في خطوة غير تقليدية لمكافحة أكبر تفشٍ لحمى شيكونغونيا، استعان علماء في الصين بالبعوض العملاق آكل الحشرات، فهل تنجح الخطة؟ وما هي هذه الحمى الفتاكة؟
يقف بعوض النمر الأسيوي وراء انتشار حمى شيكونغونيا الذي يشمل أعراضه حمى شديدة وآلاما حادة في المفاصل.صورة من: BSIP/picture alliance
إعلان
في الصين ، أطلق علماء، يكافحون أكبر حالة انتشار لوباء"حُمّى شيكونغونيا" في البلاد، أسراباَ من البعوض العملاق المسمى "بعوض الفيل"، الذي تلتهم يرقاته البعوض الآخر الأصغر حجما، الذي يسبب حمى شيكونغونيا، مثيرا الذعر في مقاطعة غوانغدونغ جنوب البلاد.
وأشارت الوكالة إلى أن طول "بعوض الفيل" يبلغ نحو سنتيمترين، وينتمي إلى فئة الحشرات الشرهة، إذ تتغذى يرقاته على الحشرات الأصغر حجمًا، بما في ذلك البعوض الناقل للفيروسات.
وذكرت "بلومبرغ" أن خبراء الصحة في الصين يأملون أن تساهم بعوضة الفيل في الحد من تفشي فيروس شيكونغونيا ، الذي ينتشر بسرعة مقلقة. وأشارت إلى أن لجوء السلطات إلى هذا النوع من البعوض يُعد مؤشرا ضمنيا على يأسها من السيطرة على تفشٍ غير مسبوق للوباء.
وأفادت الوكالة بأن فريقا بحثيا من كلية تشونغشان للطب في مقاطعة غوانغدونغ أطلق يرقات "بعوض الفيل" لتتغذى على بعوضة الحمى الصفراء أو الزاعجة، وهي الناقل الرئيسي لفيروسات شيكونغونيا وحمى الضنك وزيكا والحمى الصفراء.
وأكدت أن هذه اليرقات لا تلدغ البشر.
ما هي أعراض حمى شيكونغونيا؟
وكانت منظمة الصحة العالمية قد دعت، في نهاية الشهر الماضي، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتفادي تفشٍ كبير لفيروس شيكونغونيا، ومنع تكرار ما حدث قبل عشرين عامًا.
وتتشابه أعراض حمى شيكونغونيا مع أعراض حمىالضنك وفيروس زيكا، مما يصعّب عملية التشخيص، وفقا للمنظمة.
وتشمل الأعراض حمى شديدة وآلامًا حادة في المفاصل، قد تكون منهكة وتستمر لفترات طويلة، فيما تُعد حالات الوفاة نادرة.
عودة لموجة الانتشار قبل 20 عاما؟
وقالت ديانا روخاس ألفاريز، رئيسة فريق منظمة الصحة العالمية المعني بالعوامل الفيروسية المنقولة عبر الحشرات، إنه "بين عامي 2004 و2005، اجتاح تفشٍ كبير لشيكونغونيا المحيط الهندي، وأصاب أعدادا كبيرة من سكان الجزر الصغيرة، قبل أن ينتشر في أنحاء العالم ويصيب نحو نصف مليون شخص".
وأضافت ألفاريز أنه "كما حدث قبل عشرين عامًا، ينتشر الفيروس حاليا إلى دول أخرى في المنطقة، مثل مدغشقر، و الصومال و كينيا"، مشيرة إلى أن انتقاله يحدث أيضًا في جنوب آسيا.
الجانب المضيء من البعوض.. هكذا يفيد الإنسان والطبيعة
يتضايق الناس من لدغات البعوض خصوصا في فصل الصيف، لكن هذه الحشرات لها كذلك جانب إيجابي في حياة الإنسان. فما هو هذا الجانب؟ تابعوا هذه الصور.
صورة من: David Spears/Ardea/imago images
ليس كل البعوض ضارا للبشر
من الناحية العملية لا يمكننا قتل كل البعوض على هذا الكوكب. هناك آلاف الأنواع، لكن فقط بضع مئات منها تنشر أمراضا قد تكون خطيرة للإنسان والثدييات كأمراض الملاريا وزيكا وحمى الضنك والشيكونغونيا. لكن فقط أنثى هذا النوع من البعوض هي تسبب الضرر، كما أن بقية أنواع البعوض تجلب فوائد محتملة للنظام البيئي والحياة وتساعد في مجال الأبحاث الطبية.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
لماذا لدغ الجلد؟
أنثى البعوض تمتص الدم لأجل الحصول على البروتين اللازم للإخصاب، ولهذا تلدغ الإنسان والحيوان وحتى الطيور. لكن عموما يتغذى البعوض على نكتار الورود، وبهذه الطريقة يساعدها على التلقيح، خصوصا الورود والنباتات المائية حيث يقضي البعوض غالب وقته.
صورة من: Bruce Coleman/Photoshot/picture alliance
الغذاء المفضل لكائنات كثيرة
يمكن للإنسان أن يقاوم البعوض بسهولة، خصوصا مع انتشار المبيدات الحشرية، لكن كذلك تساعدنا الطبيعة، فعدد من أنواع الطيور والأسماك والضفادع والعناكب وغيرها تتغذى على البعوض. الخبراء يقولون كذلك إن هذه الكائنات قد تختفي في حال تمت إبادة البعوض.
صورة من: Hinrich Bäsemann/picture alliance
اللدغ ليس كله شراً
يملك البعوض فما شبيها بالمحقنة، وعندما يلدغ البعوض الجلد، بقوم بحقن لعابه داخله حتى لا يتجلط الدم الذي يتم امتصاصه. يقول الباحثون إن كلاهما (خرطوم البعوض واللعاب) مفيد للطب البشري، فالأول يساهم في أبحاث تصميم إبر أفضل (حقن أقل إيلاماً)، بينما قد يؤدي اللعاب الذي يحتوي على بروتين يسمى الأنوفلين، إلى علاجات جديدة لتجلط الأوردة العميقة.
صورة من: dpa/picture alliance
"تنظيف" المياه الراكدة
يضع البعوض اليرقات في المياه الراكدة. يمنح البشر البعوض هذه الأراضي الخصبة مجانًا، غالبًا من خلال الإهمال. لكن اليرقات تقوم أيضًا "بتنظيف" الماء عن طريق تناول النفايات البيولوجية، بما في ذلك الطفيليات الأخرى. بالتأكيد لا تجعل هذه العملية المياه صالحة للشرب، لكن لها فوائد في البحث حول مكافحة التلوث.
صورة من: imago/blickwinkel
خرطوم البعوض
صورة عن قرب لبعوضة الملاريا تُظهِر أعضاء الوخز والملامس، وتستخدمها لاستشعار الروائح وثاني أكسيد الكربون المنبعث من الكائنات الحية. وهذا تستخدمه للحصول على وجبة دم يتم استخلاصها من القشرة المخفية في غلاف خرطوم البعوضة. وأنثى البعوض هي تتغذّى على الدم لأنه ضروري لنضج البيوض، في حين أن الذكر يتغذّى على عصارة النباتات ورحيق الأزهار. إعداد: ذو الفقار عباني/إ.ع