بعد هجوم بمسيرة.. استنفار في القواعد الأمريكية في سوريا
١٠ أغسطس ٢٠٢٤
أكد مسؤول أمريكي إن القوات الأمريكية في سوريا تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة، لكن دون وقوع إصابات، المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد بوقوع أضرار واشتعال النيران في قاعدة خراب الجير بريف الحسكة.
إعلان
استنفرت القوات الأمريكية بشكل كبير في عموم القواعد العسكرية بسوريا بعد نجاح مجموعات مدعومة من إيران في الهجوم على قاعدة خراب الجير بريف الحسكة وإحداث أضرار واشتعال النيران في القاعدة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت (10 آب/أغسطس 2024).
وقال المرصد، ومقره لندن في بيان صحفي اليوم، إن قوات التحالف الدولي عززت لوجستيا وعسكريا القواعد العسكرية في سوريا بالتوازي مع انتظار الرد الإيراني للهجوم على إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة طهران.
ولفت المرصد إلى أن طائرة مسيرةهجومية استهدفت بشكل مباشر ليل الجمعة/ السبت قاعدة خراب الجير التابعة لقوات التحالف الدولي في منطقة رميلان في ريف الحسكة بشمال شرق سوريا، وسبق الاستهداف تحليق طيران مروحي أمريكي في الأجواء.
وقال مسؤول أمريكي لرويترز إن القوات الأمريكية في سوريا تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة، لكن الأنباء الأولية تفيد بعدم وقوع إصابات جراء ذلك. وقال المسؤول الأمريكي الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بشأن الهجوم في سوريا "الأنباء الأولية لا تشير إلى وقوع أي إصابات لكن التقييمات الطبية جارية. نجري في الوقت الراهن تقييماً للأضرار".
وأشار المرصد إلى أن القواعد الأمريكية داخل الأراضي السورية تعرضت منذ تاريخ 19 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي لـ 135 هجوماً من قبل المجموعات المدعومة من إيران، تركزت غالبيتها على معمل كونيكو وقاعدة حقل العمر النفطي بريف دير الزور، وقاعدة الشدادي بريف الحسكة.
وكان خمسة عسكريين أمريكيين أصيبوا بجروح عندما أُطلق صاروخان من طراز كاتيوشا على قاعدة عين الأسد الجوية في غرب العراق يوم الاثنين وهو الهجوم الذي ألقت فيه وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بالمسؤوليه فيه على وكلاء مدعومين من إيران.
وتنشر الولايات المتحدة 900 جندي في سوريا و2500 في العراق وتقول إنهم في مهمة لتقديم المشورة ومساعدة القوات في كلا البلدين للحيلولة دون عودة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذي استولى في عام 2014 على مساحات كبيرة من العراق وسوريا قبل دحره لاحقاً.
وتنتشر في سوريا تسع قواعد أمريكية، الأولى في منطقة التنف بريف حمص الشرقي، واثنتان في ريف دير الزور، وست في محافظة الحسكة.
خ.س/ع.ج (د ب أ، رويترز)
إدلب... مدن أثرية "منسية" تتحول لمخيمات للاجئين
لم يجد بعض من فرّ من نيران المعارك في سوريا إلا اللجوء لمواقع أثرية بائدة. في إدلب، التي يعيش فيها حوالي ثلاثة ملايين نازح، اتخذ البعض من "المدن المنسية" المهجورة التي تعود للعهد البيزنطي منزلاً لا يتطلب دفع أجار.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
ذكريات الرحلات المدرسية إلى المواقع الأثرية السورية لا تزال حية في ذاكرة محمد عثمان. لم يخطر على باله بالمطلق أن أحد تلك المواقع سيصبح بيته يوماً ما. خيمة العائلة مثبتة بحجارة يفوح منها عبق التاريخ وحبل الغسيل مشدود إلى رواق حجري في منطقة أثرية تعود للعهد البيزنطي.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
منذ سنتين ونصف يعيش محمد وزوجته وأربعة أطفال في "سرجبلة"، التي تقع قرب الحدود التركية. في هذا الموقع البيزنطي القديم تعيش حوالي 50 عائلة أخرى. لم يبق أمام محمد وعائلته إلا الفرار بجلودهم بعد تعرض مدينته معرة النعمان لقصف قوات النظام السوري.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
يطعم محمد عائلته مما يجنيه من بعض الأعمال الموسمية. ويضطر في بعض الأحيان للاستدانة ليسد رمق أطفاله. تعيش العائلة وغيرها من العائلات في هذا الموقع الأثري الذي يعود للقرن الخامس الميلادي لأنه لا يترتب عليها دفع أي إيجار لمجرد نصب الخيمة على الأرض. "لم نترك ديارنا بمحض إرادتنا لنعيش في هذا المكان المهجور منذ آلاف السنين"، يبرر محمد عثمان.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
لا يرتاد الأطفال المدارس. وتحولت الأوابد الأثرية لملعب لهم، رغم المخاطر المترتبة على ذلك. يقول محمد عثمان لمصور رويترز: "في الصيف نواجه خطر الأفاعي والعقارب. وفي الشتاء يحاصرنا البرد والثلوج". وقد كان شتاء هذا العام قاسياً جداً في إدلب، ما أدى لموت بعض اللاجئين تجمداً.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
غير بعيد عن "سرجبلة" تعيش 80 عائلة أخرى في موقع "بابسقا" الأثري، المصنف على قائمة اليونسكو للتراث الإنساني. يعيش محمود أبو خليفة وأسرته هنا. يقول إنه كان يملك أرضاَ قبل لجوئه إلى هنا: "كانت غلال الأرض والماشية تؤمن لنا حياة كريمة. اليوم نعيش بين الأحجار المهجورة والطين".
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
تمكنت بعض العوائل من أخذ مواشيها معها عند فرارها من نار الحرب. وهذا ما فعله محمود أبو خليفة. ترعى الأغنام والماعز كل النهار بين أطلال المدينة المهجورة. ويبحث الدجاج في الأرض عن كل ما يؤكل. صنع محمود أبو خليفة حظيرة لمواشيه وقن لدجاجه من حجارة الموقع التاريخي. ويستخدم أحد الكهوف لتخزين علف المواشي وممتلكات بسيطة للعائلة.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
في السنوات الأولى للحرب اتخذت المعارضة المسلحة من "بابسقا" الأثرية موقعاً لها تشن منه هجمات على قوات النظام. وحتى اليوم يمكن العثور على بعض بقايا تلك المرحلة.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
لدى محمود أبو خليفة وزوجته زهرة سبعة أطفال. يسمي محمد وزوجته مخيم بابسقا "مخيم الخرابة". الوضع في إدلب لم يستقر؛ إذ أنها ما تزال تتعرض لقصف قوات النظام. يتمنى محمود أبو خليفة بأن يحيى أطفاله حياة أفضل ومطلبه الوحيد "العودة إلى قريتنا".
إعداد: ديانا هودالي/خ.س