بعد شائعات.. مسقط تعلن أن السلطان قابوس "في حالة مستقرة"
٣١ ديسمبر ٢٠١٩
منذ عودة السلطان قابوس بعد رحلة علاج قصيرة بالخارج سرت شائعات بشأن صحته ليعلن البلاط السلطاني أن سلطان عمان في "حالة صحية مستقرة" وأنه يتابع العلاج دون كشف تفاصيل عن طبيعة مرضه أو نوعية علاجه.
إعلان
ذكر التلفزيون العماني الثلاثاء (31 كانون الأول/ ديسمبر 2019)، نقلا عن البلاط السلطاني، أن السلطان قابوس بن سعيد في "حال مستقر.. ويتابع برنامج العلاج المقرر"، منذ ملازمته المستشفى مؤخرا، دون كشف طبيعة المرض أو العلاج.
وكانت زياراته المتكررة لألمانيا بدافع العلاج أثارت القلق حول خلافته واستقرار البلاد التي تلعب بانتظام دور الوسيط للحفاء الغربيين خصوصا في العلاقات مع إيران.
وتوجه العديد من الناس إلى تويتر من أجل الدعاء والأطمئنان على صحة السلطان.
وتكثفت الشائعات حول الوضع الصحي للسلطان قابوس في الأسابيع الأخيرة منذ عودته من بلجيكا حيث خضع لفحوصات طبية في زيارة استغرقت أسبوعا في وقت سابق من هذا الشهر، دون أن تعلن السلطات العمانية شيئا عن صحته بعد عودته.
وفي أول حديث له لبلاده منذ عودته، جاء في بيان أن السلطان قابوس يشكر الشعب العماني "على ما یبدونه من نبل في مشاعرهم، وصدق في دعواتهم، والتفاف حول قيادتهم". ويعد هذا أول تعليق رسمي منذ أن قام السلطان قابوس برحلته إلى بلجيكا.
وينص مرسوم صدر عام 1996 على أن تختار الأسرة الحاكمة خليفة للسلطان في غضون ثلاثة أيام من خلو المنصب. وإذا لم تستطع الأسرة الحاكمة الاتفاق فيما بينها يقوم مجلس يضم مسؤولين عسكريين وأمنيين ورؤساء المحكمة العليا ورئيسي المجلسين الاستشاريين بفتح مكتوب سري يحتوي على اسم حدده السلطان قابوس، حيث يوجب الدستور أن يكتب السلطان رسالة يعين فيها خلفا له، ويُكشَف مضمونها في حال لم تتفق الأسرة على اسم خلال مهلة ثلاثة أيام بعد وفاته.
ص.ش/أ.ح (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
سلطنة عمان ـ نهاية ألف ليلة وليلة
جميع الحكام العرب الذين مكثوا في السلطة لعقود من الزمن تم إبعادهم في عام 2011. لكن بعض الحالات الاستثنائية ظلت قائمة مثل سلطان عمان، الذي يحكم بلاده منذ أكثر من أربعة عقود، ولا يزال ينعم بمحبة شعبه.
صورة من: DW/Anne Allmeling
غير متزوج وبدون أطفال: إنه قابوس بن سعيد السعيد، الذي يعتبر استثناءً بين الملوك العرب. فهو يتربع على كرسي الحكم منذ أكثر من أربعة عقود، وفي الـ 18 من نوفمبر/ تشرين الثاني سيصبح عمره 75 عاما وسيحتفل بالذكرى الـ 45 لعيد العرش.
صورة من: DW/Anne Allmeling
السلطان قابوس عمل على تحديث عمان بسرعة كبيرة. قبل 45 عاما كانت السلطنة من بين الدول المتخلفة في المنطقة العربية. وتحقق هذه التطور بفضل عائدات النفط التي بدأت عمان في استخراجها منذ الستينات
صورة من: DW/Anne Allmeling
عمان كانت في قديم الزمن معروفة بالبخور وبعدها بتجارة النحاس. في القرنين الـ17 و الـ18 شهدت السلطنة ازدهارا، إذ سيطرت على أجزاء كبيرة من سواحل أفريقيا الشرقية بما في ذلك زنجبار. لكن مع بداية الإمبريالية انتهت تلك الحقبة وخسرت البلاد من أهميتها السياسية والاقتصادية.
صورة من: DW/A. Allmeling
قبل 45 عاما كانت توجد طرق معبدة فقط في العاصمة مسقط، ونادرا ما كان يوجد التيار الكهربائي والماء. واليوم تتوفر عمان على شبكة طرقية تشمل المناطق النائية التي توجد فيها أيضا مدارس ومستشفيات. وتضم البلاد اليوم عشرين مدرسة عليا وجامعة
صورة من: picture-alliance/robertharding/G. Hellier
الحكومة العمانية تدعم بوجه خاص المرأة. في جامعة السلطان قابوس الحكومية توجد "حصة للرجال" لأن الفتيات يحصلن على شهادات أفضل من زملائهن الذكور
صورة من: DW/Anne Allmeling
بضمها نحو 4 ملايين نسمة ومساحة تعادل ألمانيا الغربية، تعد عمان من بين الدول التي بها قليل من السكان. أجزاء كبيرة من السلطنة هي عبارة عن صحراء، وبما أن احتياطي النفط محدود، فإن الحكومة تراهن في الآونة الخيرة على عائدات بديلة مثل السياحة
صورة من: DW/Anne Allmeling
تطورت عمان في السنوات الأخيرة إلى وجهة سياحية محببة، إذ يستضيف ميناء مسقط بشكل منتظم سفن الأسفار البعيدة. والمزج بين الثقافة التقليدية والفنادق الفخمة يساعد في الرفع من عدد السياح. وحاليا يتم توسيع مطار مسقط وتشييد فنادق إضافية
صورة من: DW/Anne Allmeling
قطاع السياحة لا يمكن له تعويض استخراج النفط، لأنه لا يصل إلى حد الآن حتى إلى 6 في المائة من الناتج المحلي القومي. وعليه فإن عمان تقف أمام تحديات اقتصادية لأن عدد السكان يرتفع وحاجياتهم تتنوع.
صورة من: DW/Anne Allmeling
في كل سنة يتدفق عشرات الاآاف من الشباب العماني على سوق العمل، والكثير منهم يتوفر على شهادة جامعية. لكنهم لا يجدون جميعهم عملاً. نسبة البطالة في ازدياد لا سيما في صفوف الشباب، الذين تفضل غالبيتهم العمل في القطاع الحكومي حيث ظروف العمل أفضل من القطاع الخاص.
صورة من: DW/Anne Allmeling
شهدت عمان هي الأخرى في إطار الربيع العربي بعض القلاقل حيث تظاهر الآلاف ضد الفساد ومن أجل تحسين ظروف الحياة. وبعد وعود قدمتها الحكومة تلاشت قوة الاحتجاجات التي أدت إلى مقتل شخص واحد مما شكل صدمة للبلاد، التي تعتبر سلمية.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Utrecht
غالبية العمانيين تنتسب إلى الإباضية، فهم ليسوا سنة ولا شيعة مما سبب حيادية البلاد تجاه النزاعات المذهبية في المنطقة، إضافة إلى نزاعات أخرى معقدة، فمثلا توسط السلطان قابوس في الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران.
صورة من: DW/Anne Allmeling
في الذكرى الـ45 لاعتلاء سدة الحكم تظهر صورة السلطان قابوس على القمصان والرايات والصدفات، فبعد أربعة عقود في السلطة ما يزال الملك محبوبا، لكن الكثير من العمانيين يتساءلون عمن سيتولى الحكم في المستقبل لخلافة السلطان، الذي بقي بدون أطفال.