بعد هجمات الحوثيين.. إدارة بايدن ملتزمة بالدفاع عن السعودية
٨ مارس ٢٠٢١
عقب تصعيد الحوثيين لهجماتهم بالطائرات المسيرة والصواريخ على السعودية، جددت واشنطن التزامها بالدفاع عن المملكة الغنية بالنفط. الخارجية الأمريكية قالت إن الهجمات "غير مقبولة" وأنها تعرض المدنيين للخطر بمن فيهم الأمريكيون.
إعلان
في أعقاب قيام الحوثيين بتنفيذ هجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على السعودية ومن بينها هجوم استهدف منشأة حيوية لتصدير النفط، عبرت الولايات المتحدة اليوم الاثنين (الثامن من آذار/ مارس 2021) عن قلقها إزاء "تهديدات أمنية حقيقية" تواجهها المملكة النفطية قائلة إنها ستبحث عن سبل لتحسين دعم دفاعات السعودية.
وقالت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض "ما زلنا قلقين إزاء تكرار هجمات الحوثيين على السعودية. تصعيد هجمات كتلك ليس تحركا من جماعة جادة حيال السلام".
وأضافت في إفادة صحفية في واشنطن "نتفهم أنهم (السعوديون) يواجهون تهديدات أمنية حقيقية من اليمن وآخرين في المنطقة... سنبحث عن سبل لتحسين دعم قدرة السعودية على الدفاع عن أراضيها في مواجهة التهديدات".
وكانت السفارة الأمريكية في السعودية قد قالت في تدوينة في وقت سابق من اليوم على تويتر باللغة العربية "تُظهر اعتداءات الحوثيين الشنيعة على المدنيين والبنية التحتية الحيوية عدم احترامهم للحياة البشرية وعدم اهتمامهم بالسعي لتحقيق السلام".
وأضافت "تقف الولايات المتحدة إلى جانب المملكة العربية السعودية وشعبها. إن التزامنا بالدفاع عن المملكة وأمنها أمر ثابت".
هجمات الحوثيين غير مقبولة
بدوره قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن على الحوثيين إظهار استعدادهم للانخراط في عملية سياسية لتحقيق السلام في اليمن بعدما أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على السعودية. وقال برايس "مثل هذه الهجمات ليست من أعمال جماعة جادة بشأن السلام"، مضيفا أن الهجمات "غير مقبولة" وتعرض المدنيين للخطر بمن فيهم الأمريكيون.
وكانت السلطات السعودية قد أعلنت أن هجمات أمس الأحد لم تسفر عن ضحايا أو خسائر في الممتلكات وإن الهجمات استهدفت ساحة لتخزين النفط في رأس تنورة، التي توجد فيها مصفاة وأكبر منشأة بحرية لتحميل النفط في العالم، ومجمعا سكنيا في الظهران تستخدمه شركة أرامكو السعودية العملاقة المملوكة للدولة.
وكان التحالف العربي الذي تقوده السعودية قد أعلن اعتراض 12 طائرة مسيرة مفخخة دون أن يحدد الأماكن المستهدفة في المملكة وكذلك اعتراض صاروخين باليستيين أطلقا باتجاه مدينة جازان.
صنعاء: الحوثيون يتبنون هجمات على الرياض ويتوعدون بعمليات "أوسع"
02:03
وذكرت وزارة الدفاع السعودية في وقت لاحق أنها اعترضت طائرة مسيرة مفخخة قادمة من جهة البحر قبل أن تصيب هدفها في رأس تنورة. وسقطت شظايا صاروخ باليستي بالقرب من مجمع سكني في الظهران تستخدمه أرامكو.
وفي وقائع جديدة اليوم، قال التحالف إنه اعترض ودمر صاروخا باليستيا متجها نحو مدينة خميس مشيط بجنوب السعودية بالقرب من الحدود مع اليمن وطائرة مسيرة ملغومة أُطلقت صوب المنطقة الجنوبية بالمملكة. وقالت قوات الحوثيين إنها أصابت هدفا عسكريا بمطار أبها بالسعودية، قرب الحدود مع اليمن، بطراز جديد من الصواريخ الباليستية.
ص.ش/ أ.ح (رويترز)
الحوثيون - من هم وماذا يريدون؟
بدأ الحوثيون كحركة تطالب بالحقوق وتظاهروا نصرة للديمقراطية مع اليمنيين ضد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ثم استولوا على العاصمة صنعاء ويخوضون حربا مع الحكومة والتحالف العربي بقيادة السعودية. فما هو هدف الحوثيين؟
صورة من: Getty Images/AFP/G. Noman
انبثقوا من صعدة
الحوثيون، هم جماعة سياسية - دينية (شيعية) مسلحة يطلق على تنظيمهم السياسي والعسكري "حركة أنصار الله". يرتبط اسمهم بمؤسس الحركة حسين الحوثي الذي قتلته القوات اليمنية في عام 2004. تأسست الحركة عام 1992 واتخذت من منطقة صعدة شمال اليمن مركزا لها. خاضت الحركة مواجهات مسلحة على مدى سنوات ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح راح ضحيتها الآلاف.
صورة من: Gamal Noman/AFP/Getty Images
المذهب الزيدي
ينتمي الحوثيون إلى المذهب الزيدي الشيعي القريب من المذاهب السنية. يعيش أغلب الزيديين في شمال اليمن، أي في معقلهم؛ محافظة صعدة قرب السعودية. لكن الحوثيين زحفوا اليوم إلى مناطق جنوب اليمن. وقد مثل سقوط حكم صالح عام 2012 فرصة ثمينة للحوثيين لتعزيز موقعهم ونفوذهم في اليمن، حتى أنهم بسطوا سيطرتهم عام 2014 على العاصمة صنعاء.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
مطالب اجتماعية وسياسية
حين اندلعت الثورة في اليمن عام 2011، شارك الحوثيون بقوة في الانتفاضة الشعبية وتبنوا مطالب الشعب اليمني، مما جعلهم يظهرون كحركة ديمقراطية مناهضة للديكتاتورية. بيَن الحوثيون منذ البداية أن غرضهم هو الدفاع عن حقوق أبناء منطقة صعدة، ليشمل تقديم خدمات اجتماعية وتعليمية، وتحول إلى مطالبة بإشراك المكون الحوثي في أجهزة الدولة.
صورة من: DW
اسم على مسمى
يعتبر حسين بدر الدين الحوثي الزعيم الأول للحركة. وقد ارتبط ابن رجل دين زيدي بارز، في بداية مسيرته السياسية بحزب سياسي صغير كان يعرف باسم "الحق". فاز هذا الحزب بمقعدين في برلمان اليمن في انتخابات 1993، وشغل حسين أحدهما خلال الفترة ما بين 1993 و1997. بعد مقتله في عام 2004 تولى شقيقه عبد الملك الحوثي قيادة الحركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Yahya Arhab
الحروب الست
خاض الحوثيين صراعا مسلحا مع حكومة صالح. كما حضروا في الحروب الست التي دارت بين عامي 2004 و2010 في الشمال اليمني. غير أن الحوثيين تحالفوا فيما يعد مع قوات صالح في الحرب الدائرة ضد التحالف الذي تقوده السعودية دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي اتخذ من الرياض مقرا له بعد هروبه من صنعاء.
صورة من: Reuters/Abdullah
الأسلحة والذخائر!
يعتقد أن الحوثيين يمتلكون ترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر. ويظن أن إيران المزود الرئيس للحوثيين بالأسلحة. ويرى بعض المراقبين أن الحوثيين استولوا على أسلحة كثيرة من الجيش اليمني وعملوا على تطويرها. وترجح الفرضية الأخرى تعاطف تجار السلاح، الذين قد يمدونهم بالأسلحة والمدخرات نظرا للارتباط القبلي بهم (زيديين) أو انتقاما من الجيش الذي حل بمنطقتهم.
صورة من: Reuters/Houthi War Media
انتقادات
توجه للحوثيين انتقادات كثيرة، أبرزها: استغلال الأطفال وتجنيدهم. ولا يرى الحوثيون حرجا في تجنيد مراهقين، وذلك بمباركة من القبائل المناصرة لهم. ولا تستثننى قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من تهمة تجنيد الأطفال أيضا (في الصورة مراهقون مناصرون للرئيس اليمني).
صورة من: Getty Images/N.Hassan
ماذا يريدون بالضبط؟
بعد فشل محادثات جنيف للسلام يوم السبت الثامن من سبتمبر/ أيلول 2018، وتغيب وفد الحوثيين بذريعة عدم حصولهم على ضمانات لعودتهم إلى صنعاء. يتساءل عديدون عن الهدف الذي تسعى إليه الحركة، خاصة أمام تنامي عدد ضحايا الحرب في اليمن نتيجة الصراع المستمر بين الحوثيين والحكومة اليمنية. إعداد: مريم مرغيش