بعد نوبات الارتجاف.. ميركل تجلس أثناء عزف النشيد الوطني
١١ يوليو ٢٠١٩
إنها صورة نادرة لم يعتد عليها الألمان. فقد جلست ميركل إلى جانب رئيسة وزراء الدنمارك بينما كانت الفرقة الموسيقية تعزف النشيد الوطني. ويعود السبب للجوء إلى هذا الإجراء موجات الارتجاف التي تعرضت لها المستشارة وهي واقفة.
إعلان
استخدمت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم الخميس (11 تموز/ يوليو 2019) مقعدا أثناء تفقد حرس الشرف لدى استقبالها رئيسة وزراء الدنمارك ميت فريدريكسن بعد يوم من تعرضها لنوبة ارتجاف جديدة. وعادة ما تقف ميركل بجانب ضيوفها حين تعزف الفرقة الموسيقية العسكرية النشيد الوطني قبل السير على البساط الأحمر.
وأصيبت ميركل أمس الأربعاء بنوبة ارتجاف جديدة بينما كانت تقف بجانب رئيس الوزراء الفنلندي الزائر أنتي ريني خلال استعراض حرس الشرف لدى وصوله.
وقالت ميركل بعد أول نوبة ارتعاش تصاب بها، وكانت أثناء لقائها بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الثامن عشر من الشهر الماضي، إنها شعرت بتحسن بعد شرب بعض الماء.
كما شوهدت ميركل أيضا وهي ترتجف أثناء وقوفها بجانب الرئيس فرانك فالتر شتاينماير يوم 27 حزيران/ يونيو الماضي أثناء تنصيب وزيرة العدل الجديدة، لكن المتحدث باسمها قال يومها إنها بخير. وسافرت ميركل بعدها كما كان مقررا إلى اليابان لحضور قمة مجموعة العشرين.
ميركل: أنا على وعي بمسؤولية منصبي
ولم تعلن ميركل بشكل واضح إذا ما كانت خضعت لعلاج طبي أم لا بعد تعرضها لنوبات الارتجاف التي أصابتها علنا خلال استقبالها رؤساء حكومات أجنبية في الفترة الأخيرة. بيد أنها قالت اليوم خلال مؤتمر صحفي مع رئيسة الوزراء الدنماركية "إنني على وعي بمسؤولية منصبي أولا، وبالتالي أتصرف بناء على ذلك- أيضا فيما يتعلق بحالتي الصحية".
وتابعت قائلة: "وثانيا يمكنكم افتراض أنني كإنسانة لدي مصلحة شخصية كبيرة في أن أتمتع بصحة جيدة وأن أعتني بصحتي". ومزحت بشأن عيد ميلادها الخامس والستين الذي يحل الأسبوع المقبل قائلة إنها تدرك كل عام في عيد ميلادها أنها تتقدم في العمر.
ويشار إلى أن مكتب ميركل لم يقدم تفسيرا لنوبات الارتعاش التي تصيبها مما أثار تكهنات في وسائل الإعلام الألمانية عن السبب. وليس للمستشارة التي تبلغ من العمر 64 عاما تاريخ مع أي مرض خطير.
أ.ح/ز.أ.ب (د ب أ، رويترز)
من أديناور إلى ميركل.. مستشارو ألمانيا وبصماتهم في الحكم
ستة مستشارين ومستشارة ترأسوا الحكومات الألمانية المتعاقبة منذ عام 1949، آخرهم أنغيلا ميركل. DW تأخذكم في جولة تاريخية للتعرف على أسلاف ميركل في الحكم وسيرهم وتركتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Sauer
كونراد أديناور (1949-1963)
كان كونراد أديناور أول مستشار لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وتحت قيادته أصبحت ألمانيا دولة ذات سيادة. في السياسة الخارجية انضمت ألمانيا إلى المعسكر الغربي في مواجهة الاتحاد السوفيتي وحلفائه. وقد اعتبر أسلوب أديناور المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي في الحكم استبداديا. ينحدر أديناور من منطقة حوض الراين ومن هنا جاء سعيه إلى أن تصبح مدينة بون هي عاصمة جمهورية ألمانيا الاتحادية.
صورة من: Imago/United Archives International
لودفيغ إيرهارد (1963-1966)
في عام 1963 أجبر الحزب المسيحي الديمقراطي أديناور البالغ من العمر 87 عاماً على الاستقالة واختار لودفيغ إيرهارد خليفة له. وكان إيرهارد قد اكتسب شهرة وشعبية لتبنيه نظام السوق الاجتماعي واصبح "أب" المعجزة الاقتصادية الألمانية. كان السيجار لا يفارق شفتيه ومن النادر رؤيته بدونه؛ إذ كان يدخن ما لا يقل عن 15 سيجاراً في اليوم. لم تعمر حكومته طويلاً؛ إذ استقال عام 1966.
صورة من: picture-alliance/dpa
كورت غيورغ كيسنغر (1966-1969)
شكل كورت غيورغ كيسنغر أول حكومة اتلافية موسعة من الحزبين المسيحي الديمقراطي والاشتراكي الديمقراطي. ونجح في إعطاء دفعة للاقتصاد الذي أصابه الركود، غير أن إقرار قانون الطوارئ الذي يعطي للدولة حقوق خاصة للتعامل مع الأزمات دفعت الشباب للنزول إلى الشارع. ومن هنا ولدت الحركة الطلابية في أواخر الستينات. كان كيسنغر موضع جدل بسبب ماضيه أثناء الحكم النازي.
صورة من: picture-alliance/dpa
فيلي برانت (1969-1974)
أدى الحراك الاجتماعي إلى تغيير سياسي؛ إذ أصبح فيلي برانت أول مستشار ألماني ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي. جلوسه على ركبتيه أمام نصب تذكاري للغيتو اليهودي في وارسو بقيت عالقة في الأذهان لطلب المسامحة على الماضي النازي لألمانيا والمصالحة مع الحاضر. وقد تبني سياسة خارجية خففت حدة التوتر مع المعسكر الشرقي، وحاز بسببها على جائزة نوبل للسلام عام 1971.
صورة من: picture-alliance/dpa
هيلموت شميت (1974-1982)
تقلد هيلموت شميت منصب المستشار بعد استقالة صديقه ورفيقه الحزبي فيلي برانت. وقد تميز عهده بعدة أزمات، من بينها التضخم والانكماش الاقتصادي والحظر النفطي العربي إبان حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973. وقد واجه إرهاب "الجيش الأحمر" اليساري RAF بكل حزم ولم يخضع لابتزازهم. وخسر منصبه في اقتراع على الثقة في البرلمان الألماني (بوندستاغ).
صورة من: picture-alliance/dpa
هيلموت كول (1982-1998)
أطول رئيس حكومة في تاريخ ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية؛ إذ استمر عهده 16 عاماً. كان كول غير ميالاً للإصلاح ويسعى للمحافظة على الأوضاع كما هي، غير أنه دخل التاريخ كـ"مستشار الوحدة الألمانية" ومهندسها. كما عمل على إعادة بناء ما كان سابقاً يسمى بـ "جمهورية ألمانيا الديمقراطية". لم تتوقف تركته عند حدود ألمانيا، إذ أنه عمل بدأب على الدفع باتجاه تقوية العلاقات الأوروبية وتسهيل الاندماج الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa
غيرهارد شرودر (1998-2005)
بعد أربع فترات انتخابية لهيلموت كول نضج مزاج التغير. ترأس غيرهارد شرودر أول حكومة ائتلافية بين الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر. وفي ظله شاركت ألمانيا للمرة الأولى في مهمات عسكرية خارجية في إطار الناتو كتلك في أفغانستان. وقد أدخل شرودر تعديلات على نظام الرعايا الاجتماعية فيما عرف بـ"أجندة 2010". وقد تسببت ذلك بأزمة داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي وتظاهر الكثيرون ضد ما أسموه "التجريف الاجتماعي".
صورة من: picture-alliance/dpa
أنغيلا ميركل (2005- إلى اليوم)
انتخبت أنغيلا ميركل كأول سيدة لمنصب المستشارة في 2005. وفي 14 آذار/مارس 2018 أعيد انتخابها للمرة الرابعة. نهجها السياسي تميز بالبراغماتية. بدأ نجمها السياسي بالأفول شيئاً فشيئاً منذ عام 2015 وقرارها التاريخي بإدخال أكثر من مليون لاجئ إلى ألمانيا. وبعد عدة خسارات في انتخابات الولايات أعلنت "المرأة الحديدة" أنها ستتخلى عن رئاسة الحزب ولن تترشح لمنصب المستشارة في عام 2021.
ديانا بيسلر/ خالد سلامة