اتفاق تهدئة يوقف المواجهات بين إسرائيل و"الجهاد الإسلامي"
١٤ نوفمبر ٢٠١٩
دخل اتفاق للتهدئة حيز التنفيذ صباح الخميس في قطاع غزة بعد يومين من المواجهات بين اسرائيل و"الجهاد الإسلامي" وفصائل فلسطينية أخرى، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. كل الأطراف أكدت التزامها بالاتفاق الذي شهد أول خرق.
إعلان
ذكرت مصادر رسمية مصرية وإسرائيلية وفلسطينية معنية أنه تم التوصل إلى اتفاق تهدئة بين إٍسرائيل وفصائل فلسطينية بعد يومين من المواجهات بين إسرائيل وحركة الجهاد وفصائل أخرى أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وقال مسؤول مصري لوكالة فرانس برس إنه "تم التوصل إلى اتفاق تهدئة بعدما وافقت الحركة (الجهاد الإسلامي) على مقترح مصري بهذا الشأن وذلك بعدما أبلغنا بموافقة الاحتلال الاسرائيلي على التهدئة".
وقال المسؤول المصري إن الاتفاق ينص أيضا على "الحفاظ على سلمية مسيرات العودة" التي ينظمها الفلسطينيون كل يوم جمعة على الحدود بين اسرائيل وقطاع غزة منذ آذار/مارس 2018 للمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع ويطالب بحق العودة للاجئين الفلسطينيين الى الأراضي التي هجروا منها منذ العام 1948.
وتابع المصدر نفسه أن الاتفاق يتضمن أيضا "موافقة إسرائيل على مقترح مصري بالوقف الفوري لإطلاق النار ووقف الاغتيالات وكذلك وقف إطلاق النار تجاه المتظاهرين في مسيرات العودة". وأكد مصدر في حركة الجهاد الإسلامي لفرانس برس الاتفاق. وأعلن مصعب البريم الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في وقت سابق اليوم أن المخابرات المصرية توصلت إلى اتفاق تهدئة، وافقت عليه الحركة وإسرائيل، وبدأ سريانه في ساعة مبكرة من صباح اليوم.
إسرائيل تعلن انتهاء العملية العسكرية في غزة
وصباح اليوم الخميس أعلن الجيش الإسرائيلي انتهاء العملية العسكرية في قطاع غزة، بعد توجيه "ضربة ملموسة لمنظومة القيادة والسيطرة" لحركة الجهاد الإسلامي.
من جانبه قال وزير الخارجية الإسرائيلي اليوم الخميس إنه إذا توقف المقاتلون الفلسطينيون في قطاع غزة عن الهجمات الصاروخية عبر الحدود فإن إسرائيل ستحذو نفس الحذو نافيا حدوث تغيير في سياسة إسرائيل بشأن إطلاق النار مثلما طالبت حركة الجهاد من أجل التوصل لهدنة. وقال الوزير إسرائيل كاتس لراديو الجيش "الهدوء سيقابله هدوء. دولة إسرائيل لن تتردد في ضرب من يحاولون إلحاق الضرر بها من قطاع غزة أو من أي مكان آخر".
نيكولاي ملادينوف المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط أكد أن مصر والأمم المتحدة عملتا جاهدتين لمنع تحول التصعيد الأخير في قطاع غزة لحرب. وشدد ميلادنوف، على موقع تويتر، على أن "الساعات والأيام القادمة ستكون حاسمة". وطالب الجميع بـ"إظهار أقصى درجات ضبط النفس والقيام كلٌ بدوره لمنع إراقة الدماء". وأكد على أن "الشرق الأوسط لا يحتاج إلى مزيد من الحروب".
وبعد نحو نصف الساعة من بدء التهدئة، أطلق صاروخ من غزة باتجاه إسرائيل كما ذكر شهود عيان. لكن مصدرا في حركة الجهاد الإسلامي قال "أحيانا يحتاج ضبط الميدان إلى بعض الوقت"، مؤكدا أن "الجميع ملتزمون بالتهدئة طالما التزم بها الاحتلال".
ع.ج.م/ح.ز (أ ف ب، دب أ، رويترز)
في صور - محطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
التصعيد الحالي بين إسرائيل والفلسطينيين يخفي تاريخاً طويلاً من النزاعات والحروب بين الجانبين. في ما يلي نظرة عامة بالصور حول أبرز المحطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال العقدين الماضيين.
صورة من: AP
قمة كامب ديفيد عام 2000 / الانتفاضة الثانية
لم تنجح قمة كامب ديفيد، التي عُقدت في يوليو/ تموز عام 2000، وجمعت آنذاك رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود براك، ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، بوساطة الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون في التوصل إلى اتفاق بشأن وضع القدس أو ترسيم الحدود بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وبعدها انطلقت شرارة الانتفاضة الثانية في سبتمبر/ أيلول عام 2000 على إثر زيارة رئيس الوزراء آنذاك، ارييل شارون، للمسجد الأقصى.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Edmonds
الانسحاب من غزة
على إثر الانتفاضة الثانية، قررت إسرائيل الانسحاب الجزئي من الأراضي الفلسطينية. وانسحبت بعض القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ليتم بعدها إخلاء جميع المستوطنات الإسرائيلية البالغ عددها 21 مستوطنة في القطاع، وفقًا لخطة ارييل شارون. وبنت إسرائيل جداراً عازلاً يصل طوله إلى 750 كيلومتراً حول الضفة الغربية، بهدف منع وقوع هجمات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Zaklin
حرب لبنان و الانقسام الفلسطيني الداخلي
بلغ الصراع في الشرق الأوسط ذروته عام 2006. في حين كانت إسرائيل تشن حرباً ضد حزب الله في لبنان، ساد الصراع الداخلي بين حركتي فتح وحماس على السلطة. وفي عام 2007، أضعف انقسام السلطتين الفلسطينيتين في الضفة الغربية وقطاع غزة، والذي لا يزال مستمراً حتى اليوم، الجانب الفلسطيني.
صورة من: AP
عملية "الرصاص المصبوب"
في ديسمبر/ كانون الأول 2008، شنت إسرائيل هجمات اسمتها عملية "الرصاص المصبوب" على مجموعة أهداف في غزة. الهدف من هذه العملية كان إضعاف حركة حماس والقضاء عليها. وسبق الضربة العسكرية الإسرائيلية، تصعيد للصراع بين حركتي فتح وحماس. لكن بعد سيطرة حماس على القطاع، عاد التوتر. وفي يناير/ كانون الثاني عام 2009، انتهى الصراع بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وفقًا للمصادر الفلسطينية.
صورة من: AP
عملية "عمود السحاب"
بقي الصراع مستمراً عام 2009، وفي 14 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2012، اغتال سلاح الجو الإسرائيلي، نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري، ما أجج الصراع بين الجانبين. في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، بدأت اسرائيل عملية اسمتها "عمود السحاب". بعدها وافقت الحكومة الإسرائيلية وحماس على وقف إطلاق النار مرة أخرى.
صورة من: Getty Images
عملية "الجرف الصامد"
تعد حرب غزة عام 2014 أو ما يعرف بعملية "الجرف الصامد" الصراع العسكري الأكثر عنفاً بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال العشرين سنة الماضية. الحرب، التي استمرت سبعة أسابيع، تسببت في مقتل أكثر من ألفي شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa
نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
في مايو/ أيار عام 2018، تم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل. القرار أثارموجة احتجاجات واسعة، استمرت لأسابيع وخلفت أكثر من ألفي جريح و حوالي خمسين قتيلاً.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
القرار بشأن الجولان
لا تزال سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط مثيرة الجدل. وقد أثار اعترافه مؤخرا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، ردود أفعال دولية غاضبة عبرت عن مخاوفها من تأجيج الصراعات والحروب في منطقة الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Ting Shen
تجدّد التصعيد
تجدد التصعيد مرة أخرى بين الإسرائيليين و الفلسطينيين، بعد شن الطائرات الإسرائيلية غارات على غزة رداً على إطلاق صاروخ منها على شمال تل أبيب أواسط مارس/ آذار 2019. وعلى إثرها ازدادت وتيرة التصعيد في غزة واستهدفت الغارات الإسرائيلية مكتب زعيم حماس إسماعيل هنية. إعداد: شارلوته فوسه/ إيمان ملوك