بعد صدمة كيمنتس ألمانيا تبحث سبل ردع اليمين المتطرف
٢٩ أغسطس ٢٠١٨
لا تزال ألمانيا تحت وقع صدمة الأحداث المأساوية في مدينة كيمنتس شرق البلاد وما صاحبها من مشاهد تصيد الأجانب وملاحقتهم. والسؤال الذي يطرحه الجميع اليوم هو كيف يمكن وقف المد المتطرف؟ النخب السياسية بدأت في بلورة الإجابات.
إعلان
عادت محاربة اليمين المتطرف إلى قلب اهتمامات المشهد السياسي الألماني بعد الأحداث المأساوية في كيمنتس. وقد دعا مفوض الحكومة الألمانية لمحاربة العداء للسامية فليكس كلاين إحداث هيئة خاصة لهذا الغرض، فيما دعا رئيس وزراء ولاية ساكسونيا ميشائيل كريتشمر "صرامة كاملة" في عمل قوات الشرطة في المستقبل. وأضاف في حوار مع قناة "زي.دي.إف" التلفزيونية "على الدولة أن تظهر خلال الأيام والأسابيع لمقبلة أنها هي الجهة الوحيدة التي تحتكر استعمال القوة".
كما دعا هولغر شتالكنيخت رئيس مؤتمر وزراء داخلية الولايات الألمانية الشرطة المحلية إلى إعادة النظر في آليات الانذار المبكر وتعزيز التعاون بين أجهزة الشرطة على مستوى الولايات. وأكد مفوض محاربة السامية أنه "بالنظر لمستوى العنف والعداء الذي تم إظهاره، لا أستبعد في أي لحظة اعتداء اليمينيين المتطرفين على اليهود والمؤسسات اليهودية".
مسائيةDW : الاحتجاجات المناهضة للأجانب في كيمنيتس.. فشل للدولة؟
23:17
وجاءت أحداث الشغب العنيفة في كيمنتس مطلع الأسبوع على هامش احتفالات المدينة، بعدما لقي مواطن ألماني (35 عاما) حتفه جراء طعن بسكين، فيما وقعت إصابات خطيرة لشخصين آخرين. وأصدر القضاء الألماني أمر اعتقال بحق سوري (23 عاما) وعراقي (22 عاما) بتهمة المشاركة في القتل غير العمد. وقد أدى مقتل الألماني إلى وقوع أحداث شغب معادية للأجانب أول أمس الأحد، وأظهرت صور تمّ تناقلها على واسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من اليمين المتطرف تلاحق أجانب. واجتذبت مسيرة أمس الثلاثاء ما يصل إلى ألفي متظاهر من اليمين المتطرف وحوالي ألفى متظاهر من الجانب الآخر. وسعت الشرطة إلى الفصل بين المجموعتين عبر وضع مدفع مياه بينهما دون استخدامه. وشوهد ملثمون في المسيرتين. وذكر شهود عيان على الإنترنت أنه كانت هناك محاولات متكررة لخرق طوق الشرطة.
وظهر في مقاطع فيديو للمسيرة الطريقة التي تم بها تصيد أجانب ومهاجمتهم من وسط الحشود. وتم إصدار مذكرتي اعتقال بحق شابين سوري وعراقي أمس الاثنين على خلفية مقتل الرجل الألماني. وتجددت الاحتجاجات بين متظاهرين يمينيين ويساريين مساء أمس الاثنين، وأصيب 20 شخصا من بينهم أفراد شرطة خلال ذلك، بحسب بيانات الشرطة.
ح.ز/ و.ب (د.ب.أ)
كيمنتس ..كل هذا يحدث في مدينة ألمانية وأمام أعين الشرطة!
بلغ الوضع في كيمنتس الواقعة في ولاية ساكسونيا بشرق ألمانيا، والتي يبدو أن النازيين الجدد واليمين المتطرف يتمتعون بحضور قوي فيها، درجات غير مسبوقة من التوتر بعد مظاهرات نظمت على خلفية وفاة رجل ألماني متأثرا بجراحه.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
بالآلاف خرج مؤيدو اليمين المتطرف والشعبوي ليلة الاثنين/ الثلاثاء (28/27 أغسطس/آب 2018) إلى شوارع كيمنتس (شرق)، للمشاركة في التظاهرة التي دعت إليها مجموعة "من أجل كيمنتس" اليمينية الشعبوية عقب وفاة رجل ألماني متأثرا بجراحه.
صورة من: Reuters/M. Rietschel
كما نظم اليسار مظاهرة مضادة دعت إليها مجموعة "كيمنتس خالية من النازيين" اليسارية المتطرفة. الشرطة تدخلت لعزل المجموعتين عبر استخدام خراطيم المياه وذلك لمنع مؤيدي الطرفين من الاشتباك.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
ومع ذلك ذكرت تقارير إعلامية متطابقة أن ستة أشخاص على الأقل أصيبوا في الاشتباكات بين المجموعتين، كما سجلت إصابات أخرى بعبوات حارقة ومقذوفات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Willnow
وامتنعت الشرطة عن الكشف عن عدد الإصابات أو تأكيد الأرقام المعلنة. وعلى ما يبدو فقد فاجأ الحضور المكثف لمؤيدي اليمين المتطرف الجميع، بمن فيهم المسؤولين عن جهاز الأمن الذين أقروا بأن عناصرهم كانت أقل مما يستلزمه الوضع.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
ووفق وسائل إعلامية محلية فإن جماعات من اليمين المتطرف والنازيين الجدد شاركوا في التظاهرات إظافة من ألتراس كيمنيتس، بينما قال منظموا المظاهرة إن المشاركين هم من المواطنيين "القليقين" على مصير البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Seidel
وصباح اليوم الثلاثاء (28 آب/ أغسطس)، وجه اتحاد المدينة انتقادا لاذعا للشرطة واصفا إدارتها للأزمة بـ "رسالة سيئة من دولة القانون القوية".
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
وتظاهرة أمس الاثنين هي الثانية بعد خروج 800 متظاهر إلى الشوارع قبل يومين، وذلك بعد انتشار خبر وفاة رجل قالت عنه الشرطة "إنه ألماني في 35 من العمر" إثر تلقيه عدة طعنات، إضافة إلى إصابة اثنين آخرين. وأصدرت محكمة ابتدائية بالمدينة بعد ذلك مذكرتي اعتقال بحق شابين مشتبه بهما أحدهما سوري والآخر عراقي.
صورة من: Imago/epd/W. Schmidt
ورفع المتظاهرون من اليمين المتطرف شعارات عنصرية تدعو إلى "حماية" ألمانيا وأوروبا من المهاجرين. بينما تحدثت قوات الأمن عن "أكثر من مائة شخص أخفوا وجوههم" وبعضهم أدوا تحية هتلر. في المقابل وصفت مراسلة المحطة الإذاعية "WDR" الشعارات المرفوعة بأنها كانت "تنم عن مستويات غير مسبوقة من العنف".
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Meyer
ومجددا وكما بات الأمر معروفا في مظاهرات اليمين المتطرف، رفعت شعارات تطالب برحيل المستشارة "المسؤولة" حسب المتظاهرين عن "تدفق اللاجئين". ورسميا، كان المتحدث الرسمي باسم المستشارة قد شدد على أن ألمانيا "لن تتسامح مع أي أفعال انتقامية في الشوارع". وذلك عقب انتشار صور تظهر نازيين جدد يلاحقون أشخاصا من أصول أجنبية في شوارع كيمنتس.