بعد قضائه نصف مدة سجنه.. ألمانيا تفرج مبكرا عن داعية متطرف
١٦ مايو ٢٠١٩
محكمة ألمانية عليا تقضي بالإفراج عن داعية سلفي متطرف مبكراً بعد قضائه نصف محكوميته البالغة خمس سنوات ونصف سنة، وذلك عقب توصية من خبراء بأنه نأى بنفسه عن التيار الإسلاموي المتطرف. وسيخضع الداعية للمراقبة بعد الإفراج عنه.
إعلان
أعلنت المحكمة الإقليمية العليا بدوسلدروف غربي ألمانيا الخميس (16 مايو/ أيار 2019) أنها ستفرج عن الداعية السلفي السابق سفن لاو بشكل مبكر مع وضعه تحت المراقبة، وذلك بعد قضائه ثلثي محكوميته بتهمة مساعدة إرهابيين.
وقال متحدث باسم المحكمة إن الدائرة القضائية المعنية تفترض أن لاو (38 عاماً) لن يرتكب أي جرائم بعد ذلك، موضحاً أنه نأى بنفسه بشكل واضح عن موقفه الراديكالي-الإسلاموي السابق. ولم تعلن المحكمة عن الموعد المحدد لإطلاق سراح لاو.
يذكر أن المحكمة قضت على لاو بالسجن لمدة خمسة أعوام ونصف عام على خلفية اتهامات تتعلق بالإرهاب في يوليو/ تموز عام 2017. وبحسب بيانات المحكمة، قضى لاو ثلثي المدة بحساب فترة الحبس الاحتياطي ضمنها.
وكانت المحكمة الإقليمية العليا قد أدانت سفن لاو بتهمة دعم جماعة إرهابية أجنبية، ووجد القضاة آنذاك أنه دعم مليشيات تنظيم "جيش المهاجرين والأنصار" في سوريا. وأشارت المحكمة اليوم الخميس أنها طلبت من السجن ومن برنامج الخروج المخصص لإسلامويين تقييماً لموقفها من لاو قبل اتخاذ قرارها بشأن الإفراج عنه، وأوضحت أنه جاء في هذه التقارير أنه يمكن افتراض أن "سفن لن يرتكب أي جرائم مستقبلاً بعد احتجازه طوال أعوام. لقد نأى بنفسه بوضوح عن موقفه الأصلي الراديكالي-الإسلاموي".
وبحسب بيانات المحكمة، فإن فترة المراقبة ستمتد خمسة أعوام بالنسبة للإفراج المبكر، موضحة أنه سيتعين على لاو خلالها استيفاء شروط صارمة، من بينها مثلاً تحديد مقر إقامته وكذلك المشاركة في برنامج الخروج المخصص لإسلامويين والإبقاء أيضاً على اتصال مع مسؤول المراقبة الخاص به.
وتعليقاً على قرار المحكمة، قال هربرت رويل، وزير الداخلية في حكومة ولاية شمال الراين وستفاليا، التي عاصمتها دوسلدورف: "لكل شخص الحق في فرصة ثانية في دولة القانون"، لافتاً إلى أن خبراء برنامج الخروج المخصص لإسلامويين توصلوا إلى خلاصة بأن لاو يعتزم التحلل من هذا التيار بشكل دائم. وأكد رويل أن السلطات الأمنية "لن تغض النظر عنه وسترافقه عن كثب" بعد إطلاق سراحه، مضيفاً: "إذا تبين أنه لا يعني ذلك جدياً، ستتم إعادته بأقصى سرعة".
تجدر الإشارة إلى أن سفن لاو، الذي كان يعمل في السابق رجل إطفاء، يعد من أشهر الوجوه الممثلة للإسلام المتطرف في ألمانيا. ويعتبر لاو من مبادري "دورية الشريعة"، التي ظهرت في مدينة فوبرتال عام 2014 وأثارت غضباً في كافة أنحاء ألمانيا.
ي.أ/ ص.ش (د ب أ)
السلفيون في ألمانيا... أنشطة مختلفة والهدف واحد
يبدو المشهد السلفي في ألمانيا في صور مختلفة، فهو يضم العديد من المتطرفين المستعدين للقيام بأعمال عنف. كما يستغل هؤلاء كل فرصة لنشر مواقفهم المتشددة، من خلال القيام بأنشطة أو تظاهرات لجذب الشباب للتنظيمات المتطرفة.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
استغلال المساجد لأهداف إيديولوجية
تقدر السلطات الأمنية عدد السلفيين المتشددين في ألمانيا بنحو 6500 ولكن ليسو جميعا مستعدين لاستخدام العنف. ويستغل هؤلاء المساجد لجذب الشبان ونشر التطرف بين المسلمين مثل مسجد النور في برلين الذي قامت السلطات الأمنية بإغلاقه، حيث كان يعتبر معقلا لسلفيين متشددين حسب هيئة حماية الدستور.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
توزيع القرآن بالمجان
بغرض نشر دعايتهم والتواصل مع الراي العام يستغل سلفيون حملة توزيع القرآن بالمجان في العديد من المدن الألمانية، أطلقوا عليها اسم "إقرأ"!
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
صلاة وسط شارع عمومي
يحاول السلفيون استغلال كل فرصة ومكان لنشر فكرهم واكتساب المزيد من المؤيدين. في الصورة مجموعة من السلفيين الذي تجمعوا في شارع قرب أكاديمية الملك فهد بمدينة بون لأداء الصلاة. تم ذلك بالقرب من تجمع لحزب "Pro NRW" اليميني المناهض للمهاجرين والإسلام، والذي اعتبر ذلك استفزازا له فحصل اشتباك بين أنصاره والمصلين في الشارع.
صورة من: dapd
"شرطة الشريعة"
عام 2015 قام سلفيون بدوريات عبر شوارع مدينة فوبرتال في ولاية شمال الراين فيستفاليا وكأنهم أفراد شرطة لحماية الشريعة، وتسبب ذلك في استياء عام على مستوى ألمانيا بأكملها.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
الرأس المدبر لشبكة تجنيد الشبان
هناك بين السلفيين جهاديون يتعاونون مع تنظيمات إرهابية مثل تنظيم "الدولة الإسلامية"، حيث يجندون الشباب في ألمانيا لخدمة تلك التنظيمات. ومن ابرز هؤلاء أبو ولاء العراقي الذي اعتقلته الأجهزة الأمنية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 . وقال المدعي العام الاتحادي، فرانك بيتر، بأنه يشكل "الرأس المدبر لشبكة تجنيد الشبان للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية".
صورة من: picture alliance/dpa/Al Manhaj Media
استعداد للقيام بأعمال عنف
ينظم السلفيون مظاهرات لحشد مؤيديهم واستعراض قوتهم. أثناء تلك المظاهرات غالبا ما تقع اشتباكات بينهم وبين الشرطة التي تحاول تفريقهم، بسبب ما يقومون به من أعمال عنف وتخريب.
صورة من: picture-alliance/dpa
جماعات مناهضة للسلفيين
مقابل السلفيين المتشددين هناك جماعات يمينية متطرفة مناهضة مثل مجموعات "هوليغانز ضد السلفيين" التي تنظم مظاهرات رافضة للسلفيين. وأحيانا تحدث اشتباكات بينهم وبين السلفيين، كما حصل في إحدى المظاهرات بمدينة كولونيا في تشرين الأول/ اكتوبر، شارك فيها الآلاف.
صورة من: picture-alliance/dpa/Roberto Pfeil
مشاركة نسائية في التحركات السلفية
المشهد السلفي لا يقتصر على الرجال فقط، بل إن هناك نساء منهم يشاركن في النشاطات والتجمعات السلفية، كما في الصورة خلال تجمع لأحد أبرز زعماء السلفيين في ألمانيا بيير فوغل بمدينة أوفينباخ عام 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
مداهمة مقرات السلفيين وجمعياتهم
تقوم الشرطة بين الحين والآخر بمداهمة مساجد ومقرات جميعات سلفية وبيوت مسؤوليها وتعتقل المطلوبين منهم، كما تُغلق المكاتب والمقرات التي تعود إلى تلك الجمعيات التي يشتبه قيامها بنشاطات غير قانونية.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Gossmann
حظر جميعة سلفية متشددة
يسعى السلفيون من خلال نشاطاتهم إلى نشر الفكر الإسلامي المتشدد وتقديم "الإسلام على أنه دين العنف والكراهية والزواج القسري والإرهاب"، كما جاء في أحد مقاطع الفيديو على الإنترنت للجمعية السلفية "الدين الحق" التي تم حظرها من قبل السلطات الألمانية واعتُقل أحد مؤسسيها وأبرز وجوهها ابراهيم أبو ناجي.
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/R. Harde
محاكمة مشتبه به
من يلجأ إلى العنف من بين السلفيين يقبض عليهم وتتم محاكمته مع حفظ حقه في محاكمة عادلة بوجود محامي الدفاع. في الصورة: السلفي مراد ك. بجانب المحامي أثناء جلسة المحاكمة في بون بتهمة الإيذاء الجسدي ومقاومة موظف عام أثناء القيام بمهامه.