تدريب العسكريين السعوديين بأمريكا على المحك بعد هجوم فلوريدا
٨ ديسمبر ٢٠١٩
حث نواب جمهوريون البنتاغون على وقف تدريب الأجانب بعد إطلاق النار الدموي الذي نفذه طيار سعودي في قاعدة جوية لسلاح البحرية الأمريكي في فلوريدا. وذكر مكتب التحقيقات "اف بي آي" أن التحقيق يجرى مع فرضية العمل الإرهابي.
إعلان
ذكر مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي (اف بي آي) اليوم الأحد (08 ديسمبر 2019) أن التحقيق الجاري حول هجوم إطلاق النار الدموي الذي نفذه طيار سعودي في قاعدة جوية لسلاح البحرية الأمريكي في فلوريدا يتم إجراؤه "بافتراض أن هذا كان عملا إرهابيا".
وأطلق محمد الشمراني (21 عاما)، وهو ملازم ثان في سلاح الجو السعودي النار أول أمس الجمعة بواسطة مسدس في إحدى قاعات التدريب في قاعدة بينساكولا، ما أدى الى سقوط ثلاثة قتلى وثمانية جرحى، قبل أن ترديه الشرطة. ولا يزال المحققون يحاولون تحديد دوافع المهاجم ويبحثون عما إذا كان هناك أي تواطؤ محتمل.
وحسب موقع "سايت" الاستخباراتى المعني برصد الحركات المتطرفة، فإن حسابا على تويتر يعتقد أنه يتبع مطلق النار، نشر رسالة قبل ساعات من الهجوم، انتقد فيها الولايات المتحدة لدعمها إسرائيل "وتمويل الجرائم ضد المسلمين".
ويتلقى مئات من الجنود السعوديين كل عام تدريبات ضمن القوات المسلحة الأميركية، ما يؤكد متانة العلاقات بين البلدين المتحالفين. لكن بعد يومين من ذلك الهجوم بات برنامج تدريب العسكريين السعوديين في الولايات المتحدة على المحك. والجانب النادر في هذه المرحلة في الولايات المتحدة المنقسمة سياسيا بشدة، هو توافق نواب من الجمهوريين والديموقراطيين على نقطة بعد يومين من إطلاق النار: وجوب التدقيق عن كثب في برامج التبادل العسكري بين واشنطن والرياض.
وقال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام المقرب من الرئيس دونالد ترامب صباح اليوم الأحد في مقابلة مع قناة فوكس نيوز إن البرنامج "يجب تعليقه" حتى يتم في شكل كامل كشف ملابسات ما حدث في ولاية فلوريدا. وتابع غراهام أن "السعودية بلد حليف، لكن هناك شيء خاطئ بشكل أساسي، يجب إبطاء البرنامج وإعادة تقييمه".
من جهته دعا النائب الجمهوري عن فلوريدا مات غايتس على قناة ايه بي سي إلى "وقف البرنامج". وقال في هذا السياق "ينبغي ألا نرحب بالطلاب السعوديين الجدد حتى تكون لدينا ثقة تامة بعملية التدقيق لدينا"، مشددا على ضرورة "مراقبة أنشطتهم للتأكد من عدم وجود تطرف".
وزير الدفاع يدافع عن برنامج التبادل العسكري
بدوره قال وزير الدفاع مارك إسبر الأحد على قناة فوكس نيوز إنه طلب "مراجعة لإجراءات المراقبة الخاصة بالرعايا الأجانب القادمين (لتلقي التدريب) في الولايات المتحدة"، إلا أنه دافع عن جدوى هذا النوع من البرامج. وأضاف الوزير "لدينا شيء لا يملكه أعداؤنا المحتملون مثل روسيا والصين. أي أن هناك نظاما محددا للتحالفات والشراكات".
وأكد أن "فرصة جلب الطلاب الأجانب الى هنا للتدريب معنا لفهم الثقافة الأميركية أمر مهم للغاية بالنسبة إلينا لبناء هذه العلاقات الطويلة الأجل التي تساهم في أمننا".
من جهتها نددت المعارضة الديموقراطية بسياسة حكومة ترامب تجاه السعودية متهمة إياها باعطاء مصالحها الاقتصادية والعسكرية الأولوية بدلا من مسألة حقوق الإنسان.
وقال كوري بوكر الذي يخوض السباق الديموقراطي للترشح الى البيت الأبيض لقناة "إيه بي سي" الأحد إن "العلاقة بيننا غير مقبولة"، مشيرا الى الطائرات الأميركية التي "تزود بالوقود طائراتهم التي تقصف اليمن بقنابل صنعت في الولايات المتحدة".
م.أ.م/ ص.ش ( رويترز، أ ف ب، د ب أ)
السعودية ـ أزمات دبلوماسية متلاحقة في عهد ولي العهد الطموح
تزداد حدة الأزمة الدبلوماسية بين السعودية وكندا بشكل غير مسبوق، غير أن هذه الأزمة ليست الأولى، إذ شهدت الرياض منذ تولي محمد بن سلمان منصب ولي العهد أزمات دبلوماسية مع دول بينها ألمانيا بسبب ملفات أبرزها ملف حقوق الإنسان.
صورة من: picture-alliance/dpa/SPA
الأزمة بين مونتريال والرياض
االأزمة بين السعودية وكندا هي أحدث الأزمات الدبلوماسية في عهد محمد بن سلمان والتي بدأت بسبب انتقادات وجهتها السفارة الكندية للمملكة بشأن حقوق الإنسان، وذلك على خلفية اعتقال نشطاء المجتمع المدني ونشطاء حقوق المرأة في السعودية، ومن بينهم الناشطة سمر بدوي. الأمر الذي اعتبرته السعودية تدخلاً في شؤونها الداخلية واتخذت قرارات تصعيدية تجاه كندا مست الطلاب السعوديين الدراسين هناك والمرضى والرحلات الجوية.
صورة من: picture alliance/AP/G. Robins/The Canadian Press
سحب السفير السعودي من برلين
في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي 2017، استدعت السعودية سفيرها في برلين، عندما انتقد وزير الخارجية آنذاك زيغمار غابريل السياسة الخارجية السعودية تجاه كل من لبنان واليمن. وبعدها قامت الرياض بسحب سفيرها من ألمانيا، ولم يتم إرجاعه لحد الآن، بالرغم من إبداء الحكومة الألمانية حينها رغبتها في عودة السفير السعودي إلى برلين، كما عبّرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية عن أملها في العمل على تحسين علاقات الجانبين.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
الأزمة مع قطر بتهمة دعم الإرهاب
بدأت الأزمة مع قطر قبل أكثر من عام عندما أطلقت فضائيات ومواقع إماراتية وسعودية هجوماً كاسحاً على الدوحة متهمة إياها بدعم تنظيمات متطرفة في المنطقة ودعم جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها مصر والسعودية والإمارات والبحرين تنظيماً إرهابياً. على إثر ذلك قطعت الدول الأربعة علاقاتها مع قطر في الخامس من حزيران/ يونيو 2017، وشنت حملة حصار عليها لاتزال مستمرة. من جهتها نفت قطر دعم أي تنظيم متطرف.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/O. Faisal
الخلاف مع لبنان بسبب الحريري
الأزمة مع لبنان بدأت إثر اعلان رئيس الوزراء سعد الحريري استقالته المفاجئة من الرياض، وظهر التصعيد بعد إقرار الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون بتعرض رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري للاحتجاز هناك في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، ما أدى إلى نشوب توتر في العلاقات بين البلدين. من جهته نفى الحريري والرياض احتجازه في السعودية رغما عنه. وبعد تدخل دولي شارك فيه ماكرون غادر الحريري المملكة وعدل عن استقالته.
صورة من: picture-alliance/ MAXPPP/ Z. Kamil
بين طهران والرياض أكثر من خلاف
الأزمة السعودية مع إيران وصلت إلى أشدها بعد أن قام محتجون في طهران باقتحام مبنى السفارة السعودية احتجاجاً على قيام المملكة بإعدام الزعيم الشيعي البارز نمر باقر النمر . ويذكر أنه قد تم اضرام النار في أجزاء من مبنى السفارة وتدمير أجزاء أخرى في الهجوم عليها، وهو الأمر الذي أدى إلى القبض على خمسين شخصاً من جانب السلطات الإيرانية، ودفع السعودية مطلع عام 2016 إلى قطع علاقاتها مع إيران.
صورة من: Reuters/M. Ghasemi
تركيا والخلاف حول زعامة العالم الإسلامي
بالرغم من تاريخ العلاقات التركية السعودية التي تميزت في كثير من الأحيان بتعاون اقتصادي وتعاون عسكري، إلا أن تصريحات بن سلمان بشأن تركيا كشفت النقاب عن خلافات جوهرية بين البلدين. ومما جاء في هذه التصريحات أنه "يوجد ثالوث من الشر، يضم تركيا وإيران والجماعات الإرهابية". كما أوضح أن "تركيا تريد الخلافة وفرض نظامها على المنطقة، بينما تريد إيران تصدير الثورة ".
الخلاف مع مصر تسبب بعقوبة نفطية
قبل تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد، عرفت العلاقات السعودية المصرية توتراً منتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2016، وذلك عقب تصويت القاهرة في مجلس الأمن لصالح مشروع قرار روسي لم يتم تمريره متعلق بمدينة حلب. كما وقعت مصر والمملكة اتفاقية تؤول بموجبها ملكية جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين في البحر الأحمر إلى الرياض، تبعتها احتجاجات مصرية. وكان الرد السعودي وقف تزويد القاهرة بشحنات شهرية من منتجات بترولية.
صورة من: picture-alliance/AA/Egypt Presidency
السويد تتهم الرياض بأساليب القرون الوسطى
في آذار/ مارس 2015 استدعت الرياض سفيرها في ستوكهولم بسبب انتقادات وجهتها وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستروم لسجل السعودية في مجال حقوق الإنسان، وخصت بالذكر منها القيود المفروضة على النساء ووصف حكم القضاء السعودي بجلد المدون السعودي المعارض رائف بدوي بأنه من "أساليب القرون الوسطى". إعداد: إيمان ملوك
صورة من: Reuters/TT News Agency/Annika AF Klercker