بعد صمت المدافع.. ما أجندة جولة بلينكن الشرق أوسطية؟
٢٤ مايو ٢٠٢١
توجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط في جولة تشمل إسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر والأردن، وذلك لـ "تدعيم" وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. هل "حل الدولتين" على جدول أعمال بلينكن؟
يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر والأردنصورة من: Carlos Barria/REUTERS
إعلان
بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكناليوم (الاثنين 24 مايو/ أيار 2021) جولة في الشرق الأوسط من أجل "تدعيم" وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، وتقتصر أهداف الزيارة على الحد الأدنى، بعيدا من الزخم الدبلوماسي الذي يتطلّبه إحياء "حل (إقامة) دولتين" الذي يؤيده الرئيس الأميركي جو بايدن. وغادر بلينكن الإثنين واشنطن في جولة ستقوده بداية إلى القدس للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ثم إلى رام الله للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وبعد هاتين المحطّتين يتوجّه بلينكن إلى مصر للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي أدى دورا أساسيا على صعيد التوصل إلى هدنة دخلت الجمعة حيّز التنفيذ بعد نزاع دام استمر أحد عشر يوما بين إسرائيل وحماس التي تسيطر على قطاع غزة.
وفي المحطة الأخيرة من جولته يزور بلينكن قبل عودته الخميس إلى الولايات المتحدة، الأردن الذي يقيم منذ زمن وعلى غرار مصر علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية. وأعرب وزير الخارجية الأميركي في تغريدة أطلقها الإثنين عن رغبته بـ"لقاء الفرقاء بهدف دعم جهودهم لتدعيم وقف إطلاق النار".
ويسعى بايدن الذي تعرض لانتقادات من داخل معسكره الديموقراطي على خلفية تأخره بالانخراط في جهود حل النزاع واعتماده نهجا شديد الليونة مع إسرائيل كما تعرّض لانتقادات من قبل المعارضة الجمهورية التي اتّهمته بأنه متحفّظ للغاية في دعم الدولة العبرية، إلى إظهار مدى انخراطه في جهود حل النزاع بتحديده شخصيا مهمة وزير خارجيته.
وجاء في بيان للرئيس الأميركي أن "وزير الخارجية بلينكن سيلتقي القادة الإسرائيليين لإبداء دعمنا الراسخ لأمن إسرائيل. وهو سيواصل جهود حكومتنا لإعادة بناء العلاقات مع الفلسطينيين وقادتهم كما ودعمنا لهم بعد سنوات من الإهمال". وبالتالي فإن الأهداف المحددة لهذه الجولة محدودة للغاية.
وفي خضم جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار، جدد كل من بايدن وبلينكن دعمهما "حل (إقامة) دولتين" إسرائيلية وفلسطينية، الذي يدعمه المجتمع الدولي والذي كانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد نبذته فيما لم تحدد الإدارة الجديدة جدولا للدفع باتجاهه قبل أزمة الأسابيع الأخيرة.
والجمعة شدد بايدن على أن إقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية "هي الحل الوحيد"، وذلك غداة اعتباره وقف إطلاق النار "فرصة حقيقية لتحقيق تقدم".
وأوحت هذه التصريحات بأن إدارة بايدن التي كانت قد أعلنت بوضوح في بداية عهدها أنها لا تعتزم الانخراط في عملية سلام غير قائمة بين الإسرائيليين والفلسطينيين وفرص إحيائها ضئيلة، لتعود وتجعل من ذلك أولوية لها.
لكن خارطة الطريق التي يحملها بلينكن توحي بالعكس، إذ لا يتضّمن بيانا وزارة الخارجية والبيت الأبيض أي إشارة إلى "حل (إقامة) دولتين".
وقبيل انطلاق وزير الخارجية في جولته، صرّح مسؤول أميركي رفيع للصحافيين أن "أولويتنا هي في الحقيقة وقبل أي شيء آخر الحرص على صمود وقف إطلاق النار"، معتبرا أن كل تطلّع إلى ما هو أبعد من ذلك "سابق لأوانه". وتابع المسؤول "نريد تدابير ملموسة لتحسين نوعية حياة الناس، وتحسين حرياتهم، وتحسين أمنهم، وتحسين ازدهارهم". وأضاف "نعتقد في الوقت الراهن، أن هذا هو ما يمكن تحقيقه وهذا هو المهم"، إلا أن هذه الاستراتيجية المقتصرة على خطوات واقعية، ليست خالية من العقبات. فمن أجل "تحسين" حياة الفلسطينيين وطي صفحة عهد ترامب الذي انقطعت إبانه المساعدات الأميركية، تعد واشنطن بالمساهمة في مساعدة غزة وبالتشجيع على ذلك.
ويرزح القطاع الفلسطيني منذ 15 عاما تحت وطأة حصار إسرائيلي، وهو تعرّض في النزاع الأخير لدمار كبير. وقد شدد بايدن على أن المساعدات يجب "أن تصب في مصلحة السكان وليس حماس". وأكد المسؤول الأميركي أن "التحدي" برمته يكمن في هذا الأمر.
وأوضح المسؤول أن المساعدات يجب أن تمر عبر الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية. وهو شدد على أن إعطاء السلطة الفلسطينية دورا أساسيا في إعادة الإعمار من شأنه أن يمكنها من "إعادة دمج غزة بطريقة ما، وهو ما نأمل أن يسهم في تهيئة الظروف من أجل المضي قدما نحو وضع أكثر استقرارا".
وتعتبر الولايات المتحدة حركة حماس منظمة إرهابية، وبالتالي سيتعذّر على بلينكن زيارة القطاع لتفقّد الدمار اللاحق به.
ح.ز/ خ.س (أ.ف.ب، د.ب.أ)
في صور - محطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
الاختلاف في المواقف حول "صفقة القرن" بين إسرائيل والفلسطينيين، يخفي تاريخاً طويلاً من النزاعات والحروب بين الجانبين. في ما يلي نظرة عامة بالصور حول أبرز المحطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال العقدين الماضيين.
صورة من: AP
قمة كامب ديفيد عام 2000 / الانتفاضة الثانية
لم تنجح قمة كامب ديفيد، التي عُقدت في يوليو/ تموز عام 2000، وجمعت آنذاك رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود براك، ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، بوساطة الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون في التوصل إلى اتفاق بشأن وضع القدس أو ترسيم الحدود بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وبعدها انطلقت شرارة الانتفاضة الثانية في سبتمبر/ أيلول عام 2000 على إثر زيارة ارييل شارون للمسجد الأقصى.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Edmonds
الانسحاب من غزة
على إثر الانتفاضة الثانية، قررت إسرائيل الانسحاب الجزئي من الأراضي الفلسطينية. وانسحبت بعض القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ليتم بعدها إخلاء جميع المستوطنات الإسرائيلية البالغ عددها 21 مستوطنة في القطاع، وفقًا لخطة ارييل شارون. وبنت إسرائيل جداراً عازلاً يصل طوله إلى 750 كيلومتراً حول الضفة الغربية، بهدف منع وقوع هجمات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Zaklin
حرب لبنان و الانقسام الفلسطيني الداخلي
بلغ الصراع في الشرق الأوسط ذروته عام 2006. في حين كانت إسرائيل تشن حرباً ضد حزب الله في لبنان، ساد الصراع الداخلي بين حركتي فتح وحماس على السلطة. وفي عام 2007، أضعف انقسام السلطتين الفلسطينيتين في الضفة الغربية وقطاع غزة ـ والذي لا يزال مستمراً حتى اليوم ـ الجانب الفلسطيني.
صورة من: AP
عملية "الرصاص المصبوب"
في ديسمبر/ كانون الأول 2008، شنت إسرائيل هجمات اسمتها عملية "الرصاص المصبوب" على مجموعة أهداف في غزة. الهدف من هذه العملية كان إضعاف حركة حماس والقضاء عليها. وسبق الضربة العسكرية الإسرائيلية، تصعيد للصراع بين حركتي فتح وحماس. لكن بعد سيطرة حماس على القطاع، عاد التوتر. وفي يناير/ كانون الثاني عام 2009، انتهى الصراع بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وفقًا للمصادر الفلسطينية.
صورة من: AP
عملية "عمود السحاب"
بقي الصراع مستمراً عام 2009، وفي 14 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2012، اغتال سلاح الجو الإسرائيلي، نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري، ما أجج الصراع بين الجانبين. في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، بدأت إسرائيل عملية اسمتها "عمود السحاب". بعدها وافقت الحكومة الإسرائيلية وحماس على وقف إطلاق النار مرة أخرى.
صورة من: Getty Images
عملية "الجرف الصامد"
تعد حرب غزة عام 2014 أو ما يعرف بعملية "الجرف الصامد" الصراع العسكري الأكثر عنفاً بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال العشرين سنة الماضية. الحرب، التي استمرت سبعة أسابيع، تسببت في مقتل أكثر من ألفي شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa
نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
في مايو/ أيار عام 2018، تم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل. القرار أثار موجة احتجاجات واسعة، استمرت لأسابيع وخلفت أكثر من ألفي جريح و حوالي خمسين قتيلاً.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
القرار بشأن الجولان
لا تزال سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط تثير الكثير من الجدل. وقد أثار اعترافه مؤخرا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، ردود أفعال دولية غاضبة عبرت عن مخاوفها من تأجيج الصراعات والحروب في منطقة الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Ting Shen
تجدّد التصعيد
تجدد التصعيد مرة أخرى بين الإسرائيليين و الفلسطينيين، بعد شن الطائرات الإسرائيلية غارات على غزة رداً على إطلاق صاروخ منها على شمال تل أبيب أواسط مارس/ آذار 2019. وعلى إثرها ازدادت وتيرة التصعيد في غزة واستهدفت الغارات الإسرائيلية مكتب زعيم حركة حماس إسماعيل هنية.
صورة من: picture-alliance/A.A. Alkahlout
موقف أمريكي جديد
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 أعلنت إدارة ترامب أنها لم تعد ترى في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية خرقا للقانون الدولي، وفيما رحبت إسرائيل بالموقف الأمريكي، أدانته السلطة الفلسطينية والأردن. فيما أكد الاتحاد الأوروبي أن موقفه لم يتغير، مؤكدا أن كل النشاط الاستيطاني بالأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني. فيما حذر مراقبون من تداعيات هذا الموقف على الوضع في الشرق الأوسط.
صورة من: imago images/UPI Photo
التمهيد لـ"صفقة القرن"
يُطلق مصطلح "صفقة القرن" على خطة السلام في الشرق الأوسط، التي عكفت إدارة ترامب منذ عام 2017 على إعدادها لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وكان من المتوقع أن يتم الكشف عنها مطلع 2018، لكنها تأجلت. وفي أول مؤتمر علني حول "صفقة القرن" في حزيران/ يونيو 2019 أطلق مستشار ترامب وصهره غاريد كوشنر الجانب الاقتصادي منها، في البحرين ضمن ورشة "من السلام إلى الازدهار"، وسط مقاطعة الفلسطينيين لها.
صورة من: Reuters
وسط ترحيب إسرائيلي ورفض فلسطيني
قوبل إعلان ترامب يوم 28 يناير/كانون الثاني 2020 عن خطته للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بترحيب إسرائيلي، ورفض وتنديد من قبل القيادة الفلسطينية. فيما توالت ردود فعل العواصم العربية والعالمية. ولا تتوفر حتى الآن معلومات دقيقة عن هذه الصفقة. غير أن ما رشح عنها يفيد بأنها تتضمن مفاوضات شاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بمشاركة دول عربية كالأردن ومصر وبرعاية أمريكية. إعداد: شارلوته فوسه/ إيمان ملوك