بعد 27 عاماً..هولندا تعتذر عن الإبادة الجماعية في سربرنيتسا
١١ يوليو ٢٠٢٢
للمرة الأولى منذ وقوع الجريمة، التي أخفقت القوات الهولندية العاملة ضمن قوات الأمم المتحدة في منعها، اعتذرت هولندا لشعب سربرنيتسا. ودفن رفات 50 شخصاً من ضحايا الإبادة الجماعية التي ما زال الصرب يرفضون الاعتراف بها.
إعلان
أعربت هولندا عن "خالص اعتذارها" لشعب اليوم الإثنين (11 تموز/يوليو 2022)، وهي المرة الأولى التي تُقدم فيها البلاد على ذلك خلال سنوات منذ أخفقت القوات الهولندية في الحيلولة دون وقوع الإبادة الجماعية في البلدة البوسنية خلال حرب البلقان.
وقالت وزيرة الدفاع كايسا أولونجرين خلال المراسم في بوتوتشاري "أخفق المجتمع الدولي في تقديم حماية ملائمة لشعب سربرنيتسا. وتتقاسم الحكومة الهولندية المسؤولية عن الوضع الذي حدث فيه الإخفاق. ولهذا نقدم خالص اعتذاراتنا".
وكانت الحروب قد اندلعت في منطقة البلقان في تسعينيات القرن الماضي فيما تفسخت يوغسلافيا، وتفككت في النهاية إلى نحو ست دول جديدة. ووقعت بعض أسوأ المعارك في البوسنة والهرسك حيث قاتلت القوات من العرقية الصربية القوات المسلمة وذات العرقية الكرواتية للسيطرة على الأراضي.
وفي صيف 1995، كان من المفترض أن تدافع القوات الهولندية تحت قيادة الأمم المتحدة عن سكان بلدة سربرنيتسا المسلمة على الأغلب. ولكنها لم تقدم أي شكل من أشكال المقاومة في 11 تموز/يوليو من ذلك العام عندما اقتحمت القوات من العرقية الصربية المدينة تحت قيادة راتكو ملاديتش.
قتلت القوات من العرقية الصربية نحو ثمانية آلاف رجل مسلم وصبي فيما اعتبر على نطاق واسع أسوأ إبادة جماعية في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
ووجدت محاكم الأمم المتحدة المعنية بجرائم الحرب أن ملاديتش مذنب وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة، إلى جانب رادوفان كاراديتش وهو الزعيم السياسي للقوات الصربية.
شبح حرب انفصال صرب البوسنة القوميين المدعومين من روسيا
04:26
دفن رفات 50 من ضحايا الإبادة
واليوم الاثنين حضر آلاف الأشخاص إلى جانب أقارب الضحايا مراسم دفن رفات 50 شخصاً من ضحايا الإبادة في سربرينيتسا التي ما زال الصرب وقادتهم يرفضون الاعتراف بها بعد 27 عاماً على ارتكابها.
وبعد إقامة الصلاة، تم دفن رفات 50 شخصاً تم تحديد هويتهم من ضحايا المجزرة في مقابر ستحمل اسماء أصحابها لاحقاً، إلى جانب 6671 من الضحايا يرقدون في مركز بوتوكاري التذكاري.
وفي السنوات الأخيرة، أصبح العثور على رفات أمراً نادراً للغاية، بينما ما زال يجري البحث عن 1200 ضحية، بحسب المعهد البوسني للمفقودين.
وعملية تحديد الهوية معقدة لأنه خلال الأشهر القليلة التي أعقبت المجزرة، نبشت جثث الضحايا بجرافات ونقلت إلى مقابر جماعية أخرى للتغطية على الجريمة.
وتُنظم مراسم دفن جماعية لأشخاص تم التعرف عليهم كل عام في 11 تموز/يوليو، الموافق لذكرى الاستيلاء على المدينة من قبل قوات صرب البوسنة بقيادة الجنرال راتكو ملاديتش.
خ.س/أ.ح (د ب أ، أ ف ب)
الإبادة الجماعية في رواندا... 100 يوم من التقتيل
عاشت رواند سنة 1994 على وقع الإبادة الجماعية، حيث قتل حوالي 800 ألف شخص وتعرض مئات الآلاف إلى اعتداءات وحشية. وذلك تحت أنظار المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة. هذه الصور تؤرخ لهذه الحقبة المظلمة في تاريخ البشرية.
صورة من: Timothy Kisambira
انطلاقة الإبادة الجماعية
قام مجهولون في 6 أبريل/ نيسان سنة 1994 بإطلاق صاروخ على طائرة الرئيس جوفينال هابياريمانا، رئيس رواندا آنذاك، عند اقترابها من العاصمة الرواندية كيغالي. وهو ما أدى إلى مقتل هابياريمانا ونظيره البوروندي وثمانية ركاب آخرين. بعد ذلك بدأت المذابح، التي امتدت إلى ثلاثة أشهر، ما أسفر عن مقتل حوالي 800 ألف شخص.
صورة من: AP
تصفية جسدية مع سبق الإصرار
بعد مقتل الرئيس، شن متطرفون من جماعة الهوتو حملة إبادة ضد الأقلية من جماعة توتسي. وقد استخدم مقاتلو جماعة الهوتو، التي تمثل الأغلبية في رواندا، مختلف الأسلحة وأشكال العنف لتصفية أعدائهم السياسيين. ويذكر أن رئيسة الوزراء Agathe Uwiringiymana كانت من أولى ضحايا هذه المجزرة في السابع من أبريل/ نيسان 1994.
صورة من: picture-alliance/dpa
إنقاذ الأجانب
في الوقت، الذي كان يقتل فيه آلاف الروانديين في كيغالي وغيرها من المناطق، قامت القوات الخاصة البلجيكية والفرنسية بإخلاء حوالي 3500 من الأجانب، الذين كانوا يعيشون في رواند. كما تمكن مظليون بلجيكيون في 13 أبريل/ نيسان من إنقاذ سبعة من الموظفين الألمان، التابعين لمؤسسة دويتشه فيله الإعلامية وعائلاتهم في كيغالي. غير أنه قد تم إنقاذ 80 فقط من أصل 120 من الموظفين المحليين من بطش المقاتلين.
صورة من: P.Guyot/AFP/GettyImages
صرخة نجدة غير مسموعة
القائد الكندي لقوات حفظ السلام روميو دالير كان على علم بمخطط الإبادة منذ مطلع سنة 1994. ولكن رسالته التحذيرية المعروفة باسم "فاكس الإبادة الجماعية" في 11 يناير/ كانون الثاني، تم تجاهالها من قبل الأمم المتحدة. وحتى نداءاته اللاحقة لرئيس قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، كوفي عنان، بقيت غير مسموعة، حيث لم تحرك قوات حفظ السلام ساكنا لوضع حد لتلك المأساة.
صورة من: A.Joe/AFP/GettyImages
دعاية إعلامية قاتلة
إذاعة ميل كولين (RTLM) وصحيفة كنغورا الأسبوعية ساهمت أيضا في التحريض على كراهية وقتل جماعة التوتسي، فقد قامت صحيفة كنغورا سنة 1990 بنشر مقال عنصري بعنوان "الوصايا العشر للهوتو". ومن جهته كان راديو ميل كولينز يدعو يوميا لمطاردة وقتل التوتسي. فيلم المخرج ميلو راو بعنوان "راديو الكراهية" يبرز مظاهر مساهمة الإعلام الرواندي في نشر الكراهية والتحريض على القتل.
صورة من: IIPM/Daniel Seiffert
"مخابئ آمنة"
في كيغالي، قام Paul Rusesabagina بتوفير مأوى آمن لأكثر من 1000 شخص في فندق دي ميل كولين. فبعد أن غادر المدير البلجيكي البلاد، قام Rusesabagina بتولي مهامه في الفندق. وباستخدام الكثير من الكحول والمال، استطاع أن يوقف ميليشيات الهوتو من قتل اللاجئين. ولكن في العديد من المخابئ الأخرى، لم يسلم الضحايا من بطش المقاتلين.
صورة من: Gianluigi Guercia/AFP/GettyImages
مجازر في الكنائس
حتى الكنائس لم تكن مأوى آمنا للهاربين، حيث قتل حوالي 4000 من الرجال والنساء والأطفال في كنيسة بالقرب من كيغالي، وذلك باستخدام الفؤوس والسكاكين والمناجل. وتعتبر هذه الكنيسة في الوقت الحالي واحدة من بين العديد من النصب التذكارية، التي توثق لهذه الحقبة التاريخية المظلمة. الجماجم والعظام البشرية وثقوب الرصاص على الجدران تذكر أيضا بجرائم الإبادة الجماعية.
صورة من: epd
التدخل الفرنسي
تحافظ فرنسا على علاقات وثيقة مع نظام الهوتو. فعندما قام المتمردون من الجبهة الوطنية الرواندية بمواجهة مرتكبي الإبادة الجماعية تدخلت القوات الفرنسية. وهو ما أدى إلى فشل الجبهة في الحفاظ على تقدمها وانتصاراتها. فقد ساعدت فرنسا الميليشيات المسؤولة عن الإبادة الجماعية على الفرار بأسلحتهم إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا)، حيث يشكلون حتى اليوم تهديدا حقيقيا لأمن رواندا.
صورة من: P.Guyot/AFP/GettyImages
تدفق اللاجئين
هرب ملايين الروانديين من التوتسي والهوتو خلال هذه المرحلة إلى الدول المجاورة، وعلى رأسها تنزانيا وأوغندا وزائير، التي استقبلت حوالي مليوني لاجئ . هذا في حين أسس الأعضاء السابقين في الجيش والمسؤولين عن حرب الإبادة ما يسمى بالقوات الديمقراطية لتحرير رواندا، والتي تهدد حتى يومنا هذا استقرار وأمن شرق الكونغو.
صورة من: picture-alliance/dpa
تحرير العاصمة كيغالي
أمام كنيسة "العائلة المقدسة" في كيغالي، قام المتمردون من الجبهة الوطنية الرواندية في 4 يوليو/ تموز 1994 بدوريات حراسة، بعد أن تمكنوا من تحرير معظم أنحاء البلاد وإجبار مسؤلي الإبادة على الهرب. ولكن نشطاء حقوق الإنسان يشتكون أيضا من ارتكاب المتمردين أنفسهم لجرائم مماثلة، لم يحاسبوا عنها حتى الآن.
صورة من: Alexander Joe/AFP/GettyImages
نهاية الإبادة
أعلن اللواء بول كاغامي، زعيم الجبهة الوطنية الرواندية في 18 يوليو/ تموز 1994 عن نهاية الحرب ضد القوات الحكومية. وذلك بعد أن سيطر المتمردون على العاصمة والمدن الرئيسية الأخرى. بعدها قاموا بتشكيل حكومة مؤقتة. ومنذ سنة 2000 يشغل كاغامي منصب رئيس البلاد.
صورة من: Alexander Joe/AFP/GettyImages
آثار الحرب الأهلية
استمرت الإبادة الجماعية حوالي ثلاثة أشهر، تمت فيها عمليات قتل وحشية، حيث ألقيت أجزاء من جثث الرضع والأطفال والبالغين وكبار السن في الشوارع. ولا تزال آثار الإبادة الجماعية باقية إلى اليوم، حيث تركت الإبادة الجماعية رواندا مدمرة، وخلفت مئات الآلاف من الناجين الذين يعانون من الصدمات النفسية وندوبا تطبع أجسادهم.