من المُتوقع أن تُقدم مجموعات "محور المقاومة" الذي تقوده إيران لرد منسّق على الضربات الإسرائيلية الأخيرة ضد كل من حركة حماس وحزب الله، وفق ما يرجّحه عدد من المحللين الألمان الأوروبيين، ما يهدد بمواجهة شاملة في المنطقة.
إعلان
زادت المخاوف من أن يُؤدي مقتل إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحركة حماس، لعواقب جيوسياسية خطيرة، وخاصة فيما يتعلق برد فعل إيران المحتمل وما يرتبط به من خطر التصعيد في الشرق الأوسط. وهنية كان شخصية رئيسية في قيادة حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل التزمت الصمت إزاء اتهامات حماس وإيران لها بقتل هنية، ولم تؤكد أو تنفي تلك الاتهامات، لكنها تبنت عملية "تصفية" فؤاد شكر ، القيادي العسكري البارز في حزب الله، الموالي لإيران.
ومن الممكن أن ترد إيران، وهي من المؤيدين المعروفين لحماس، بعدة طرق لتأمين نفوذها في المنطقة وتعزيز تحالفاتها. يرى محللون أنّ ردّ إيران وحزب الله مع حلفائهما الإقليميين لن يكون عشوائياً وشاملا، خشية الانزلاق إلى حرب إقليمية حرصوا حتى الآن على تجنّبها.
وبهذا الصدد، كتبت صحيفة "24 تشاسا" البلغارية (الأول من أغسطس / آب 2024) "إذا وقعت إيران في الفخ وبدأت صراعاً تشارك فيه أيضا الولايات المتحدة، فإن هذا (..) سيكون بمثابة انجاز استراتيجي بالنسبة لإسرائيل. لكن هل الإيرانيون أغبياء إلى هذه الدرجة؟ (..) والسؤال الآن هو متى وأين سترد إيران، خاصة وأنها تعرف ما هو هدف هذا الاستفزاز، أي توريط إيران في حرب صريحة كبرى مع الولايات المتحدة. (..) ولكن حتى الآن، لم يقدم الإيرانيون أسبابًا كثيرة للاعتقاد بأنهم أغبياء". ومنذ الهجوم الإرهابي الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول وبدء الرد العسكري الإسرائيلي ضد الحركة في غزة، تصاعد الصراع ومعه مخاطر تورط مزيد من دول المنطقة فيه. فالصراع في الشرق الأوسط متعدد الأبعاد، فخلف حماس في غزة وحزب الله في لبنان والمتمردين الحوثيين في اليمن، تقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وتعتبر دولعديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".
العالم يحبس أنفاسه بعد اغتيال هنية وشكر
02:07
الدور الأمريكي في الميزان
لعبت الولايات المتحدة دورًا مركزيًا في الشرق الأوسط لعقود من الزمن، كحليف استراتيجي لإسرائيل وكلاعب في قضايا الأمن الإقليمي. دور لعبته من خلال مجموعة من المصالح الجيوسياسية، وحماية الحلفاء، وتأمين مصادر الطاقة، ومكافحة الإرهاب. وواشنطن على علم تام بأن الصراع بين إسرائيل وإيران عامل رئيسي في عدم الاستقرار في المنطقة. وبينما تسعى إسرائيل إلى حماية أمنها من تهديدات الجماعات الوكيلة لإيران مثل حماس في غزة وحزب الله في لبنان، ترى إيران أن دعمها لهذه الجماعات هو جزء من استراتيجيتها الإقليمية لتوسيع نفوذها ومحاربة إسرائيل. وأمام الضعف الأوروبي، يرى عدد من المراقبين أن الولايات المتحدة لا تمارس ضغطا كافيا على إسرائيل لدفعها للانخراط في عملية سلام شاملة تُخرج المنطقة من دوامة العنف.
وبهذا الصدد كتبت صحيفة "دي تجد" البلجيكية، (الأول من أغسطس) إن "إسرائيل مستمرة، وهي على حق، في المطالبة بالإفراج عن الرهائن المتبقين منذ السابع من أكتوبر، لكنها لا تبعث بأي إشارة تؤكد أنها تسعى على المدى البعيد، للتوصل لحل قابل للتطبيق بالنسبة للفلسطينيين. ويمكن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغلال القضاء على إسماعيل هنية لكسب الدعم اللازم بين الإسرائيليين لتحقيق تقدم للفلسطينيين، إذا كان يريد حقاً أن يفعل ذلك. ومن الممكن أن يساهم الضغط الذي يمارسه الغرب في تحقيق ذلك. ويحاول الجانب الأوروبي أيضًا التحرك في هذا الاتجاه، ولكن في الوقت الحالي لا تبدو دول االتكتل القاري متحدة بما يكفي لإحداث تغيير حقيقي. ويمكن للولايات المتحدة على وجه الخصوص التأثير على إسرائيل نظراً لدعمها العسكري والمالي الهائل. إذا كان بوسع الرئيس الأمريكي جو بايدن إحداث فارق، فيمكنه فعل ذلك الآن بعد انسحابه من السباق الرئاسي".
في صور.. دروع صد إسرائيلية بمواجهة صواريخ إيران ومسيراتها
ردا على قصف سفارتها بدمشق أطلقت إيران مسيرات متفجرة وصواريخ على إسرائيل في أول هجوم مباشر من أرضها ضد إسرائيل، التي أكدت بدورها اعتراض معظم تلك الصواريخ والمسيرات. في صور نتعرف على أسلحة إيرانية ودروع إسرائيلية.
صورة من: Khabaronline
مسيرات "كاميكازي" الإيرانية الانتحارية
صورة قدمها مكتب الجيش الإيراني في 24 أغسطس / آب 2022. تدريبات على طائرات كاميكازي المسيرة الانتحارية في مكان لم تكشف عنه في إيران. طهران هي منتج رئيسي للطائرات المسيرة وأعلنت -مثلاً- في أغسطس/ آب 2023 إنتاج "مهاجر-10" وهي طائرة مسيرة متطورة يصل مداها إلى ألفي كيلومتر وقادرة على الطيران لمدة تصل إلى 24 ساعة وعلى حمل ما يصل إلى 300 كيلوغراماً.
صورة من: Iranian Defence Ministry/AFP
"القبة الحديدية" الإسرائيلية لحماية المدنيين والعسكريين
اُستخدمت "القبة الحديدية" بشكل واسع لحماية المواقع العسكرية والمدنية من الصواريخ والقذائف الصاروخية التي تطلق بانتظام من قطاع غزة وجنوب لبنان وفي إطار النزاع الدائر بين إسرائيل وحماس. في الصورة: قاذفة القبة الحديدية الإسرائيلية في سديروت تطلق صاروخاً اعتراضياً أثناء إطلاق صواريخ من غزة بتاريخ 10 مايو / أيار 2023.
صورة من: Ammar Awad/REUTERS
منظومة صواريخ "الطلائع"الإيرانية
صورة المنظومة الصاروخية هنا نشرها الموقع الرسمي للجيش الإيراني يوم الأحد 24 ديسمبر / كانون الأول 2023، في حفل إزاحة الستار عن المنظومة في قاعدة بحرية بالقرب من المحيط الهندي في ميناء كوناراك جنوب إيران.
صورة من: Iranian Army/AP/picture alliance
تدريبات عسكرية إيرانية على إطلاق الصواريخ
صورة مقدمة من مكتب الجيش الإيراني تظهر القوات الإيرانية خلال تدريبات عسكرية على إطلاق الصواريخ في شاطئ مَكران على خليج عمان، بالقرب من مضيق هرمز بتاريخ 31 ديسمبر / كانون الأول 2022.
صورة من: Iranian Army Office/ZUMA/picture alliance
منظومة دفاعية إسرائيلية واسعة
تملك إسرائيل 10 أنظمة من نوع "القبة الحديدية" وفق ما تفيد شركة صناعات الطيران والدفاع الأمريكية "إر تي إكس" المشاركة في صناعة "القبة الحديدية". وتفيد تقديرات أخرى fأن عددها أكبر بشكل طفيف. في الصورة بطارية من منظومة القبة الحديدية الدفاعية الإسرائيلية -التي نُشِرَت لاعتراض إطلاق الصواريخ من قطاع غزة- في عسقلان، جنوب إسرائيل.
صورة من: Ariel Schalit/AP Photo/picture alliance
صاروخ "أرمان" الإيراني الباليستي الدفاعي
تقول رابطة الحد من الأسلحة Arms Control Assosiation -وهي منظمة أمريكية غير حكومية تتخذ من واشنطن العاصمة مقرَّاً لها، إن برنامج الصواريخ الإيراني يعتمد إلى حد بعيد على تصميمات كورية شمالية وروسية وإنه استفاد من مساعدة صينية.
صورة من: rokna
جنود إيرانييون إلى جوار صاروخ من نوع إس-200
تشكل الصواريخ الباليستية جزءا مهما من الترسانة الإيرانية وهي قادرة على الوصول إلى العمق الإسرائيلي، وفقاً لما أكده عمليا هجوم ليل السبت/ الأحد (13-14 أبريل/ نيسان 2024).
صورة من: EPA/dpa/picture alliance
مسيرات مدموجة في وحدات إيران القتالية
المسيرات الإيرانية الصنع مدموجة في الوحدات القتالية للجيش في مختلف أنحاء إيران. وبالنسبة للصواريخ تقول رابطة الحد من الأسلحة: إن الصواريخ الباليستية الإيرانية القصيرة والمتوسطة المدى تشمل شهاب-1 الذي يقدر مداه بنحو 300 كيلومتر، وذو الفقار (700 كيلومتر) وشهاب-3 (800-1000 كيلومتر) وعماد-1 الجاري تطويره (يصل مداه إلى ألفي كيلومتر) وسجيل الجاري تطويره أيضا (1500-2500 كيلومتر).
صورة من: Iranische Armee/Zuma Press/dpa/picture alliance
نظام لصواريخ "السهم الإسرائيلي" في قاعدة حتسور الجوية الإسرائيلية
إضافة إلى نظام "القبة الحديدية"، تمتلك إسرائيل بطاريات مضادة للصواريخ بعيدة المدى من بينها "نظام أرو" -حتس بالعبرية أي سهم- قادرة على اعتراض صواريخ بالستية وبطاريات "مقلاع داود" المضادة للصواريخ المتوسطة المدى.
صورة من: ZUMA/IMAGO
مسيرات إيرانية محلية الصنع
في الصورة طائرات بدون طيار إيرانية محلية الصنع خلال تدريبات عسكرية للمسيرات الحربية بتاريخ 04 / 10 / 2023 في موقع لم يُكشف عنه في إيران. سبق للسعودية والولايات المتحدة أن اتهمتا إيران بالوقوف وراء هجوم بطائرات مسيَّرة وصواريخ على منشآت نفطية سعودية كبيرة في عام 2019، وهو ما نفته طهران.
صورة من: Iranian Army Office/ZUMA Wire/IMAGO
بطاريات "القبة الحديدية"
تتألف كل بطارية من "القبة الحديدة" من ثلاثة أجزاء رئيسية هي جهاز رادار لعمليات الرصد وكمبيوتر يحتسب مسار المقذوفة ونظام إطلاق يطلق صواريخ اعتراضية في حال تبين أن الصاروخ قد يطال منطقة مأهولة أو استراتيجية.
صورة من: Rafael Ben-Ari/Chameleons Eye/Newscom/picture alliance
صواريخ "القبة الحديدية" الاعتراضية الدفاعية
يكلف إنتاج كل صاروخ اعتراضي من "القبة الحديدية" 40 إلى 50 ألف دولار وفق مركز الدراسة الاستراتيجية والدولية ومقره في واشنطن الذي يفيد أن نظاما كاملا يتضمن جهاز الرادار والحاسوب وثلاثة إلى أربعة أجهزة إطلاق يحتوي كل واحد منها على 20 صاروخا اعتراضيا يكلف نحو مئة مليون دولار.
صورة من: Ayal Margolin/JINI/XinHua/picture alliance
صاروخ "أزاراخْش" الإيراني الدفاعي الباليستي
رغم معارضة الولايات المتحدة وأوروبا لطالما أكدت "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" عزمها على مواصلة تطوير برنامجها الباليستي. في عام 2020 شنَّت إيران هجمات صاروخية على القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق، بما في ذلك قاعدة الأسد الجوية، في إطار ما اعتبرته ردّاً على هجوم أمريكي بطائرة مسيرة أدت إلى قتل القائد الإيراني قاسم سليماني.
صورة من: rokna
دعم أمريكي لقدرات إسرائيل الدفاعية
تشكل "القبة الحديدية" أحد الأسس الاستراتيجية للتحالف الأمريكي-الإسرائيلي وقد دعمتها الإدارات الديموقراطية والجمهورية المتعاقبة. وفي آب / اغسطس 2019 وقع الجيش الأميركي عقدا لشراء بطاريتين من "القبة الحديدية" لتعزيز قدراته الدفاعية في مواجهة الصواريخ القصيرة المدى.
صورة من: MANDEL NGAN/AFP
إطلاق مسيرات من غواصة إيرانية
في هذه الصورة التي نشرها الجيش الإيراني يوم الجمعة 15 يوليو / تموز 2022، يتم إطلاق مسيرات من غواصة إيرانية خلال مناورة في المحيط الهندي. وقال الجيش الإيراني في ذلك اليوم إنه كشفت النقاب عن أول سرب بحري قادر على حمل وإطلاق طائرات مسيرة.
صورة من: Iran Army/AP/picture alliance
مسيرات حربية من نوع شاهد 136
في الصورة طائرات إيرانية بدون طيار في مناورات عسكرية من نوع شاهد 136. في يونيو/ حزيران 2023 ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) أن إيران أزاحت الستار عمّا وصفه المسؤولون بأنه أول صاروخ باليستي فرط صوتي من إنتاجها. ويمكن للصواريخ فرط صوتية الانطلاق بسرعات تزيد بخمس مرات على الأقل عن سرعة الصوت وفي مسارات معقدة مما يجعل من الصعب اعتراضها.
صورة من: irdiplomacy.ir
"قوة مهمة للردع والانتقام"
بحسب تصريحات رسمية فإن إيران تعتبر صواريخها الباليستية "قوة مهمة للردع والانتقام" في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل ولتحقيق أهداف إقليمية محتملة أخرى.
صورة من: Iranian Army Office/ZUMA/IMAGO
"القبة الحديدية" بدأت بتطويرها إسرائيل ثم لحقتها أمريكا
باشرت إسرائيل تطوير "القبة الحديدية" بمفردها بعد حرب 2006 مع حزب الله في لبنان، قبل أن تنضم إليها الولايات المتحدة التي ساهمت بخبرتها في مجال الدفاع وبمليارات الدولارات.
صورة من: EVELYN HOCKSTEIN/REUTERS
مسيرات صاروخية
بالإضافة إلى المسيرات الصاروخية -مثل التي في الصورة- لدى إيران كذلك صواريخ كروز مثل صواريخ كيه.إتش-55 التي تطلق من الجو والقادرة على حمل رؤوس نووية ويبلغ مداها ثلاثة آلاف كيلومتر، وصواريخ حديثة مضادة للسفن مداها 300 كيلومتر وقادرة على حمل رأس حربية تزن ألف كيلوغرام.
صورة من: Iranische Armee/Zuma Press/dpa/picture alliance
نسبة اعتراض عالية
عترضت "القبة الحديدية" منذ نشرها في عام 2011 آلاف الصواريخ موفرة حماية أساسية كجزء من نظام الدفاع الجوي الصاروخي الإسرائيلي. وتصل نسبة اعتراض "القبة الحديدية" للصواريخ إلى حوالى 90 بالمائة بحسب ما تفيد شركة رافاييل العسكرية الإسرائيلية التي شاركت في تصميمها.
صورة من: Amir Cohen/REUTERS
صواريخ إيرانية في تدريبات القوات البرية
في أبريل / نيسان 2024 نشرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية -شبه الرسمية- رسما بيانيا لتسعة صواريخ قالت إنها قادرة على الوصول إلى إسرائيل ومن بين هذه الصواريخ، "سجيل" القادر على قطع 17 ألف كيلومتر بالساعة وبمدى يصل إلى 2500 كيلومتر و"خيبر" بمدى يصل إلى ألفي كيلومتر و"الحاج قاسم" بمدى 1400 كيلومتر ويحمل هذا الصاروخ اسم قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي قتل بغارة أمريكية بطائرة مسيرة ببغداد عام 2020.
صورة من: Iranian Army Office/ZUMA Wire/IMAGO Images
حاملة طائرات من دون طيار إيرانية
في الصورة سفينة عسكرية إيرانية حاملة لطائرات من دون طيار في المحيط الهندي. أكد الجيش الإسرائيلي أن الوابل الصاروخي الإيراني السبت (13 أبريل/ نيسان 2024) شمل أكثر من عشرة صواريخ كروز وأن الرشقة الإيرانية تسببت في أضرار طفيفة لمنشأة عسكرية إسرائيلية. إعداد: علي المخلافي
صورة من: Khabaronline
22 صورة1 | 22
"من مصلحة نتنياهو استمرار الحرب"
تتواصل جهود واشنطن لوقف إطلاق النار في غزة، حيث طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن مجددا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (الثاني من أغسطس) الموافقة على وقف إطلاق النار مع حركة حماس وسط إحباط للبيت الأبيض بسبب استمرار الحرب في غزة. ورغم تعهد بايدن بدعم إسرائيل ضد تهديدات إيران ووكلائها في المنطقة، فقال إنه كان "مباشرا للغاية" مع نتنياهو، وقال بايدن للصحفيين "لدينا الأساس لوقف إطلاق النار (..) يجب عليه (نتنياهو) أن يتحرك بشأن هذا الأمر ويجب عليهم أن يتحركوا بشأن هذا الأمر"، مشيرا إلى أن اغتيال إسماعيل هنية، "لم يساعد" في هذا الصدد. وتابع "لقد وضعنا الأساس لوقف إطلاق النار. يتعين أن يشارك فيه ويتعين أن يشاركوا فيه الآن" طبقا لما ذكرته تقارير.
ولكن هل من مصلحة نتنياهو أن ينهي الحرب في هذا الوقت بالذات، الذي حققت فيه المخابرات الإسرائيلية اختراقا كبيرا؟ موقع "شبيغل أونلاين" الألماني (الثاني من أغسطس) كتب معلقا "إن نهاية الحرب ربما تعني النهاية السياسية لنتنياهو، وستعني عمليا انتخابات جديدة، وإذا ما جرت اليوم، فإنه سيخسرها. وكلما طال أمد الحرب وكلما زادت الإنجازات (العسكرية)، كلما زاد أمله في البقاء في السلطة. ليست لديه شخصياً، مصلحة في إنهاء الحرب. ويمكنه أن يأمل في أن يتولى دونالد ترامب، رئاسة الولايات المتحدة، في كانون الثاني (يناير) المقبل، وهو ما سيطلق له حرية فعل ما يشاء".
محورية القضية الفلسطينية في صراعات المنطقة
تبدو أطراف النزاع كمن يقامر في لعبة بوكر خطيرة، وعلى الرغم من أن سيناريو حرب شاملة تحرق الأخضر واليابس في الشرق الأوسط كثيرا ما حذر منها محللون في عدة مناسبات، إلا أن المنطقة تبدو على حافة الفوضى الشاملة أكثر من أي وقت مضى. ويعتمد تطور الوضع إلى حد بعيد على القادة السياسيين في إسرائيل وإيران. والواقع أن دواعي التفاؤل قليلة للغاية، ففي إسرائيل انزلق المشهد السياسي بشكل حاد نحو اليمين في السنوات الأخيرة. وأصبح المجتمع الإسرائيلي مختلفاً بعد الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر، حيث باتت الثقة بالفلسطينيين شبه معدومة.
أما الجمهورية الإسلامية فتعيش أزمة نظام منذ عشرين عاماً، حيث يسيطر آية الله خامنئي (85 عاما) على الحياة السياسية منذ ثلاثة عقود ، كما أن خطة خلافة "الزعيم الروحي" غير واضحة المعالم، إذ تنظر جماعات السلطة المختلفة إلى بعضها البعض بعين الشك. فيما سئم الشعب الإيراني النظام الديني للملالي. غير أن التطورات الحالية في المنطقة، وإن كانت تحمل عناوين مختلفة، تؤكد كل يوم أن القضية الفلسطينية تظل جوهر الصراعات في الشرق الأوسط. وبهذا الصدد كتبت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية معلقة (الثاني من أغسطس) "من الواضح من خلال السيناريو الحالي لحرب غزة، أنه (..) بدون حل سياسي عادل للمشكلة الفلسطينية، لن يكون هناك سلام لإسرائيل، مع حماس أو بدونها. إن الشكل الذي يمكن أن يبدو عليه هذا الحل يشكل تحدياً كبيراً لكل أولئك في الجانب الإسرائيلي، الذين لا يؤيدون أوهام الطرد التي يتبناها شركاء نتنياهو اليمينيون في الائتلاف أو الذين يأملون، كعرب، في تحرير دموي لفلسطين "من النهر إلى البحر". من المؤسف أن الحديث عن حل الدولتين لم يعد يعني الكثير في واقع الأمر: فقد ابتعد الإسرائيليون منذ فترة طويلة عن هذا التصور".