رفض اتحاد موائد "تافل" الألمانية بشكل قاطع انتقادات المستشارة أنغيلا ميركل وذلك بعد الجدل الذي أثاره وقف الجمعية لاستقبال الأجانب واللاجئين المحتاجين بصورة مؤقتة في مدينة إسن غرب البلاد.
إعلان
صرح رئيس اتحاد موائد "تافل" الألمانية، يوخين برول، لصحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونغ" الصادرة اليوم الخميس (الأول من آذار/ مارس 2018): بأنه يرفض الإنتقادات الموجه لتافل وقال: "نحن لا نقبل انتقادات المستشارة، لأن التطور الراهن ما هو إلا نتيجة لسياستها". وأضاف أن هناك سلوكاً يسعى إلى صنع فضيحة من حدث محلي ليغطي على الفضيحة الحقيقية، مؤكداً أن "ألمانيا تواجه مشكلة فقر هائلة".
وكانت ميركل قد انتقدت بنك الطعام "تافل" بمدينة إسن يوم الاثنين الماضي في لقاء لها مع شبكة "RTL" التلفزيونية الألمانية قائلة: "لا يصح أن يتم تصنيف الناس هكذا في هذا السياق، فهذا أمر غير طيب".
ويشار إلى أن موائد "تافل" أوقفت استقبال اللاجئين والأجانب نظراً لوجود كثيرين من الألمان المحتاجين للطعام، فهم يستشعرون الحرج في مزاحمة الأجانب حول موائد الطعام المجانية. وقال برول إنه يتوقع من المستشارة أن تقف بوضوح أمام هذه الموائد، وترى عملها والعاملين فيها من المتطوعين.
خ.س/ ع.أ.ج (د ب أ)
في صور.. محطات وضعت مصير ميركل السياسي في مهب الريح
خلال 12 عاماً من حكمها حققت المستشارة ميركل نجاحات مذهلة، وخصوصاً على صعيدي الاقتصاد والاتحاد الأوروبي. والآن تتجه الأمور كي تبقى ميركل مستشارة لولاية رابعة، ولكنها تعرضت قبل ذلك لهزات عنيفة وظروف صعبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
"الباب المفتوح" بداية النهاية؟
بعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
حزب "شعبوي" يحقق مفاجأة مدوية
كان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Bockwoldt
الاشتراكيون الديمقراطيون يتركون ميركل وشأنها
ورغم أن الاتحاد المسيحي بحزبيه الديمقراطي بقيادة ميركل والبافاري بقيادة زيهوفر، فاز في الانتخابات بالحصول على 32 في المائة من أصوات الناخبين، إلا أنه كانت تعد أسوأ نتيجة لتحالف المسيحي، منذ عام 1949. لكن حليفهما في الحكم، الحزب الاشتراكي، سجل أكبر خسارة في تاريخه بالحصول على 20.5 في المائة. وقرر الحزب الجلوس في مقاعد المعارضة بدلاً من مواصلة التحالف مع ميركل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
"جامايكا".. حلم أُجْهِضَ قبل الولادة
ولهذا اتجهت ميركل للتفاوض مع "حزب الخضر" والحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) لتشكيل ما يعرف بـ"ائتلاف جامايكا". ورغم الاختلاف "الأيديولوجي" بين الأحزاب الأربعة إلا أنه كانت هناك آمال معلقة على التقارب وتقديم تنازلات بعد أربعة أسابيع من المفاوضات الشاقة. غير أن الحزب الليبرالي انسحب مع الساعة الأولى من صباح الإثنين (20 نوفمبر/ تشرين الثاني).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
مستشارة للمرة الرابعة؟
تراجع الاشتراكيون عن موقفهم وقبلوا بالدخول في مفاوضات. وبعد محادثات صعبة جدا وتنازلات مؤلمة، نجحت ميركل في الوصول بمفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي إلى بر الأمان. وبهذا ستبقى ميركل على الأرجح مستشارة لألمانيا، لتكون الولاية الرابعة لها، ما لم تحدث مفاجأة. حيث يجب أن يصوت أعضاء الحزب الاشتراكي على اتفاقية الائتلاف الحكومي. وينتظر أن ينتهي التصويت مطلع آذار/مارس القادم. (صلاح شرارة)