بعد فشل مفاوضات سد النهضة.. السيسي يشدد على حماية مياه مصر
٥ أكتوبر ٢٠١٩
بعد ساعات من إعلان فشل مفاوضات الخرطوم الثلاثية بشان سد النهضة الإثيوبي، غرد الرئيس السيسي ليعلن عن التزام مصر بكل مؤسساتها بحماية الحقوق المائية للبلاد في مياه نهر النيل. ودعت مصر في بيان إلى وساطة دولية بشأن القضية.
إعلان
سد النهضة: هل تنتقم أثيوبيا من مصر بسبب جمال عبدالناصر؟
00:57
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم السبت (الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر 2019) التزام الدولة المصرية، بكل مؤسساتها، بحماية الحقوق المائية المصرية في مياه النيل. وقال الرئيس السيسي - في تغريدتين نشرهما عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" :"تابعت عن كثب نتائج الاجتماع الثلاثي لوزراء الري في مصر والسودان وإثيوبيا لمناقشة ملف سد النهضة الإثيوبي، والذي لم ينتج عنه أي تطور إيجابي، وأؤكد أن الدولة المصرية بكل مؤسساتها ملتزمة بحماية الحقوق المائية المصرية في مياه النيل".
وأضاف السيسي أن مصر "مستمرة في اتخاذ ما يلزم من إجراءات على الصعيد السياسي وفي إطار محددات القانون الدولي لحماية هذه الحقوق". ووعد الرئيس المصري بأن يظل "النيل الخالد يجري بقوة رابطا الجنوب بالشمال برباط التاريخ والجغرافيا".
وكانت وزارة الموارد المائية والري في مصر قد ذكرت في بيان اليوم السبت أن مفاوضات سد النهضة وصلت إلى طريق مسدود نتيجة لتشدد الجانب الإثيوبي ورفضه كافة المقترحات التي تراعي مصالح مصر المائية. وجاء البيان المصري عقب اجتماع لوزراء الموارد المائية من مصر والسودان وإثيوبيا تم عقده في العاصمة السودانية الخرطوم.
وأضاف البيان أن "إثيوبيا قدمت خلال جولة المفاوضات التي جرت في الخرطوم على مستوى المجموعة العلمية البحثية المستقلة، وكذلك خلال الاجتماع الوزاري الذي تلاها مقترحا جديدا يعد بمثابة ردة عن كل ما سبق الاتفاق عليه من مبادئ حاكمة لعملية الملء والتشغيل، حيث خلا من ضمان وجود حد أدنى من التصريف السنوي من السد، والتعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد التي قد تقع في المستقبل".
وتابع المتحدث في البيان: "كذلك رفضت أثيوبيا مناقشة قواعد تشغيل سد النهضة، وأصرت على قصر التفاوض على مرحلة الملء وقواعد التشغيل أثناء مرحلة الملء، بما يخالف المادة الخامسة من نص اتفاق اعلان المبادئ الموقع في 23 آذار/ مارس 2015، كما يتعارض مع الأعراف المتبعة دوليا للتعاون في بناء وإدارة السدود على الأنهار المشتركة".
وأوضح البيان أن مصر طالبت "بمشاركة طرف دولي في مفاوضات سد النهضة للتوسط بين الدول الثلاث وتقريب وجهات النظر والمساعدة على التوصل لاتفاق عادل ومتوازن يحفظ حقوق الدول الثلاث دون التعدي على مصالح أي منها".
وأكدت وزارة الموارد المائية المصرية في بيانها أن مصر طالبت "بمشاركة طرف دولي في مفاوضات سد النهضة للتوسط بين الدول الثلاث وتقريب وجهات النظر والمساعدة على التوصل لاتفاق عادل ومتوازن يحفظ حقوق الدول الثلاث دون الافتئات على مصالح أي منها".
وأُعلن عن سد النهضة الإثيوبي الكبير الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار في عام 2011، وتم تصميمه ليكون حجر الزاوية في مساعي إثيوبيا لتصبح أكبر دولة مصدرة للطاقة في أفريقيا من خلال توليد كهرباء تصل إلى أكثر من 6000 ميغاوات.
ويحمل السد منافع اقتصادية لإثيوبيا والسودان، لكن مصر تخشى أن يقيد الإمدادات المحدودة بالفعل من نهر النيل، والتي تستخدم مياهه في الشرب والزراعة والصناعة.
ح.ع.ح/ص.ش (د.ب.أ/رويترز)
أكبر سدود القارة السمراء
تقع بعض أكبر السدود الكهرومائية في العالم في إفريقيا على أنهار النيل، وفي دول الكونغو والنيجر. نُقَدم لكم لمحة عن أهم تلك السدود في القارة الإفريقية.
صورة من: picture-alliance/Yannick Tylle
سد النهضة في إثيوبيا يُعرف أيضاً باسم سد الألفية العظيم ويقع على مقربة من المنطقة الحدودية مع السودان على النيل الأزرق. بدأت عمليات الإنشاء في عام 2011 و يولد السد حالياً ستة آلاف ميغاوات من الكهرباء سنوياً.
صورة من: William Lloyd-George/AFP/Getty Images
تشكلت خلف سد النهضة بحيرة تقدر مساحتها بحوالي 63 مليار متر مربع من المياه، وتعتبر أكبر خزان للمياه العذبة في القارة الإفريقية. تبلغ مساحة سطح البحيرة 1680 كيلومتراً مربعاً ويبلغ ارتفاع جدران السد 145 متراً، بينما تمتد قاعدته على طول 1800 متر.
يقع السد العالي في أسوان جنوب مصر. يحجز السد وراءه بحيرة ناصر التي تبلغ مساحتها 169 كيلومتراً مربعاً، وتولد التوربينات 2100 ميغاوات من الكهرباء، ويعتبر السد العالي في أسوان ثاني أكبر السدود في إفريقيا، وقد استغرقت عمليات إنشائه 11 عاماً وتم تدشينه عام 1971.
صورة من: picture alliance/James Strachan/Robert Harding
يعتبر سد "كاهورا باسا" الذي شُيد في جمهورية موزمبيق واحداً من أكبر السدود في العالم. تولد توربينات السد طاقة كهربائية تبلغ 2975 ميغاوات، ويُصَدَر معظم الطاقة الكهربائية إلى جمهورية جنوب إفريقيا. خلال الحرب الأهلية في عام 1981 تعرض السد لعمليات تخريب أدت إلى توقف توليد الكهرباء لعشر سنوات.
صورة من: DW/M. Barroso
سد "جيبي الثالث" في جمهورية إثيوبيا يقع على بعد 350 كيلومتراً جنوب عاصمة البلاد أديس أبابا. تولد توربينات السد طاقة كهربائية تبلغ 1870 ميغاوات، وترتفع جدران السد إلى 243 متراً، ويعتبر ثالث أكبر سد في القارة الإفريقية. بدأت الأعمال الإنشائية في عام 2007 ودُشن السد في عام 2016.
صورة من: Getty Images/AFP
يتضمن مشروع "إنجا" في جمهورية الكونغو الديمقراطية إنشاء سدين هما "إنجا 1"، الذي يولد 351 ميغاوات من الكهرباء، و"إنجا 2" الذي يولد 1424 ميغاوات من الكهرباء. توقف العمل بالسدين خلال الأعوام 1972 و1982 نتيجة فشل خطط التنمية إبان حكم موبوتو سيسي سيكو، وحالياً يعمل السدان بنصف استطاعتهما نتيجة غياب عمليات الصيانة اللازمة للسدين في السنوات الأخيرة.
صورة من: picture-alliance/dpa
تقع سدود إنجا على نهر الكونغو في غرب جمهورية الكونغو على بعد 225 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة كينشاسا. وتُخَطط حكومة الكونغو لإنشاء سد "إنجا 3" لتوليد 4800 ميغاوات من الكهرباء، وستبلغ تكاليف إنشاء هذا السد قرابة 13 مليار يورو.
يعتبر سد "أكوسومبو" في جمهورية غانا أحد أكبر السدود في القارة الإفريقية وقد شُيدَ على قاعدة بحيرة فولتا. تبلغ مساحة سطح البحيرة 8502 كيلومتراً مربعاً وتعتبر من أكبر خزانات المياه العذبة في العالم. تولد التوربينات 912 ميغاوات من الكهرباء، ويسهم السد في تنظيم السيطرة على الفيضانات. تشتهر بحيرة فولتا بكونها جسراً طبيعياً للتجارة والسفر.
صورة من: picture-alliance / dpa
يقع سد "كينجي" على نهر النيجر، ويعتبر هذا السد سادس أكبر السدود الكهرومائية في إفريقيا. استغرقت عمليات إنشائه أربع سنوات ودُشِنَ في عام 1968. يبلغ ارتفاع جدران السد 65 متراً ويبلغ عرض قاعدة جسمه 550 متراً، وتولد التوربينات 760 ميغاوات من الكهرباء.
يعتبر سد "تيكيزه" في إثيوبيا سابع أكبر السدود في إفريقيا، إذ يبلغ ارتفاع جدران السد 188 متراً وهو من أكثر سدود إفريقيا ارتفاعاً. تولد توربينات السد 300 ميغاوات من الكهرباء - وهي تساوي خمسة في المائة من القدرة الكهربائية التي يولدها سد النهضة العظيم. استغرقت عمليات إنشاء هذا السد سبع سنوات ودُشِنَ في عام 2009.
صورة من: CC/International Rivers
أقيم سد "بوجاجالي" في أوغندا على نهر النيل بالقرب من بحيرة فيكتوريا، وتولد توربيناته طاقة كهربائية قدرها 250 ميغاوات. يعمل السد منذ عام 2012 وهو من أكبر السدود الكهرومائية في أوغندا. ويُخشى من أن إنشاء سدين جديدين هما سد "كاروما" وسد "سيمبا" سيؤدي إلى إعادة توطين الآلاف من المزارعين وغمر مناطق المحميات الطبيعية. غالية داغستاني