بعد وفاة شرطي مانهايم.. شولتس يتوعد بتعامل صارم مع المتطرفين
٣ يونيو ٢٠٢٤
توعد المستشار الألماني أولاف شولتس بالتعامل بشكل صارم في مواجهة المتطرفين بعد وفاة شرطي متأثرا بالإصابات التي لحقت به جراء تعرضه لهجوم بسكين أثناء فعالية لحركة "باكس أوروبا" في مدينة مانهايم الألمانية.
إعلان
خلال زيارته لمنطقة رايشرتسهوفن في بافاريا العليا والتي تضررت من الفيضانات، قال المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الاثنين (الثالث من يونيو/ حزيران 2024) إن الشرطي فقد حياته من أجل السلام والأمن مشيرا إلى أنه كان يقوم بمهمته لأنه كان يحمي الديمقراطية وحق الجميع في الإدلاء بالرأي بغض النظر عما إذا كان هذا الرأي سيروق لأحد آخر.
وأضاف السياسي المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي:"إذا كان المتطرفون الآن يعرقلون حرية التنقل والتعبير عن الرأي، فيجب عليهم أن يعلموا أننا أشد خصومهم".
وقال شولتس: "سندافع بكل ما هو متاح لدينا عن دولة القانون والأمن. هذه مهمة أجهزة الشرطة والقضاء والاستخبارات، وهي تقوم بذلك. ولكننا كمواطنين أيضا سنقف متحدين معا في هذا الأمر."
ورأى شولتس أن الجناة المتطرفين سواء من اليسار أو من اليمين "يجب أن يخافوا وأن يضعوا في حسبانهم أننا سنستخدم جميع الوسائل المتاحة لمواجهتهم."
وكان فولفغانغ بوشنر نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية نقل عن شولتس قوله في برلين إن "الهجوم على شرطي أثناء عمله هو هجوم علينا جميعا".
وكان الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه ورئاسة الشرطة في مدينة مانهايم والمكتب المحلي لمكافحة الجريمة أعلنوا مساء أمس الأحد، وفاة الشرطي الذي كان تعرض لهجوم بسكين في ساحة ماركتبلاتس (ساحة السوق) في قلب مدينة مانهايم، متأثرا بإصابته.
وأفادت السلطات الألمانية بأن المهاجم طعن الشرطي (29 عاما) عدة مرات في منطقة الرأس "وخضع بعد ذلك مباشرة لعملية جراحية عاجلة ثم تم إدخاله في غيبوبة اصطناعية، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة في ساعات متأخرة من بعد ظهر الثاني من حزيران/ يونيو متأثرا بإصاباته الخطيرة".
وأضافت السلطات:" نشعر بالحزن لفقد ضابط شرطة فقد حياته من أجل أمننا".
ولا يزال دافع الجاني البالغ من العمر 25 عاما غير واضح حتى الآن. ولا يزال الجاني الذي ولد في أفغانستان، لكنه جاء إلى ألمانيا عام 2014 عندما كان مراهقا، غير قادر على الإدلاء بأقواله، حيث إنه أصيب أيضا في الدقائق التي تلت هجومه على الشرطي.
ويذكر أنه خلال الهجوم الذي وقع قبل ظهر يوم الجمعة الماضي في ساحة ماركتبلاتس في وسط المدينة أثناء فعالية حركة "باكس أوروبا" التي توصف بأنها "مناهضة للإسلام"، أصاب الجاني ستة رجال بينهم ضابط الشرطة. ومن بين المصابين أيضا عضو مجلس إدارة "باكس أوروبا" ميشائيل شتورتسنبرغر.
ع.ش/ أ.ح (د ب أ)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)