بعد عزل رؤساء بلديات أكراد.. احتجاجات على "انقلاب أردوغان"
٢٠ أغسطس ٢٠١٩
وصف حزب موال للأكراد قيام أنقرة بعزل رؤساء ثلاثة بلديات بـ"انقلاب أردوغان"، فيما وصفه رئيس بلدية إسطنبول بالإجراء "غير المقبول". يأتي هذا في وقت تشهد مدن ديار بكر وماردين ووان احتجاجات واسعة وأعمال شغب ضد قرار العزل.
إعلان
يصف أحد رؤساء البلديات الثلاث المعزولين قرار حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان الخاص بعزله واثنين آخرين من زملائه من مناصبهم رغم انتخابهم بـ"قمة الظلم". أما حزب الشعوب الديمقراطي، الموالي للأكراد، الذي ينتمي إليه رؤساء البلديات المعزولون، فيصف الخطوة بـ "انقلاب أردوغان السياسي".
ويضيف الحزب في بيان رسمي "أن وزارة الداخلية لا تترك حتى هامشا ضيقا للديمقراطية". أما رئيس بلدية إسطنبول الذي فاز أيضا في الجولة الثانية من الانتخابات البلدية بعد اعتراض أردوغان وحزبه على نتائج الجولة الأولى، فوصف الإجراء في تغريدة بأنه "غير مقبول".
في غضون ذلك شهدت المدن الثلاث ذات الغالبية الكردية احتجاجات واسعة ضد ما وصفوه بـ"القرار الجائر" اليوم الثلاثاء (20 آب/أغسطس 2019). واستخدمت قوات الأمن التركية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق احتجاجات في محافظة ديار بكر جنوب شرقي البلد ضد الحكومة، وذلك بعد قيام وزارة الداخلية بعزل ثلاثة رؤساء بلديات أكراد.
وأعلنت وزارة الداخلية أمس عزل رؤساء بلديات ديار بكر وماردين ووان ذات الأغلبية الكردية لوجود تحقيقات بحقهم بتهم تتعلق بدعم الإرهاب، حسب التعبير الرسمي.
وأعلنت مصادر في المعارضة أنه جرى إغلاق كافة مداخل مدينة ديار بكر، إلا أن المواطنين تمكنوا من الخروج للتعبير عن رغبتهم السياسية. وقالت النائبة عن حزب الشعوب فيليكناس أوجا، التي أصيبت في المواجهات: "لقد تجمعنا بالقرب من البلدية لممارسة حقنا الديمقراطي". وأضافت، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عبر الهاتف من المستشفى، أن الشرطة استخدمت الهراوات وخراطيم المياه ضد المتظاهرين.
وكان رؤساء البلديات الثلاثة قد فازوا في الانتخابات التي جرت في 31 آذار/مارس الماضي بأغلبية واضحة، حيث فاز عدنان سلجوق مزراقلي برئاسة بلدية ديار بكر، وأحمد تورك ببلدية ماردين، وبديعة أوزغوكجه ببلدية وان.
وذكرت وكالة "الأناضول" التركية أمس أن هناك قضايا منظورة بحق المسؤولين المعزولين وأنهم يواجهون فيها اتهامات بارتكاب جرائم مثل نشر دعاية إرهابية لمنظمة "حزب العمال الكردستاني" أو الانتماء للمنظمة وتقديم الدعم لها.
وكان أردوغان هدد قبل الانتخابات المحلية في آذار/مارس بعزل رؤساء البلديات المنتمين لحزب الشعوب إذا ما وُجهت لهم اتهامات على صلة بالإرهاب حتى لو فازوا في الانتخابات.
يذكر، أنه منذ محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا عام 2016، قامت السلطات بعزل العشرات من رؤساء البلديات المنتمين لحزب الشعوب وعينت مكانهم أشخاصا تثق بهم، وذلك بزعم وجود صلات بينهم وبين "حزب العمال الكردستاني" المحظور.
ح.ع.ح/أ.ح (د.ب.أ)
ليلة الانقلاب الفاشل في تركيا وتبعاتها
قبل عام من الآن أراد انقلابيون الإطاحة بالرئيس التركي أردوغان. ولكن مساعيهم خابت. وبدلا من ذلك تعمقت سيطرة أردوغان بشكل غير مسبوق. هذا عرض لبعض المشاهد في ليلة الانقلاب الفاشل، والفترة التي تبعتها.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suna
البداية
الصور الأولى من مساء 15 يوليو/تموز 2016، التي وصلت من تركيا: دبابات الجيش تقطع السير على جسر البوسفور. مع مرور الوقت اتضح الأمر: مجموعات في الجيش بدأت بمحاولة انقلاب. طلقات تُسمع وهناك جرحى. والطائرات الحربية والمروحية تحلق على علو منخفض.
صورة من: picture-alliance/abaca/F. Uludaglar
دبابات في المطار
صورة مشابهة في مطار أتاتورك في اسطنبول: الدبابات تقدمت. وانفع الانقلابيون باتجاه برج المطار وأوقفوا حركة الطيران. عدد قليل من المدنيين يقفون بوجه الانقلابيين.
صورة من: Reuters/Ihlas
قصف على البرلمان
وحتى مبنى البرلمان في أنقرة صار هدفا لقصف الانقلابيين. في تمام الساعة 2:32 صباحا تعرض المبنى للقصف من الجو. الانقلابيون استخدموا عدة طائرات من طراز أف 16 في تلك المهمة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
الضحايا
في مواجهات ومصادمات لقي - بحسب بيانات رسمية - 249 شخصا حتفهم، وأصيب أكثر من 2000 آخرين بجروح. والآن يتم الاحتفاء بهم في تركيا كـ"شهداء".
صورة من: Getty Images/B.Kilic
المقاومة
وبعد مضي بضع ساعات من الليل، اتضحت الصورة أكثر: الانقلاب سيفشل. كما حدث هنا في ساحة تقسيم. الجنود المشاركون في محاولة الانقلاب تم القبض عليهم من قبل الشرطة أو من وحدات الجيش الأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suna
ظهور أردوغان
وبطريقة غير اعتيادية ظهر الرئيس التركي أردوغان وخاطب الشعب. في بث مباشر عبر الهاتف اتصلت مذيعة إحدى القنوات بالرئيس التركي أردوغان، الذي تحدث للأتراك: "أدعو شعبنا للتجمع في الساحات وفي المطار". وبظهوره عمل أردوغان على وضع حد للتكهنات حول التغيير في البلاد.
صورة من: Screenshot/CNN Turk/Reuters
نزول الناس إلى الشوارع
كثير من الأتراك سمعوا نداء الرئيس وتدفقوا إلى الشوارع، ليتصدوا للانقلابيين ويساهموا في منع نجاح الانقلاب. كما هو الحال هنا في أنقرة، حيث تسلق الناس على ظهور الدبابات، رافعين العلم التركي.
صورة من: picture-alliance/abaca/O. Gurdogan
الانتقام
في صباح اليوم التالي تقهقر الانقلابيون في كل مكان تقريبا. فقط في مواضع قليلة كانت هناك مناوشات. والآن بدأت عملية الملاحقة للانقلابيين.
صورة من: Reuters
البحث عن الانقلابيين
بدأت قوات الجيش ملاحقة المتورطين في محاولة الانقلاب. وهكذا استسلم عدد كبير منهم وتم القبض عليهم.
صورة من: picture-alliance/AA
المتهم بأنه العقل المدبر
تم اتهامه بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية: رجل الدين الإسلامي فتح الله غولن. الحكومة التركية حملته المسؤولية. أما غولن فنفى ذلك. يشار إلى أنه يعيش في الولايات المتحدة منذ سنوات، ولم يتم تسليمه لتركيا.
صورة من: Reuters/C. Mostoller
الاحتفال بالنصر
بعد 24 ساعة من محاولة الانقلاب تغيرت الصورة تماما: آلاف الناس احتشدوا على جسر البوسفور محتفلين بالانتصار على الانقلابيين. بعدها تم تغيير اسم الجسر إلى "جسر شهداء 15 يوليو".
صورة من: picture-alliance/abaca/E. Öztürk
حالة الطوارئ
بعدها بخمسة أيام، أعلن أردوغان حالة الطوارئ في البلاد، والتي دخلت في اليوم التالي حيز التنفيذ. فحصل الرئيس بذلك على صلاحيات واسعة، كما بدأ النقاش حول إعادة عقوبة الإعدام. وبعد مرور عام مازالت حالة الطوارئ مفروضة في بلاد الأناضول.
صورة من: Reuters/K. Ozer
التطهير
مباشرة بعد المحاولة الانقلابية تحدث أردوغان عن "نعمة الله". والهدف هو "قواتنا المسلحة يجب أن تكون نقية تماما، ولذلك سيتم تطهيرها". ولكن الأمر لم يقتصر على مؤيدي فتح الله غولن في الجيش. بل تعداه إلى صحفيين وباحثين وبقية المناهضين لأردوغان. حوالي 100 ألف موظف تمت إقالتهم، و50 ألف شخص تم اعتقالهم.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Mehmet
أردوغان وسّع صلاحياته
قبل محاولة الانقلاب، لم يتمكن أردوغان من الوصول إلى نظامه المفضل (النظام الرئاسي). ولكن المحاولة الانقلابية كانت فرصة له كي يتمكن من دفع هذا المشروع إلى الأمام، وصولا إلى نظام حكم برجل قوي على رأس السلطة. وفي أبريل/نيسان الماضي تحقق مراده، عندما صوت الأتراك، بأغلبية بسيطة، لصالح تعديل الدستور.
صورة من: Reuters/H. Aldemir
المعارضة
المعارضة التركية تم إضعافها بعد محاولة الانقلاب - وخاصة حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد. رئيسا الحزب وتسعة برلمانيين من الحزب تم اعتقالهم في نوفمبر/تشرين الثاني 2016. حزب الشعب الجمهوري يمر بمرحلة هدوء استمر حتى صيف 2017، عندما دعا الحزب لمسيرة "العدالة" من أنقرة إلى اسطنبول. إعداد: كريستيان فولف/ف.ي