في خطوة مفاجئة، أمر دونالد ترامب باستئناف اختبار الأسلحة النووية لأول مرة منذ 33 عاماً قبل دقائق من قمته مع الرئيس الصيني شي جينبينغ. وأثار القرار تساؤلات حول الرسائل الموجهة لبكين وموسكو، وسط تصاعد المنافسة الجيوسياسية.
ًأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستئناف اختبار الأسلحة النووية لأول مرة منذ 33 عاما.صورة من: Brian Cahn/ZUMA/picture alliance
إعلان
أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزارة الدفاع (البنتاغون) اليوم الخميس (30 أكتوبر/ تشرين الأول) بالبدء فوراً في اختبار الأسلحة النووية، وذلك لأول مرة منذ 33 عاماً وقبل بدء اجتماعه مع الرئيس الصيني شي جينينغ بدقائق.
أطلق ترامب هذا الإعلان المفاجئ على منصته تروث سوشيال في أثناء توجهه على متن طائرة الرئاسة الهليكوبتر "مارين وان" لحضور جلسة مفاوضات تجارية مع نظيره الصيني في بوسان بكوريا الجنوبية.
وكتب ترامب: "بسبب عمليات الاختبار التي تُجريها دول أخرى، أصدرت تعليماتي لوزارة الحرب بالبدء في اختبار أسلحتنا النووية بالمثل". وقال "روسيا تأتي في المرتبة الثانية، و الصين في المرتبة الثالثة بفارق كبير، لكنها ستكون على قدم المساواة في غضون خمس سنوات".
ولم يدل ترامب بتفاصيل، ولم يرد على سؤال من صحفي عن منشوره. ولم يتضح بعد ما إذا كان ترامب يشير إلى اختبار التفجيرات النووية التي ستجريها الإدارة الوطنية للسلامة النووية أم إلى اختبار إطلاق صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.
إعلان
الكرملين: لم نُجر اختبارات لأسلحة نووية
أكدت الرئاسة الروسية الخميس أن اختبارات الأسلحة الأخيرة التي أجرتها موسكو لم تكن نووية، وذلك بعدما أمر ترامب باستئناف تجارب الأسلحة النووية.
وبرّر الرئيس الأمريكي خطوته الخميس بالإشارة إلى "برامج اختبار تقوم بها دول أخرى"، من دون أن يذكر روسيا بالاسم. وأعلنت موسكو خلال الآونة الأخيرة اختبار مسيّرة بحرية بقدرات نووية، وصاروخ كروز يعمل بالدفع النووي،
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الخميس: "في ما يتعلق بتجربتي بوسيدون وبوريفيستنيك، نأمل أن يكون الرئيس ترامب قد أُبلغ بشكل صحيح. لا يمكن اعتبار (التجربتين) اختباراً نووياً بأي شكل من الأشكال". وأكد أنّ "كل الدول مهتمة بتطوير دفاعاتها"، ولكن هذه التجارب الأخيرة "لا تشكل اختباراً نووياً". وأضاف بيسكوف أنّ "الرئيس ترامب أشار إلى تجارب نووية مفترضة في دول أخرى. حتى الآن، لم نتلقّ أي معلومات بشأن إجراء مثل هذه التجارب".
جاء قرار ترامب بعد إعلان روسيا عن اختبار ناجح لصاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية وقادر على حمل رؤوس نوويةصورة من: RU-RTR Russian Television/AP Photo/picture alliance
رسالة للصين أم لبوتين؟
اتخذ ترامب قرار استئناف اختبار الأسلحة النووية بعد زيادة الصين سريعاً مخزونها النووي في السنوات القليلة الماضية. وجاء القرار مباشرة بعد إعلان روسيا عما وصفته بأنه اختبار ناجح لصاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية وقادر على حمل رؤوس نووية ولطوربيد يعمل بالطاقة النووية.
وتحدث ترامب عن التحركات الروسية على متن طائرة الرئاسة الأمريكية في وقت سابق من الأسبوع، وقال لصحفيين إن على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العمل على إنهاء الحرب في أوكرانيا "بدلاً من اختبار صواريخ".
وقال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ومقره واشنطن، إن الصين زادت من حجم ترسانتها النووية بأكثر من المثلين لتصل إلى ما يقدر بنحو 600 سلاح نووي في 2025 مقارنة مع 300 في 2020. وأضاف المركز أن تقديرات من مسؤولين عسكريين تشير إلى أن الصين سيكون لديها أكثر من ألف سلاح نووي بحلول 2030.
ومن بين 12331 رأساً نووية موجودة في العالم وفق الحملة، هناك 5500 في روسيافي حين تملك المتحدة 5044 رأسا نووية. وبين عامَي 1945، مع أول اختبار للقنبلة الذرية في نيو مكسيكو في 16 تموز/يوليو، و1992، أجرت الولايات المتحدة 1054 تجربة نووية ونفذت هجومين نوويين على اليابان خلال الحرب العالمية الثانية.
وكان آخر تفجير نووي تجريبي أجرته الولايات المتحدة في أيلول/سبتمبر 1992 تحت الأرض بقوة 20 كيلوطن في موقع الأمن النووي في نيفادا.
تحرير: عماد حسن
في ذكرى الهجوم النووي الأمريكي على هيروشيما وناغازاكي
الهجوم النووي الأمريكي على هيروشيما وناغازاكي يعد أول هجوم تستخدم فيه الأسلحة النووية في الحرب. ويحي الناس في جميع أنحاء العالم الذكرى 68 لهذا الهجوم النووي ومخلفاته المدمرة، التي لازالت آثارها جلية.
صورة من: Kazuhiro Nogi/AFP/Getty Images
الهجوم الأول
قامت الولايات المتحدة بإسقاط القنبلة النووية الأولى "الولد الصغير" على مدينة هيروشيما يوم 6 أغسطس عام 1945. ما أدى إلى مقتل خُمس سكان المدينة، الذين يقدر عددهم بحوالي 350 ألف. تبع ذلك هجوم ثاني في وقت أخر على مدينة ناغازاكي. وكانت هذه الهجمات هي الوحيدة التي تمت باستخدام الأسلحة النووية في تاريخ الحرب.
صورة من: Three Lions/Getty Images
تأجيل الهجوم
كان من المفترض أن يشن الهجوم على هيروشيما في الأول من آب/ أغسطس من عام 1945. ولكن تم تأجيله بسبب الإعصار الذي يهدد منطقة جنوب المحيط الهادئ. وبعد خمسة أيام من الموعد الأول بدأ الهجوم من على متن طائرة " إنولا غاي" والتي كان عدد طاقمها 13 شخصا، لكن لم يكن أي منهم على علم بطبيعة المهمة التي سينفذونها إلا بعد إقلاع الطائرة.
صورة من: gemeinfrei
الهجوم الثاني
بعد ثلاثة أيام من هيروشيما ألقى الأميركيون القنبلة الذرية الثانية على مدينة ناغازاكي. وكان من المقرر في الأصل أن يستهدف الهجوم مدينة كيوتو. ولكن بعد اعتراضات وزير الدفاع الأمريكي تحول الهجوم إلى ناغازاكي. وتبلغ قوة انفجار القنبلة المسماة "الرجل البدين" 22 ألف طن من مادة تي ان تي. ويقدر عدد القتلى، الناجم عن هذا الهجوم، حتى ديسمبر 1945 بحوالي 70ألف شخص آخر.ِ
صورة من: Courtesy of the National Archives/Newsmakers
اختيار استراتيجي للهدف
كانت مدينة ناغازاكي واحدة من أكبر الموانيء البحرية التي تقع جنوب اليابان. وكان لها أهمية إستراتيجية كبيرة بسبب نشاطها الصناعي، حيث كانت تُنتج الذخائر، والسفن، والمًعدَّات العسكرية، والمواد الحربية الأخرى.وصنعت هناك أيضا الطوربيدات، التي استخدمتها اليابان في هجومها على الأسطول الأميركي" في بيرل هاربور"
صورة من: picture-alliance/dpa
ارتفاع عدد الضحايا
بعدة عدة أشهر من الهجمات مات عشرات الآلاف بسبب آثار التفجيرات. ففي هيروشيما وحدها مات حتى نهاية عام 1945 حوالي 60 الف شخص آخرين،بسبب آثار التسمم الإشعاعي والحروق وإصابات خطيرة أخرى. ويقدر عدد أواخر الضحايا بعد خمس سنوات من الحادث بحوالي 230 الف في كل من هيروشيما وناغازاكي.
صورة من: Keystone/Getty Images
نهاية حرب مخيفة
بعد إلقاء القنبلتين الذريتين كان العديد من اليابانيين يخشون هجوما ثالثا على طوكيو. وبعدها أعلنت اليابان استسلامها لتنتهي الحرب العالمية الثانية في آسيا. الرئيس الأمريكي هاري ترومان هو الذي أمر آنذاك بتنفيذ الهجمات، حيث كان على قناعة بأن الهجوم النووي هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب بسرعة. ولكن العديد من المؤرخين يصفون هذه الهجمات بجرائم الحرب.
صورة من: AP
إعادة البناء
تم إعادة بناء مدينة هيروشيما المدمرة بكاملها، ما عدى جزيرة في نهر أوتا، الذي بقيت متنزها للسلام. ويوجد الآن عدد كبير من النصب التذكارية مثل: متحف السلام، نصب تذكاري لسلام الأطفال، أنقاض الشركات الصناعية والتجارية.
صورة من: Keystone/Getty Images
ثقافة النصب التذكارية في اليابان
في ناغازاكي يتم منذ عام 1955 تخليد ذكرى الهجوم النووي في حديقة السلام للضحايا. ويلعب هذا الحدث التذكاري في اليابان دورا كبيرا في فهم الذات الثقافية والوطنية. وقد أصبحت المدن اليابانية هيروشيما وناغازاكي رموزا لأهوال الحرب العالمية النووية.
صورة من: Getty Images
يوم تذكاري ضد النسيان
منذ الهجمات في آب/أغسطس 1945، يتذكر الناس عبر العالم هذا الهجوم، الذي خلف العديد من الضحايا. وتنظم مدينة هيروشيما كل عام يوما تذكاريا كبيرا بحضورالناجين وأسر الضحايا والمواطنين والسياسين للوقوف دقيقة من الصمت. ويعمل الكثير من اليابانيين من أجل نزع السلاح النووي وإيقاف انتشاره.