بعد سيطرة طالبان.. نجوم على مواقع التواصل يوقفون حساباتهم
٢٠ أغسطس ٢٠٢١
بعد سيطرة طالبان على كابول، قرّر عدد من مشاهير الإنترنت حذف حساباتهم، خصوصا منهم من كانوا يتبعون نمط حياة منفتح. ولا تزال أذهان عدد من الأفغان تتذكر كيف كانت الحياة تحت حكم طالبان ما بين 1996 و2001.
إعلان
تسببت عودة طالبان إلى الحكم بصدمة عبر الشبكات الاجتماعية في أفغانستان، فاختفى بعض المؤثرين البارزين أو فروا فيما هرع سكان وناشطون لمسح "حياتهم الرقمية".
كانت المغنية صديقة مددكار نجمة على "انستغرام" و"يوتيوب". غير أن عودة حركة طالبان إلى الحكم في أفغانستان بدّدت أحلامها، على غرار مؤثرين كثر وأحدثت زلزالا حقيقيا عبر الشبكات الاجتماعية في أفغانستان.
وقد حققت هذه الشابة البالغة 22 عاما وهي مشاركة سابقة في برنامج "أفغان ستار" (نجم الأفغان) للمواهب الغنائية، شهرة كبيرة في البلاد بفضل صوتها المميز.
وأمضت مددكار المسلمة المحجبة، أيامها في نشر فيديوهات لمتابعيها البالغ عددهم أكثر من 21 ألفا على "يوتيوب" و182 ألفا على "إنستغرام".
وفي 14 آب/أغسطس، تغيّرت نبرتها بصورة جذرية عندما عبّرت للمرة الأولى عن رأيها السياسي عبر "إنستغرام".
وكتبت "لا أحب التعبير عن ألمي عبر الإنترنت، لكني سئمت من هذا كله. قلبي ينشطر عندما أرى أن أرضي ووطني يُدمران ببطء". وفي اليوم التالي، سيطر مقاتلو طالبان على كابول، واختفت مذاك مددكار عن صفحاتها.
ويخشى الملايين من جيل الشباب الأفغاني، خصوصا النساء وأفراد الأقليات الدينية، أن تعرضهم منشوراتهم القديمة على الشبكات الاجتماعية لمخاطر بعد حكم طالبان.
ولا يغيب عن بالهم كيف فرضت طالبان تطبيقا متشددا للغاية للشريعة الإسلامية بين العامين 1996 و2001.
وكان ممنوعا على النساء الخروج من دون محرم ذكر أو العمل، كما مُنعت الفتيات من ارتياد المدرسة. أما اللاتي كنّ يُتهمن بجرائم مثل الزنا فكنّ يُجلدن ويُرجمن حتى الموت.
وتشكل هايده شادات أيقونة موضة لأفغانيات كثيرات، إذ استقطبت 290 ألف متابع على "إنستغرام" و400 ألف على "تيك توك".
وهي كانت تضيء يوميا على أحدث الفساتين من متجرها الراقي في كابول. وفي أحد أحدث فيديوهاتها، ظهرت في فستان شفاف مع أغنية "ليفيتايتينغ" لدوا ليبا في الخلفية الموسيقية.
لكنها لم تكن تنسج أي أوهام بشأن تبعات وصول طالبان إلى الحكم على وضع النساء اللواتي يعملن مثلها في قطاع الموضة.
وقالت في مقابلة أجرتها أخيرا مع قناة "زي دي اف" الألمانية "إذا ما سقطت كابول في أيدي طالبان، الناس في وضعي لن يكونوا في أمان". وأضافت "هم لا يستطيعون تقبل النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب مثلي ويعملن".
والخوف من عودة طالبان إلى الحكم دفع بها أخيرا للهرب إلى تركيا. وقد حاول غيرها من المشاهير والمؤثرين البارزين سلوك درب الهجرة أيضا.
وقد نشرت أريانا سعيد، وهي إحدى أشهر مغنيات أفغانستان، الأربعاء صورة سيلفي تظهرها في طائرة عسكرية أميركية متجهة إلى الدوحة.
وكتبت "أنا بخير ولا أزال على قيد الحياة بعد بضع ليال لن أنساها أبدا. سأبقى معكم إلى الأبد بقلبي وصلواتي وأفكاري".
لكنّ آخرين لم يكونوا محظوظين بهذا القدر. فقد دأب اللاعب الشاب في الفريق الوطني لكرة القدم للشباب زكي أنوري على نشر صور ذاتية له عبر الشبكات الاجتماعية. لكنه توفي أخيرا إثر سقوطه من طائرة أميركية كان متمسكا بها خلال إقلاعها من مطار كابول.
وقالت الشبكة العملاقة المالكة أيضا لتطبيق "واتساب" إنها تصنف طالبان "منظمة إرهابية" منذ سنوات وتمنع الحسابات المرتبطة بالحركة على منصتها وأيضا على "إنستغرام" التابعة لها.
ونشرت مجموعة "هيومن رايتس فرست" الأميركية الحقوقية نصائح بلغتي الداري والبشتو عن الطريقة التي يمكن للأفغان من خلالها أن يمسحوا كامل منشوراتهم السابقة من صفحاتهم.
ع.ا/ف.ي( أ ف ب)
كيف عرضت السينما العالمية "مأساة" أفغانستان؟
تاريخ البلد المضطرب دائما ما كان موضوعا لعدة أفلام عالمية بداية من "قندهار" ووصولا إلى "عداء الطائرة الورقية". فكيف تناولت السينما العالمية الوضع في أفغانستان؟
صورة من: Mary Evans Picture Library/picture alliance
فيلم "هافا" - إنتاج عام 2019
هو أخر أفلام المخرجة الأفغانية ساهرا كريمي، وتم عرضه ضمن فعاليات مهرجان فينيسيا للأفلام عام 2019. ويحكي الفيلم قصة ثلاث سيدات يعشن في كابول، محاطين بثلاثة سياقات اجتماعية مختلفة، وتتعامل كل منهن بطريقتها مع حملها. وقبل سقوط العاصمة الأفغانية تحت سيطرتهم، وجهت صانعة الفيلم خطابا مفتوحا للعالم تحذر فيه من حركة طالبان. وتمكنت المخرجة الافغانية من الرحيل والتوجه للعاصمة الأوكرانية كييف.
صورة من: http://hava.nooripictures.com
فيلم "أسامة" - إنتاج عام 2003
تحت حكم طالبان من عام 1996 وحتى 2001، منعت الحركة النساء من العمل في أغلب المجالات بما حرم الأسر، التي فقدت عائلها من الرجال بسبب الصراع، من الدخل الذي كانت المرأة تتحصل عليه سابقا من عملها. ويحكي فيلم "أسامة" قصة فتاة اضطرت للتنكر كصبي لتتمكن من العمل ومساعدة أسرتها. ويعتبر الفيلم العمل السينمائي الأول الذي يتم تصويره بالكامل في أفغانستان منذ عام 1996، إذ منعت الحركة أنذاك أيضا إنتاج الأفلام.
صورة من: United Archives/picture alliance
فيلم "المُعيل" - إنتاج عام 2017
أصدرت كارتون صالون، وهي شركة إنتاج سينمائي أيرلندية حاصلة على عدة جوائز، فيلم رسوم متحركة مأخوذ عن رواية "المُعيل" للكاتبة ديبورا إليس. وتحكي الرواية قصة فتاة تتنكر في زي صبي حتى تتمكن من العمل ومساعدة أسرتها. وعملت الممثلة الأمريكية أنجيلنا جولي كمنتج منفذ للفيلم، والذي تم ترشيحه لنيل جائزة الأوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة.
صورة من: Aircraft Pictures/Entertainment Pictures/Zumapress/picture alliance
فيلم "عداء الطائرة الورقية" - إنتاج عام 2007
الفيلم مأخوذ عن الرواية الشهيرة، التي تحمل نفس الأسم، للكاتب خالد حسيني، ومن إخراج المخرج الألماني السويسري مارك فورستر. ويتناول الفيلم مفاهيم واسعة كالشعور بالذنب والرغبة في التكفير عنه من خلال عرض ما شهدته أفغانستان من أحداث على مدار نصف قرن بداية بإنهيار الملكية، مرورا بالغزو الروسي، ووصولا إلى وصول طالبان للسلطة.
صورة من: Mary Evans Picture Library/picture-alliance
فيلم "قندهار" - إنتاج عام 2001
الفيلم من إخراج محسن مخملباف، والذي يعد ضمن أفضل مخرجي إيران، ويحكي قصة سيدة أفغانية كندية تقرر العودة لأفغانستان لتمنع شقيقتها من الانتحار. لم يلقى "قندهار" الكثير من الاهتمام عند عرضه للمرة الاولى بمهرجان كان السينمائي عام 2001. ثم وقعت أحداث 11 سبتمبر/ أيلول لتثير الرغبة في التعرف أكثر عما يدور في أفغانستان والمصاعب التي تواجهها المرأة هناك.
صورة من: Mary Evans Arichive/imago images
فيلم "في الساعة الخامسة بعد الظهر" - إنتاج عام 2003
بعد ذلك بعامين وفي مهرجان كان أيضا، عرضت المخرجة سميرة ماكملباف، إبنة المخرج الإيراني محسن ماكملباف، فيلمها عن أفغانستان. ويحكي الفيلم قصة شابة أفغانية تعيش بالعاصمة الممزقة بسبب الحرب وتحلم بأن تصبح يوما رئيسة لبلادها. وبعد هزيمة طالبان، تسعى الفتاة للتعلم من أجل تحقيق حلمها. وتم تصوير الفيلم في العاصمة الأفغانية كابول.
صورة من: Mary Evans Picture Library/picture alliance
فيلم "في هذا العالم" - إنتاج عام 2002
يحكي الفيلم قصة طفلان لاجئان أفغانيان خلال رحلتهما للهجرة غير القانونية من مخيم اللجوء في باكستان إلى لندن. الفيلم من إخراج مايكل وينتربوتم، وتم تصويره كفيلم تسجيلي من بطولة ممثلين هاوين غير محترفين. وحاز الفيلم على جائزة الدب الذهبي من مهرجان برلين للسينما عام 2003، كما حصل أيضا على جائزة البافتا لأفضل فيلم أجنبي.
صورة من: Mary Evans Picture Library/picture-alliance
فيلم "الناجي الوحيد" - من إنتاج عام 2013
الفيلم مأخوذ عن قصة الجندي بالبحرية الأمريكية ماركوس لوتريل ومشاركته في عملية "الأجنحة الحمراء"، التي استهدفت مجموعة من مقاتليي طالبان بمقاطعة كونار الأفغانية عام 2005. وجسد الممثل مارك والبيرغ في الفيلم شخصية لوتريل، والذي كان الناجي الوحيد بعد مقتل جميع زملائه في كمين نُصب لهم.
صورة من: Gregory E. Peters/SquareOne/Universum Film/dpa/picture alliance
"رامبو" - إنتاج عام 1988
تدور أحداث الفيلم الثالث من سلسلة "رامبو"، بطولة النجم سيلفستر ستالون خلال الحرب السوفيتية في أفغانستان، حيث يتوجه رامبو إلى هناك لإنقاذ قائده السابق من يد القوات السوفيتية "عديمة الرحمة". وعادت من جديد هذا الأسبوع روايات سابقة عن أن الفيلم حمل في البداية إهداء إلى "المقاتلين المجاهدين الشجعان" ليتم تعديله بعد هجمات 11 سبتمبر ليكون الإهداء إلى "الشعب الأفغاني ولكن أكد البعض عدم صدق تلك المعلومة.
صورة من: United Archives/IFTN/picture alliance
فيلم "حرب شارلي ويلسون" - إنتاج عام 2007
في فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق ريغان، دعمت الولايات المتحدة المجاهدين الأفغان في مواجهة الاتحاد السوفيتي. وفي هذا الفيلم يقوم الممثل الأمريكي توم هانكس بلعب دور عضو الكونغرس الأمريكي شارلي ويلسون، واحد من أهم مؤيدي برنامج التمويل الأمريكي للمجاهدين الذي استمر حتى عام 1991.
إليزابيث غرينير - دينا البسنلي
صورة من: Mary Evans Picture Library/picture-alliance