بعد هجوم زولينغن القاتل احتدام نقاش ألمانيا حول سياسة الهجرة
٢٧ أغسطس ٢٠٢٤
بعد هجوم طعن قاتل يشتبه بأن مرتكبه لاجئ شاب شهدت مدينة زولينغن مظاهرة أقرب لليمين المتطرف فيما أيدت الشرطة فرض حظر على حمل السكاكين بالأماكن العامة وسط توقعات بإجراء قيادتي الحكومة والمعارضة مشاورات حول سياسة الهجرة.
إعلان
بعد هجوم الطعن القاتل في مدينة زولينغن الألمانية والذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص شهدت المدينة الواقعة غربي ألمانيا مساء يوم الإثنين (26 أغسطس / آب 2024) مظاهرات من جديد. وأفاد متحدث باسم الشرطة بأن المظاهرات شهدت أيضا اشتباكات. وقال إن المظاهرات اتسمت "بطابع انفعالي قوي وصخب". ومنعت الشرطة حدوث مواجهات بين المتظاهرين من اليمين واليسار.
وذكر المتحدث أن حوالي 200 شخص شاركوا في مظاهرة تحالف "التنوع بدلا من اللون البني (شعار الحزب النازي)" وفي وقفة احتجاجية دعما لضحايا الهجوم وأسرهم، بينما حضر حوالي 120 شخصا في "مظاهرة الإثنين" التي تعتبر أقرب إلى الجناح السياسي اليميني.
وأعلن المتحدث عن تسجيل بلاغات جنائية بسبب قيام بعض الأشخاص بأداء "تحية (الزعيم النازي الراحل) هتلر" وترديد شعار "ألمانيا للألمان - اخرجوا أيها الأجانب"، كما أبعدت الشرطة شخصين من مكان المظاهرة.
يذكر أنه في مساء يوم الجمعة الماضي 23 / 08 / 2024 قُتل ثلاثة أشخاص بسكين خلال احتفال مدينة زولينغن (الواقعة في ولاية شمال الراين-ويستفاليا) بذكرى تأسيسها وأصيب ثمانية أشخاص منهم أربعة أشخاص في حالة خطيرة.
ويقبع المشتبه به في تنفيذ هذا الهجوم، وهو لاجئ سوري يبلغ من العمر 26 عاما، في الحجز الاحتياطي حاليا. ويباشر الادعاء العام الاتحادي، أعلى هيئة ادعاء في ألمانيا، التحقيق مع هذا الشخص بتهم القتل والاشتباه في انتمائه إلى تنظيم داعش الذي أعلن مسؤوليته عن تنفيذ الهجوم.
"هجوم زولينغن".. نقطة تحول في سياسة اللجوء الألمانية؟
25:56
الشرطة الألمانية تطالب بتشديد قانون الأسلحة
من جانبه أعرب رئيس نقابة الشرطة الألمانية، يوخن كوبلكه، عن تأييده لفرض حظر على حمل السكاكين في الأماكن العامة كنتيجة مترتبة على هجوم الطعن القاتل في مدينة زولينغن. وفي تصريحات للقناة الثانية بالتلفزيون الألماني قال إن: "السكاكين لا مكان لها في الأماكن العامة". وأبدى كوبلكه موقفا متحفظا حيال المطالبات بإجراء عمليات تفتيش بدون سبب في الأماكن العامة، مثل مناطق المشاة، لكنه أوضح أن من الممكن تنفيذ هذه الإجراءات في بعض المناطق وأنها حققت نجاحات، ورأى أنه لهذا السبب فإن من المحتمل أن تصدر تصريحات سياسية تفيد بالسماح للشرطة القيام بهذه الإجراءات في كل مكان. وقال إنه لتحقيق ذلك، يجب توافر أغلبيات في البرلمانات المحلية لتعديل قوانين الشرطة. في الوقت نفسه، صرح كوبلكه بأنه في ظل التباين داخل النظام الفيدرالي، فإن هذه الخطوة لن تكون اقتراحا معقولاً يمكنه تقديم حل سريع.
وأكد كوبلكه على ضرورة إطلاق حملة رقمية لزيادة عدد رجال الشرطة في الشوارع بدلا من العمل المكتبي، وأيضا ضرورة توظيف المزيد من الأفراد. كما شدد على أهمية تعزيز التعاون مع السلطات المختصة بشؤون الأجانب لافتا إلى أن الشرطة عادة ما تكون مطلوبة فقط في النهاية عند تنفيذ عمليات الترحيل.
كما دعا كوبلكه إلى زيادة الرقابة على الحدود، وقال إن من الممكن رؤية فعالية ونجاح مثل هذه الإجراءات عندما تم اتخاذها في الماضي. ولكنه أعرب عن شكوكه تجاه نهج ولاية بافاريا في إنشاء قوة شرطة حدودية خاصة بها.
توقعات بإجراء مشاورات حول سياسة الهجرة
وأثار هجوم الطعن في مدينة زولينغن (والذي يشتبه أن مرتكبه لاجئ سوري عمره 26 عاما) قد أثار الجدل من جديد حول سياسة الهجرة والترحيل. وعقب الهجوم من المتوقع إجراء محادثات بين المستشار الألماني أولاف شولتس وزعيم المعارضة فريدريش ميرتس، الذي يرأس الحزب المسيحي الديمقراطي والكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي اليوم الثلاثاء 27 أغسطس / آب 2024.
وتحدثت صحيفة "هاندلسبلات" عن اللقاء المرتقب، لكن لم يتم تأكيده رسميا بعد. ووفقا للمدير التنفيذي للكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، تورستن فراي، فإن المحادثات ستدور حول سياسة الهجرة.
شولتس يتعهد بتكثيف ترحيل اللاجئين غير المسموح لهم بالإقامة
03:00
This browser does not support the video element.
وعن التعاون المحتمل للمستشار مع زعيم المعارضة قال المتحدث باسم الحكومة شتيفن هيبشترايت إنه لا يريد استباق المحادثات، وقال: "بالطبع، سيدور الأمر دائما حول المقترحات التي لا تنتهك الدستور أو ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أو ما شابه ذلك"، موضحا أن الاتفاقات المحتملة من المفترض أن تكون "معقولة وموجهة نحو الهدف".
وكان ميرتس طالب في رسالته الإخبارية "ميرتس ميل" عبر البريد الإلكتروني أول أمس الأحد -من بين أمور أخرى- بوقف قبول اللاجئين من سوريا وأفغانستان وبإتاحة ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين إلى هذين البلدين. ولم يحدد ميرتس كيفية تنفيذ حظر استقبال لاجئين من سوريا وأفغانستان على نحو يتوافق مع القانون.
وكان شولتس وميرتس قد عقدا بالفعل مشاورات حول هذا الموضوع الخريف الماضي قبل قمة الهجرة على المستوى الاتحادي والولايات. ومع ذلك، كان ميرتس غير راضٍ عن حزمة الإجراءات التي قررها شولتس ورؤساء حكومات الولايات لاحقا لتقليل عدد اللاجئين.
ع.م / (د ب أ)
ألمانيا و"لاجئوها" ـ أبرز الأحداث منذ اعتداء زولينغن
أحيت ألمانيا الذكرى الـ 25 لاعتداء الحرق بمدينة زولينغن، الذي استهدف منزل عائلة ذات أصول تركية وأسفر عن مقتل خمسة من أفرادها وجرح أربعة. بيد أنه لم يكن الاعتداء الوحيد الذي شهدته ألمانيا في العقود الأخيرة ضد الأجانب.
صورة من: Imago/Tillmann Pressephotos
اعتداء زولينغن الرهيب
بحضور المستشارة ميركل ووزير الخارجية التركي، أحيت ألمانيا الذكرى 25 لاعتداء زولينغن الرهيب الذي راح ضحيته خمسة أشخاص من عائلة ذات أصول تركية وهم امرأتان وثلاث فتيات. ففي 29 من مايو/ أيار أضرم أربعة شبان النيران في منزل العائلة. وتبين فيما بعد أنهم على صلة باليمين المتطرف.
صورة من: dpa
نصب تذكاري
وتمّ تشييد نصب تذكاري في مكان الاعتداء كتبت عليه أسماء الضحايا. وبمنسبة الذكرى الـ25، اعتبر رئيس حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا أرمين لاشيت الاعتداء بأنه الأسوأ في تاريخ المدينة منذ الحرب العالمية الثانية كما حذّر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس من خطر اليمين المتطرف في البلاد، مشددا أن "واجب الابقاء على ذكرى الضحايا (زولينغن) مسؤوليتنا جميعا".
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
مقتل شاب جزائري
في نهاية عام 1999 طارد عدد من الشبان المتطرفين أفارقة داخل مركز مدينة غوبين بولاية برادنبورغ بشرق البلاد. وأسفر ذلك عن مقتل شاب جزائري.
صورة من: picture-alliance/dpa/Patrick Pleul
قنبلة مسامير تنفجر في شارع الأتراك بكولونيا
في شارع كويبشتراسه بكولونيا (كولن)، الذي يسكنه عدد كبير من الأتراك، انفجرت قنبلة مسامير شديدة الانفجار أصابت 22 شخصا إصابات خطيرة. واستبعدت التحقيقات التي استمرت أزيد من عشر سنوات، في بادئ الأمر خلفيات عنصرية وراء الاعتداء ليتضح فيما بعد أن خلية "إن إس يو NSU" اليمينية المتطرفة هي من نفذته.
صورة من: DW/A. Grunau
خلية "إن إس يو"
كانت هذه الخلية تضم ثلاثة عناصر نفذوا إلى جانب اعتداء كولونيا اعتداءات أخرى في ألمانيا، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص (أتراك ويونانيين) إضافة إلى شرطي ألماني. ومنذ خمس سنوات تتواصل جلسات محاكمة "بيآته تشيبه" العنصر الوحيد المتبقي على قيد الحياة ضمن المجموعة المتطرفة، غير أن الأخيرة تلوذ الصمت ولم تدل بأي معلومات حول عمل الخلية.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kneffel
موظف يضرم النيران من مسكن للاجئين
في فبراير من 2015، قام موظف من مكتب الضرائب بإضرام النيران في منزل كان من المفترض أن يصبح منزلا لعائلة عراقية في مدينة إيشبورغ. وفي ذات السنة دخلت أمواج كبيرة من اللاجئين إلى ألمانيا، ورافق ذلك مجموعة من الاعتداءات على منازل وملاجئ للاجئين. في هذا العام وحده سجلت الشرطة أكثر من 1000 اعتداء بدواعي الكراهية ما بين إحراق واعتداءات جسدية وبمواد متفجرة. وللمقارنة سجل في العام الذي سبقه 200 اعتداء.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Heimken
خلية "فرايتال"
بين شهري تموز/ يوليو إلى تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2015، ظهرت خلية "فرايتال" التي ضمت ثمانية عناصر، نفذوا خمسة هجمات بعبوات متفجرة على نزل للاجئين ومعارضين سياسين لهم في مدينتي فرايتال ودريسدن. محكمة دريسدن صنفت الخلية على أنها إرهابية وأصدرت أحكاما تراحت ما بين 10 و11 عاما سجنا على أعضائها.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
أرقام مقلقة في عام 2017
مدن كبامبارغ وغيرها، تحولت إلى مسرح لحلقات جديدة من سلسلة الاعتداءات ضد الأجانب. في عام 2017 سجل نحو 2200 اعتداء من هذا القبيل، وفق بيانات الشرطة غير أن منظمات حقوقية تشدد أن العدد أكبر بكثير من المعلن عنه.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
ظهور حركة "بيغيدا" المعادية للإسلام
في موازاة ذلك ومع موجة اللاجئين التي دخلت ألمانيا، ظهرت حركات اعتبرت نفسها أنها "تدافع" عن قيم المجتمع، فخرجت تظاهرات كل أسبوع في عدد من المدن خاصة شرق البلاد نظمتها حركات كـ"بيغيدا" وغيرها تنادي بـ "حماية البلاد من الأسلمة"، كما اتهمت هذه الحركات المستشارة ميركل بـ "خيانة" البلاد.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي
انبثق هذا الحزب عن حركة مناهضة لسياسية ميركل وأوروبا عموما لانقاذ اليورو واليونان المتخبط في أزمة الديون السيادية، إلا أن "البديل" سريعا ما وجد في موضوع اللاجئين ضالته لحشد الأصوات. ويتهم بأنه يذكي خطاب الكراهية والعنصرية ضد الأجانب، لكنه أيضا استطاع أن يصبح أقوى قوة معارضة في البوندستاغ إثر فوزه في الانتخابات الأخيرة بـ12,6 بالمائة من أصوات الناخبين.
صورة من: Getty Images/C. Koall
أصوات معارضة للبديل
في 27 من الشهر الجاري (أيار/ مايو 2018) نظم الحزب في برلين مظاهرة تطالب بتشديد سياسة اللجوء. وكان حزب البديل يأمل في مشاركة عشرات الآلاف، لكنه لم يحصل سوى على خمسة آلاف فقط. في حين شارك نحو 25 ألف شخص في المظاهرة الموازية والتي خرجت ضد هذا الحزب الشعبوي وأفكاره.
صورة من: DW/W. Glucroft
دريسدن تنتفض ضد التطرف
وكثيرة هي المظاهرات التي خرجت في السنوات الأخيرة ترفض وبوضوح الأفكار اليمينية المتطرفة وتدعم أسس الانفتاح داخل المجتمع. والصورة توثق لأكبر مظاهرة مناهضة للتطرف أقيمت في مدينة دريسدن التي اقترن اسمها مؤخرا باليمين المتطرف والشعبوي. وشارك في هذه المظاهرة المغني الشهير "كامبينو" إضافة إلى نجوم آخرين من عالم الفن والغناء.
صورة من: picture-alliance /dpa/A. Burgi
كراهية الأجانب "تطيح بأسس الدين المسيحي"
الكنيسة سواء الكاتوليكية أو الإنجيلية تبرأت من هذه الحركات واعتبرت أن الأفكار التي تروج لها "بيغيدا" وغيرها تحت ذريعة الحفاظ على الأسس الدينية للدولة، لا علاقة لها إطلاقا بالدين المسيحي الذي يدعو إلى التسامح. وازداد عدد الحالات التي قدمت فيها الكنيسية اللجوء الكنسي إلى لاجئين.