الاضطرابات النفسية للأطفال والمراهقين تثير القلق في ألمانيا
٢١ مايو ٢٠٢٣
تظهر عدة دراسات أن الأطفال والمراهقين عانوا بشكل خاص خلال فترة كورونا، لكن الوضع لم يتحسن رغم تجاوز البلد للجائحة، ما يثير الكثير من الأسئلة حول واقع الطب النفسي في ألمانيا.
إعلان
في البداية لم تلحظ العائلات والأصدقاء في ألمانيا الكثير من التغييرات التي طرأت على العديد من المراهقين، فقد أصبحوا يتحدثون قليلا ولا يكادون ينهضون من الفراش في الصباح.
خلال فترة جائحة كورونا، ازدادت الاضطرابات النفسية بين المراهقين بشكل ملحوظ. وبدلا من اللجوء إلى أمهاتهم أو أصدقائهم، بدأ البعض في إيذاء أنفسهم - غالبا عبر إصابة أذرعهم وأرجلهم بجروح مستخدمين شفرات حلاقة.
هذه الإصابات التي يُطلق عليها "خدوش" شائعة بشكل خاص بين الفتيات والفتيان الذين يعانون من مشكلات أو أمراض نفسية.
يقول أحد الآباء في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية إن تلك "الخدوش" بدأ يُحدثها طفله في جسده خلال إغلاق كورونا عام 2020 . في البداية طمأنه طبيب الأسرة بأن العديد من المراهقين قد فعلوا الشيء ذاته، ولكن خلال تشاور أولي مع معالجة متخصصة في شؤون الأطفال والمراهقين تم تشخيص إصابة الطفل ببوادر اكتئاب.
وعلى مدار عدة أشهر بحثت الأسرة بعد ذلك هباء عن معالجة نفسية في عيادة خارجية، وخلال تلك الفترة اضطروا لإيداع طفلهم في المستشفى أكثر من مرة. في النهاية هرب الطفل من المنزل مع مراهق آخر ولم يتم العثور عليه إلا بعد أيام.
عندما يصاب طفل بمرض نفسي، فإن عالم الوالدين والأشقاء ينهار أيضا. يضاف إلى ذلك البحث المضني عن الدعم، حسبما يروي الأب. بعث الأب برسائل بريد إلكتروني واتصل بمعالجين ومستشفيات، وذهب إلى مكتب رعاية الشباب وكتب رسالة إلى وزير الصحة الاتحادي الألماني كارل لاوترباخ يطلب فيها المساعدة.
صحتك بين يديك - كيف نحافظ على صحتنا الذهنية والنفسية؟
26:06
يقول الأب: "ليس لدي خطة وأشعر بأني وحدي تماما"، مشيرا إلى أن هناك دائما عقبات بيروقراطية. وعلى مدار عام ونصف اضطرت الأسرة بعد ذلك لدفع أجر معالجة نفسية من نفقتهم الخاصة.
تظهر عدة دراسات أن الأطفال والمراهقين عانوا بشكل خاص خلال فترة كورونا. توقفت الأنشطة الرياضية والموسيقية بين عشية وضحاها، ولم يعد يُسمح برؤية الأصدقاء.
وبحسب بيانات شركة التأمين الصحي الألماني "دي إيه كيه"، فقد ازداد الاكتئاب واضطرابات الأكل بشكل حاد، خاصة بين الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و17 عاما. ولا يزال الكثيرون يعانون من مشكلات.
ارتفاع الطلب على العلاج النفسي
ارتفع الطلب على المعالجين النفسيين المتخصصين في علاج الأطفال والمراهقين بنسبة 48 بالمائة في صيف عام 2022 مقارنة بفترة ما قبل كورونا، حسب استطلاع أجرته الجمعية الألمانية للمعالجين النفسيين.
ترى معالجة الأطفال والمراهقين كورنيليا ميتغه من ولاية سكسونيا أنه بسبب نقص المعلمين في المدارس، يتم إهمال أشياء مهمة إلى جانب تدريس المواد الدراسية البحتة.
تقول ميتغه: "يجب أن تكون المدرسة أيضا مكانا للقاء؛ مكان يمكنك أن تحكي فيه أيضا أن لديك مشكلات وصعوبات في المنزل. لكن لا يوجد وقت كاف لذلك".
أقرت الحكومة الألمانية مجموعة من الإجراءات تهدف إلى التخفيف من عواقب الجائحة على الأطفال والمراهقين. أحد مجالات التركيز هو الصحة النفسية. من بين أمور أخرى، من المفترض أن يدعم ما يطلق عليهم "مدربو الصحة النفسية" المدارس المثقلة بالأعباء في مشروع نموذجي.
في المقابل، ترى الرابطة المهنية لعلماء النفس الألمان أن هذا المشروع النموذجي المؤقت لا يلبي بأية حال من الأحوال المتطلبات، مؤكدة أنه لا بد بدلا من ذلك السعي إلى تحقيق المعيار الدولي في توفير أخصائيين نفسيين في المدارس.
ثغرات كبيرة في النظام الصحي
وعادة ما يضطر المراهقون المصابون بأمراض نفسية إلى الانتظار شهورا للحصول على مكان للعلاج في عيادة خارجية. كما غالبا ما تصيب تلك الأمراض الأطفال المنحدرين من أسر فقيرة أو الذين ترعاهن أمهات عازبات، أو الذين يعيشون مع والدين يعانون من مشكلات نفسية، أو الذين يعيشون في منازل ضيقة، كما أنه كثيرا ما تكون الأمراض النفسية هي السبب في عدم إكمال الفتيات والفتيان المدرسة.
تقول الإخصائية النفسية أندريا شبيس،: "الصحة النفسية لا تزال غير مأخوذة على محمل الجد في مجتمعنا، والمرض النفسي من الموضوعات التي يُحظر التطرق إليها... لقد عانى الأطفال والمراهقون أكثر من غيرهم خلال الجائحة. لهذا السبب يُنصَح الساسة بوضع خطة رئيسية الآن لمواجهة الأمر".
ع.ا/ ع.غ ( د ب أ)
بالصور ـ لغز العلاقة الغامضة بين الغذاء والسعادة!
لايؤثر الطعام الصحي على الجسم فقط، بل وعلى الحالة النفسية أيضا. فالغذاء الصحي يحسن المزاج ويزيد الجسم طاقة وحيوية. الأكل الصحي لا يعني بالضرورة الحرمان مما لذَ وطاب، كما سنكتشف ذلك في هذه الجولة المصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa
الخضروات
من يتناول ما قدره حجم كف اليد من الخضروات والفاكهة الملونة يوميا خمس مرات على الأقل، يعطى لنفسه كل ما يحتاجه من العناصر الغذائية للحفاظ على صحته البدنية والنفسية. فالخضروات تحتوي على الكثير من مضادات الأكسدة التي تخفف من أعراض القلق والخوف والاكتئاب.
صورة من: picture-alliance/dpa/V. Heinz
سكر أقل
مقاومة الأطعمة التي تحتوي على السكر مثل الحلوى وبعض المشروبات الغازية أمر صعب، لكنه ضروري للحفاظ على العقل السليم في الجسم السليم. باحثون من جامعات لانكاستر ووارويك في (البريطانية) وهومبولدت (الألمانية) اكتشفوا أن من يكثرون من تناول أطعمة تحتوي على نسبة كبيرة من السكر، يعانون من حالة مزاجية سيئة، بالمقارنة مع الذين يضبطون استهلاكهم للسكريات، بل ويشعرون بعد تناولهم لها بالنعاس والإجهاد.
صورة من: picture-alliance/Frank May
فيتامين ب
يلعب فيتامين ب دوراً محورياً في الحفاظ على عقل سليم، فهو ينشط الجهاز العصبي ويقاوم النعاس والإجهاد. من أهم أنواعه فيتامين ب1، فيتامين ب2 والنياسين (أو ب3) بالإضافة إلى حمض الفوليك (ب9). بعض الأغذية التي تحتوي على فيتامين ب هي الخضروات، اللحم الخالي من الدهون، المكسرات، السمك، الموز، البطاطا ومنتجات الألبان.
صورة من: Imago/Westend61
المعينات الحيوية
المعينات الحيوية (بروبيوتيكا) عبارة عن منتجات تحتوي على عضويات وخمائر مفيدة للجهاز الهضمي، وهي تساهم في الحفاظ على بكتيريا المعدة المفيدة، كما تساعد في تقليل اضطرابات القلق والإكتئاب. المنتجات التي تحتوي على هذه المعينات الحيوية تتضمن منتجات الألبان مثل الزبادي، بالإضافة إلى المخللات. كما يمكن الحصول على المعينات الحيوية من المكملات الغذائية على شكل كبسولات.
صورة من: picture-alliance/Zoonar/M. Uliasz
فيتامين د
يربط بعض العلماء نقص فيتامين د في الجسم بزيادة أعراض الإكتئاب والتاثير السلبي على الحالة المزاجية. ليس من الواضح إذا كان نقص فيتامين د يتسبب في الإكتئاب بشكل مباشر، ولكن المعروف أن الذين يعانون من الإكتئاب لا يخرجون كثيراً وبالتالي لا يتعرضون لضوء الشمس بقدر كاف. لذلك ينصح بالتعرض للشمس كلما أمكن، خاصة لمن يعيشون في المناطق التي يطول فيها الشتاء.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
المغنيزيوم
أظهرت دراسات أجريت على جرذان أن نقص المغنيزيوم يؤدي إلى زيادة اضطرابات الخوف والقلق. لذلك تسهم الأغذية الغنية بالمغنيزيوم في إحساس الشخص بالهدوء والحفاظ على صحة الجهاز العصبي. من الأغذية الغنية بالمغنيزيوم الخضروات الورقية مثل السبانخ والكرنب والسلق بالإضافة إلى البقوليات واللوز ومنتجات دقيق القمح الكامل.
صورة من: picture-alliance/R. Märzinger
الزنك
معدن الزنك من أهم المعادن للجسم، ويساعد في التقليل من الخوف والإضطرابات. ويتسبب نقص الزنك في الجسم بزيادة أعراض الإكتئاب والعصبية والتصرفات العنيفة. تحتوي العديد من الأغذية على الزنك مثل المحار والكبد وصفار البيض ومنتجات دقيق القمح الكامل بالإضافة إلى بذور القرع والسمسم.
صورة من: picture-alliance/Zoonar/K. Solovyeva
اللحم الأحمر
لا يعني الغذاء الصحي عدم التمتع بشريحة لحم من وقت لأخر، بشرط أن يكون اللحم غير معالج أو ممتلئ بالدهون مثل لحوم النقانق. يمكن تناول شرائح صغيرة من اللحم الأحمر حتى ثلاث مرات أسبوعياً، فاللحم الأحمر يحتوي على الحديد الذي يقاوم أعراض الإجهاد.
صورة من: Imago/Imagebroker
الجوز البرازيلي
يحتوي الجوز البرازيلي على مادة السيلينيوم، وهي مادة لا يحصل عليها الكثير من الأشخاص بالقدر الكافي. يتسبب تقص السيلينيوم في الجسم في سوء الحالة المزاجية، ولذلك ينصح بتناول كميات صغيرة من الجوز و المكسرات بشكل مستمر. كما يحتوي العسل الأسود والأغذية البحرية والخضروات أيضاً على السيلينيوم.
صورة من: Colourbox
الكركم
يساعد الكركم (أو الخرقوم في بعض البلاد) على تهدئة الإلتهابات بالجسم وتخفيف الإلتهابات المزمنة التي يعاني منها البعض والتي تؤثر على وظائف المخ. المادة الفعالة في هذا البهار هي الكركمين، وهي ترفع نسبة الحمض الدهني أوميغا 3 المفيد في المخ، مما يساعد على تخفيف التوتر والقلق.
صورة من: picture-alliance/Arco Images GmbH
مطبخ بلاد البحر الأبيض المتوسط
يتميز المطبخ المتوسطي بالأطعمة الصحية المتنوعة والشهية. فالوجبة تتكون عادة من الخضروات والسمك وخبز الدقيق الكامل مع إضافة زيت الزيتون والأعشاب والبهارات. ويمكن بعد الوجبة التحلية بقطعة من الفاكهة الطازجة. يؤدي إتباع طريقة غذاء المطبخ المتوسطي بشكل مستمر والتخلي عن الأطعمة التي تحتوي على السكر والدقيق الابيض إلى تحسن الحالة المزاجية والإصابة بالإكتئاب بمعدلات أقل، بحسب ما توصلت إليه أحد الدراسات.
صورة من: Colourbox
كافيين أقل
تنصح بعض المنظمات المعنية بالصحة النفسية الحذر عند تناول مشروبات تحتوي على مادة الكافيين. فعلى الرغم من إعطائها للشخص شعوراً بالنشاط، إلا أن الإكثار منها يؤدي إلى التوتر والإكتئاب وإضطرابات النوم. لذلك ينصح بالإعتدال والتقليل من كمية القهوة أو الشاي خاصة قبل النوم.
صورة من: Fotolia/Africa Studio
الشرب الكافي للماء
ينصح بشرب الماء بكميات كافية يومياً للحفاظ على صحة الجسم والمخ، فمن لا يشرب الماء بشكل كاف يجد صعوبة في التركيز والتفكير بوضوح. يُنصح عادة بشرب من 6 إلى 8 أكواب من الماء يومياً. كما قد يساعد شرب كوب من شاي البابونغ مساءاً أيضاً على تهدئة الأعصاب بعد يوم شاق.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/K.-J. Hildenbrand
الشوكولاتة الداكنة
يشعر الشخص بالسعادة بعد تناول قطعة من الشوكولاتة، وهو شعور لطيف ومطلوب. لذلك فمن الممكن أيضاً تناول الشوكولاتة بشرط ان تكون داكنة، أي أن تحتوي على نسبة عالية من الكاكاو. كما يجب الإنتباه إلى الكميات للحفاظ على الوزن.