عائدة من سوريا – بدء محاكمة ألمانية بتهمة استعباد إيزيدية
١١ يناير ٢٠٢٣
من جديد تحاكم ألمانيا، امرأة ألمانية بتهمة استعباد شابة إيزيدية. وبدأت في كوبلنز محاكمة "نادين ك." التي جعلت هي وزوجها من امرأة إيزيدية عبدة لهما. وكان الزوج يقوم باغتصاب وضرب الشابة الأيزيدية بانتظام بعلم زوجته.
إعلان
بتهمة اضطهاد أيزيدية واستعبادها، بدأت الأربعاء (11 يناير/ كانون الثاني 2023) في كوبلنز في غرب ألمانيا محاكمة ألمانية يُشتبه في انتمائها لتنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا باسم "داعش".
وتحاكم المحكمة الإقليمية العليا في كوبلنز المدعوة نادين ك. (37 عامًا) الموضوعة في الحبس الاحتياطي منذ عودتها إلى ألمانيا في مارس/ آذار 2022 بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية واستعباد شخص والتواطؤ في ارتكاب إبادة وجرائم حرب.
وبحسب المحكمة، فإن المشتبه بها لم تعلق بعد على هذه الاتهامات، ومع ذلك، أعلن الدفاع اليوم الأربعاء عن أنها ستتكلم في المستقبل أمام المحكمة.
كيف حدثت القصة؟
وبحسب لائحة الاتهام فإن الألمانية "نادين ك." سافرت مع زوجها السوري إلى سوريا في عام 2014 للانضمام إلى "داعش"، وفي عام 2015 انتقل الزوجان إلى الموصل في العراق؛ حيث عمل الزوج كطبيب يعالج مقاتلي "داعش"، بينما دعمته زوجته في إدارة المنزل وتربية ابنتيهما.
وكان الزوجان يعيشان في منزل مسروق، حيث كانا يخزّنان أسلحة ومتفجرات ويستضيفان عازبات من أعضاء تنظيم "داعش" قبل زواجهن.
واعتبارًا من ربيع 2016، بحسب صحيفة الدعوى، أحضر الزوج فتاة إيزيدية تبلغ من العمر 22 عامًا إلى المنزل كعبدة له ولزوجته. ووفقًا للادعاء، فقد قام مقاتلو داعش بسبيها أثناء اقتحام قريتها في عام 2014 وتم إتاحتها سابقًا لأعضاء آخرين في "داعش" كرقيق منزلي وعبيد جنس. ويقول الادعاء إن الشابة أُجبرت على الطهي والتنظيف والاعتناء بأطفال الزوجين.
وأصدرت النيابة الاتحادية في ألمانيا في سبتمبر/ أيلول الماضي لائحة اتهام بحق "نادين ك." جاء فيها أن "الزوج كان يغتصب ويضرب المرأة باستمرار، وكانت زوجته تعرف ذلك"، موضحة أن هذه الأخيرة "كانت تراقب بنفسها الأسيرة لكي لا تتمكن من الهرب".
وأشارت النيابة إلى أن الشابة الإيزيدية "أُجبرت على الصلاة يومياً حسب الشعائر الإسلامية والصوم في رمضان"، مؤكدة أن "كل ذلك يخدم الهدف المعلن لـ(تنظيم) الدولة الإسلامية (داعش) وهو تدمير العقيدة الإيزيدية".
نهاية الاستعباد والقبض على "نادين ك."
ثم انتقل الزوجان والأسيرة إلى سوريا في نهاية 2016 ومكثوا هناك حتى مطلع مارس/ آذار 2019، حين تمكنت الشابة الإيزيدية من استعادة حريتها، في أعقاب هزيمة التنظيم على أيدي قوات سوريا الديموقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري. وبحسب المدعي الاتحادي، اعتقلت القوات الكردية العائلة أثناء فرارها من الباغوز في سوريا. وتم اعتقال المتهمة وبناتها من قبل المقاتلين الأكراد.
واحتُجزت "نادين ك." في مخيم للقوات الكردية في شمال شرق سوريا. وخلال حملة العودة التي قامت بها الحكومة الألمانية، تم إحضارها إلى ألمانيا في مارس/ آذار 2022 مع تسعة آخرين من أنصار "داعش" المشتبه بهم و27 طفلاً. وقام المدعي العام الاتحادي بإصدار أوامر باعتقالها هي وثلاث نساء أخريات مباشرة في مطار فرانكفورت. ومنذ ذلك الحين وهي رهن الاحتجاز.
يذكر أنه في أغسطس/ آب 2014، اجتاح تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) جبل سنجار في شمال العراق، حيث تعيش غالبية من الأقلية الإيزيدية الناطقة بالكردية التي تعرضت للقتل والاضطهاد على يد التنظيم الإرهابي خلال سيطرته على المنطقة بين عامي 2014 و2017.
وقتل مقاتلو التنظيم الإرهابي الآلاف من أبناء هذه الأقلية وسبوا نساءها وجنّدوا أطفالها.
ص.ش/أ.ح (أ ف ب، د ب أ)
داعش..الخطر المتمدد في العراق وسوريا
بعد سيطرته الكاملة على تدمر، بات تنظيم"الدولة الإسلامية" يسيطر على نحو نصف التراب السوري. كما تمكن التنظيم الإرهابي في العراق من السيطرة على مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار. تقدم استراتيجي خطير لا يخلو من الإخفاقات.
صورة من: Reuters/A. Rasheed
سيطر تنظيم " الدولة الإسلامية" مساء الخميس 21 مايو/ أيار 2015 على آخر معبر للنظام السوري مع العراق، وذلك بعد انسحاب قوات النظام السوري من معبر الوليد الواقع على الحدود السورية، المعروف باسم "معبر التنف".
صورة من: picture alliance/AP Photo
قبل ذلك بساعات سيطر التنظيم الارهابي "داعش" الخميس على مدينة تدمر الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي والواقعة في محافظة حمص وهو ما فتح له الباب للتوجه إلى الحدود العراقية حيث "معبر تنف"، حيث تمكن من الاستيلاء على عدد من النقاط والمواقع العسكرية في المنطقة.
صورة من: picture-alliance/CPA Media/Pictures From History/D. Henley
تمكن تنظيم "الدولة الإسلامية "داعش"، يوم الأحد الماضي 17 مايو/ أيار 2015، من بسط سيطرته بالكامل على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار في غرب العراق. وهو ما يعد أكبر تقدم ميداني له في العراق منذ سيطرته على مدينة الموصل قبل نحو عام. تطور تسبب في نزوح مئات الآلاف من سكان المدينة.
صورة من: Reuters/Stringer
فرض مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" سيطرتهم على مدينة الموصل مركز محافظة نينوي، التي تعد ثاني أكبر مدينة بعد العاصمة بغداد. وذلك في 10 يونيو/ حزيران 2014. وهو ما اعتبره المتتبعون آنذاك تطورا خطيرا، خاصة وأن التنظيم تمكن من بسط سيطرته على المدينة بسرعة فائقة بعد أن انسحب الجيش العراقي من المنطقة.
صورة من: picture-alliance/abaca
سيطر داعش بمساعدة العشائر العراقية المحلية، على مدينة الفلوجة الواقعة في محافظة الانبار بغرب العراق في مطلع 2014. ويعتبر ذلك أول نجاح كبير في حملة عسكرية واسعة النطاق من قبل التنظيم الإرهابي في العراق.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد الاستيلاء على جبل سنجار حيث قتل وتشريد الآلاف من الأقلية الايزيدية، واجه داعش هجوما مضادا من مختلف الميليشيات الكردية. كما قم التحالف الدولي بتوجيه ضربات جوية ضد التنظيم.
صورة من: Reuters/A. Jalal
بعد عدة محاولات فاشلة من قبل الحكومة العراقية لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت، مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين، ساعدت الميليشيات الشيعية في طرد عناصر التنظيم من المدينة في نيسان/ أبريل الماضي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
يسيطر تنظيم "داعش" منذ صيف 2013، على أغلب مناطق محافظة الرقة باستثناء بعض القرى التي استولى عليها المقاتلون الأكراد. وتعتبر محافظة الرقة المعقل الأساسي للتنظيم "|الدولة الإسلامية" في سوريا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
تمكن التنظيم الإرهابي السنة الماضية من السيطرة أيضا بشكل شبه كامل على محافظة دير الزور في سوريا، كما استطاع تنظيم "داعش" من السيطرة على معبر البوكمال بريف دير الزور الذي يصل بين مدينتي البوكمال السورية والقائم العراقية.
صورة من: Ahmad Aboud/AFP/Getty Images
يسيطر التنظيم أيضا على الجزء الشمالي الشرقي من محافظة حلب باستثناء بلدة عين العرب (كوباني) الكردية ومحيطها. وقد نجح داعش تقريبا في اجتياح هذه المدينة الكردية الواقعة في شمال سوريا. غير أن الضربات الجوية الأمريكية والهجمات المضادة المنسقة من قبل الميليشيات الكردية أدت في نهاية المطاف إلى استعادة المنطقة بالكامل تقريبا من التنظيم في كانون ثان/ يناير الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa
تمكنت قوات البيشمركة الكردية نهاية السنة الماضية أيضا من إجبار مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" على الانسحاب من جسر الزرقا الاستراتيجي بالقرب من كركوك شمالي العراق.