بعضها شُطبت ديونه.. دول عربية استفادت من القروض الألمانية
١٦ يونيو ٢٠٢٤
ألمانيا تقرض ثم تشطب ثم تقرض مجددا. دول عربية تستفيد من الديون الألمانية، منها من استفاد من شطب أزيد من مليار يورو. فمن يكون في القائمة، وهل تغير ألمانيا سياساتها بسبب الأزمة الاقتصادية في البلد؟
إعلان
تعد ألمانيا من أكثر دول أوروبا إقراضًا للدول الفقيرة أو المتوسطة الدخل، فهي تقرض حالياً ما مجموعه 12.2 مليار يورو لعدد من دول العالم. أولها مصر بمبلغ 1.4 مليار يورو كلها عبر التعاون المالي، ثم هناك الهند بمبلغ 1.1 مليار يورو والصين بمبلغ 838 مليون يورو وزيمبابوي بمبلغ 889 مليون.
لكن ألمانيا كذلك من أكثر الدول التي تتخلى عن قروضها وتقوم بإلغائها دون التوصل بها، وقد وصل الرقم حالياً إلى 15.8 مليون يورو منذ عام 2000.
هذا الرقم الأخير تم الإعلان عنه من طرف وزارة المالية الفيدرالية الألمانية التي أكدت أن هذه القروض تم شطبها وذلك ردًا على سؤال من عضو البرلمان الألماني شتيفان براندنر من حزب "البديل" اليميني الشعبوي المعارض (AfD).
ما هي الدول المستفيدة من شطب الديون؟
أكبر دولة استفادت من شطب الديون هي العراق التي تم التخلي عن مطالبتها بـ 4.7 مليار يورو، ثم نيجيريا بمبلغ 2.4 مليار يورو، ثم الكاميرون بمبلغ 1.4 مليار يورو وزامبيا بـ 1.1 مليار يورو. وفقًا لبيانات أطلعت عليها DW عربية من موقع وزارة المالية الألمانية.
وبالنسبة للبلدان العربية، تعد مصر ثاني دولة يتم تشطيب ديونها بحوالي مليار يورو، تليها السودان بـ 224 مليون والأردن بـ 290 مليون. ومن الجدير بالذكر أن نسب بعض الدول العربية ضعيفة جداً في شطب الديون، مثل تونس بمبلغ 30 مليون يورو واليمن بـ 92 مليون يورو وسوريا بـ 70 مليون يورو والجزائر بمبلغ 1.5 مليون يورو.
وفي قائمة الدول العربية التي تقترض من ألمانيا، نجد سوريا بمبلغ 458 مليون والسودان بـ 359 مليون والمغرب بمبلغ 274 مليون والعراق بـ 316 وتونس بـ 161 والسلطة الفلسطينية بـ 15 مليون.
وعن أهداف شطب جزء من هذه الديون، تقول وزارة المالية الألمانية إن ذلك يسمح بتخفيف عبء الديون ويدعم اقتصاد هذه الدول، كما يجعلها قادرة على الوفاء بجزء من ديونها. وتقدم ألمانيا نسبة من هذه الديون عبر آليات التعاون داخل مجموعة الدول السبع الكبرى.
ديون للخارج وأزمة في الداخل
لكن شطب هذه الديون لا يعجب بعض أطراف المعارضة الألمانية، حيث قال براندر أن ألمانيا حاليا تحتاج إلى كل سنت بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، مشيراً إلى أن بعض الدول التي تم شطب ديونها لم تف بإعادة الأموال في مرات لاحقة، مما يعني أن استمرار شطب ديونها يشجعها على طلب المزيد من القروض.
وحسب أرقام صندوق النقد الدولي، فإن 60 بالمئة من الدول منخفضة الدخل، تعاني حاليا من ديون كبيرة، وهي وضعية جديدة لم تكن بهذا السوء على الأقل عام 2015. ويبلغ مجموع هذه الديون 600 مليار دولار في 73 دولة فقيرة عبر العالم.
ويقترب مبلغ الديون المستحقة لفائدة ألمانيا، أي 12.2 مليار يورو، من رقم العجز في الموازنة العامة الألمانية لهذا العام ، وهو 17 مليار يورو، إثر أزمة كبيرة تسبب فيها قرار المحكمة الدستورية الاتحادية عدم قانونية إعادة تخصيص أموال من مكافحة جائحة كورونا لصالح جهود مكافحة التغير المناخي في ميزانية عام 2021، وهو القرار الذي صدر نهاية العام الماضي وألقى بظلاله على موازنة هذا العام.
وارتفع حجم الديون السيادية لألمانيا عام 2023 بـ77.3 مليار يورو أو بنسبة 3.3 %، وبلغ إجمالي ديون الحكومة الاتحادية والولايات والبلديات وشركات التأمين الاجتماعي بحلول نهاية العام الماضي إلى 2445.5 مليار يورو.
ضغوط جديدة على الحكومة
كما خفضت أبرز المعاهد الاقتصادية الألمانية بشكل كبير توقعاتها لنمو إجمالي الناتج الداخلي للعام 2024 متوقعة أن يبلغ 0,1%، بسبب أزمة اقتصادية هيكلية يعاني منها الاقتصاد. وتعدّ هذه التوقعات أقل بكثير من نسبة 1,3% التي كانت متوقعة العام الماضي.
وتعود مشاكل الاقتصاد الألماني بشكل كبير إلى ارتفاع معدلات التضخم منذ غزو روسيا لأوكرانيا، وما تبع ذلك من ركود اقتصادي عالمي، وتراجع قيمة التصدير من ألمانيا، وارتفاع أسعار الطاقة، وتراجع الاستهلاك المحلي، ونقل كثير من الشركات لعملياتها خارج أوروبا بسبب ارتفاع التكاليف، فضلا عن مشاكل تخصّ اليد العاملة، والإنفاق الكبير في القطاع الاجتماعي، وكلفة الانتقال الطاقي الذي تقوده ألمانيا في أوروبا.
ويبحث حزب البديل من أجل ألمانيا، وهو حزب شعبوي، عن المبررات لزيادة الضغط على الحكومة الحالية التي حققت أحزابها أرقامًا سيئة في انتخابات الاتحاد الأوروبي الأخيرة، في حين حقق هذا الحزب اختراقًا كبيرً ا بوصوله إلى المركز الثاني، ويُعتبر أحد الأحزاب الأكثر شعبية لدى الشباب.
كما تعاني الحكومة الألمانية من ضغوط من قبل أكبر حزب معارض وهو الاتحاد المسيحي الديمقراطي ، الذي بدوره أصبح يتبنى مواقفًا متشددة تجاه الإنفاق في التعاون الدولي ودعم الدول ذات الدخل المتوسط أو الفقير.
ع.ا
نهاية حقبة المستشارة ميركل ـ 16 عاماً على دفة القيادة
بعد 16 عاما من وجودها في السلطة وإجراء الانتخابات البرلمانية في عام 2021 تنتهي حقبة أنغيلا ميركل. قادت أربع حكومات وأدارت أزمات صعبة بحنكة سياسية أبهرت العالم وكانت أول امرأة في تاريخ بلادها تشغل منصب مستشارة ألمانيا.
"تلميذة كول"
كان المستشار الألماني الأسبق، هيلموت كول، يطلق على أنغيلا ميركل، لقب "تلميذة". لم تخرج ميركل من عباءته إلا بعد فترة طويلة في عام 2001، عندما كان الحزب المسيحي الديمقراطي CDU في المعارضة، وكانت ميركل زعيمة الحزب، غير أن فرصتها الكبيرة لم تأت إلا عام 2005.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Altwein
بداية متعثرة
بفارق ضئيل فاز الاتحاد المسيحي الديموقراطي وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي CSU على الحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD بقيادة المستشار غيرهارد شرودر في انتخابات عام 2005. سجل الحزب المسيحي الديمقراطي بقيادة المرشحة لمنصب المستشارة، أنغيلا ميركل أسوأ نتيجة له منذ عام 1949. هذه الظروف كانت لا تبدو جيدة في بداية مشوار أي مستشار جديد، لكن ميركل سرعان ما ثبتت أقدامها بين كبار الساسة.
صورة من: dpa
أول مستشارة في تاريخ ألمانيا
في نهاية المطاف، أتفق التحالف الاتحاد المسيحي مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي تشكيل تحالف كبير. شرودر هنأ المستشارة الجديدة أنغيلا ميركل، التي تم انتخابها في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2005 من قبل البرلمان الألماني كأول مستشارة امرأة في تاريخ ألمانيا، وأصغر سياسية، والأولى من ألمانيا الشرقية سابقا، وأول عالمة فزياء في هذا المنصب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Reiss
الهيمنة على المشهد السياسي
تمكنت ميركل من الهيمنة على الساحة السياسة بسرعة. في قمة مجموعة الثماني في عام 2007، استقبلت رؤساء دول وحكومات أهم سبع دول صناعية وروسيا في منتجع هيليغيندام على بحر البلطيق، ومازحت الرئيس الأمريكي آنذاك، جورج بوش (إلى اليسار) والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. من الناحية الجيوسياسية، فقد كانت أجواء عالم السياسية في هذه الفترة أفضل بكثير مما هي عليه اليوم.
صورة من: AP
لعبة الألوان والسياسة
مظهر وأزياء المستشارة، ملفتة للنظر أيضاً، فهي دائما ما تطل بسترات ذات ألون معينة وعادة ما يظل لون البناطيل التي ترتديها غامق اللون، وما يتغير هو لون السترة فقط. بسبب تغير الألوان هذا، يعتقد الخبراء أنهم يستطيعون معرفة الحالة المزاجية للمستشارة أو الرسالة التي تحاول نقلها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schreiber
الأكثر شعبية داخل الاتحاد الأوروبي
في بداية الأزمة المالية، صعدت شعبية ميركل بسرعة وتحولت إلى رقم واحد بلا منازع في الاتحاد الأوروبي. هنا في خريف عام 2008، تظهر ميركل بابتسامة لطيفة أمام اثنين من مفتولي العضلات على المسرح الأوروبي، الرئيس الفرنسي آنذاك، نيكولا ساركوزي (في المقدمة) ورئيس الوزراء الإيطالي في ذلك الحين، سيلفيو برلسكوني.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Cerles
التعامل مع الأزمة المالية
عندما ازدادت ديون العديد من الدول الأوروبية، وأصبحت العملة الموحدة في خطر، وافقت ميركل على مساعدات مكثفة، لكنها في المقابل طالبت بإجراءات تقشفية في البلدان المعنية، ما أثار نقمة على ميركل هناك أعاد الذكريات المرة، خاصة في اليونان، حيث قارنت الصحف اليونانية تعاملها بالاحتلال النازي إبان الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Panagiotou
منبر الشعب
هي متحدثة متمكنة، حب الظهور لا يعنيها كثيراً، غالباً ما تبدو صلبة، وحازمة في سياستها، لكن أسلوبها الرصين والواقعي والمتواضع يروق للكثيرين، وإلا لما كانت ستستطيع أن تدير الأمور في بلادها كل هذه السنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gentsch
"ماما ميركل"
في مرحلة ما اطلق عليها لقب "ماما ميركل". وطبعا ليس المقصود الأم بل أم الأمة، إنه نوع من السخرية أو المحبة وهو تقليد قديم. إذ لم يعد هذا الوصف يستخدم من قبل الصغار اليوم. الأم تعطي الاهتمام والعناية، ما يبدد الخوف. أما الجانب السلبي لهذا الوصف، هو أن الأطفال يبقون دائماً أطفالًا ولا يحب الجميع هذا.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Anspach
"يمكننا فعل ذلك"
أكثر ما اشتهرت به أنغيلا ميركل، هو جملتها الشهيرة "يمكننا فعل ذلك"، التي قالتها إبان موجة اللاجئين.، عندما أبقت الحدود مفتوحة أمام اللاجئين والمهاجرين في عامي 2015 و2016. لذلك اعتبرها البعض بمثابة قديسة لكن البعض الآخر أنتقدها بشدة. الانقسام في تقييم سياستها تجاه اللاجئين ما يزال قائما حتى اليوم.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
"شخصية العام" 2015
في عام 2015 ، أطلقت مجلة "تايم" على ميركل لقب "شخصية العام" وحتى "مستشارة العالم الحر"، بسبب قدرتها على الإدارة في المواقف الصعبة، بدءاً من تعاملها مع الأزمة المالية العالمية ومروراً بأزمة اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Time Magazine
ملهمة النساء
ميركل هي أول امرأة في المستشارية، لكنها لم تجعل من ذلك قضية سياسية كبرى لها، غير أنه بفضل دعمها كان لبعض النساء مسيرة مهنية بارزة في الحكومة الألمانية. من أبزر الأسماء النسائية البارزة في المشهد السياسي الحالي: أنغريت كرامب كارينباور (رئيسة الاتحاد الديمقراطي المسيحي ووزيرة الدفاع)، و أورزولا فون دير لاين (رئيسة المفوضية الأوروبية)، وجوليا كلوكنر (وزيرة الزراعة).
صورة من: picture-alliance/M. Schreiber
المصلحة الوطنية
ميركل متحفظة ولا تظهر آراءها السياسية أو الشخصية بشأن رؤساء الدول والحكومات، وفي أغلب الأحيان تعبر عن آراء غامضة للغاية. هي تحرص في تعاملها على ما تقتضيه المصلحة الوطنية.
صورة من: picture-alliance/C. Hartmann
الغرور ليس من صفاتها
تعلم كم يبلغ ثمن لتر من الحليب!. حتى بعد سنوات من توليها منصب المستشارة، لم يغر ذلك شيئاً من أنغيلا ميركل. هنا في عام 2014 زارت أحد المحلات التجارية في برلين مع ضيفها المسؤول الصيني لي كه تشيانغ. لكنها شوهدت أيضا وهي تتسوق وحدها، كربة منزل.
صورة من: picture alliance/dpa/L.Schulze
سر حركة اليد المقبوضة
اشتهرت ميركل بحركة اليد المقبوضة، ولا أحد يعلم ما الذي تخفيه تلك الحركة. هي نفسها تقول إن الحركة تساعدها في الحفاظ على الجزء العلوي من جسمها مستقيماً ولا توجد رسالة أخرى من وراءها. على أي حال، استخدم الحزب المسيحي الديمقراطي حركة اليد على هذا الملصق الضخم خلال الحملة الانتخابية الألمانية لعام 2013 للتعبير عن الثقة والهدوء.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Simon
حياة ميركل الخاصة
لا يُعرف سوى القليل عن حياة ميركل الخاصة. إنها لا تكشف الكثير عنها، وربما لا يهتم الناس بذلك. نعلم، على سبيل المثال، أن ميركل وزوجها يواخيم زاور، العالم الفيزيائي أيضاً (في الصورة) يقضيان كل سنة إجازة عيد الفصح في جزيرة إيشيا الإيطالية، لكن هذا لم يكن ممكنا هذا العام بسبب الجائحة.
صورة من: picture-alliance/ANSA/R. Olimpio
إدارة أزمة كورونا
لقد غير الوباء الكثير في ألمانيا، ليس فقط طقوس إجازة المستشارة. ولطالما تعرضت سياسة ميركل الجادة والموضوعية للانتقادات، لكن تعاملها مع الوباء قد سجل أيضاً أرقاماً قياسية جديدة في شعبيتها.
صورة من: Johanna Geron/Reuters
تراجع تأييد حزبها
في السنة الأخيرة من فترة ميركل، عانى تحالفها المسيحي من سلسلة من الفضائح، لكن أكثرها تأثيرا على صورته كانت فضيحة الكمامات بعد الكشف عن أن مسؤولين من الحزبين المسيحيين تلقوا أموالا ضخمة من شركات لأجل فوز هذه الأخيرة بصفقات أعلنتها الحكومة حول توريد الكمامات.
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
دمية ميركل
تحولات مهمة في المشهد السياسي الألماني، أفرزتها نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وذلك بحلول حزبها ثانيا أمام الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وقبيل رحيلها أقبل الألمان على شراء هذه الدمية والتي تذكر بحركة اليد التي اشتهرت بها.