يدور الحديث في تقرير عن حقوق الإنسان في ألمانيا حول لاجئين ذوي إعاقة وأطفال سجناء. وكلا المجموعتين لا يمكن أن تعبراعن نفسيهما، وتظلان بالتالي بعيدتين عن انظار الرأي العام.
إعلان
تجارة البشر وسوء المعاملة داخل دور اللاجئين وظروف مخالفة لحقوق الإنسان داخل السجون وإقصاء مهين لأشخاص ذوي إعاقة ـ نعم نحن نتحدث عن ألمانيا عندما يتعلق الأمر بهذه الظروف السيئة.
معهد حقوق الإنسان أصدر مؤخرا تقريره الثاني حول وضع حقوق الإنسان في ألمانيا ـ بتفويض من البرلمان ومجلس الشيوخ ، لأن احترام حقوق الإنسان " مهمة قائمة باستمرار"، كما تؤكد مديرة المعهد بيآته رودولف. نقطتان رئيسيتان تطرق لهما التقرير هذا العام: اللاجئون ذوو الإعاقة وأطفال السجناء. وبهذا توضع مجموعتان في الواجهة وهما في العادة لا تثيران اهتماما كبيرا لدى الرأي العام ـ ويتم بالتالي إهمال حقوقهما الأساسية. وكيف يشعر الطفل الذي يقبع أبواه في السجن؟ بيآته رودولف تقول إن هؤلاء الأطفال يواجهون خطرا الإصابة بأمراض نفسية بشكل كبير. ويجب الانتباه " أن لا يتعرض الأطفال للعقوبة". ويطالب معهد حقوق الإنسان على هذا الأساس مؤسسات السجن بأن تضمن للأطفال اتصالا مباشرا مع كلا الأبوين. ويتم حسب كل ولاية منح ساعة أو أربع ساعات كوقت زيارة. "هذه الزيارات يتم اعتبارها في المقدمة كحق لأحد والدي المعتقل، ولا تتماشى مع حاجيات الأطفال"، كما تنتقد رودولف التي تطالب بحجرات زيارة مناسبة للأطفال يتمكنون مثلا من اللعب داخلها.
لا لحواجز حرية داخل دور اللاجئين
وقد يواجه بعض الأشخاص ذوي الإعاقة صعوبات في المطالبة بحقوقهم. وهذا ينطبق على الكثير من اللاجئين الذين لا يتحدثون في البداية الألمانية ولا يعرفون أي حقوق يمكن لهم المطالبة بها. وتحدثت بيآته رودولف عن حالة شاب كبُر مع شلل تشنجي. وفي سن الـ 13 من عمره قدم هشام برفقة والدته وأخته الصغيرة إلى ألمانيا. ودار الإيواء الأولى لطالبي اللجوء التي استقرت فيها العائلة الصغيرة طرحت للشاب ووالدته مشاكل، لأن مكان الطبخ والمراحيض تقع في طابق آخر بعيدا عن حجرات الإقامة.
وعلى هذا النحو فإنّ الأم مجبرة على حمل ابنها عدة مرات في اليوم بين الطابقين. وبعد مرور سنتين أقامت العائلة في دار خالية من الحواجز، وهشام حصل على مكان لنصف يوم في مدرسة. وإلى حد اليوم لم يحصل هشام على كرسي متحركٍ. ومعهد حقوق الإنسان يرغب في إثارة الانتباه إلى هذا النوع من الحالات. فالكثير من اللاجئين يعانون من الإعاقة بسبب الإصابات في الحرب أو أنهم تلقوا صدمات. لكن الإعاقات لا يتم الاعتراف بها في الغالب، إذ لا توجد "أساليب للتعرف المنهجي على حاجيات الناس المحتاجين للحماية" كما تلاحظ المتحدثة باسم المعهد.
النقاش حول الترحيل مثير
وانتقى معهد حقوق الإنسان- بتسليطه الضوء على اللاجئين ذوي الإعاقة وأطفال السجناء- إشكاليتين لا تظهران اجتماعيا للعيان في غالب الأحيان. وفي تموز/ يونيو المنصرم عرض المعهد حصيلة مؤقتة حول الاتجار بالبشر تفيد بأنه يوجد في ألمانيا قدر من الاستغلال في العمل يجعل الحدود الفاصلة عن تجارة البشر منعدمة.
كما أن العنف ضد النساء أو النقص في مراكز مستقلة لتقديم شكاوى ضد الشرطة موضوعات مطروحة لم يغطها التقرير السنوي، لكنها خضعت للدراسة خلال العام من قبل المعهد. والهرب الذي شكل في التقرير السنوي السابق موضوعا رئيسيا مازال موضوعا كبيرا مرتبطا بحقوق الإنسان في ألمانيا. وأن تناقش أحزاب الاتحاد المسيحي في ألمانيا بشكل جدي ترحيل اللاجئين السوريين إلى ديارهم تعتبره مديرة المعهد "مثيرا للغاية".
ليا فوث/ م.أ.م
وجوه بريئة تروي قصصا ومآسيَ إنسانية
قام المصور دانييل زونينتاغ بمهمة إنسانية خاصة، للكشف عن الروح في الصور التي تنشرها وسائل الإعلام للاجئين مجهولين. وكانت النتيجة مجموعة من الصورة المؤثرة بعنوان "لديهم أسماء".
صورة من: Daniel Sonnentag
هذه الطفلة الجميلة تدعى شهد، تسكن في وسط برلين حيث قام دانييل بالتقاط صور لأطفال لاجئين ونشرها في مجموعة بعنوان "لديهم أسماء". وعن سبب قيامه بهذا العمل يقول "أريد أن أقدم للجمهور الإنسان الحقيقي خلف كلمة (لاجئ)، وأنا متأكد عندما يتواصل الناس فيما بينهم ويتحدثون مع بعضهم سيجدون الكثير من الأمور المشتركة".
صورة من: Daniel Sonnentag
إلهام طفلة كردية سورية في التاسعة من عمرها. لاحظ المصور دانييل ما تخفيه عيناها من حزن عميق، إلا أنها قد تبدو سعيدة في أوقات أخرى كباقي الأطفال من عمرها، حين تلعب بمرح وتضحك. أشار دانييل إلى أن ما يميز هذه الطفلة هو أنها "عندما تكون سعيدة هناك مزيج من السعادة والحزن يظهر في ملامحها بشكل مميز وغريب جداً".
صورة من: Daniel Sonnentag
يبلغ علي الرابعة من عمره تقريباً، جاء من العراق مع عائلته إلى ألمانيا حيث رُفض طلبهم باللجوء. وهم الآن في خضم عملية الإجراءات القانونية بعد الطعن بقرار الرفض والحصول على حق اللجوء. وينتظر علي مع عائلته الحصول على حق اللجوء والإقامة في ألمانيا من أكثر من سنة.
صورة من: Daniel Sonnentag
زينب (8 سنوات) ورقية (6 سنوات) من العراق. يصف زونينتاغ الوضع الإداري الخاص بأوضاع اللاجئين بأنه "فوضوي"، بالرغم من مساعي العديد من المنظمات الخيرية للتخفيف من وطأة هذه الفوضى. ويقول إن "مشكلة الفوضى لا تشكل سوى جزء من المشاكل اليومية الهائلة التي يواجهها اللاجئون، مثل الفشل الإداري ومعاداة الأجانب المتفاقمة وغيرها الكثير من المآسي".
صورة من: Daniel Sonnentag
قام زونينتاغ بالتقاط صورة له مع زينب، ويصفها بقوله "زينب، ذكية جداً وناضجة جداً بالنسبة لعمرها". كالعديد من الأطفال في مركز الإيواء، تعلمت اللغة الألمانية بسرعة كبيرة، اللغة التي يواجه البالغون صعوبة بالغة في تعلمها، لذلك أثبتت برامج التبادل اللغوي مع الألمان نجاحاً باهرا في تعلم اللغة".
صورة من: Daniel Sonnentag
هذه الطفلة الجميلة هي ألما عمرها 6 سنوات مع والدها أحمد. يعتقد زونينتاغ بأن الطريقة الأمثل لمساعدة الناس هي بالتوجه إلى مراكز الإيواء وتقديم المساعدة لهم. ويضيف "لدينا كلنا الأساسيات نفسها، نحن نأكل ونشرب وننام. وكلنا نسعى لرعاية عائلاتنا في بيئة آمنة ومناسبة. وبتواصل وتحدث الناس مع بعضهم سيدركون حجم الأمور المشتركة بينهم، لأننا جميعنا بشر".
صورة من: Daniel Sonnentag
زهراء..وصف المصور الطفلة زهراء بكلمات بسيطة: "زهراء طفلة مشاغبة، حالمة، رقيقة. تتمتع بقلب كبير ينضح بالحب". هذه هي زهراء من العراق التي لا تتجاوز السابعة من العمر.
صورة من: Daniel Sonnentag
آية (6 سنوات) وأخوها حمزة (7 سنوات) من سوريا. يعيشان في ألمانيا مع أختهما الصغرى ألما، وأخيهم الأصغر ريان (6 أشهر). يصف زونينتاغ حمزة بقوله "حمزة طفل رائع وحساس جداً"، ويضيف "يعيش حمزة في كنف والدين رائعين، لذلك سيكبر ليصبح رجلاً صادقا وقوياً".
صورة من: Daniel Sonnentag
كان المركز الدولي للمؤتمرات في برلين يعتبر من أكبر المراكز عالمياً. أغلق عام 2014 لصيانته وتنظيفه من مخاطر التلوث، وقد أعيد اقتتاحه مطلع العام الجاري ليصبح مأوى لأعداد كبيرة من اللاجئين، يقدر عددهم اليوم بما يقارب 600 شخص يعيشون في هذا المركز من مختلف الدول: سوريا، العراق ، أفغانستان، إرتيريا، ودول البلقان. (غوري شارما/ ريم ضوا)