1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةالنيجر

بعد موجة الانقلابات.. بقاء "إيكواس" مرهون بإصلاحات هيكلية

٢٠ أبريل ٢٠٢٤

حذر خبراء من تداعيات التقاعس عن إجراء إصلاحات في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، بعد موجة الانقلابات التي عصفت ببلدان غرب القارة وصعود حكومات تنأى بنفسها عن إيكواس والغرب وتتجه نحو روسيا والصين.

تحديات جسام تواجه منظمة إيكواس مع تنامي دعوات الإصلاح الجذرية
تحديات جسام تواجه منظمة إيكواس مع تنامي دعوات الإصلاح الجذريةصورة من: ECOWAS/Handout via Xinhua/picture alliance

 كان يُنظر إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) باعتبارها واحدة من أكثر المنظمات تطورا وقوة في القارة السمراء، بيد أن هذه الإشادة باتت ضربا من الماضي خاصة عقب موجة الانقلابات العسكرية التي عصفت ببلدان عدة في منطقة غرب أفريقيا.

ويقول خبراء إن التطورات الأخيرة تدل على أزمة كبيرة داخل منظمة إيكواس تتمثل في افتقارها إلى النفوذ الواقعي والشرعية وأدوات فعالة مثل فرض العقوبات.

وفي مقابلة مع DW، قال كارلوس بيريرا، الناشط والمحلل السياسي المقيم في غينيا بيساو، إن "لا مستقبل للإيكواس ما لم تستدعي الدول الأعضاء فيها روح الوحدة الأفريقية ما يمهد الطريق أمام توحدها وتحركها جميعا في نفس الاتجاه".

وشدد على ضرورة تعزيز التعاون والتكامل داخل  منطقة غرب أفريقيا في الوقت الراهن، محذرا من أن التعاون الثنائي بات في حكم المعدوم.

وتسلط الأحداث الأخيرة الضوء على الأزمات التي تعاني منها إيكواس خاصة عقب إعلان مالي والنيجر  وبوركينا فاسو انسحابهم من التكتل الإقليمي في يناير/كانون الثاني الماضي مما أغرق إيكواس في أزمة عميقة.

وجاء قرار الانسحاب عقب حدوث انقلابات عسكرية في الدول الثلاث فيما كان رد إيكواس المبدئي على الانقلابات موحدا حيث قررت ثلاث قمم طارئة فرض عقوبات منتظمة ضد قادة الانقلاب مع المطالبة بعودة الحكومات الشرعية ورؤساء البلاد المخلوعين إلى مناصبهم، لكن خبراء أشاروا إلى أن العقوبات باءت بالفشل.

الإصلاح ثم الإصلاح 

ويُضاف إلى ذلك تزايد الدعوات داخل دول المنظمة إلى ضرورة إجراء إصلاحات داخل إيكواس.

وعقب فوزه بالانتخابات، ألمح رئيس السنغال الجديد باسيرو ديوماي فاي الذي كانت حملته الانتخابية تقوم على فكرة "الانفصال عن الماضي"، إلى تفهمه للأسباب التي أدت إلى موجة الانقلابات في مالي وبوركينا فاسو والنيجر. تزامن هذا مع دعوة الرئيس السنغالي الجديد إلى إحداث "تغييرات جذرية في الإيكواس".

وخلال حملته الانتخابية، تعهد باسيرو ديوماي فاي بإلغاء "الفرنك الأفريقي" - العملة الرئيسية للعديد من دول غرب أفريقيا والمرتبطة باليورو و يُنظر إليها باعتبارها واجه الوجود الفرنسي إذ يعود إلى الحقبة الاستعمارية.

ويرغب باسيرو ديوماي في التفاوض مجددا حول اتفاقيات الصيد المبرمة مع الاتحاد الأوروبي وإعادة النظر في العقود المبرمة مع الشركات الأوروبية التي تستغل احتياطيات الغاز الكبيرة قبالة سواحل السنغال التي تأمل في أن تحذو دول أخرى في غرب أفريقيا حذوها.

دعا رئيس السنغال الجديد باسيرو ديوماي فاي إلى إجراء تغييرات عميقة داخل إيكواسصورة من: Zohra Bensemra/REUTERS

كبش فداء

وفي ذلك، ألمح بعض المراقبين إلى أن الرئيس السنغالي يرغب في أن يحول إيكواس إلى "كبش فداء لأخطاء الماضي" في موقف يتشابه مع ما تقوم الحكومات التي جاءت على ظهر الدبابات في مالي وبوركينا فاسو والنيجر. ومنذ وصولها إلى السلطة، تنأى حكومات الدول الثلاث بنفسها عن إيكواس والدول الغربية فيما تتعاون مع روسيا والصين عسكريا وأمنيا.

إيكواس أمام اختبار حاسم

وقال المحلل السياسي النيجيري ديكو عبد الرحمن إنه في ضوء هذه التطورات، يتعين على إيكواس إجراء تغييرات جذرية وإلا فإنها سوف تواجه "الاختفاء المنهجي".

من جانبه، قال بيريرا إن نجاح الإصلاحات في التكتل سيكون مرهونا بنجاح حكومات المنظمة بالخروج بـ "رؤية أفريقية" جديدة.

ويتفق في هذا الرأي الصحافي السنغالي حميدو سانيا، قائلا: "لن تبقى إيكواس  على قيد الحياة إلا إذا أعلت جميع بلدانها مفهوم الديمقراطية على مصالحها الاقتصادية الخاصة".

وفي مقابلة مع DW، أضاف أنه "في هذه الحالة فقط يمكن تنفيذ إصلاحات حقيقية تجعل إيكواس تصب في صالح شعوب الدول الأعضاء".

ويستعبد الكثير من المراقبين عودة النيجر وبوركينا فاسو ومالي إلى إيكواس، فيما قال بيريرا إن الدول الثلاث انسحبت من التكتل وباتت الآن متأقلمة مع واقعها الجديد. وقال الباحث في الشأن الأفريقي إن رفع جميع العقوبات يعد السبيل الوحيد لعودة الدول الثلاث إلى إيكواس.

تزايد النفوذ الروسي في النيجر ومالي وبوركينا فاسو عقب الانقلاباتصورة من: Florent Verges/AFP

ويشير مراقبون إلى أن الرئيس النيجيري بولا تينوبو، الذي تتولى بلاده رئاسة إيكواس الدورية، يقود مسار عودة الدول الثلاث إلى المنظمة إذ أعلن في نهاية فبراير / شباط الماضي عن ضرورة فتح الحدود البرية والجوية مع الدول الثلاث مع إمكانية سريان المعاملات التجارية والمالية. وطالب الرئيس النيجيري بالإبقاء فقط على العقوبات المفروضة على الشخصيات العسكرية والسياسية.

وفي تعليقه، قال المحلل السياسي النيجيري ديكو عبد الرحمن إنه يشعر بالتشاؤم حيال احتمالات عودة الحكومات الانقلابية في الدول الثلاث إلى إيكواس.

وأضاف "إذا عادت النيجر وبوركينا فاسو ومالي في مرحلة ما إلى إيكواس في فرضية غير مرجحة الحدوث قريبا، فإن تلك العودة ستكون ممكنة في إطار ما يُعرف بـ (تحالف دول الساحل)"، في إشارة إلى التحالف الأمني الجديد بين الدول الثلاث.

من جانبه، أشار الصحافي السنغالي حميدو سانيا إلى صعوبة إقناع الدول الثلاث بالعودة إلى إيكواس رغم مساعي رئيس السنغال الجديد في تقريب وجهات النظر.

وقال "تعاطت حكومات الدول الثلاث بإيجابية مع موقف الرئيس السنغالي الجديد وتعقد أمالا كبيرة حيال نجاح الجهود السنغالية"، مضيفا أن "بوارد توافق باتت تظهر في الأفق لكن هذا التوافق خاصة على المدى القصير والطويل غير كافي لحث دول الساحل الثلاث على العودة إلى إيكواس".

أنطونيو كاسكايس

ساهم جارياتو بالدي في إعداد التقرير

  أعده للعربية: محمد فرحان

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW