بعد 6 سنوات من الحظر ـ إقلاع أول رحلة تجارية من مطار صنعاء
١٦ مايو ٢٠٢٢
رحب المبعوث الأممي إلى اليمن بانطلاق أول رحلة تجارية من مطار صنعاء منذ حوالي 6 سنوات ضمن تنفيذ اتفاق الهدنة، داعيا إلى "تنفيذ جميع التزامات الهدنة لبناء الثقة والتحرك نحو استئناف عملية سياسية لإنهاء النزاع بشكل مستدام ".
إعلان
رحب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بانطلاق أول رحلة تجارية من مطار صنعاء اليوم (الاثنين 16 مايو/ أيار 2022)، وأعرب في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) نسخة منه عن امتنانه للمملكة الأردنية لـ "دعمها القيم وتعاون الحكومة اليمنية البنّاء في تيسير الرحلة". وأشار إلى أن هذا هو وقت التضافر وبذل المزيد من الجهد للبدء في إصلاح ما كسرته الحرب، "وتنفيذ جميع التزامات الهدنة لبناء الثقة والتحرك نحو استئناف عملية سياسية لإنهاء النزاع بشكل مستدام ".
وأردف بالقول "كانت هذه الالتزامات في الأساس وعدًا لليمنيين بمزيد من الأمن، وبقدرة أفضل على الوصول إلى السلع والخدمات الأساسية، وبتحسين حرية التنقل داخل اليمن وإليه ومنه".
وأكد أن إحراز تقدم نحو فتح الطرق في تعز (جنوب غربي البلاد)"هو أمر أساسي لتحقيق هذا الوعد"، متوقعاً من الأطراف الوفاء بالتزاماتهم، بما يشمل الاجتماع على وجه السرعة للاتفاق على فتح الطرق في تعز(محاصرة من الحوثيين) وغيرها من المحافظات في اليمن وفقًا لبنود اتفاق الهدنة.
وفي وقت سابق اليوم أقلعت أول رحلة تجارية لطيران الخطوط الجوية اليمنية من مطار صنعاء الدولي، الخاضع لسيطرة الحوثيين، باتجاه العاصمة الأردنية عمان بموجب تفاهمات الهدنة الأممية. وقال مصدر ملاحي في مطار صنعاء، طلب عدم الكشف عن اسمه ، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن الطائرة غادرت وعلى متنها 151 مسافراً معظمهم من المرضى، بينهم مسافرون يحملون وثائق سفر صادرة من مناطق سيطرة الحوثيين. وأشار إلى أن الطائرة ستهبط في عمان، ومن المفترض عودتها من عمان لنقل المرضى والعالقين هناك إلى مطار صنعاء مساء اليوم.
من جانبها، قالت قناة المسيرة الفضائية الناطقة باسم الحوثيين، إن إدارة المطار أكدت أن "الرحلات التجارية ستنتظم خلال الأيام القادمة إذا لم يتم عرقلتها من قبل تحالف العدوان"، في إشارة إلى التحالف العسكري الذي تقوده السعودية.
جدير بالذكر أن التحالف الذي تقوده السعودية، يفرض حظراً جوياً على حركة الملاحة في مطار صنعاء منذ عام 2016، مستثنيا الرحلات الأممية.
ويتهم الحوثيون المدعومون من إيران الرياض بفرض "حصار" على اليمن في حين يقول السعوديون إنهم يريدون منع تهريب الأسلحة إلى المتمردين.
وفي 24 نيسان / أبريل الماضي، أعلنت الخطوط الجوية اليمنية تأجيل أول رحلة تجارية لها منذ ست سنوات من مطار صنعاء، بسبب عدم الحصول على تصاريح تشغيل من التحالف، وذلك عقب رفض الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، استخدام المسافرين جوازات سفر صادرة من مناطق سيطرة الحوثيين. والخميس الماضي، أعلنت الحكومة موافقتها على تسيير رحلات من مطار صنعاء إلى الأردن، بجوازات سفر صادرة عن الحوثيين خلال فترة الهدنة.
جدلية الحرب والحياة.. مشاهد من صراع اليمنيين من أجل البقاء
من وسط المأساة يتعطش اليمنيون لحياة طبيعية، فلا تكاد وطأة الحرب تخِفّ حتى تبدأ الحياة بالانتعاش فتفتح أسواق وحدائق ويعود كثيرون إلى بيوتهم بعد نزوحهم عنها. جولة مصورة تعكس إصرار اليمنيين على الحياة وصراعهم من أجل البقاء.
صورة من: Essa Ahmed/AFP/Getty Images
يعاني سكان اليمن عموما ليس فقط من شح المياه ولكن أيضا من صعوبة الوصول إليها. مصدر الماء الآبار والأمطار الصيفية، وضاعفت الحرب من معاناة الحصول عليها...
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
والحصول على المياه النظيفة، في بعض الأحيان، صار هما من هموم اليمنيين الكثيرة. ويضطر السكان لشراء المياه، أو الاعتماد على فاعلي الخير الذين يوزعون المياه في حاويات موزعة في شوارع المدينة.
صورة من: Farouk Moqbel
خلّف النزاع في اليمن عشرات آلاف من القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة الإنسانية وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح نحو 3.3 ملايين شخص. والمأساة ما تزال مستمرة..
صورة من: Farouk Moqbel
أطفال اليمن هم أكثر الفئات تضررا من الحرب وتداعياتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وقدرت اليونيسيف أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في اليمن قد يصل إلى 2.4 مليون بنهاية عام 2020.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
من أسباب الوضع الكارثي على سكان اليمن انهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، ووجود إصدارين من العملة الوطنية (قديم وجديد)، وما نجم عن ذلك من ارتفاع جنوني في أسعار السلع المستوردة. وزاد الوضع المعيشي تعقيدا عدم صرف مرتبات موظفي الدولة منذ سنوات، وفقد الآلاف لمصادر دخلهم.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
الحصول على الاحتياجات الأساسية بات مهمة شاقة في الكثير من الأحيان. أزمات إسطوانات الغاز المنزلي المتكررة شاهد على تردي الخدمات.
صورة من: Farouk Moqbel
عادت بعض الأسر اليمنية إلى استخدام الأدوات التقليدية كالحطب بسبب أزمات الخدمات المتكررة والأوضاع الاقتصادية الصعبة
صورة من: Farouk Moqbel
يطل اليمن على البحرين الأحمر والعربي الغنيين بالثروة السمكية، لكن غلاء الأسعار والمعارك وارتفاع تكاليف الصيد والنقل والمخاطر الأمنية جعلت الحصول على السمك رفاهية لا يستطيع المعدم أن يحلم بها (الصورة من عدن)
صورة من: Getty Images/AFP/S. Al-Obeidi
حتى تصل الأسماك إلى "سوق الصيد" في مدينة تعز (جنوب غرب اليمن) تكون أسعارها قد تضاعفت.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
ترتفع أسعار المواد الخضار والفواكه خصوصا في المدن التي تدور داخلها أو حولها المعارك، مثل مدينة تعز (الصورة). وفي هذه الحالة يلجأ الباعة إلى إدخال المواد الغذائية من خلال طُرُق بديلة وعرة ملتفة وهو ما ينعكس على ارتفاع أسعارها.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
المقابر في اليمن تحولت إلى مزارات تشبه الحدائق، لكنها ليست للفسحة، بقدر ما هي تعبير عن زيادة أعداد قتلى الحرب أو موتى الأمراض والأوبئة.
صورة من: Farouk Moqbel
على الجانب الموازي هنا الفرح فوق ركام الحرب! شباب يحتفلون في عرس في الشارع. الموسيقى تصدح وتطغي أحيانا على صوت الرصاص. لكن في اليمن إطلاق الرصاص ليس فقط بسبب الحرب، ففي الأعراس يطلق الرصاص عادة في الجو للتعبير عن الفرح، إلأ أن ذلك اصبح يثير الرعب لدى البعض بسبب الحرب.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
رغم الحرب والأوضاع الصعبة، وقيود العادات والتقاليد الاجتماعية والتضييق على الحريات، إلا أن الحياة تستمر. شباب وشابات قرروا أن يعزفوا للحب وللحياة ولمستقبل أفضل..
صورة من: Safia Mahdi/DW
13 صورة1 | 13
وأكدت أن موافقتها هذه "جاءت انطلاقاً من التزامها الكامل بخدمة اليمنيين وتخفيف معاناتهم التي تسبب فيها انقلاب ميليشيا الحوثي منذ عام 2014، ورفضه لكل الحلول السياسية".
وأعلن المبعوث الأممي هانس غروندبرغ عن بدء الهدنة مطلع نيسان / أبريل الماضي لمدة شهرين قابلة للتمديد، تتضمن وقف العمليات العسكرية وتسيير رحلات جوية محددة مسبقاً من مطار صنعاء، وفتح الطرق في محافظة تعز المحاصرة من الحوثيين.