بعد 10 سنوات على الثورة الليبية.. ماذا حلَّ بعائلة القذافي؟
١٠ فبراير ٢٠٢١
بعد أربعة عقود من الحكم الاستبدادي في ليبيا، انتهى الأمر بمعمر القذافي وأفراد عائلته بين القتل والسجن والمنفى نتيجة انتفاضة شعبية عارمة. فما المصير الذي لقيه كل منهم؟ وهل هناك فرصة لعودة من تبقى منهم إلى حكم ليبيا؟
إعلان
زخم بشأن الأزمة الليبية.. سلام قريب بعد عقد من الحرب؟
22:28
من كان يتخيل أن يرى الدكتاتور المصاب بجنون العظمة وهو مدمى الوجه ومحاطا بمقاتلين كانوا بين من ثار ضده، في قناة تصريف مياه كان اختبأ فيها مع مرافقيه؟
بعد 42 عاما من الحكم الدكتاتوري، انطلقت ثورة في 17 شباط/فبراير 2011 في سياق الربيع العربي انتهت في تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه بمقتل القذافي الذي لوحق حتى معقله الأخير في مدينة سرت.
أدت الإطاحة بالقذافي إلى تشتت شمل عائلته التي لعبت أدوارا مهمة خلال حكمه. قتل أبناؤه الثلاثة معتصم وسيف العرب وخميس خلال الثورة. وكان خميس لعب دورا مهما في قمع المنتفضين في مدينة بنغازي، مهد الثورة.
لجأ محمد، الابن الوحيد من زواج معمر القذافي الأول، إلى الجزائر المجاورة عام 2011، قبل أن يحصل على اللجوء في سلطنة عمان إلى جانب أخته عائشة، وهذه الأخيرة محامية شاركت في هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
أما هنيبعل، وهو شخصية غريبة الأطوار وكانت لديه نزاعات قانونية في فرنسا وسويسرا في بداية الألفية، فقد لجأ إلى الجزائر قبل أن يذهب إلى لبنان ليلتحق بزوجته، وهي عارضة أزياء لبنانية. وأوقف في لبنان عام 2015 ولا يزال مسجونا هناك. أما زوجته، فذكرت تقارير إعلامية أنها لجات إلى سوريا.
قبضت عليه مجموعة مسلحة في مدينة الزنتان (جنوب غرب طرابلس) في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، وحكم عليه بالإعدام في محاكمة قصيرة. لكن المجموعة المسلحة رفضت تسليمه إلى سلطات طرابلس أو المحكمة الجنائية الدولية التي تتهمه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال الثورة.
واختفى ابن القذافي الذي كان الأكثر ظهورا خلال حكم والده بعد أن أعلنت المجموعة التي تحتجزه الإفراج عنه في حزيران/يونيو 2017. وقالت المحكمة الجنائية الدولية نهاية 2019 إنه لا يزال في الزنتان.
أما شقيقه الساعدي، الذي هو لاعب كرة قدم سابق خاض مسيرة احترافية فاشلة في إيطاليا قبل أن ينتقل لقيادة كتيبة نخبة في الجيش الليبي، فقد لجأ بعد الثورة إلى النيجر التي رحلته عام 2014 إلى ليبيا حيث لا يزال مسجونا.
ولجأت زوجة القذافي الثانية صفية إلى سلطنة عمان، وقد طلبت مرات عدة العودة إلى بلادها، لكن نداءاتها بقيت دون جواب رغم نفوذ قبيلتها في شرق ليبيا.
يمتد حضور قبيلة القذاذفة بين سرت وجنوب غرب البلاد. وتشرح أستاذة القانون الليبي أماني الهجرسي أنها "كانت واحدة من القبائل التي عانت من نظام ابنها العقيد معمر، بل زج بكثير من أبنائها المعارضين له في السجون" قبل الثورة.
كان للقذافي أنصار يتجمعون ضمن "اللجان الثورية"، وهي تنظيم شبه عسكري تأسس لحماية النظام. لجأ عدد منهم إلى تونس ومصر خشية تعرضهم لأعمال انتقامية، ولا يخفي بعضهم أمله في العودة إلى ليبيا.
وأعاد بعض قادة "اللجان الثورية" الذين استقروا في القاهرة إطلاق تلفزيون "الجماهيرية" الذي كان أبرز وسائل الإعلام زمن القذافي. وهناك مسؤولون سابقون من التكنوقراط الذين لم يتورطوا في التجاوزات زمن حكم القذافي، غادروا ليبيا في مرحلة أولى قبل أن يخاطروا بالعودة إلى بلادهم.
هل يمكن أن يلعب المقربون من القذافي مستقبلا دورا سياسيا في ليبيا التي تمزقها حاليا الصراعات حول السلطة؟
تستبعد الهجرسي ذلك لأن "معظم الليبيين يعتقدون أن النظام السابق كان سبباً في تدمير المنظومة السياسية لليبيا وإفسادها (...)، وبالتالي لا فرصة حقيقية أمام هذا النظام أو عائلة العقيد القذافي للعودة إلى الواجهة السياسية على الأقل خلال الأمد القصير".
ع.ج.م/أ.ح (أ ف ب)
بالصور: أبناء وأشقاء حكام عرب متهمون بسرقة المال العام في بلادهم
في ظل غياب الشفافية والديمقراطية عن كثير من الدول العربية، يصبح كرسي الحكم بالنسبة للمقربين من الحاكم، وخاصة أفراد أسرته، مصدراً للسلطة والمال. هنا جولة مصورة مع نماذج لأفراد أسر زعماء عرب متهمون بالتربح والفساد.
صورة من: picture-alliance/dpa
أشقاء عمر البشير
عقب الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير، تم توقيف اثنين من أشقائه في ما وصفه المجلس العسكري بـ "اعتقال رموز النظام السابق ومن حولهم شبهات الفساد". وأشارت منظمة الشفافية الدولية لواحد من أشقاء البشير، دون ذكر اسمه، ضمن "أغنى السودانيين" لسيطرته على سوق الأسمنت في السودان. كما ذكرت المنظمة بتقريرها الصادر عام 2012 امتلاك شقيقين آخرين لمجموعة تضم 20 شركة عاملة في عدة قطاعات يأتي البترول في مقدمتها.
صورة من: Reuters/M.N. Abdallah
أشقاء عبدالعزيز بوتفليقة
تتوجه إلى أشقاء الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة أصابع الاتهام بإدارة البلاد خلال السنوات، التي تدهورت فيها صحته. وبالتزامن مع استقالته من الحكم، تداولت وسائل إعلام أنباء عن وضع السعيد بوتفليقة تحت الإقامة الجبرية. ونشرت لوفيغارو الفرنسية تقريراً قالت فيه إن المحامي عبدالغني بوتفليقة، شقيق الرئيس السابق، شغل منصب المستشار القانوني لمجموعة خليفة، المتهمة بإحدى أكبر قضايا الفساد في الجزائر.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Djarboub
الساعدي القذافي
لا تتوقف الاتهامات عن ملاحقة الساعدي القذافي، نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وآخرها الاتهام بتلقي رشوة في قضية فساد تلاحق كبرى شركات المقاولات الكندية. الشركة متهمة بدفع رشاوي تقدر ب 36 مليون دولار لمسؤليين ليبيين يأتي الساعدي في مقدمتهم، وفقا لكل من الشرطة ومفوضية النزاهة الكندية. وكان الساعدي قد تمت تبرأته العام الماضي من قبل محكمة الاستئناف الليبية من تهمة قتل مدرب كرة قدم عام 2005.
صورة من: Reuters
شقيق ليلى الطرابلسي
اتهامات الفساد المالي شملت أيضا أسرة ليلى الطرابلسي، زوجة بن علي. فقد تم إلقاء القبض على شقيقها الأكبر بلحسن الطرابلسي في مارس/ آذار الماضي في فرنسا. إنه أحد أبرز رجال الأعمال التونسيين ومتهم بـ "غسيل الأموال في عصابة منظمة"، وفقا لما صرح به مصدر قضائي فرنسي لوكالة فرانس برس الإخبارية. وكانت قد صدرت ضده 43 مذكرة جلب دولي و 17 مذكرة بحث محلي، وفقا لتصريحات صحفية لوزير العدل التونسي.
صورة من: picture alliance/dpa
سهى عرفات
جاء اسم سهى عرفات، أرملة الزعيم الفسلطيني الراحل ياسر عرفات، على قائمة المتهمين في قضايا فساد حيث اتهمها القضاء التونسي عام 2011 بالحصول على امتيازات غير قانونية في قضية عُرفت إعلامياً باسم "مدارس قرطاج". نفت أرملة الرئيس الفلسطسني الرحل الاتهام في تصريحات صحفية حيث قالت إنها تنازلت عن أسهمها في المدرسة لابنة أخت ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.
صورة من: AP
رفعت الأسد
بالرغم من نفيه الدائم، تحوم حول رفعت الأسد، عم الرئيس السوري بشار الأسد، منذ سنوات مزاعم عن امتلاكه على نحو غير قانوني أصول عقارية في أوروبا بأموال تم تحويلها من أموال الدولة السورية. وقدرت صحيفة لوموند الفرنسية في وقت سابق ثروة الرجل بحوالي 160 مليون يورو. ومن المفترض أن يمثل رفعت الأسد للمحاكمة في فرنسا حيث يشتبه في امتلاكه عقارات تزيد قيمتها عن 100 مليون دولار، وفقا لوكالات الأنباء.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Bouchon
جمال وعلاء حسني مبارك
مازالت محاكمة نجلي الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، إضافة إلى متهمين آخرين، في القضية المعروفة إعلاميا بـ "التلاعب في البورصة" مستمرة. وتوجه النيابة المصرية إلى جمال مبارك تهمة الاشتراك مع موظفين عموميين للحصول بغير حق على مبالغ مالية مقدارها 493 مليونًا جنيهًا مصريا. أما الآخرون، فتوجه النيابة لهم تهمة "الاتفاق على بيع البنك الوطني لتحقيق مكاسب مالية لهم ولغيرهم ممن يرتبطون معهم بمصالح مشتركة".