بعد هجوم ستراسبورغ ـ حالة التأهب في أعلى مستوياتها بفرنسا
١٢ ديسمبر ٢٠١٨
ذكرت وزارة الداخلية الفرنسية أن الحكومة رفعت من مستوى تقييم التهديد الأمني لأعلى مستوى، كما عززت مراقبة الحدود، إضافة إلى فرض إجراءات أمنية استثنائية في جميع أسواق عيد الميلاد، فيما لا يزال البحث عن المشتبه به مستمرا.
إعلان
قال وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانيه إن حكومة بلاده رفعت مستوى التأهب بعد إطلاق النار الذي وقع في سوق لعيد الميلاد بمينة ستراسبورغ ليل (الثلاثاء 11 ديسمبر/ كانون الأول 2018). وأضاف كاستانيه في مؤتمر صحفي "قررت الحكومة الآن الانتقال إلى حالة تأهب لهجوم مع تنفيذ عمليات تفتيش مكثفة على الحدود".
وأوضح أنه سيكون هناك تفتيش مكثف أيضا في جميع أسواق عيد الميلاد في فرنسا لمنع تكرار ذلك الهجوم. وأعلن الوزير أن السلطات المحلية في ستراسبورغ ستمنع المظاهرات من أجل إتاحة المجال لقوات الأمن لمطاردة المشتبه به في عملية إطلاق النار. وقال إن جميع المدارس ستفتح اليوم الأربعاء، لكن لأولياء الأمور الحرية في الإبقاء عليهم بالمنازل إذا رغبوا في ذلك.
وقتل مسلح موضوع على قائمة المراقبة الأمنية ثلاثة أشخاص وأصاب 12 آخرين قرب سوق لعيد الميلاد في ستراسبورغ التاريخية قبل أن يلوذ بالفرار. وذكر وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير أن مطلق النار تمكن من الإفلات من الشرطة ولا يزال طليقا مما يثير مخاوف من احتمال تنفيذه هجوما آخر.
من جهته أعلن نائب وزير الداخلية الفرنسي صباح اليوم أن البحث عن المشتبه به في هجوم ما زال جاريا ومن غير المؤكد ما إذا كان ما زال في فرنسا.
ومع استمرار حالة التأهب الأمني القصوى التي تشهدها فرنسا منذ مطلع 2015 بعد موجة هجمات وجه تنظيم "الدولة الإسلامية" بتنفيذها أو أوعز بها، فتح المدعي الخاص بجرائم مكافحة الإرهاب تحقيقا في الحادث. وحددت الشرطة أن المشتبه به هو شريف شيخات (29 عاما) المولود في ستراسبورغ والمعروف لدى أجهزة المخابرات بأنه خطر أمني محتمل.
وقال كاستانير إن المسلح تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن مرتين لدى فراره. ومكانه غير معروف الآن وتشارك قوات خاصة وطائرات هليكوبتر في ملاحقته.
وأفاد مدعي باريس بأنه لم يتضح بعد الدافع وراء الهجوم. ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها، لكن موقع سايت الذي يراقب مواقع الجماعات المتشددة على الإنترنت من مقره بالولايات المتحدة قال إن أنصار "الدولة الإسلامية" احتفلوا بعد الهجوم.
وبدأ الهجوم مساء الثلاثاء مع استعداد أصحاب المحال للإغلاق واكتظاظ المطاعم في المدينة التي تقع على الجهة المقابلة من نهر الراين بألمانيا. وأسرع المارة بالاحتماء في المحال القريبة.
وقالت مواطنة أمريكية تدعى إليزابيث أوسترويتش كانت تحتمي على سطح متجر للتجزئة "كان هناك ارتباك في بادئ الأمر لكنهم أغلقوا الأبواب سريعا بعد إطلاق النار...نقلونا مرات عديدة لينتهي بنا الأمر في أكثر الأماكن تأمينا".
ح.ز/ ه.د (د.ب.أ / رويترز)
محطات دموية .. أبرز الاعتداءات التي ضربت فرنسا
ارتفعت مؤخرا حدة الاعتداءات الدامية في فرنسا، لكن هذه الدولة عانت منذ عقود من ضربات ضد المدنيين ورجال الأمن فوق ترابها. نعرض هنا جانبا من أبرز ما عانته فرنسا في مواجهة الاعتداءات الإرهابية خلال العقود الأخيرة.
صورة من: Reuters/V. Kessler
مساء دام في ستراسبورغ
مساء دام عاشته مدينة ستراسبورغ الألمانية. الثلاثاء (12 ديسمبر/ كانون الأول 2018) مٌسلح، موضوع على قائمة المراقبة الأمنية، يطلق النار على مارة بوسط المدينة موقعاً ثلاثة قتلى و 13 جريحا.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
إجراءات أمنية استثنائية
بعد اعتداء ستراسبورغ قررت الحكومة الفرنسية رفع حالة التأهب لأعلى مستوياتها وإطلاق عمليات تفتيش مكثفة على الحدود.
وزير الداخلية الفرنسي أعلن أن السلطات المحلية في ستراسبورغ ستمنع المظاهرات من أجل إتاحة المجال لقوات الأمن لمطاردة المشتبه به في عملية إطلاق النار. إعتداء ستراسبورغ يأتي بعد سلسلة إعتداءات دامية شهدتها فرنسا خلال العقود الماضية...
صورة من: picture-alliance/AA/E. Cegarra
هجوم دموي.. والفاعل غير معروف
انفجرت قنبلة شهر تشرين الأول/ أكتوبر1980 في معبد يهودي بباريس مّا أدى إلى مصرع 4 أشخاص وجرح 46. المُثير في القضية أنه لحد الآن، لم تحدّد العدالة الفرنسية منفذي الهجوم. حامت الشكوك حول حسان دياب، الذي يعمل حاليا أستاذا جامعيا في كندا، حيث جرى توقيفه عام 2008، ثم نقله إلى فرنسا. وبعد مسار مطول من التحقيق، أعلنت العدالة الفرنسية بداية 2018 أن الأدلة بحق دياب غير دامغة، وبالتالي أطلق سراحه.
صورة من: AFP/Getty Images
كارلوس.. الثعلب الإرهابي
شكّل الفنزويلي كارلوس، الملقب بالثعلب، كابوسا لفرنسا قبل اعتقاله عام 1994. وجهت له اتهامات بالضلوع في مقتل شرطيين عام 1975 بباريس، ثم هجوم آخر عام 1982 عبر تفجير قنبلة في قطار، ممّا أدى إلى مقتل 5 أشخاص وجرح 27. نهاية العام ذاته اتُهم بقيادة هجومين في محطة قطار مرسيليا وقطار TGV، انتهيا بمصرع 5 أشخاص وجرح 45. من دوافع هجماته رغبته بإطلاق سراح رفيقيه الألمانية ماغدالينا كوب والسويسري برونو بيرغيت.
صورة من: picture-alliance/dpa
GIA تصل إلى فرنسا
خرجت عمليات الجماعة الإسلامية المسلحة GIA من الجزائر إلى فرنسا عام 1995، عندما تعرّضت هذه الأخيرة لثمانية هجمات، استخدمت فيها قنابل وأسلحة تقليدية أدت إلى مصرع 8 أشخاص وجرح 200 آخرين. الهجوم الأسوأ وقع في محطة سان ميشيل نوتردام بباريس، كما اغتيل إمام جزائري ومرافقه بباريس. أدت الهجمات إلى توتر في علاقات فرنسا بالجزائر، خاصة مع اتهامات بتورط أجهزة أمنية جزائرية في عمليات GIA.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Guez
حتى الأطفال لم يسلموا من الإرهاب
أجهز محمد مراح على سبعة أشخاص، وثلاثة أطفال، فضلاً عن جرحه ستة آخرين، في ثلاث هجمات مختلفة، بمدينتي تولوز ومونتوبان شهر مارس 2012، أخطرها في مدخل مدرسة يهودية. أعلن "جند الخلافة" المرتبط بالقاعدة مسؤوليته عن الواقعة، غير أن الشرطة الفرنسية نفت أن تكون لمراح علاقة بأيّ تنظيم.
صورة من: Reuters
مجزرة شارلي إيبدو
مثلت بداية عام 2015 صدمة كبيرة للفرنسيين، إثر قيام ثلاثة مسلحين، هما الأخوين كواشي وأميدي كوليبالي، المرتبطين بتنظيم "داعش"، بقتل 27 شخصا. أول الهجمات كانت على مجلة شارلي إيبدو، حيث قتل 12 شخصاً، بينهم ثمانية من طاقم المجلة الساخرة. وبعدها قُتل أربعة في متجر يهودي من لدن كوليبالي، الذي كان يحتجز رهائن قبل تصفيته. قُتلت شرطية في مكان آخر، قبل محاصرة الأخوين كواشي في مطبعة.
صورة من: Reuters/Noble
حمام دم في باريس وسان دوني
نفذ "داعش" أسوأ هجوم إرهابي بفرنسا شهر نوفمبر 2015. مجموعة هجمات نفذها جهاديون في باريس وسان دوني. بدأت في ملعب فرنسا عبر تفجير 3 إرهابيين لأجسادهم، ثم جرى إطلاق النار على زبائن مقاهٍ ومطاعم، وكان الهجوم المروّع في مسرح باتكلان بإطلاق الرصاص على جمع من الناس. وصل عدد القتلى إلى 130 والجرحى إلى 413. تزعم المجموعة المنفذة عبد الحميد أبا عوض، مغربي- بلجيكي، وقد قُتل لاحقاً برفقة شركاء آخرين.
صورة من: picture-alliance/dpa
نيس تنزف دما
يوم صيفي هادئ في نيس عام 2016 ينتهي بمجزرة. محمد لحويج بوهلال يقود شاحنة ثم يدهس جمعا من المدنيين، متسبباً في مقتل 86 شخصا وجرح 458، قبل الإجهاز عليه. تبنى "داعش" العملية، لكن الادعاء العام الفرنسي قال إن الهجوم منفرد. لم يعرف عن بوهلال، التونسي الجنسية، تدينه أو ارتباطه بالإسلام الراديكالي، ولم تعرف دوافعه وراء الهجوم الذي تسبّب باستمرار حالة الطوارئ بفرنسا بعدما كان من المقرر نهايتها.
صورة من: Reuters/E. Gaillard
هجوم إرهابي في تريب
الجمعة 23 آذار/ مارس 2018 أدى حادث إرهابي آخر إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصابة أربعة آخرين بجروح في هجمات نفذها مسلح قال إنه من تنظيم "داعش". المسلح احتجز رهائن في بلدة تريب بجنوبي غرب البلاد، قبل أن ترديه قوات الأمن قتيلا. فيما أدعى التنظيم أن الفاعل أحد جنوده. والرئيس الفرنسي ماكرون يصف الهجوم بالـ"إرهابي" نفذه إسلامي متشدد.