زيلينسكي "مستعد" للقاء بوتين لإجراء محادثات مباشرة في تركيا
صلاح شرارة د ب أ، أ ف ب، رويترز
١١ مايو ٢٠٢٥
قال الرئيس الأوكراني إنه سيكون مستعدا للقاء نظيره الروسي لمحادثات بإسطنبول، بعد أن أبلغه الرئيس الأمريكي ترامب بأن يوافق فورا على عرض بوتين إجراء محادثات. فيما أكد أردوغان أن جهود إنهاء الحرب بلغت "نقطة تحوّل تاريخية".
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح إجراء مفاوضات "مباشرة" و"بلا شروط" مع أوكرانيا "اعتبارا من 15 أيار/مايو في إسطنبول". صورة من: Olivier Matthys/AP/dpa/Mikhail Metzel/Sputnik/picture alliance
إعلان
حضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد (11 مايو/ أيار 2025) روسيا على القبول بهدنة لمدة 30 يوما اقترحها حلفاء كييف، مضيفا "سأكون بانتظار بوتين" في تركيا الخميس، للدخول في محادثات مباشرة لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.
وكتب زيلينسكي على منصة "إكس": "أوكرانيا، التي سجلت هجمات جديدة من روسيا بعد انتهاء وقف إطلاق النار الذي استمر ثلاثة أيام خلال عطلة نهاية الأسبوع، ستكون بانتظار وقف كامل ودائم لإطلاق النار، اعتبارا من الغد، لتوفير الأساس اللازم للدبلوماسية".
وفي وقت لاحق قال الرئيس زيلينسكي اليوم الأحد إن مقترح أوكرانيا بوقف إطلاق النار بدءا من غد الاثنين لا يزال مطروحا على الطاولة وإن كييف لا تزال تنتظر ردا من روسيا.
وفي كلمته المسائية، ذكر الرئيس الأوكراني أن القوات الأوكرانية ستكون مستعدة للرد بشكل مماثل في حال انتهاك القوات الروسية لوقف إطلاق النار.
ولم تعلن موسكو موافقتها على وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما الذي اقترحته القوى الأوروبية أمس السبت.
ترامب يحض أوكرانيا وروسيا على أن تلتقيا من دون تأخير
ومن جهته، حض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوكرانيا وروسيا على أن تلتقيا للتفاوض من دون انتظار وقف لإطلاق النار، بعدما اقترحت موسكو إجراء مفاوضات مباشرة في حين طالبت كييف بهدنة.
وقال الرئيس ترامب الأحد إن "الرئيس الروسي (فلاديمير) بوتين لا يريد اتفاقا لوقف إطلاق النار مع اوكرانيا، بل اجتماعا الخميس في تركيا للتفاوض حول نهاية محتملة لحمام الدم. على أوكرانيا أن توافق (على ذلك) فورا. هذا سيتيح لهما على الأقل تحديد ما إذا كان (التوصل إلى) اتفاق ممكنا، وإذا لم يكن كذلك، فإن القادة الأوروبيين والولايات المتحدة(...) يمكن أن يتحركوا في ضوء ذلك". وأضاف "بدأت أشك في أن تتوصل أوكرانيا إلى اتفاق مع بوتين، المنشغل جدا في الاحتفال بالنصر في الحرب العالمية الثانية".
قادة أوروبيون يجتمعون في أوكرانيا للضغط من أجل السلام
02:52
This browser does not support the video element.
بوتين يقترح التفاوض في تركيا الخميس
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اقترح أمس السبت إجراء مفاوضات "مباشرة" و"بلا شروط" مع أوكرانيا "اعتبارا من 15 أيار/مايو في إسطنبول". وقدم بوتين اقتراحه في بيان بثه التلفزيون في وقت متأخر من مساء السبت من الكرملين. وأشار بوتين إلى أن أي وقف لإطلاق النار هو مسألة تتعلق بالمحادثات التي اقترح إجراءها في إسطنبول يوم الخميس المقبل.
وبعد دقائق، قال يوري أوشاكوف، أحد كبار مساعدي بوتين، للصحفيين إن المحادثات يجب أن تضع في الحسبان مسودة اتفاق السلام التي تم التخلي عنها في عام 2022 والوضع الراهن على الأرض، وهي صيغة مختصرة تعني أن على كييف أن توافق على الحياد الدائم مقابل ضمانات أمنية وأن تقبل بسيطرة روسيا على أجزاء واسعة من أوكرانيا.
إعلان
أردوغان: جهود إنهاء الحرب تبلغ "نقطة تحوّل تاريخية"
هذا، وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأحد لنظيريه الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين أن أنقرة مستعدّة لاستضافة مفاوضات بهدف التوصل إلى سلام دائم في أوكرانيا، بحسب ما أفادت الرئاسة التركية.
وشدد أردوغان لبوتين على أن "هناك فرصة" لتحقيق السلام بين موسكو وكييف، مؤكدا أن "محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا ستستأنف في إسطنبول حيث توقفت (في العام 2022)". وأكد أردوغان خلال الاتصال أن "تركيا مستعدة لاستضافة أي مفاوضات رامية للتوصل إلى حل دائم"، بحسب ما أفاد مكتبه الأحد.
وفي وقت سابق، تحدث أردوغان هاتفيا مع ماكرون العائد من كييف مؤكدا بلوغ الجهود الرامية لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا "نقطة تحوّل تاريخية". ونقلت الرئاسة التركية عن أردوغان قوله لماكرون "تم بلوغ نقطة تحول تاريخية في الجهود الرامية لإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا. ينبغي استغلال هذه الفرصة. وتركيا مستعدة لتقديم كل أشكال الدعم، بما في ذلك استضافة المفاوضات من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وسلام دائم".
وتركيا هي العضو الوحيد بين أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي ما زال على تواصل مع كلّ من موسكو وكييف.
غير أن أنقرة تشدّد على تمسّكها بوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها.
تحرير: عارف جابو
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.