هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضرب مواقع جديدة لم تستهدف من قبل بأوكرانيا في حال قام الغرب بتسليم كييف صواريخ بعيدة المدى. وتقارير إعلامية تكشف أن أسبانيا تعتزم إمداد إوكرانيا بدابات حربية حديثة مصنوعة في ألمانيا.
إعلان
توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب في حال قام الأخير بتزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى، فإن روسيا ستتحرك وستضرب مواقع كانت خارج دائرة الاستهداف حتى الآن. وقال في مقابلة مع محطة روسيا-1 التلفزيونية الرسمية اليوم الأحد (5 حزيران/ يونيو 2022): "سنقوم بالاستنتاجات المناسبة وسنستخدم وسائل التدمير، التي لدينا ما يكفي منها، لضرب مواقع لم نضربها من قبل". وأعتبر أنه لا يوجد سوى هدف واحد من إمدادات السلاح الغربية إلى أوكرانيا، يتجلى حسب رأيه في "إطالة أمد الصراع المسلح هناك إلى أقصى حد ممكن".
وتسعى أوكرانيا للحصول على أنظمة صواريخ متعددة الراجمات مثل إم270 وإم142 هيمارس لضرب القوات ومستودعات الأسلحة الواقعة خلف خطوط القوات الروسية.
وعلى الرغم من أن مسؤولين روساً حذروا من أن قراراً أمريكياً بتزويد أوكرانيا بأنظمة صواريخ متقدمة قد يؤدي لتصعيد الصراع، قال بوتين إنه لن يسفر عن تغييرات جذرية في أرض المعركة. وتابع قائلاً: "ندرك أن تقديم الولايات المتحدة ودول أخرى (لأنظمة صواريخ متقدمة) يهدف إلى تعويض خسائر العتاد في هذا الجيش... هذا ليس أمراً جديداً. لا يغير أي شيء في جوهر الأمر". وفي مقتطف من ذات المقابلة تفاخر بوتين بأن القوات الروسية التي تستخدم مضادات للطائرات أسقطت عشرات المقاتلات الأوكرانية "بسهولة بالغة".
وتابع بوتين أن مدى الصواريخ "لا يتوقف على المنظومة نفسها، بل على الصواريخ المستخدمة" مضيفا "ما نسمعه ونفهمه اليوم أن الأمر يتعلق بصواريخ يتراوح مداها بين 45 و70 كلم" في إشارة إلى صواريخ هيمار الأمريكية.
من جانب آخر أعلنت روسيا أنها دمرت مدرعات سلمتها دول من أوروبا الشرقية إلى أوكرانيا في الضربات الجوية التي استهدفت كييف الأحد وكانت الأولى منذ أسابيع. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشنكوف إن "صواريخ عالية الدقة وبعيدة المدى أطلقتها القوات الجوية الروسية على ضاحية كييف دمرت دبابات من طراز تي-72 قدمتها دول من أوروبا الشرقية ومدرعات أخرى كانت في الحظائر".
وفي وقت سابق، تحدّث رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية فيتالي كليتشكو عبر تلغرام عن "انفجارات عدة في منطقتي دارنيتسكي ودنيبروفسكي" في جنوب-شرق العاصمة عند الفجر، من دون تحديد ماهية المواقع المستهدفة. وبحسب قوات سلاح الجو الأوكرانية أطلقت قاذفات روسية من نوع تو-95 متمركزة في بحر قزوين فجرا صواريخ كروز باتجاه كييف تم تدمير أحدها.
بدوره أعلن عضو مجلس الإشراف على شركة السكك الحديد الأوكرانية "أوكرزاليزنيتشا" ومستشار الرئاسة الأوكرانية سيرغي ليشتشنكو أن "الضربات استهدفت البنى التحتية" للشركة.
وكان هدوء نسبي عاد في الأسابيع الأخيرة إلى مدينة كييف بعدما تخلى الروس عن هجومهم على العاصمة الأوكرانية للتركيز على شرق أوكرانيا.
وفي تطور لاحق ذكر تقرير بصحيفة "الباييس" الأسبانية أن مدريد تعتزم إمداد إوكرانيا بدابات حربية رئيسية حديثة، مصنوعة في ألمانيا، لتزود البلاد بأحدث دبابات غربية لأول مرة. ودبابات "ليوبارد 2 إيه 4" مخزنة حاليا وسيتعين تجهيزها للاستخدام قبل نشرها، طبقا لما نقلته الصحيفة، نقلا عن معلومات من وزارة الدفاع في مدريد.
ووفقا للمعلومات، من المقرر تدريب أطقم الدبابات الأوكرانية، في بادئ الأمر، في ليتوانيا ولاحقا في إسبانيا. كما تستعد مدريد أيضا لتزويد أوكرانيا ببطارية لصواريخ "اسبيد" المصنوعة في إيطاليا، المضادة للطائرات. ولم يعد النظام في الخدمة لدى الجيش الإسباني.
و.ب/ع.غ (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
أحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة واضطرابا شديدين في العالم كله، وتفاعل معها رسامو الكاريكاتير من ألمانيا وإيطاليا وأستراليا وأفغانستان وغيرها، فكيف جاءت انطباعاتهم عن الرئيس الروسي وأوكرانيا ومواقف الدول الأخرى مثل الصين؟
قابض الأرواح يدلل "ربيبه"
"قابض الأرواح" أو "الموت" (حسب حدوتة الأخوين غريم "موت العرّاب") يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
جهاز الملاحة في يد الشيطان
الموت قابع خلف عجلة القيادة، والشيطان يقرأ خارطة الطريق. وكفريق لا يهزم يوجهان الرئيس الروسي مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد اشتعلت النار بالفعل في عيني بوتين. إنه وضع ميئوس منه حاليا لهذه الدرجة، وفق تفسير الرسام الهولندي تجيرد روياردس. لكن هل يمكن إعادة برمجة نظام الملاحة؟
تطور الأسلحة
كان هناك اعتقاد أن البشرية ربما تعلمت شيئًا جديدًا عبر آلاف السنين وأنها ستعيش معًا بسلام. لكن على العكس، لم يكن الفكر هو من تطور، وإنما جودة الأسلحة فقط، بحسب وجهة نظر الفنان الأوزبيكي محمود إشونكولوف. وبينما كان إنسان "النياندرتال" يلوح في المعركة بسلاحه الذي هو عبارة عن عظمة فخذ حيوان، فإن جندي اليوم مجهز بأسلحة دقيقة ذات تقنية فائقة.
حرب الأخبار المزيفة أيضا
لكن الحروب لم تعد تدار بالأسلحة التقليدية فقط، فالدعاية المغرضة "البروباغاندا" على جميع الجبهات هي أيضًا جزء منها. وسواء كان ذلك عبر تويتر أو فيسبوك أو إنستغرام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيلة مذهلة لنشر الأخبار المزيفة بين الناس، بحسب ما يعتقد الكوبي ميغيل موراليس. وأسوأ ما في الأمر هو أنه عادة لا يجري التحقق من صحة الحقائق المزعومة التي تنتشر في وسائل التواصل.
"روسيا الجائعة"
مثل أوكرانيا، كانت ليتوانيا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القوي حتى أعلنت استقلالها في عام 1990. لكن "الدول الشقيقة" السابقة تعرف المزاج الذي يحرك روسيا. ورسام الكاريكاتير كازيس كِستوتيس شياوليتيس ليس هو فقط من يخشى من أن يتمدد جوع بوتين ونهمه للسلطة إلى دول أخرى.
"الصرخة" .. لا للحرب
من خلال تجربة مؤلمة، يعرف الأفغان بأنفسهم ما تعنيه الحرب في بلد الإنسان ذاته. وفي رسمه الكاريكاتوري، استعار شهيد عتيق الله من الفنان النرويجي إدوارد مونش لوحته الشهيرة "الصرخة" التي تعود لعام 1893. هنا يُفهم الوجه المرعوب على أنه رد فعل على مشاهد المدن التي تعرضت للقصف في أوكرانيا.
آفاق المستقبل
للوهلة الأولى، هذا الكاريكاتير للرسام الروماني ماريان أفراميسكو يذكرنا أيضا بفنان مشهور، هو الهولندي إم. سي. إيشر، الذي كان يرسم أشياء تتعارض مع أي منطق ولا تحمل أي أفق. ويبدو أيضًا أن أوكرانيا ليس لديها أي آفاق في ضوء التفوق الروسي، لكن أوكرانيا أعطت العالم درسا أفضل.
الحب بدلا من الحرب
منذ أن غزا الجيش الروسي أوكرانيا، والناس في جميع أنحاء العالم تقوم بمظاهرات ضد الحرب العدوانية الوحشية، لكن بلا فائدة، بحسب الرسامة التركية منكشي جام. فلا الطغاة ولا الموت يسمحون لنشطاء السلام بالتأثير عليهم؛ وهذا ما أظهره التاريخ بما يكفي في كثير من الأحيان.
أوكرانيا تفضل الناتو
لفترة طويلة، كانت أوكرانيا قريبة من "الشعب الشقيق" في روسيا. لكن استقلال البلاد لم يعد يتناسب مع نظرة بوتين للعالم، فهو يعتبر أوكرانيا جزءً من إمبراطورية روسية كبرى. وبالنسبة إلى الرسام عامر من دولة الإمارات، فلا عجب أن أوكرانيا الصغيرة تتطلع بشغف إلى الناتو. لكن روسيا لا تريد أن تسمح لها بالسير وراء هذه الرغبة.
تهديد عالمي
من وجهة نظر الرسام التنزاني "بوبا"، هذه الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا، وإنما تتعلق بالسلطة والقوة في العالم. فروسيا تهدد العالم الغربي بشن حرب نووية إذا استمر في التدخل. وهذا لا يحظى بالرضا من جانب الولايات المتحدة، التي يمكنها على الفور توجيه ضربة انتقامية. وهناك خوف في جميع أنحاء العالم من قيام شخص ما بالضغط على الزر الأحمر، الزر النووي.
التفاوض على طريقة بوتين
على المسرح الدبلوماسي، يحاول سياسيون غربيون عمل كل شيء من أجل إحضار الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات. طاولة بوتين الطويلة، التي يجلس إليها على مسافة بعيدة من زواره الدوليين تسببت في إثارة الاستغراب في جميع أنحاء العالم. ومن وجهة نظر رسام الكاريكاتير الألماني أغوستينو تاله، فإن ما يهم بوتين النرجسي هو اعتقاده بأنه: يجب ألا تكون أوكرانيا موجودة.
الدكتور "أوكتوبوتين" يتحكم في الطاقة
في مفاوضاته مع الغرب، لدى الرئيس الروسي حجة قوية: العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز والنفط الروسيين. "دكتور أوكتوبوتين"، كما يراه رودريغو من ماكاو / الصين، له اليد العليا. فعلى الرغم من كل العقوبات، لا تزال ألمانيا ودول أخرى تحصل على الطاقة من روسيا، وبذلك تقوم بتمويل صندوق حرب بوتين.
لاجئون من الدرجة الأولى؟
بأعداد هائلة، فر الأوكرانيون من الحرب، وأوروبا ترحب بهم بأذرع مفتوحة، حيث يجدون ببساطة من يلوح لهم مرحبا عند الحدود. وعلى الرغم من كل التعاطف مع اللاجئين، يتساءل رسام الكاريكاتير الفلبيني "زاك" عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة؟ وأنه يُسمح لهم بدخول البلاد بسبب لون بشرتهم الفاتح؟ لأن الاتحاد الأوروبي عادة ما يغلق حدوده بإحكام.
حسابات صينية
منذ سنوات وأستراليا تشعر بالتهديد من الصين، التي تسعى جاهدة للسيادة في جنوب المحيط الهادئ، وقد ألمحت مرارًا إلى نيتها في ضم تايوان. وفقًا لرسام الكاريكاتير الأسترالي "برولمان"، يراقب الباندا عن كثب ما إذا كان الدب الروسي سيبلع العسل الأوكراني، أم أن مستعمرة النحل ستقوم بطرده. وإذا لم ينجح الدب، فإن الباندا بإمكانه أن يجرب حظه في وعاء آخر. إعداد: سوزانه كوردس/ صلاح شرارة