بعد الهزيمة ما مستقبل بودولسكي وشفاينشتايغر مع المانشافت؟
وفاق بنكيران٨ يوليو ٢٠١٦
بعد خروج المنتخب الألماني من بطولة الأمم الأوروبية المقامة في فرنسا، تحوم التساؤلات حول مستقبل شفاينشتايغر وبودولسكي مع المانشافت. الثنائي بدأ مشواره مع الاتحاد الألماني في وقت واحد لكن قد تفترق طريقهما قريبا.
إعلان
باستيان شفاينشتايغر ولوكاس بودولسكي الثنائي الذي طبع بقوة المنتخب الألماني لكر القدم في السنوات العشر الأخيرة وتحديدا منذ عام 2004، حيث سحر "بولدي" وشفايني" كما ينده إليهما اختصارا قلوب جماهير الكرة الألمانية. وحينها كان الاثنان في 18 من العمر. وفي مونديال ألمانيا 2006 على أقصى تقدير أصبح اسمهما يتردد في كل مكان. وحاليا لا يوجد في ألمانيا إلا لاعبين اثنين فقط بسجل أعلى من المباريات الدولية وهما لوتار ماتيوس (150 مباراة) وميرو كلوز(137)، أما بودولسكي فرصيده بلغ (192) ورفيق دربه شفاينشتايغر (120).
الآن وبعد بطولة اليورو 2016 المقامة في فرنسا وخروج المانشافت من الدور نصف النهائي إثر خسارته أمام الديوك(2-0)، بدأت التساؤلات تحوم حول مستقبل الاثنين في تشكيلة لوف التي تستعد اعتبرا من أيلول/ سبتمبر القادم إلى خوض المنافسات المؤهلة لمونديال روسيا 2018.
الاهتمام بمستقبل اللاعبين من قبل الإعلام المحلي لم يأت من فراغ، ليس لأنهما تجاوزا عتبة الثلاثين وإنما على وجه الخصوص بسبب المستوى الذي ظهر به الاثنان في بطولة فرنسا.
ولربما هذا يسري على شفاينشتايغر أكثر من بودولكسي. ذلك اللاعب الذي وجد نفسه يتأرجح بين مباراة أوكرانيا في دور المجموعات (فوز لألمانيا بـ2-0) وإلى غاية مباراة الإقصاء في الدور نصف النهائي بين توصيف "الجوكر الرفيع" لكونه أحرز الهدف الثاني (92) بعد دقيقتين فقط من إدخاله بديلا عن غوتسه، وبين توصيف "الشخصية الدراماتيكية" بعد مباراة فرنسا.
نجم مانشستر يونايتد دخل بطولة فرنسا وهو عازم على تحدي الإصابة والعودة إلى مستوى مونديال 2014، لكنه تسبب في الهدف القاتل لألمانيا (45) والذي أحرزه غريزمان من ضربة جزاء بسبب لمسه (شفاينشتايغر) الكرة في منطقة الجزاء، وهي الحركة التي وصفها زميله توني كروز "بالغبية" أما المدرب يواخيم لوف فقال أنها نجمت عن "سوء حظ" في محاولة منه لصد أي انتقاد قد يتم توجيهه لشفاينشتايغر أحد العناصر الأساسية التي يعود لها الفضل في نيل ألمانيا لقب بطولة العالم بالبرازيل.
وبعد الهزيمة أمام فرنسا رفض شفاينشتايغر /32 عاما/ الخوض في أي جدل حول مستقبله مع المانشافت. وردا على السؤال عمّا إذا كان سيعتزل اللعب دوليا، ردّ الأخير: "عليّ أولا أخذ مسافة مما جرى حتى أستطيع التفكير في الأمر". وقد شدد في الوقت نفسه على أن موضوع الاعتزال "لم يطرحه على نفسه بعد"، ليتابع: "لقد سعيت لتوظيف أقصى طاقاتي في هذه البطولة. وبعد إصابتين لم يكن الأمر سهلا. وبالطبع الإقصاء من البطولة مؤلم جدا، لكن مشوار المانشافات سيستمر". ودفعت حدة الشعور بالإحباط والمسؤولية التي كانت بادية على وجه شفاينشتايغر العديدين إلى التنبؤ بأن مشوار المانشافت سيمضي لا محالة دونه. وإذا كان الأمر كذلك فستكون نهاية حزينة لبطل كبير قدم خدمات تاريخية للمانشافت بدون انقطاع.
في المقابل، يختلف الوضع بالنسبة لزميله بودولسكي، فمهاجم غلطة سراي التركي يريد مواصلة اللعب بقميص المانشافت الذي قال عنه مرارا إنه بيته الحقيقي وذلك إلى جانب فريق كولونيا الألماني، مهد مشواره الكروي. ويقول بودولسكي: "أنا في أقصى قوتي حتى لو كان عمري قد تجاوز عتبة الثلاثين. أنا لست مضطرا للاختباء وراء أيّ كان، وهذا ما أثبته في يورو 2016، والمدرب يمكنه أيضا تأكيد كلامي".
ألمانيا وفرنسا: الخصمان التاريخيان
ماذا، لم يسبق لمنتخبي فرنسا وألمانيا أن تقابلا في بطولة أوروبية؟ بالفعل، فكل لقاءات المنتخبين تمت على مستوى بطولة كأس العالم.
صورة من: picture-alliance/augenklick/firo Sportphoto
قبل بدء بطولة كأس العالم في السويد عام 1958 حصل كل لاعب في المنتخب الألماني على عشرة ماركات. وبعد هزيمتهم في مباراة نصف النهائي أمام السويد، أرسل المدرب سيب هيربيرغر لاعبيه للتسوق. وقد جمعت المباراة على المركز الثالث منتخب ألمانيا مع فرنسا.
صورة من: picture-alliance/dpa
في تلك المباراة منيت ألمانيا بأعلى خسارة 6:3، وفيها أيضا حقق اللاعب الفرنسي Justo Fontaine 13 هدفا، وهو رقم قياسي ما زال قائماً حتى يومنا هذا. آنذاك تغيّب من المنتخب الألماني فريتس فالتر وهورست إيكل وأوفه زيلر.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد 24 عاما اختلف الأمر وذلك في نصف نهائي بطولة العالم في إسبانيا عام 1982. ليتبارسكي سجل الهدف الأول في الدقيقة 17 وبعد تسع دقائق سجل ميشيل بلاتيني هدف التعادل.
صورة من: picture-alliance/dpa
وفي هذه المباراة حصل خطأ كبير من حارس مرمى ألمانيا طوني شوماخر، والذي خرج من المرمى في الدقيقة 57 واصطدم بكوعه باللاعب الفرنسي Patrick Battiston. الحكم والجمهور لم يشاهدوا ما حدث لكون أعينهم كانت تتابع الكرة.
صورة من: picture-alliance/dpa
.. الكرة تصطدم بقائم المرمى واللاعب Patrick Battiston يبقى مغمياً عليه على الأرض، ليغادر الملعب لاحقا بكسور في الرقبة وقد فقد اثنين من أضراسه.
صورة من: picture-alliance/citypress24/ICS
.. وتستمر الدراما بعد تمديد المباراة. الفرنسيون يتقدمون بهدف من Marius Tresor ثم يرفع اللاعب Alain Giresse الفارق إلى 3:1، لكن كارل هاينس رومينيغه وكلاوس فيشر يحرزان التعادل، ليتم حسم المباراة بركلات الترجيح.
صورة من: Getty Images/AFP
الفصل الرابع والأخير من هذه المباراة (مونديال 182): ألمانيا متأخرة بهدفين إلى ثلاثة أهداف في ركلات الترجيح لأن أولي شتيليكه لم يسجل هدفه، إلا أن حارس المرمى الألماني شوماخر ينجح في صد ركلتين من Didier Six و Maxime Bossis. ثم يسجل هورست هروبيش ركلته، لتتأهل ألمانيا إلى النهائي وتخسر بعد ذلك أمام إيطاليا.
صورة من: Imago/Werek
لقاء آخر يجمع بين ألمانيا وفرنسا بنصف النهائي في بطولة كأس العالم عام 1986 في المكسيك. آنذاك فاز الفرنسيون على البرازيل ليواجهوا منتخب ألمانيا بقيادة المدرب فرانس بيكينباور، لتقول الماكينات كلمتها الأخيرة وتفوز بهدفين لصفر.
صورة من: Staff/AFP/Getty Images
سيطر اللاعبون الفرنسيون على المباراة في الدقائق الثمانين الأولى، لكن رودي فولر حطم آمالهم قبيل نهاية المباراة. وفيها أثبت الألمان أنهم فريق بطولات وأن أداءهم يتصاعد مع تقدم البطولة. لكن الأرجنتين فازت بالكأس.
صورة من: picture-alliance/dpa
المواجهة الرسمية الأخيرة بين منتخبي ألمانيا وفرنسا كانت قبل سنتين في كأس العالم بالبرازيل 2014. وهذه المرة في مباراة ربع النهائي حين أحرز المدافع ماتس هوملز هدفاً مبكراً في الدقيقة 12، الأمر الذي منح المنتخب الألماني المزيد من الثقة بالنفس.
صورة من: picture-alliance/augenklick/firo
قبيل انتهاء المباراة لاحت فرص كثيرة للمنتخب الفرنسي، وكان أفضلها في الوقت بدل الضائع للاعب كريم بنزيما الذي حرم من المشاركة في بطولة فرنسا، لكن حارس المرمى مانويل نوير تصدى للكرة وأنقذ فوز ألمانيا بهدف لصفر.
صورة من: picture-alliance/Offside/M. Atkins
والآن سيلعب المنتخبان في نصف نهائي يورو 2016 على أرض فرنسا، في أول لقاء بين الفريقين في بطولة أمم أوروبا.
صورة من: picture alliance/dpa/C. Charisius
ماريو غوميز مصاب ولن يشارك، كذلك الأمر بالنسبة لسامي خضيرة. وباستيان شفاينشتايغر مصاب أيضا لكن مشاركته لم تحسم بعد. ماتس هوملز ممنوع من المشاركة بعد نيله بطاقتين صفراء. والتحدي المطروح أمام المدرب يواخيم لوف البحث عن أفضل البدائل لسد الفراغ الناجم عن غياب أعمدة الفريق.
صورة من: picture-alliance/augenklick/firo Sportphoto
13 صورة1 | 13
وفي هذه البطولة اقتصر دور بودولسكي على "جوكر من الطراز الرفيع"، وقد لعب 18 دقيقة فقط في هذه البطولة، وكان ذلك في مباراة دور الستة عشرة أمام سلوفاكيا.