الأصوات.
صورة من: picture-alliance/dpa
انفتاح نسبي ولكن..!
بين أيلول/سبتمبر 2000 وشباط/فبراير 2001، شهدت سوريا فترة انفتاح وسمحت السلطات نسبياً بحرية التعبير. في 26 أيلول/سبتمبر 2000، دعا نحو مئة مثقّف وفنان سوري مقيمين في سوريا السلطات إلى "العفو" عن سجناء سياسيين وإلغاء حالة الطوارئ السارية منذ العام 1963. لكنّ هذه الفسحة الصغيرة من الحرية سرعان ما أقفلت بعدما عمدت السلطات إلى اعتقال مفكرين ومثقفين مشاركين في ما عُرف وقتها بـ"ربيع دمشق". م.ع.ح/م.ع/ع.ج.م