بعد فشل محادثات جامايكا: تحذيرات من تراجع دور ألمانيا
٢١ نوفمبر ٢٠١٧
على خلفية الأزمة السياسية الداخلية وفشل محادثات تشكيل الحكومة حذر وزير الخارجية من خلق انطباع بعدم قدرة بلاده على الفعل على مستوى السياسة الخارجية. جاء ذلك خلال جلسة برلمانية لبحث تمديد المهام الخارجية للجيش الألماني.
إعلان
على خلفية أزمة تشكيل حكومة جديدة في ألمانيا، حذر وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل من إعطاء انطباع على مستوى السياسة الخارجية بأن ألمانيا غير قادرة على التصرف. وذكر غابرييل في كلمته أمام البرلمان الألماني خلال مناقشة تمديد مهام الجيش الخارجية اليوم الثلاثاء (21 تشرين الثاني/نوفمبر 2017) أنه لا ينبغي القيام بشيء خلال الفترة المقبلة يمنح الذين يتطلعون لإضعاف النظام العالمي الحر أدلة "على أن موثوقية ألمانيا في خطر".
وقال غابرييل إن بلاده لديها تأثير كبير في العالم، موضحاً أن هناك دولا أخرى تنتظر استغلال هذا التأثير في إحلال السلام والاستقرار، مضيفاً أنه يتعين الحذر من أن أعداء النظام العالمي الحر يحاولون إساءة استغلال ما حدث من فشل مفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي كدليل على أن الديمقراطيات الغربية لم تعد قادرة على التصرف بالقدر الكافي.
وذكر غابرييل أن مناقشة البرلمان اليوم تمديد المهام الخارجية للجيش الألماني يظهر أن البرلمان قادر على التصرف. ويناقش البرلمان الألماني في دورته التشريعية الجديدة إقرار تمديد قصير المدى لسبع مهام خارجية للجيش، من بينها مهمة تدريب القوات المسلحة في أفغانستان.
وتبلغ مدة التمديد المحدودة ثلاثة أشهر، وذلك بغرض تخطي فترة تشكيل الحكومة الألمانية الجديدة. ولا يتضمن التمديد أي تغيير في مضمون المهام. وتعتبر موافقة البرلمان على التمديد مضمونة. وليس من الواضح الآن ما إذا كانت مدة الثلاثة أشهر كافية لحين تشكيل حكومة جديدة بعد فشل مفاوضات تشكيل ائتلاف حاكم بين التحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة أنغيلا ميركل، و"الحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) و"حزب الخضر".
ويشار إلى أن محادثات تشكيل حكومة ألمانية جديدة، أو ما بات يعرف بائتلاف "جامايكا"، قد فشلت بعد انسحاب الحزب الديمقراطي الحر "الليبرالي" منها بشكل مفاجئ ليل الأحد الاثنين. وبرر زعيم الحزب كريستيان ليندنر انسحاب حزبه من المحادثات بعدم قدرات ممثلي الأحزاب المشاركة في المحادثات من الاتفاق على أرضية مشتركة.
خ. س/أ. ح (د ب أ)
في صور.. محطات وضعت مصير ميركل السياسي في مهب الريح
خلال 12 عاماً من حكمها حققت المستشارة ميركل نجاحات مذهلة، وخصوصاً على صعيدي الاقتصاد والاتحاد الأوروبي. والآن تتجه الأمور كي تبقى ميركل مستشارة لولاية رابعة، ولكنها تعرضت قبل ذلك لهزات عنيفة وظروف صعبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
"الباب المفتوح" بداية النهاية؟
بعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
حزب "شعبوي" يحقق مفاجأة مدوية
كان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Bockwoldt
الاشتراكيون الديمقراطيون يتركون ميركل وشأنها
ورغم أن الاتحاد المسيحي بحزبيه الديمقراطي بقيادة ميركل والبافاري بقيادة زيهوفر، فاز في الانتخابات بالحصول على 32 في المائة من أصوات الناخبين، إلا أنه كانت تعد أسوأ نتيجة لتحالف المسيحي، منذ عام 1949. لكن حليفهما في الحكم، الحزب الاشتراكي، سجل أكبر خسارة في تاريخه بالحصول على 20.5 في المائة. وقرر الحزب الجلوس في مقاعد المعارضة بدلاً من مواصلة التحالف مع ميركل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
"جامايكا".. حلم أُجْهِضَ قبل الولادة
ولهذا اتجهت ميركل للتفاوض مع "حزب الخضر" والحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) لتشكيل ما يعرف بـ"ائتلاف جامايكا". ورغم الاختلاف "الأيديولوجي" بين الأحزاب الأربعة إلا أنه كانت هناك آمال معلقة على التقارب وتقديم تنازلات بعد أربعة أسابيع من المفاوضات الشاقة. غير أن الحزب الليبرالي انسحب مع الساعة الأولى من صباح الإثنين (20 نوفمبر/ تشرين الثاني).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
مستشارة للمرة الرابعة؟
تراجع الاشتراكيون عن موقفهم وقبلوا بالدخول في مفاوضات. وبعد محادثات صعبة جدا وتنازلات مؤلمة، نجحت ميركل في الوصول بمفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي إلى بر الأمان. وبهذا ستبقى ميركل على الأرجح مستشارة لألمانيا، لتكون الولاية الرابعة لها، ما لم تحدث مفاجأة. حيث يجب أن يصوت أعضاء الحزب الاشتراكي على اتفاقية الائتلاف الحكومي. وينتظر أن ينتهي التصويت مطلع آذار/مارس القادم. (صلاح شرارة)