بعد 40 عاما من إلغاء الملكية روحاني يدعو إلى استفتاء
١٦ أكتوبر ٢٠١٩
منذ 40 عاما تعيش إيران صراعا سياسيا بين المحافظين والإصلاحيين داخل التيار الديني المهيمن على البلاد منذ إلغاء النظام الملكي. والآن يدعو الرئيس حسن روحاني إلى استفتاء شعبي لتحديد المسار السياسي. لكن كيف؟
إعلان
بعد أربعة عقود من أزمات متعددة ومتنوعة وضعت البلاد في عنق زجاجة بسبب الصراع السياسي بين قطبي النظام الديني، المحافظين المتشددين والإصلاحيين الليبراليين، يسعىالرئيس الإيراني حسن روحاني إلى "انتهاج سياسة معاصرة تتماشى مع وقائع القرن والواحد والعشرين"، حسب تعبيره.
ودعا الرئيس الإيراني، حسن روحاني اليوم الأربعاء (16 تشرين أول/أكتوبر 2019) إلى إجراء استفتاء لتوضيح المسار السياسي لبلاده، وسط تصاعد الدعوات للتغيير. وقال روحاني "إذا فشلنا في التوصل إلى حلول لقضايا نناقشها منذ أكثر من 40 عاما، يتعين أن نطالب بإجراء استفتاء" في إشارة إلى الفترة منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
وتابع روحاني أن "الخلافات الاستراتيجية" بين القوى السياسية للإصلاحيين والمتشددين في البلاد يتعين توضيحها من خلال تصويت، طبقا لبيان حكومي. لكن روحاني لم يوضح كيف يمكن للاستفتاء أن ينهي هذه الخلافات.
بيد أن الاستفتاء الشعبي أمر محرم في إيران، حيث تحتفظ القيادة الدينية بسيطرة صارمة على مسار المجتمع دون السماح لأي تغيير خارج إطار المنظومة الفقهية السائدة في البلاد. وقد مر 40 عاما منذ الاستفتاء الذي ألغى الملكية وأقام الجمهورية الإسلامية.
وأشار روحاني إلى أن بلاده لا يتعين أن تنأى بنفسها عن العالم الخارجي وتأخذ في الاعتبار حقائق القرن الواحد والعشرين، كما ينشدها الإصلاحيون.
على صعيد قضائي، دخل حسين فريدون شقيق الرئيس الإيراني حسن روحاني السجن اليوم في طهران لقضاء عقوبة صدرت بحقه لخمس سنوات في قضايا فساد. وحضر فريدون قبل الظهر إلى مكتب المدعي العام، حيث "نقل إلى سجن إيفين" لقضاء عقوبته، بحسب ما نقلت مصادر إعلامية عن محاميه.
يذكر أن فريدون أوقف، وهو أيضا المستشار الخاص لروحاني، في تموز/يوليو 2017 لورود اسمه في عدة قضايا فساد.
ح.ع.ح/أ.ح (د.ب.أ، أ.ف.ب)
في صور.. نظام آيات الله في مواجهة الشارع من جديد
دخلت الاحتجاجات في إيران منعطفاً خطيراً بتأكيد مقتل 12 شخصاً. لكن التأمل في التاريخ الإيراني، وتحديداًَ منذ الثورة الإسلامية عام 1979، يبيّن أن البلد شهد الكثير من المظاهرات، وصلت حدّ الهتاف ضد المرشد الأعلى للدولة.
صورة من: AP
قتلى وجرحى
تبدأ إيران عامها الجديد على وقع اضطرابات واحتجاجات أدت إلى مقتل 12 شخصاً على الأقل وجرح العشرات. ورغم التدخل الأمني وتحذيرات السلطات، إلّا أن المحتجين لا يزالون يتبادلون منشورات للمزيد من التظاهر. بدأت الاحتجاجات أولاً في مدينة مشهد، ثاني أكبر مدن إيران من حيث الكثافة السكانية، وانتقلت المظاهرات بعد ذلك إلى جلّ أنحاء البلاد، كشاهين وسنندج وكرمنشاه وتشابهار وإيلام وإيذه والعاصمة طهران.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
"يسقط الدكتاتور"
بدأت الاحتجاجات بشكل عفوي ضد ارتفاع الأسعار وارتفاع نسبة البطالة، لكنها بدات بعد ذلك بأخذ منحى سياسي. وصلت الاحتجاجات درجة انتقاد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، عبر شعارات كـ "يسقط الدكتاتور" و"اترك البلاد وشأنها يا خامنئي"، بينما هتف البعض بحياة محمد رضا بهلوي، آخر شاه حكم إيران قبل أن تطيح به الثورة الإسلامية، فيما مزق آخرون صورة قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
تهديد ووعيد
أكد الرئيس حسن روحاني على حرية الاحتجاج، لكنه حذر من خرق النظام العام وإثارة القلائل. اعتقلت قوات الأمن المئات واستخدمت مدافع المياه. واتخذت الحكومة قراراً بالحدّ من استخدام تطبيقي تلغرام وانستغرام، فيما قال نشطاء إن الانترنت الجوال قُطع في بعض المناطق. وصرّح المدعي العام بطهران أن اعتقال بعض المحتجين أتى بسبب إضرامهم النار في مبانٍ عامة، متحدثاً عن أن إيران لن تعود إلى عهد "الظلام لحكم بهلوي".
صورة من: picture-alliance/Iranian Presidency Office
الباسيج.. اليد الطولى لسحق أي احتجاج
وُجهت اتهامات لقوات "الباسيج"، وكذا لجماعة أنصار حزب الله، وهي ميليشيات مسلحة تدعمها الدولة لـ"حماية الثورة"، بالتدخل في حق الطلبة في احتجاجات عام 1999.
صورة من: picture-alliance/dpa
انتفاض طلاب جامعة طهران عام 1999
خرجت مظاهرات من جامعة طهران في 9 تموز/يوليو 1999 بسبب إغلاق جريدة تقدمية تحمل اسم "سلام". تدخلت قوات شبه عسكرية في حي جامعي قتل خلالها رسمياً طالب (يقول الطلبة إن عدة طلبة قُتلوا) ممّا أدى إلى تطوّر الاحتجاجات على مدار ستة أيام اعتقل خلالها أكثر من ألف طالب، وقتل خلالها 3 أشخاص على الأقل. رفع المتظاهرون شعارات ضد المرشد الأعلى. صدرت أحكام بالإعدام والسجن في متظاهرين.
صورة من: Tasnim
الطلبة من جديد عام 2003
مرة أخرى، احتج الطلبة في تموز/يونيو 2003 ضد قرار ضد خصخصة عدة جامعات. تطور الاحتجاج بعد دخول قوات الأمن للحي الجامعي في جامعة طهران، وشارك فيه إثر ذلك الآلاف بعدة مدن. وُجهت الشعارات ضد الوجوه الدينية العليا في البلد وضد الرئيس محمد خاتمي. وجه علي خامنئي لوما قاسيا للطلبة، واتهمهم بجذب المخرّبين. اشتهرت هذه الاحتجاجات بقيام بعض الإيرانيين بإحراق أجسادهم في باريس ولندن احتجاجاً على التعامل الأمني.
صورة من: AP
"الثورة الخضراء" في 2009
في أخطر احتجاجات تشهدها إيران منذ الثورة الإسلامية، قُتل 36 شخصاً على الأقل واعتقل أكثر من ألف في احتجاجات حزيران/يونيو 2009 التي عرفت باسم "الثورة الخضراء". السبب الرئيسي كانت نتيجة اتهامات المعارضة للسلطات بتزوير الانتخابات الرئاسية التي انتهت لصالح ولاية ثانية لمحمود أحمدي نجاد. أعلن المرشد العام فتح تحقيق في اتهامات المعارضة، وتدخلت مرة أخرى قوات الباسيج وجماعة أنصار حزب الله ضد المحتجين.
صورة من: AP
نظرية المؤامرة
اتهم خامئني أطرافاً خارجية بتحريض المواطنين على الاحتجاج عام 2009، متحدثاً عن أن هذه الأطراف وجهت المظاهرات دون علم المعارضة، فيما دخل مثقفون في إضرابات عن الطعام للاحتجاج على التدخل الأمني. عُرفت الاحتجاجات بـ"ثورة تويتر" نتيجة استخدام هذا الموقع في التواصل بين النشطاء. من تداعيات الحدث، فرض الإقامة الجبرية على قائدي المعارضة مير موسوي ومهدي كروبي.
صورة من: Atta Kenare/AFP/Getty Images
فقيه بصلاحيات واسعة
المرشد الأعلى في إيران هو هرم السلطة، فهو القائد الأعلى للقوات المسلحة وللحرس الثوري وقوى الأمن، وهو من يعين ويعزل نصف أعضاء مجلس صيانة الدستور، وهو رئيس السلطة القضائية ومؤسسة التلفزيون والإذاعة، كما يمكنه إقالة رئيس البلاد وتوجيه عمله. يتم انتخابه من قبل مجلس الخبراء، ويستمر في مهامه مدى حياته عكس الرئيس الذي ينتخب لأربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة. إعداد: إسماعيل عزام