أصدرت الخارجية الأميركية "تحذيرا عالميا" للمواطنين الأمريكيين، عقب مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري وقالت قالت إن أنصار القاعدة أو المنظمات الإرهابية التابعة لها قد يسعون لمهاجمة المنشآت أو المواطنين الأميركيين.
إعلان
حذرت وزارة الخارجية الأميركية تحذيرا للمسافرين الأميركيين الى خارج البلاد من أنهم يواجهون مخاطر متزايدة بالتعرض لأعمال عنف بعد قتل القوات الأميركية لزعيم تنظيم القاعدةأيمن الظواهري. ويعد مقتل على الظواهري في غارة بطائرة مسيّرة في كابول نهاية الأسبوع أكبر ضربة توجه الى تنظيم القاعدة منذ مقتل زعيمه أسامة بن لادن عام 2011، ما دفع بالرئيس الأميركي جو بايدن إلى الإعلان أن "العدالة تحققت" لعائلات الضحايا.
وحضت الخارجية الأميركية المواطنين الأميركيين على "الحفاظ على مستوى عال من اليقظة وتقدير المواقف بشكل جيد عند السفر إلى الخارج". وقالت الوزارة في بيان إن "المعلومات الحالية تشير إلى أن المنظمات الإرهابية تواصل التخطيط لهجمات إرهابية ضد المصالح الأميركية في مناطق متعددة في جميع أنحاء العالم". وأضافت "هذه الهجمات قد تستخدم مجموعة متنوعة من التكتيكات بما في ذلك العمليات الانتحارية والاغتيالات والخطف والتفجيرات".
وأفاد مسؤول رفيع في إدارة بايدن أن الظواهري كان على شرفة منزل من ثلاثة طوابق في العاصمة الأفغانية عندما استُهدف بصاروخين من طراز هلفاير بعيد فجر الأحد. وتعد العملية أول ضربة يتم الإعلان عنها تشنّها الولايات المتحدة على هدف في أفغانستان منذ سحبت واشنطن قواتها من البلاد في 31 آب / أغسطس العام الماضي، بعد ايام على عودة طالبان إلى السلطة. وبينما دانت حركة طالبان الثلاثاء الضربة التي نُفّذت بطائرة مسيّرة، إلا أنها لم تأت على ذكر أي ضحايا أو الظواهري.
ومع مغادرة آخر الجنود وضباط المخابرات الأميركيين أفغانستان في أغسطس / آب الماضي بعد حرب دامت 20 عاما، تحول بايدن إلى استراتيجية "عبر الأفق" بالاعتماد على طائرات مسيرة وأخرى للتجسس بهدف تعقب مقاتلي القاعدة وتنظيم "الدولة الإسلامية" داخل ذلك البلد واستهدافهم.
وتمنح الضربة التي نفذتها (سي.آي.إيه) يوم الأحد في وسط مدينة كابول، بايدن إنجازا نادرا قبل أقل من شهر على الذكرى الأولى للخروج الفوضوي الذي شهد عودة طالبان للسلطة ومقتل 13 جنديا أميركيا وخلف عشرات آلاف الأفغان المعرضين للخطر. وقال مايكل كوجلمان محلل شؤون جنوب آسيا في مركز ويلسون البحثي "إنها قصة نجاح واضحة ومباشرة".
محطات في تاريخ القاعدة بعد مقتل بن لادن
ما زال تنظيم القاعدة يشكل خطرا رغم تصفية مؤسسه أسامة بن لادن على يد قوات خاصة أمريكية في باكستان في الثاني من أيار/مايو 2011. استعراض لبعض التواريخ الأساسية للتنظيم منذ تسلم المصري أيمن الظواهري زعامته خلفا لبن لادن.
صورة من: AP
30 أيلول/ سبتمبر 2011
مقتل الأمريكي-اليمني أنور العولقي، ملهم تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب"، خلال غارة شنتها في اليمن طائرات أمريكية بلا طيار، ودمرت أيضاً قيادة تنظيم القاعدة الذي انكفأ إلى باكستان. التنظيم يواجه ضائقة مالية، لكن فروعه تنشط في إفريقيا (منطقة الساحل والصومال...) وفي دول شرق أوسطية.
صورة من: picture-alliance/AP
11 أيلول/ سبتمبر 2012
في يوم ذكرى اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر الدموية، هاجمت مجموعات مسلحة يرتبط البعض منها بالقاعدة، القنصلية الأمريكية في بنغازي شرق ليبيا، ما أسفر عن مقتل السفير وثلاثة موظفين في القنصلية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. El-Shridi
14 أيلول/ سبتمبر 2012
فيما ألهبت احتجاجات على فيلم أُنجز في الولايات المتحدة منطقة الشرق الأوسط، استهدف هجوم السفارة الأمريكية في تونس (مقتل 4 متظاهرين)، وأُلقيت المسؤولية على أنصار مسؤول سابق في القاعدة، هو التونسي سيف الله بن حسين.
صورة من: AFP/Getty Images
15 أيلول/ سبتمبر 2012
بعد أقل من يوم على الهجوم دعا تنظيم القاعدة إلى مواصلة الهجمات على المصالح الأمريكية.
صورة من: picture-alliance/dpa
11 كانون الثاني/ يناير 2013
أدى تدخل فرنسا وحلفاؤها الأفارقة في مالي إلى إخراج القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من منطقة نفوذها في الشمال. وفي 16 كانون الثاني/ يناير، هاجمت مجموعة موالية منشأة للغاز في الجزائر، حيث قُتل نحو 40 شخصاً و29 مهاجما. وبعد تموز/ يوليو 2014، وسعت فرنسا عمليتها في الساحل فباتت تشمل موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
10 نيسان/ أبريل 2013
بايعت جبهة النصرة، وهي إحدى فصائل المعارضة في سوريا، تنظيم القاعدة، لتصبح بذلك قطباً كبيراً ويده الضاربة في الحرب الأهلية بسوريا.
صورة من: picture alliance/ZUMA Press/M. Dairieh
29 حزيران/ يونيو 2014
أعلن تنظيم "داعش" المنبثق من القاعدة في العراق من جانب واحد إقامة الخلافة، ما زاد من حدة التنافس بين التنظيمين. وفي مطلع أيلول/ سبتمبر 2014 أعلن الظواهري فرعاً جديداً هو "القاعدة في شبه القارة الهندية" الذي يغطي أفغانستان وباكستان والهند وبنغلاديش وبورما.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
7 كانون الثاني/ يناير 2015
أسفر اعتداء على مجلة شارلي ايبدو الأسبوعية الساخرة في باريس عن مقتل 12 شخصاً، وأعلن تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" مسؤوليته عنه.
صورة من: Reuters/C. Platiau
3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015
بعد الهجوم الدامي في باريس، دعا الظواهري إلى شن هجمات جديدة ضد البلدان الغربية والأفراد أيضا. محمد مراح، قتل في فرنسا في 2012 سبعة أشخاص، منهم ثلاثة أطفال ومعلم يهودي وثلاثة جنود. كما قام الأخوان تسارناييف في الولايات المتحدة الأمريكية بقتل ثلاثة أشخاص في بوسطن في 2013. سمي مراح وتسارناييف بأنهم "مقاتلين في القاعدة".
صورة من: dapd
2 نيسان/ أبريل 2015
سيطر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على المكلا كبرى مدن محافظة حضرموت اليمنية، ولم تتمكن القوات الحكومية المدعومة سعودياً من طرده إلا بعد سنة. وإثر تدخل تحالف سني في آذار/ مارس بقيادة السعودية ضد الحوثيين، استفاد التنظيم من أعمال العنف لتعزيز سيطرته في الجنوب والجنوب الشرقي. لكن غارة أمريكية أدت إلى مقتل 71 من عناصره هناك نهاية آذار/ مارس 2016.
صورة من: AFP/Getty Images
13 آب/ أغسطس 2015
بايع الظواهري الزعيم الجديد لطالبان الملا اختر منصور بعد الإعلان عن وفاة الملا عمر. وتحرز طالبان الحليف التاريخي للقاعدة تقدماً في عدة مناطق من أفغانستان.
صورة من: Reuters
31 أيلول/ سبتمبر 2015
دعا الظواهري إلى وحدة الجهاديين من تركيا حتى المغرب العربي، مكرراً في الوقت نفسه رفضه الخلافة التي أعلنها تنظيم "داعش".
صورة من: Reuters
تشرين الثاني/ نوفمبر 2015
القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي شنت مجدداً هجوماً في مالي، أسفر عن مقتل 20 شخصاً في باماكو، ثم في كانون الثاني/ يناير وفي آذار/ مارس 2016 في بوركينا فاسو بغرب إفريقيا (30 قتيلاً في واغادوغو) وفي ساحل العاج (19 قتيلاً).
صورة من: H. Kouyate/AFP/Getty Images
13 صورة1 | 13
وأضاف أن الولايات المتحدة فشلت في قتل الظواهري، الذي ساعد في تنسيق هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على الولايات المتحدة وخلف أسامة بن لادن في زعامة القاعدة، حينما كان لها وجود عسكري على الأرض، لكنها أثبتت أن بوسعها استهدافه بعد ما يقرب من عام من الانسحاب.
وقال العضو الديمقراطي بمجلس النواب الأميركي توم مالينوفسكي على تويتر "لقد انتقدت قرار الرئيس بايدن بمغادرة أفغانستان، لكن هذه الضربة تظهر أننا ما زلنا نمتلك القدرة والإرادة للعمل هناك لحماية بلدنا". لكن المسؤولين الأميركيين، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، قالوا إنه لا تزال هناك أوجه قصور في الاستراتيجية. وأشاروا إلى أنه من دون اتفاقيات لإقامة قواعد في الدول المجاورة، فإن الطائرات الأمريكية المسيرة ستواجه صعوبة في مراقبة الأهداف في المناطق النائية من أفغانستان الحبيسة لفترات طويلة.