بعد سنة من الفراق.. مدينة ألمانية تجمع لاجئاً سورياً بعائلته
دانيل هاينريش/ عبد الرحمن عثمان٢٦ أكتوبر ٢٠١٥
فرّ علاء هود من الحرب الأهلية السورية إلى ألمانيا. وأمنيته الكبرى منذ وصوله إلى ألمانيا هي أن يضمن حياة آمنة لزوجته وابنه. والآن وبعد سنة وشهر وخمسة أيام يتم جمع شمل العائلة.
إعلان
جبريل عمره ثلاث سنوات فقط، ورغم ذلك رأى الكثير في هذا العمر الصغير، فثلث عمره انقضى دون أن يشاهد والده علاء هود، الذي فرّ قبل عام إلى ألمانيا. والآن يستطيع علاء، الشاب ذو الـ29 عاماً رؤية ابنه. "في سوريا كان جبريل يضع المخدة على أذنيه كي لا يسمع صوت الطائرات والقنابل"، تقول والدته هبة. استغرقت رحلة هبة، البالغة من العمر 26 عاماً، يوما ونصف اليوم من دمشق إلى لبنان بالسيارة، ثم بالطائرة من بيروت إلى مطار دوسلدورف بألمانيا. ورغم طول الرحلة نسبيا، إلا أنها تبدو سعيدة وتقول "أنا سعيدة جداً بحياتي الجديدة الآمنة في ألمانيا. أخيراً أستطيع العيش مرة أخرى مع عائلتي".
"أجمل يوم في حياتي"
"افترقنا قبل سنة وشهر وخمسة أيام. وهذا كان عذاباً وقد اشتقت إليه كثيراً"، تقول هبة وتنظر إلى زوجها نظرة حب وحنان. علاء وهبة يعرفان بعضهما منذ تسعة أعوام، وتزوجا قبل أربع سنوات. ويحتضن علاء ابنه جبريل ويقول: "هذا أجمل يوم في حياتي."
مرّ علاء بتجارب عديدة منذ فراقه لزوجته وولده. هروبه من سوريا كان مخاطرة، ثم غرق القارب الذي أقله من تركيا إلى اليونان، وأمضى ساعات في البحر حتى عثر عليه خفر السواحل اليونانية وأنقذوه. ومن أثينا قامت عصابة بتهريبه إلى فرانكفورت. وفي شتاء 2014 انتهى به المطاف في منطقة "أيفل" حيث عاش مع سبعة لاجئين لمدة عشرة شهور، على أمل أن تعترف السلطات بطلب لجوئه السياسي، وأن يُسمح له بإحضار عائلته. وفي تموز/ يوليو الماضي تم الاعتراف بطلب اللجوء، وحصل على سكن في مدينة بون.
حياة عائلية عبر الإنترنت
خلال فترة الفراق، تواصل علاء مع زوجته وابنه عبر هاتفه الذكي، وغالباً لم تكن جودة الإنترنت في سوريا كافية لإجراء مكالمات بالصوت والصورة عبر برنامج "سكايب". في الليلة التي سبقت وصول زوجته وابنه إلى ألمانيا لم ينم علاء تقريبا؛ فقد كان قلقا بشدة، رغم ذلك فإنه لا يشعر بالتعب، ويريد في الحال شراء دراجة هوائية لابنه جبريل. لا وقت الآن لالتقاط الأنفاس بالنسبة للعائلة الشابة. فقد اصطحب علاء زوجته هبة وابنه جبريل يوم الاثنين (26 أكتوبر/ تشرين الأول) إلى مكتب سلطات الأجانب حيث كان لديه موعد هناك من أجل تقديم طلب للحصول على مسكن جديد.
اللاجئون في ألمانيا ـ ماذا بعد الترحيب؟
تشهد ألمانيا العديد من المبادرات التي ترحب بقدوم اللاجئين وهي في أغلبها مبادرات تطوعية. وبالرغم من هذا الترحيب فإن بعض المدن الألمانية شهدت هجمات معادية للاجئين، بالإضافة إلى مظاهرات معادية نظمها اليمينيون المتطرفون.
صورة من: Reuters/F. Bensch
حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من بعض المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Carstensen
شهدت محطة القطارات في ميونيخ وصول أفواج من اللاجئين عايشوا ظروفا صعبة قبل وصولهم إلى ألمانيا. وفي انتظار أن تسجل الشرطة أسماءهم ويتم نقلهم إلى مراكز الإيواء، تناول بعضهم الطعام في مطاعم مؤقتة في المحطة خصصت لهذا الغرض.
صورة من: Reuters/M. Rehle
عدد من اللاجئين وصلوا عن طريق القطارات القادمة من شرق أوروبا، في حين هناك بعض اللاجئين الذين تم تهريبهم عن طريق السيارات. في الصورة الشرطة الألمانية تضبط على الحدود سيارة فيها لاجئون.
صورة من: picture alliance/Pressefoto Ulmer/A. Schaad
في الصورة قطار خصص لنقل اللاجئين من مدينة ميونيخ إلى مدينة دورتموند في إطار توزيع اللاجئين على الولايات الألمانية. ويرتكز التوزيع على المعطيات الديموغرافية لكل ولاية وخاصة عدد سكانها.
صورة من: imago/M. Westermann
قام عدد من الشباب العربي في برلين باستقبال اللاجئين القادمين من سوريا والعراق في محطة القطارات الرئيسية في برلين. ويقوم عدد منهم بمساعدة اللاجئين خاصة في يتعلق بالترجمة في المصالح الإدارية الألمانية.
صورة من: M. Abu Zbeed
دخل لاعبو فريق بايرن ميونيخ الملعب في إطار مباراة في الدوري الألماني البوندسليغا وهم مصحوبين بأطفال اللاجئين، وهي رسالة ترحيب يبعث بها النادي الألماني العريق، والذي له ملايين من المحبين في ألمانيا وكافة أنحاء العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Kerstin Joensson
حرصا على إدماج اللاجئين في المجتمع الألماني قامت بعض معاهد تعليم اللغة في برلين بفتح أقسام مجانية لتعليم اللاجئين اللغة الألمانية. كما التحق أبناء اللاجئين بالمدارس الألمانية ومنهم من نجح بتفوق في الامتحانات.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
قدمت شركات ألمانية برامج تطبيقية خاصة بتقديم معلومات مفيدة للاجئين، بحيث ترشدهم إلى المصالح الإدارية التي تهتم بإصدار الوثائق الخاصة بالإقامة والمساعدات الاجتماعية، وتعليم اللغة، وبرامج تشرح لهم القوانين الخاصة باللجوء.
صورة من: DW/K. Cote
بالرغم من جو الترحيب باللاجئين الذي تشهده ألمانيا إلا أن عدة مراكز لإيواء اللاجئين تعرضت لاعتداءات كإضرام الحريق في مركز فيرتهايم. وقد أكدت المستشارة ميركل أن لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Engmann
كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبال اللاجئين تحولت إلى مواجهات مع الشرطة الألمانية. في الصورة مظاهرة معادية للاجئين نظمها أعضاء في حزب النازيين الجدد.