بعد عام من الحرب.. لا يزال آلاف السودانيين يفرون يوميا
٩ أبريل ٢٠٢٤
قالت الأمم المتحدة إن الآلاف ما زالوا يفرون يوميا من السودان وكأن حالة الطوارئ بدأت بالأمس. وهرب نحو 1,8 مليون شخص إلى دول مجاورة للسودان منذ اندلاع القتال، ونزح حوالي 6,7 ملايين من مساكنهم إلى مناطق أخرى داخل البلاد.
إعلان
قالت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء (التاسع من أبريل / نيسان 2024) إن آلاف الأشخاص اليائسين يفرون يوميا من السودان بعد مرور عام على اندلاع النزاع "كما لو أن حالة الطوارئ بدأت بالأمس". وفر نحو 1,8 مليون شخص إلى دول مجاورة للسودان منذ اندلاع القتال، في حين فر 6,7 ملايين من أماكن سكنهم ولكنهم نزحوا إلى مناطق أخرى داخل السودان.
وقالت أولغا سارادو مور، المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، "بعد مرور عام لا تزال الحرب مشتعلة في السودان الذي يعاني وجيرانه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية وأزمات النزوح وأصعبها في العالم". وأضافت في مؤتمر صحافي في جنيف "لقد حطم الصراع المستمر حياة الناس، وملأهم بمشاعر الخوف والخسارة. والهجمات على المدنيين والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي المرتبط بالنزاع: كل ذلك مستمر بلا هوادة". وقالت أيضا: "لقد شهد السودان تدميراً شبه كامل للطبقة الوسطى الحضرية: فقدْ فَقَدَ المهندسون المعماريون والأطباء والمعلمون والممرضون والمهندسون والطلاب كل شيء".
واندلع القتال في السودان في 15 أبريل / نيسان 2023 بين القوات الموالية لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقوات -نائبه السابق قائد قوات الدعم السريع- محمد حمدان دقلو. وأدت الحرب إلى مقتل الآلاف وتسببت في كارثة إنسانية.
أزمة سوء التغذية في مخيمات النازحين في السودان
03:50
وقالت سارادو مور: "الآلاف يعبرون الحدود يومياً كما لو أن حالة الطوارئ بدأت بالأمس". وأضافت أن الفارين من البلاد -وأغلبهم من النساء والأطفال- يصلون إلى مناطق نائية عبر الحدود "مع القليل أو بلا أي شيء وبحاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية الطبية". وأضافت: "مع استمرار النزاع -وتفاقم النقص في المساعدات والفرص- سيضطر مزيد من الأشخاص إلى الفرار من السودان إلى البلدان المجاورة أو الانتقال إلى أماكن أبعد، معرضين حياتهم للخطر من خلال الشروع في رحلات طويلة وخطيرة بحثاً عن الأمان".
ولم يتم حتى الآن تمويل خطة الاستجابة الإنسانية داخل السودان سوى بنسبة ستة بالمئة، في حين تم تمويل خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين لعام 2024 بنسبة سبعة بالمئة. ودمرت الحرب البنية التحتية الهشة أصلا في السودان ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة. وتثير الأزمة ضغوطا على دول الجوار.
وقالت ماري-هيلين فيرني ممثلة مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في جنوب السودان- إن 635 ألف شخص وصلوا الى هذا البلد منذ 15 نيسان/أبريل 2023 - وهذا يوازي خمسة بالمئة من عدد سكانه. وتابعت في مداخلة عبر الفيديو من جوبا عاصمة جنوب السودان أن هذا البلد: "أفقر دول العالم... لذا يمكنكم أن تتخيلوا الضغط" الذي يتعرض له. وأوضحت فيرني أن كثيرين من اللاجئين هم من سكان المناطق الحضريةوأبناء الطبقة الوسطى والمتعلمين، ولديهم مؤهلات مهنية تسعى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى الاستفادة منها لسد حاجات جنوب السودان لاسيما في قطاعي التعليم والصحة.
شح الغذاء والخدمات.. معاناة النازحين إلى جنوب السودان
01:38
This browser does not support the video element.
وتابعت "التحدي الأكبر الذي نواجهه فعليا هو (استمرار) هذه الأزمة بلا كلل... يمكن أن تصبح أسوأ قبل أن تتحسن"، مشيرة الى أن موجات اللاجئين تضم العديد من الأطفال من دون ذويهم، ونساء يروين "قصصا تدمي القلب" عن تعرضهن للعنف الجنسي أثناء فرارهن. وكان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الانسان فولكر تورك اعتبر يوم أمس الإثنين، أن الظروف الراهنة في السودان -بما يتعلق بالعنف الجنسي والعنف على أساس الجندر- "مروعة للغاية". وأشار إلى أن هذا العنف "ترتكبه كل الأطراف في هذه الحرب العبثية".
وقبل أيام من الذكرى السنوية الأولى لبدء النزاع حضَّتْ الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر طرفي النزاع على حماية المدنيين. وقالت الحركة في بيان "عندما تتضرر المنازل والمستشفيات والمدارس ويصاب الأشخاص الذين لا يشاركون في القتال فإن ذلك لا يسبب فقط ضررا مباشرا بل أيضا يجعل من الصعب على المجتمعات التعافي والتصالح عقب النزاع".
ويحتاج نحو 25 مليون شخص في السودان -أي أكثر من نصف السكان- إلى المساعدة، بما في ذلك ما يقرب من 18 مليونا يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقا للأمم المتحدة.
ع.م/ ع.ج (أ ف ب)
في صور: دوامة الصراع على السلطة في السودان..أبرز القوى السياسية والعسكرية
منذ سقوط نظام البشير تتصارع قوى سياسية وعسكرية على السلطة في السودان. وتسبب الصراع في عدم استقرار الأحوال بالبلاد على مدى سنوات، إلى أن اندلع القتال الأخير بين الجيش وقوات الدعم السريع. فما هي أبرز تلك الجهات المتصارعة؟
صورة من: Ebrahim Hamid/AFP/Getty Images
قوى "إعلان الحرية والتغيير"
وهي تجمع لعدد من التيارات والمكونات السياسية الإئتلافات المدنية السودانية، منها "تجمّع المهنيين" و "الجبهة الثورية" و "تحالف قوى الإجماع الوطني" و "كتلة التجمع الاتحادي" و "كتلة قوى نداء السودان".
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
تأسيس "إعلان الحرية والتغيير"
تأسّست قوى الحرية في كانون الثاني/يناير 2019 خِلال الاحتجاجات التي اندلعت عام 2018 ضد حكم الرئيس السابق عمر البشير. قامت تلك القوى المعروفة اختصاراً باسم "قحت" بصياغة "إعلان الحرية والتغيير" و"ميثاق الحرية والتغيير" الذي دعا إلى إقالة البشير من السلطة وهو ما حدث في نيسان/أبريل عام 2019.
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
الجيش يطيح باتفاق تقاسم السلطة
استمرت "قحت" في نشاطها ونظمت احتجاجات في وجه المجلس العسكري الذي حكم البلاد "نظريًا" بعد سقوط نظام البشير ثمّ دخلت في مرحلة مفاوضات مع الجيش حتى توصلت معه في 17 تموز/يوليو 2019 إلى خطة لتقاسم السلطة لكنها لم تصمد كثيراً، حيث أطاح الجيش السلطة المدنية واتُهم بتنفيذ "انقلاب".
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
الجيش الحاكم الفعلي منذ استقلال السودان
الحاكم الفعلي للبلاد منذ إعلان الجمهورية عام 1956. يحتل المركز 75 عالمياً في قائمة أقوى جيوش العالم ويصل عدد أفراده إلى نحو 200 ألف جندي بين قوات عاملة واحتياط. لدى الجيش السوداني 191 طائرة حربية متنوعة بين مقاتلات وطائرات هجومية وطائرات شحن عسكري وطائرات تدريب ومروحيات هجومية. كما يمتلك 170 دبابة وآلاف المدرعات وأنواع مختلفة من المدافع وراجمات الصواريخ إلى جانب أسطول بحري صغير.
صورة من: Sovereignty Council of Sudan/AA/picture alliance
انقلاب الجيش على الحكومة المدنية
استولى الجيش في أكتوبر/تشرين الأول 2021 على السلطة وأعلن حالة الطوارئ، منهياً اتفاق تقاسم السلطة بين المدنيين والعسكريين في خطوة وصفت بأنها انقلاب عسكري. تقول التيارات المدنية إن الجيش يرفض تسليم السلطة للمدنيين ما أدى لصدامات متعددة كان أبرزها ما سمى "بمجزرة القيادة العامة" في حزيران/يونيو 2019 وراح ضحيتها أكثر من 100 قتيلٍ في يومٍ واحد وتبرأ المجلس العسكري منها وأكد فتح تحقيقات بشأنها.
صورة من: Sudan Sovereignty Council Press Office/AA/picture alliance
الرجل القوي في الجيش السوداني
يقود الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان والذي برز اسمه في فبراير/شباط 2019، مع إعلان البشير ترقيته من رتبة فريق ركن إلى فريق أول. تولى العديد من المناصب داخل وخارج السودان. عقّدت الانقسامات بين قوات الدعم السريع والجيش جهود استعادة الحكم المدني. وسرعان ما دب الخلاف بين الرجلين القويين عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة ومحمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع ونائب البرهان.
صورة من: ASHRAF SHAZLY/AFP/Getty Images
قوات الدعم السريع..ميليشيات الجنجويد بالأمس
عمودها الأساسي ميليشيات الجنجويد وهي جماعات مسلحة كانت موالية للبشير، أثارت ذعراً شديداً منذ عام 2003 حين قامت بسحق تمرد في دارفور. اتهمت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية. أضفى البشير الشرعية عليها لتتحول إلى "قوات الدعم السريع" وفق قانون أجازه المجلس الوطني في عام 2017". حصل قائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي" على رتبة عسكرية وكان له مطلق الحرية في السيطرة على مناجم الذهب في دارفور.
صورة من: Hussein Malla/AP/picture alliance
قوات الدعم السريع..الرجال والعتاد
يُقدر عدد أفراد قوات الدعم السريع بنحو 100 ألف فرد ينتشرون في جميع أنحاء البلاد. تمتلك عدداً كبيراً من الأسلحة الخفيفة مثل البنادق والرشاشات والأسلحة المضادة للدروع والصواريخ الموجهة والمتفجرات اليدوية والأسلحة الثقيلة مثل المدافع والدبابات وآلاف من سيارات الدفع الرباعي وغيرها.
صورة من: Hussein Malla/AP/picture alliance
من هو محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع؟
"حميدتي" اللواء محمد حمدان دقل، هو تاجر جمال سابق وحاصل على قدر من التعليم الأساسي ويعد الرجل الثاني في السودان وأحد أثرى الأشخاص في البلاد. أدى دوراً بارزاً في السياسة المضطربة في السودان على مدى سنوات وساعد في إطاحة الرئيس البشير عام 2019، والذي كانت تربطه به علاقة وثيقة ذات يوم. تولى عدداً من أهم الملفات في السودان بعد سقوط البشير، بما في ذلك الاقتصاد المنهار ومفاوضات السلام مع جماعات متمردة.
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
"حميدتي" ..رجل من؟
يتمتع حميدتي بعلاقات دولية قوية مع عدة دول أجنبية مثل روسيا وإثيوبيا، وأخرى عربية منها السعودية والإمارات خاصة بعد أن أرسل قواته لدعمهما ضد الحوثيين في الحرب الأهلية اليمنية. يقول مراقبون إنه منذ سقوط البشير وهو يسعى ليصبح الرجل الأول في السودان.
صورة من: Russian Foreign Ministry Press Service/AP/picture alliance
كيانات التيار الإسلامي
وهي تنظيمات وتيارات وكيانات إسلامية متنوعة المشارب والاتجاهات، منها "حركة الإصلاح الآن" بقيادة غازي صلاح الدين العتباني وهو مستشار سابق للبشير، وأيضاً "الحركة الإسلامية السودانية" بقيادة حسن عمر و"منبر السلام العادل" و "حزب دولة القانون والتنمية".
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
موقف كيانات التيار الإسلامي
تقول قوى سياسية سودانية إن التيار الإسلامي في أغلبه يضم رموزاً من العهد السابق وأن أغلب مكوناته تنتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين. من جهتها تقول تلك التيارات الإسلامية إنها تعمل على حفظ السيادة الوطنية وجعل قيم الدين هي الحاكمة لجميع أوجه الحياة إضافة لإصلاح الشأن السياسي. إعداد: عماد حسن.