بعد مقتل ألماني ـ مواجهات في كيمنتس تسفر عن عدة إصابات
٢٧ أغسطس ٢٠١٨
أنهت شرطة ولاية سكسونيا المظاهرات والمظاهرات المضادة التي انطلقت في كيمنتس بعد وفاة ألماني متأثرا بجروحه. وكانت محكمة في المدينة قد أصدرت مذكرتي توقيف بحق شابين أحدهما سوري والآخر عراقي للاشتباه بقيامهما بطعن الألماني.
إعلان
شهدت مدينة كيمنتس بولاية سكسونيا بشرق ألمانيا توترا شديدا بعد وفاة شخص ألماني متأثر بجراحه وإصابة شخصين آخرين جروحهما بليغة. وحتى مساء اليوم الاثنين (27 آب/أغسطس 2018) كانت المدينة مسرحا للمظاهرات والمظاهرات المضادة ما أضفى توترا على الجو العام في المدينة المتوتر أصلا. ودعت إلى المظاهرات مجموعة "من أجل كيمنتس" اليمينية الشعبوية من جهة، ومن جهة أخرى مجموعة "كيمنتس خالية من النازيين" اليسارية.
وقد حاولت الشرطة الفصل بين المجموعتين حتى لا يحصل احتكاك بينهما. لكن مصادر تحدثت عن وقوع العديد من الإصابات جراء احتكاكات بين أنصار اليمين الشعبوي المعادي للأجانب وبين أنصار اليسار. بيد أنه لم ترد معلومات إضافية عن هذه الإصابات. وفي هذه الأثناء تمكنت الشرطة من إنهاء المظاهرات بشقيها. كما أعلنت شرطة ولاية سكسونيا في تغريدة بأن الوضع في كيمنتس يشهد هدوءا وأن المواصلات عادت للعمل.
وتظاهر المئات من أنصار اليسار اليوم في كيمنتس احتجاجا على ما وصفوه بـ "عنف اليمين الشعبوي"، وذلك بعد يوم واحد من وقوع تعديات على أجانب إثر مقتل شخص ألماني متأثرا بجراح أصيب بها خلال شجار في المدينة ليلة السبت/ الأحد. وخلال التجمع قيادي من زعيم حزب اليسار: "مشاهد ملاحقة أناس يبدو أنهم أجانب، تخيفنا، ونحن نريد أن نظهر أن كيمنتس لها وجه آخر منفتح على العالم ومناوئ لمعاداة الأجانب".
وأجرى جعفر عبد الكريم مقابلات مع عدد من المشاركين في المظاهرات إذ قالت واحدة من حزب الخضر إنها تتظاهر ضد اليمين المتطرف "كي تظهر كيمنتس كمدينة منفتحة".
وكانت المحكمة الابتدائية بمدينة كيمنتس بشرقي ألمانيا قد اصدرت اليوم مذكرتي اعتقال بحق شابين سوري (23 عاما) وعراقي (22 عاما) بعد يوم واحد من مقتل رجل ألماني هناك. وكان الادعاء العام في كيمنتس قد أعلن في وقت سابق بأنه يشتبه في أن الشابين طعنا ألمانيا يبلغ من العمر(35 عاما) عدة طعنات خلال شجار لم تتضح أسبابه بعد.
وحسب الادعاء العام فإن الشجار حدث ليلة السبت/ الأحد، عقب مهرجان المدينة، بين أشخاص حاملين جنسيات مختلفة وأن شخصين آخرين أصيبا بجروح خطيرة أيضا. وأضاف الادعاء أن التحقيقات لا تزال مستمرة حول الدافع وراء الجريمة والمسار الدقيق لها وسلاح الجريمة.
وقد توفي الألماني فيما بعد في المستشفى متأثرا بجراحه. وكان المشتبه فيهما قد اعتقلا يوم أمس الأحد، بعد أن لاذا بالفرار من مكان حدوث الجريمة. وقد تمت إحالتهما على قاضي التحقيق الذي أصدر مذكرتي التوقيف بحقهما.
في غضون ذلك أدانت الحكومة الألمانية بشدة ما وصفتها بـ "الاعتداءات على مهاجرين" في مدينة كمنيتس. وقال المتحدث باسمها شتيفن زايبرت: "ما شوهد في بعض الأماكن في كيمنتس وما تم تسجيله في مقاطع فيديو أيضا، ليس له مكان في دولة القانون الخاصة بنا". وذلك في إشارة لمسيرة عشوائية شارك فيها نحو 800 شخص من أنصار اليمين الشعبوي والمتطرف وسط المدينة بعد مقتل الألماني.
وبحسب تقرير لصحيفة "بيلد" الألمانية الشعبية، فقد كان بين المشاركين في المسيرة "يمينيون متشددون لديهم استعداد للعنف". كما أظهرت مقاطع فيديو تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي حدوث اعتداءات على مهاجرين. وأحجمت شرطة مدينة كمنيتس عن التصريح بأي شيء حتى الآن.
بدورها أعربت الجالية التركية في ألمانيا عن "ذعرها إزاء الاشتباكات الأخيرة" التي وقعت في كيمنتس. وتساءل رئيسها أتيلا كارابركلو قائلا: "هل يحدث مجددا في هذا البلد أن يتصيد عنصريون أشخاصا؟". وأضاف أن ما حدث في مدينة كيمنتس يجب ألا يتم تصنيفه على أنه "احتجاجات" وإنما هو "محاولات تصيد مدبرة".
يذكر أن ألمانيا (35 عاما) أصيب بجروح أودت بحياته في شجار عنيف بين زوار من جنسيات مختلفة لمهرجان بمدينة كمنيتس. وفي أعقاب ذلك احتشد مئات الأشخاص من بينهم أتباع لجماعات يمينية متطرفة وشعبوية في مسيرة عشوائية أمس الأحد.
أ.ح/ع.ش (د ب أ)
مظاهر متعددة للتطرف في شرق ألمانيا
رغم أن اليمين المتطرف ظاهرة لا تقتصر على بلد معين، إلا أن الحكومة الألمانية أعربت مؤخرا عن قلقها من تنامي كراهية الأجانب ومعاداة الإسلام في الولايات الألمانية الشرقية. جولة مصورة في مظاهر التطرف اليميني بشرق ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها إزاء تنامي كراهية الأجانب والتشدد اليميني في شرق ألمانيا، محذرة من أنهما يشكلان تهديدا على السلم الاجتماعي وينفر المستثمرين الأجانب. الإحصائيات الأخيرة تؤكد هذه المخاوف: ففي عام 2014 مثلا سجل 47 من الاعتداءات ذات الدوافع العنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
فمثلا، على الرغم من أن نشاط النازيين الجدد لا يقتصر على ألمانيا فحسب، بل سجل في عدد مناطق من العالم على غرار أمريكا والنرويج، إلا أن حزبهم "حزب ألمانيا القومي الديمقراطي" لم ينجح حتى الآن في الدخول إلى البرلمانات المحلية والمجالس المحلية إلا في شرقي ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Bimmer
شكلت مدينة دريسدن، بولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، مهد ومعقل حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) التي تتظاهر منذ أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2014 ضد الإسلام والمسلمين وتواجد الأجانب في ألمانيا. وقد بلغت هذه الاحتجاجات ذروتها مع تدفق سيل اللاجئين، وأغلبيتهم من سوريا، على ألمانيا العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
خلال احتجاجاتهم الليلية التي تنظمها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) لم يتوان اليمينيون المتطرفون عن التعبير عن رفضهم لقدوم اللاجئين إلى ألمانيا. في إحدى المظاهرات حمل أحدهم لافتة تصور أناسا في قطار – وذلك في إشارة إلى أن أغلبية اللاجئين قدموا إلى ألمانيا في القطارات انطلاقا من المجر والنمسا – وقد كتب عليها بالإنجليزية: "اللاجئون غير مرحب بهم، عودوا بعائلاتكم إلى أوطانكم".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
اليمين المتطرف يرفضو أيضا التعددية الثقافية في إشارة إلى المهاجرين، الذين يعيشون في ألمانيا منذ عقود، ويعتبرونها دخيلة على الثقافة الألمانية. في الصورة أحد المتظاهرين في احتجاجات نظمتها حركة بيغيدا في مدينة دريسدن وهو يحمل لافتة كتب عليها "يجب وقف التعددية الثقافية. وطني (يجب) أن يبقى ألمانيّا".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديدات بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. وفي الواقع، فقد شهد حزب المستشارة، الحزب الديمقراطي المسيحي، تراجعا في الانتخابات البرلمانية المحلية لعدد من الولايات الألمانية، وليس في شرق ألمانيا فقط.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - تحسب على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة. الصورة تظهر بناية خصصت لإيواء اللاجئين في بلدة باوتسن وهي تحترق. كما أظهرت التحقيقات فيما بعد أن الحريق كان بفعل إجرامي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Löb
بعدما سمع اليمنيون المتطرفيو أن طائفة الأحمدية تريد أن تبني مسجدا بمنطقة نائية في إيرفورت بولاية تورينغن، شرقي ألمانيا، حتى سارعوا للاحتجاج رغم أن الأمر لم يتعد طور التخطيط. ورغم أن هذا المسجد الذي لايزال مجرد حبر على ورق هو الأول من نوعه في الولاية بأسرها والثالث في شرقي ألمانيا (باسثناء برلين)، إلا أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي يرى فيه مشروعا بعيد المدى لأسلمة ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
الاحتجاج على بناء المساجد من قبل البعض في ألمانيا ليس بالأمر الجديد. بيد أن البعض استخدم وسائل أخرى للتعبير عن احتجاجه: ففي عام 2013 ومع انطلاق أشغال بناء أول مسجد في مدينة لايبتسغ وثاني مسجد على الإطلاق في شرق ألمانيا (باستثناء برلين) قام مجهولون بوضع رؤوس خنازير دامية على أرضية المبنى. حادث مماثل تكرر بعدها بثلاث سنوات عندما وضع مجهولون خنزيرا صغيرا ميتا أمام مسجد في المدينة ذاتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
لأكثر من 10 سنوات ويمنيون متطرفون، ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية انطلاقا من مدينة تسفيكاو بشرق ألمانيا، يقتلون أناسا في مختلف أنحاء ألمانيا. والمتهمون هم أوفه موندلوز، أوفه بونهارت (في الصورة – في الوسط) وبيآته تشيبه. ضحاياهم: ثمانية أتراك ويوناني وشرطية. دافعهم في ذلك هو كراهيتهم للأجانب. وإلى حدود عام 2011 كان الرأي العام يجهل هوية هؤلاء وأن القتلة هم من اليمينيين المتطرفين.