بإحرازه لقب دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد، يكون النجم الألماني توني كروس قد حصل على لقبه الـ34 في مسيرته الكروية التي ستنتهي مع نهاية بطولة يورو 2024. فهل ينجح في قيادة منتخب بلاده لإحراز اللقب القاري الرابع؟
إعلان
خلال عشر سنوات قضاها في نادي ريال مدريد، نجح النجم الألماني توني كروس في خطف قلوب عشاق النادي الملكي بعدما ساهم خلال هذه الحقبة، إلى جانب كوكبة من النجوم على غرار الكرواتي مودريتش والبرتغالي رونالدو، في قيادة الأبيض الملكي لمواصلة التوهج والسيطرة على دوري أبطال أوروبا أغلى مسابقة كروية في القارة العجوز.
وأصبح توني كروس أكثر اللاعبين الألمان تتويجا بالألقاب، بعدما أحرز 23 لقبا مع ريال مدريد، بالإضافة إلى 10 ألقاب مع ناديه السابق بايرن ميونيخ، وكذلك لقب بطولة كأس العالم لعام 2014 مع المنتخب الألماني تحت قيادة المدير الفني يواخيم لوف.
كروس يطيحبمولر
وبذلك أزاح كروس زميله في المنتخب الألماني توماس مولر مهاجم فريق بايرن ميونيخ من على رأس قائمة اللاعبين الألمان الأكثر تتويجا بالألقاب برصيد 33 لقبا.
كما تمكن كروس إلى جانب زملائه لوكا مودريتش وكارفاخال وقائد ريال مدريد ناتشو من معادلة رقم الأسطورة باكو غينتو صاحب الرقم القياسي في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا برصيد ستة ألقاب.
ويستعد توني كروس لخوض غمار بطولة كأس أمم أوروبا 2024 التي ستقام في ألمانيا ابتداء من 14 يونيو/ حزيران الجاري، حيث ستكون آخر منافسة كروية يظهر فيها قبل اعتزال لعب كرة القدم، كما سبق وأعلن قبل أسبوعين.
ويشار إلى أن كروس سبق أن اعتزل اللعب مع منتخب بلاده بعد كأس أمم أوروبا الأخيرة عام 2021، لكنه عاد وتراجع عن قراره بعد إقناعه من طرف المدير الفني للمنتخب الألماني يوليان ناغلسمان.
وفي أول ظهور له بعد عودته إلى صفوف المنتخب الألماني، حقق الماكينات فوزين متتاليين في مباراتين وديتين استعدادا لمنافسات يورو 2024. وجاء الفوز الأول خارج الديار في 23 مارس/ آذار على حساب فرنسا (2/0)، فيما كان الفوز الثاني في فرانكفورت على حساب المنتخب الهولندي (2/1)، وساهم كروس بتمريرة حاسمة في تسجيل الهدف الثاني الذي حمل توقيع نيكلاس فولكروغ.
ويشار إلى أنّ كروس لم يشارك في مباراة المنتخب الألماني الودية مع أوكرانيا الاثنين (الثالث من يونيو/ حزيران) التي انتهت بالتعادل السلبي.
وسيواجه المنتخب الألماني في المجموعة الأولى منتخبات اسكتلندا والمجر وسويسرا، حيث يأمل الماكينات في الوصول إلى المباراة النهائية في العاصمة الألمانية برلين يوم 14 تموز / يوليو المقبل.
وسواء نجح توني كروس أو لم ينجح في اختتام مسيرته الكروية التي تمتد لـ 17 عام بلقب جديد مع منتخب بلاده في بطولة كأس أمم أوروبا، فإن التاريخ سيسجل انتهاء مسيرة حافلة للاعب استثنائي وهو في أوج عطائه في وقت محسوب بدقة لا تختلف عن دقة وتوقيت تمريراته.
ويشار إلى أنّ كروس لم يشارك في مباراة المنتخب الألماني الودية مع أوكرانيا الاثنين (الثالث من يونيو/ حزيران) التي انتهت بالتعادل السلبي.
من نيرتس إلى ناغلسمان ـ مدربو المنتخب الألماني عبر التاريخ
يعد المدرب الجديد للمنتخب الألماني يوليان ناغلسمان هو المدرب الثاني عشر في تاريخ "المانشافت". في هذه الجولة المصورة نتعرف على مدربي المنتخب الألماني حتى الآن وأبرز الإنجازات التي حققوها.
صورة من: Michael Weber/IMAGO
أوتو نيرتس ( 1926 ـ 1936)
على الرغم من أن المنتخب الألماني بدأ في لعب مباريات دولية منذ عام 1908، إلا أن أول مباراة بمدرب رسمي لم تكن إلا في عام 1927. أوتو نيرتس (الثالث من اليسار)، الطبيب والمعلم ولاعب سابق لكرة قدم، قاد المنتخب الألماني لتحقيق أول نجاحاته. حيث أحرز معه في نتيجة مفاجئة المركز الثالث في كأس العالم 1934 بإيطاليا.
صورة من: dpa/picture alliance
زيب هيربيرغر (1936 ـ 1942 ـ 1950 ـ 1964)
شهدت حقبة الفترة النازية تولي زيب هيربرغر قيادة المنتخب الألماني لفترة امتدت لست سنوات. وبعد انتهاء الحرب واصل هيربيرغر تدريبه للمنتخب الألماني وخلق المفاجأة بفوزه بكأس العالم عام 1954 بقيادة الكابتن فريتس فالتر. وأطلق على هذا الإنجاز لقب "معجزة بيرن" . وبالرغم من هذا النجاح، لم يتمكن هيربيرغر الذي يُلقب بـ "الرئيس"، والذي ترك بصمة كبيرة في كرة القدم، من تكرار هذا الإنجاز في وقت لاحق.
صورة من: sportfotodienst/imago images
هلموت شون (1964 ـ 1978)
هيربيرغر يسلم منصبه لمساعده الوفي والذي عمل معه لفترة طويلة هيلموت شون (يمين الصورة). المدرب الجديد أدار الفريق بطريقة مختلفة تماما عن سلفه، إذ أصبح يستشير اللاعبين ويسمح لهم بالمشاركة في اتخاذ القرارات، وهو ما انعكس أيضا على النتائج داخل أرض الملعب. فقد نجحت ألمانيا عام 1972 في الفوز ببطولة أمم أوروبا. وفي عام 1974 توج المنتخب الألماني بكأس العالم.
صورة من: sportfotodienst/imago images
يوب ديرفال ( 1978 ـ 1984 )
بعد فترة المدرب هيلموت شون والتي انتهت بعد كأس العالم 1978، تم تعيين المدرب المساعد يوب ديرفال لقيادة المنتخب الألماني. ديرفال بدأ مسيرته بـ 23 مباراة بدون هزيمة وحقق أول لقب له وهو بطولة أمم أوروبا 1980. وفي كأس العالم 1982 وصل مع منتخب ألمانيا الغربية إلى المباراة النهائية. ولكن بعد الخروج من الدور الأول في بطولة أمم أوروبا 1984 والانتقادات التي وجهتها له الصحافة، استقال ديرفال من منصبه.
صورة من: Magic/imago images
فرانتس بيكنباور ( 1984 ـ 1990)
عام 1984 تولى فرانتس بيكنباور الذي كان من أشهر نجوم الكرة في ألمانيا آنذاك مهمة قيادة المنتخب الألماني. نجح بيكنباور الملقب بالقيصر، في بلوغ نهائي كأس العالم في المكسيك عام 1986 . لكنه خيب آمال الجميع في بطولة أمم أوروبا 1988 عندما خرج من الدور نصف النهائي أمام هولندا، قبل أن ينجح في تتويج مسيرته التدريبية بلقب كأس العالم مع المنتخب الألماني في إيطاليا عام 1990.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hellmann
بيرتي فوغتس ( 1990 ـ 1998)
قبل مغادرته لمنصبه، تنبأ بيكنباور بأن "ألمانيا لن تُقهر لسنوات قادمة"، مما جعل المسؤولة كبيرة على عاتق خلفه بيرتي فوغتس. خيب المدرب الجديد آمال الجماهير بعد الخسارة في نهائي بطولة أمم أوروبا 1992، وأيضا بالخروج من دور ربع النهائي في كأس العالم 1994 . لكن فوغتس أعاد الفرحة للجماهير بعد تحقيق لقب بطولة أمم أوروبا 1996. وفي عام 1998 استقال فوغتس من منصبه بعد الخروج المبكر من مونديال 1998 بفرنسا.
صورة من: Oliver Multhaup/dpa/picture alliance
إريش ريبيك (1998 ـ 2000)
هل أنا المدير الفني أم أنت؟ شهدت عملية تعيين إريش ريبيك (على اليسار) كمدير فني للمنتخب الألماني بعض التخبط. في البداية تم اختيار بول برايتنر، لكن سرعان ما تراجع الاتحاد الألماني عن هذا القرار. أيضا المساعد السابق أولي شتيليكه (على اليمين)، وافق على العرض ثم تفاجأ بأنه ليس المدير الفني وإنما ريبيك. وبشكل عام لم تكن تلك الفترة ناجحة حيث شهدت خروج ألمانيا من الدور الأول في بطولة أمم أوروبا 2000.
صورة من: Sven Simon/imago images
رودي فولير ( 2000ـ 2004 )
بعد ريبيك تستمر الفوضى: كريستوف داوم يُفترض أن يصبح مديرا فنيا للمنتخب الوطني، لكنه تعثر بسبب ورطة في قضية الكوكايين. رودي فولير يخوض مغامرة بتولي منصب المدير الرياضي، في حين كان ميشائيل سكيبه هو المدير الفني. بعد الخروج المبكر من بطولة أمم أوروبا 2004 استقال فولير من منصبه.
صورة من: Ulmer/imago images
يورغن كلينسمان ( 2004 ـ 2006 )
بعد ذلك تهب نسمة عليلة على المنتخب الألماني بتولي يورغن كلينسمان مسؤولية تدريب المانشافت. في هذه الفترة شهدت كرة القدم الألمانية تحولا جذريا: لاعبون شبان، قمصان حمراء وكرة قدم جريئة.. قدمت ألمانيا مستوى كبير في كأس القارات 2005. وفي كأس العالم 2006 التي أُقيمت بألمانيا حقق المانشافت المركز الثالث، فيما يُعرف بـ "أسطورة الصيف". ولكن في لحظة النجاح هذه، يتنحى كلينسمان عن منصبه.
صورة من: Ulmer/imago images
يواخيم لوف ( 2006 ـ 2021)
يواخيم لوف يخلف كلينسمان في منصبه ويواصل العمل بنفس الأسلوب، ما جعله يحقق نجاحات ملفتة: وصل إلى نهائي بطولة أمم أوروبا 2008 وحقق المركز الثالث في كأس العالم 2010. ومع ذلك، بدأت الانتقادات تطال لوف بعد الخروج من الدور نصف النهائي في بطولة أمم أوروبا 2012 أمام إيطاليا، لكن لوف واصل إصراره وفاز بلقب كأس العالم في البرازيل عام 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suki
هانزي فليك ( 2021ـ 2023 )
في مايو/أيار 2021 أصبح هانزي فليك خليفة لسلفه لوف الذي كان مساعدًا له في مونديال البرازيل عام 2014 عندما تُوج المانشافت بلق كأس العالم. كان من المفترض أن يسري عقد فليك من بعد بطولة أمم أوروبا 2020 وحتى بطولة أمم أوروبا 2024 التي ستُقام في ألمانيا. لكن وبعد النتائج السيئة في عام 2023، قرر الاتحاد الألماني لكرة القدم الاستغناء عن فليك الذي كان سابقًا مدربًا ناجحًا لفريق بايرن ميونيخ.
صورة من: Christian Charisius/dpa/picture alliance
يوليان ناغلسمان ( منذ 2023 )
بعد رحيل فليك لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى أقدم الاتحاد الألماني لكرة القدم على التعاقد مع المدرب السابق لبايرن ميونيخ يوليان ناغلسمان. ناغلسمان البالغ من العمر 36 عاما أصبح ثاني أصغر مدرب في تاريخ المنتخب الألماني. يمتد عقد ناغلسمان حتى انتهاء بطولة أمم أوروبا 2024. وهناك إمكانية للتمديد إذا حقق نتائج جيدة في تلك البطولة.
أندرياس شتين-تسيمونيس/م.م