بعد مغادرة آخر جندي.. واشنطن تعلق عمل سفارتها في كابول
٣١ أغسطس ٢٠٢١
بعد مغادرة آخر جندي أمريكي من أفغانستان في طائرة نقلت أيضا السفير الأمريكي من كابول أعلنت واشنطن تعليق العمليات بسفارتها بالعاصمة الأفغانية ومواصلتها من قطر، فيما احتفلت طالبان بـ "هزيمة شكلت "درسا للعالم" ولـ "الغزاة".
ويظهر الميجور جنرال كريس دوناهو قائد الفرقة 82 المحمولة جوّاً وهو يستقل الطائرة في وقت متأخر من يوم الاثنين في مطار حامد كرزاي.
وأقلعت آخر طائرة عسكرية أمريكية قبل دقيقة من منتصف ليل الاثنين /الثلاثاء (31 أغسطس/ آب 2021) بالتوقيت المحلي، من مطار العاصمة الافغانية.
"سنواصل عملنا من الدوحة"
وعقب إقلاع آخر طائرة حربية، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن بلاده علّقت وجودها الدبلوماسي في أفغانستان وستقوم بعملياتها انطلاقا من العاصمة القطرية الدوحة، ومنها العمل القنصلي وإدارة المساعدات الإنسانية، عبر فريق يقوده إيان مكاري نائب رئيس البعثة الأمريكية في أفغانستان.
وأضاف الوزير الأمريكي قائلاً: "بدأ فصل جديد من انخراط أمريكا في أفغانستان... سنواصل جهودنا الحثيثة لمساعدة الأمريكيين والأجانب والأفغان على مغادرة أفغانستان إذا اختاروا ذلك".
وبقي الآلاف من الأفغان ممن ساعدوا القوات الدولية في أفغانستان ولم يستطيعوا المغادرة. كما أن لا يزال بأفغانستان نحو 100 مواطن أمريكي يُعتقد بأنهم لا يزالون موجودين هناك، لكن واشنطن تحاول تحديد عددهم على وجه الدقة، يقول بلكين.
"درس للغزاة"
من جهتها دعت حركة طالبان اليوم الثلاثاء إلى إقامة علاقات طيبة مع الولايات المتحدة، وذلك بعد ساعات من خروج آخر الجنود
الأمريكيين من كابول. وتواجه الحركة المسلحة الآن مجموعة من التحديات الجديدة. وذكرت وكالة "بلومبرغ" للأنباء أن المتحدث الرئيسي باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، قال للصحفيين اليوم في مطار حامد كرزاي الدولي بالعاصمة الأفغانية، وهو آخر مكان كان يخضع للسيطرة الأمريكية: "الإمارة الإسلامية تريد علاقات دبلوماسية طيبة مع الأمريكيين". وسار كبار قادة طالبان عبر مدرج المطار للاحتفال بانتصارهم.
لكن الحركة أكدت أن "هزيمة الولايات المتحدة شكلت "درسا كبيرا للغزاة الآخرين ولجيلنا المستقبلي". واعتبر المتحدث ذبيح الله مجاهد من مدرج مطار كابول أنه "أيضا درس للعالم".
يذكر أن نحو 100 ألف فرد من القوات الدولية كانوا منتشرين في ربوع أفغانستان. بينما سجلت الولايات المتحدة أكبر خسائر في الأرواح، إذ فقدت 2460 جنديا أمريكياً هناك. وأجلت القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها أكثر من 122 ألف شخص جوّاً من كابول منذ 14 أغسطس/ آب. وانتهت العملية قبل موعد نهائي ينقضي اليوم الثلاثاء كان الرئيس جو بايدن حدده لانسحاب القوات الأمريكية، مما أثار انتقاد كل من الديمقراطيين والجمهوريين لطريقة معالجته للوضع في أفغانستان منذ تقدم طالبان الخاطف واستيلائها على كابول هذا الشهر.
من جانب آخر قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان اليوم الثلاثاء إن حركة طالبان تجري محادثات مع قطر وتركيا بشأن إدارة مطار كابول وإنه ينبغي عليها تأمين المطار في أقرب وقت ممكن كي يتمكن من يريدون مغادرة أفغانستان من الرحيل على متن رحلات تجارية.
وقال لو دريان لتلفزيون فرنسا 2 "يجب تنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن تأمين المطار. يجرون محادثات مع القطريين والأتراك بشأن إدارة
المطار. ينبغي أن نطالب بتأمين الوصول للمطار". وأضاف لو دريان أنه يجب على فرنسا مواصلة الضغط على طالبان لكنها لا تتفاوض مع الحركة.
و.ب/ ع.غ (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
في صور.. مشاهد الفرار من "إعصار طالبان"
يحاول كثيرون الفرار من أفغانستان، بعد أن تقدمت حركة طالبان إلى العاصمة كابول، مطيحة بالحكومة، بينما تقوم القوى الغربية بنقل المدنيين جوا من مطار كابول. مشاهد الرعب والتخوف في أفغانستان ضمن هذا الملف المصور.
صورة من: Wakil Kohsar/AFP/Getty Images
أفغان يائسون يحاولون دخول مطار كابول
تواصل العائلات الأفغانية محاولاتها اليائسة للوصول إلى مطار حامد كرزاي الدولي في كابول. وحتى الأطفال تدفقوا بين الحشود التي تسعى بكل قواها للهروب في اللحظات الأخيرة من حركة طالبان التي اقتحمت العاصمة.
صورة من: REUTERS
مستقبل غامض أمام الأفغان
كان أمام الأفغان خياران، منذ انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو من البلاد، وأحلاهما مر: إما البقاء اعتمادا على قدرة القوات الحكومية على وقف زحف طالبان أو الفرار إلى الدول المجاورة. والآن بعد أن استولت حركة طالبان على العاصمة كابول، بات كثيرون الآن في مأزق، خصوصا مع الغموض الذي يلف المشهد الأفغاني، ولا أحد يعرف ماذا سيحدث بعد ذلك.
صورة من: REUTERS
حشود غير مسبوقة تتجمع في المطار
المطار الرئيسي في كابول، والذي سمي على اسم حامد كرزاي، أول رئيس تولى السلطة بعد الإطاحة بطالبان، بات مسرحا لحشود يائسة مطلع الأسبوع، يحدوهم الأمل في ركوب الطائرات والفرار من طالبان. وبينما سارعت القوى الغربية لإجلاء مجموعات صغيرة، مؤلفة في معظمها من رعايا تلك الدول، وبعض الموظفين المحليين، تم إيقاف الرحلات الجوية التجارية من وإلى البلاد.
صورة من: AFP/Getty Images
طالبان تستولي على القصر الرئاسي
زحف طالبان الذي تواصل حتى سقوط العاصمة كابول، شهد سيطرة مقاتلي الحركة على القصر الرئاسي يوم الأحد (15 أغسطس/آب). وأظهرت مقاطع فيديو قادة ومقاتلي طالبان جالسين داخل القصر معلنين النصر في حملتهم ضد الجيش الأفغاني.
صورة من: Zabi Karim/AP/picture alliance
الخوف من حكم الإسلامويين
الأنظار تتركز الآن نحو الخطوات القادمة، إذ يخشى كثيرون من الحكم الإسلامي المتشدد لطالبان، رغم أن الحركة أصدرت بيانا زعمت فيه أنها لن تنتقم من الأشخاص الذين ساندوا التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة. خلال حقبة حكم طالبان السابقة، منعت النساء والفتيات من التعليم. والآن سارع السكان في كابول للتصرف قبل فوات الآن، محاولين إخفاء الصور التي قد لا يحبها الأصوليون.
صورة من: Kyodo/picture alliance
عبور الحدود إلى باكستان
وبينما اكتظت الحشود حول وفي داخل مطار حامد كرزاي سعيا منهم للمغادرة، كان هناك آخرون يعبرون الحدود برا باتجاه باكستان. وقال وزير الداخلية الباكستاني الشيخ رشيد أحمد لـDW إن حكومة بلاده أغلقت معبر تورخام الحدودي مع أفغانستان.
صورة من: Jafar Khan/AP/picture alliance
عودة طالبان لم تستغرق سوى أسابيع بعد الانسحاب الأمريكي
الولايات المتحدة وحلفاؤها دخلوا أفغانستان معلنين الحرب، بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001، وأطاحوا بحركة طالبان. ولكن بعد عشرين عاما انهار الجيش الأفغاني بشكل مفاجئ، بعيد انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو.
صورة من: Hoshang Hashimi/AP Photo/picture alliance
قيادة طالبان
الفترة الأولى لحكم طالبان امتدت من عام 1996 إلى عام 2001. وخلالها فرضت الحركة تفسيرا متشددا للشريعة الإسلامية. الحركة تأسست تحت قيادة الملا عمر. أما قائدها الأعلى اليوم فهو هبة الله آخُند زاده. الرئيس المؤسس المشارك الملا بردار، الظاهر في هذه الصورة، يترأس المكتب السياسي للحركة.
صورة من: Social Media/REUTERS
طالبان تنصب رايتها
تقول طالبان إنها مستعدة للسيطرة على البلاد، متعهدة أنها لن تضر بالمدنيين الذين تعاونوا مع القوات الغربية. وأكد المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، محمد نعيم، في تصريح أنهم "مستعدون لإجراء حوار مع جميع الشخصيات الأفغانية وضمان الحماية اللازمة لهم". الأمر نفسه أكده الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في أول مؤتمر صحفي له من كابول. قد يكون من الصعب تصديق هذا الكلام.
صورة من: Gulabuddin Amiri/AP/picture alliance
خطر على النساء والأطفال
من المرجح أن تعاني النساء والأطفال والأقليات الأخرى بشكل كبير تحت حكم نظام طالبان. فالنساء والفتيات منعن من التعليم خلال الفترة الأولى لحكم طالبان، والذي انتهى بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2001.
صورة من: Paula Bronstein/Getty Images
فرار الرئيس غني
هرب الرئيس الأفغاني أشرف غني من البلاد في 15 أغسطس/آب. وصرح بالقول: "كي نتجنب الفيضان النازف، اعتقدت أنه من الأفضل الخروج"، لكنه شدد على أنه سيواصل الكفاح من أجل بلاده.
صورة من: Rahmat Gul/AP Photo/picture alliance
الرئيس السابق كرزاي يدعو للسلام
أنشأ القادة الأفغان مجلسا للقاء طالبان وإدارة نقل السلطة. الرئيس السابق حميد كرزاي، الذي يقود هذا المجلس، قال إن الهدف هو: "منع الفوضى وتقليل معاناة الشعب" وإدارة "انتقال سلمي" للسلطة.
صورة من: Mariam Zuhaib/AP Photo/picture alliance
جلاء الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون
قامت ألمانيا بإرسال طائرات عسكرية للمساعدة في الإجلاء من أفغانستان، بعد أن أغلقت سفارتها في كابول. الأمر نفسه تقوم به الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية، حيث تقوم بإجلاء القوات والدبلوماسيين ومسؤولين آخرين من البلاد.
صورة من: Moritz Frankenberg/dpa/picture alliance
احتجاجات في الولايات المتحدة
خرج متظاهرون في نهاية الأسبوع في الولايات المتحدة للاحتجاج أمام البيت الأبيض مطالبين باستعادة السلام في أفغانستان. وقال الأدميرال مايك مولين: إن الولايات المتحدة وحلفاءها "قللوا من شأن تأثير ما تقوم به الحكومة (الأفغانية) الفاسدة".