بعيدا عن التجاذب السياسي.. المهاجرون أبطال على شاشات السينما
١ يناير ٢٠٢٤
بغض النظر عن السجالات الدائرة حول موضوع الهجرة واللجوء الذي أصبح يفرض نفسه في وسائل الإعلام وفي الخطاب السياسي، باتت شخصية المهاجر حاضرة بشكل متزايد في أفلام سينمائية يكون فيها بطلاً، لكن الأمر لا يخلو من حملات كراهية!
إعلان
يعرض في 7 شباط/فبراير، فيلم "غرين بوردر للمخرجة البولندية أنييشكا هولاند، حول محن المهاجرين العالقين على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا. أما في السينما الفرنسية ، فتقع قضية الهجرة في صلب فيلم "لا تيت فرواد" (La tete froide) الذي تنطلق عروضه في 17 كانون الثاني/يناير، ويتناول مهربي المهاجرين في جبال الألب.
وبدأ مؤخرا في عدد من الدول الأوروبية عرض على فيلم Io Capitano ("إيو كابيتانو")، للمخرج الإيطالي ماتيو غاروني.
يتناول الفيلم قصة مؤثرة لشابين سنغاليين تجمعهما قرابة عائلية يقرران مغادرة بلدهما والانتقال إلى أوروبا لتحسين حياتهما، فيخوضان رحلة محفوفة بالمخاطر، يمشيان خلالها مسافات طويلة مرهقة في الصحراء، ويعانيان التعذيب في السجون الليبية، ويواجهان لامبالاة أوروبا.
حصل "إيو كابيتانو" على عدد من الجوائز في مهرجان البندقية السينمائي الأخير، واختارته إيطاليا لتمثيلها في السباق إلى جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.
دلالة رمزية
ولهذا الفيلم دلالة رمزية معبّرة جداً في بلد تتولى السلطة فيه حكومة يمينية متطرفة، ويقع على خط المواجهة في موضوع المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا.
يروي الفيلم قصة المراهقين السنغاليين سيدو (سيدو سار) وموسى (مصطفى فال)، وهما قريبان يقرران ترك أسرتهما دون أن ينبسا بكلمة واحدة لتجربة حظهما في أوروبا. غيّر الفيلم حياة ممثله الرئيسي سيدو سار، السنغالي البالغ من العمر 19 عاما والذي كانت بالنسبة له أول تجربة سينمائية نال عنها جائزة أفضل ممثل صاعد في البندقية.
وقال سيدو سار في مقابلة مع وكالة فرانس برس في باريس "كنت أحلم بأن أكون لاعب كرة قدم، لكن مشيئة الله" تسود. تم تصوير الفيلم "إيو كابيتانو" في السنغال لكن أيضا في المغرب، حيث التقى سيدو سار بمهاجرين عالقين هناك، بعد العديد من المحن.
يقول "أكثر ما حفزني لصنع هذا الفيلم هو أنني قلت لنفسي إنه قد يأتي أوروبيون لمساعدة هؤلاء الأشخاص العالقين في المغرب منذ حوالي عشر سنوات (...) الفيلم مهم أيضا لأفريقيا لإظهار ما يحصل هناك ".
أشخاص "يحملون ملحمة معاصرة"
اذا كان موضوع الهجرة حاضرا في وسائل الإعلام والخطاب السياسي في أوروبا، فان ماتيو غاروني فضل أن يتطرق إليه في فيلمه بدون أجواء بؤس . لكن بدون أن يتغاضى عن المخاطر على الحياة خلال مسيرات العبور الشاقة. انتهى الأمر بالشابين بالوصول الى إيطاليا على متن قارب مكتظ جدا.
هؤلاء الأشخاص "يحملون ملحمة معاصرة" كما يقول المخرج البالغ من العمر 55 عاما الذي قام بالتوثيق على نطاق واسع في الموقع، خاصة في السنغال. وقال "عند تأليف هذه القصة، كنت أفكر بمغامرة كبرى تعيدنا الى كونراد، الى جاك لندن أو هوميروس".
وأضاف "لم أصنع هذا الفيلم بهدف تغيير العالم، بل لإعطاء الجمهور الفرصة لعيش هذه المغامرة من منظور مختلف. خلف الأرقام، هناك أشخاص لديهم أحلام مثلنا".
ردود فعل وحملات كراهية
ومثل فيلم "غرين بوردر"، يتساءل فيلم "إيو كابيتانو" عن مسؤولية الأوروبيين. بحسب الأمم المتحدة فان عبور المتوسط هو أخطر طريق هجرة بحرية في العالم مع إحصاء أكثر من 2571 حالة وفاة عام 2023.
في ايطاليا، تم عرض الفيلم في عدة مدارس كما أكد ماتيو غاروني.
لكن عرض الأفلام لا يمر أحيانا بدون إثارة جدل. ففي 2022 رافقت إطلاق فيلم "أنغاجيه" (Engages)، وهو فيلم فرنسي عن المهاجرين في جبال الألب، حملة كراهية موجهة ضد مخرجته إميلي فريش.
أما أنييشكا هولاند (75 عاما) التي حصلت على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في البندقية عن فيلمها "غرين بورد"، فقد تعرضت أيضا لهجمات عنيفة من القوميين البولنديين، قبل أن يخسروا السلطة هذا الخريف في وارسو، وتهديدات بالقتل.
ع.ج.م/أ.ح (أ ف ب)
2023 الأكثر خطورة للاجئين.. معاناة مستمرة ومأساة تتفاقم!
يوما بعد يوم تتفاقم مأساة اللاجئين، ويعتبر 2023 الأكثر مأساوية إذ شهد النصف الأول منه غرق المئات من المهاجرين. في هذه الصور نسلط الضوء على محنة ومعاناة الأشخاص المجبرين على الفرار من أوطانهم بمناسبة يوم اللاجئ العالمي.
صورة من: Fabrizio Villa/Getty Images
الأمل بعيدا عن الديار
اختارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا الشعار: الأمل بعيدا عن الديار، للاحتفال بيوم اللاجئ العالمي لهذا العام. وهي تريد أن تركز فيه على "إﻳﺠﺎد اﻟﺤﻠﻮل ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ وﻋﻠﻰ ﻗﻮة اندماجهم". وترى المفوضية أن ذلك يعد اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻷﻛﺜﺮ "ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ" لتمكينهم من بدء حياة جديدة في اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﻀﻴﻔﺔ ﻟﻬﻢ.
صورة من: Tessa Walther/DW
أسباب عديدة..
أسباب عديدة تجبر الناس على ترك أوطانهم واللجوء إلى دول أخرى طلبا للأمن. ولعل الحروب والنزاعات المسلحة هي السبب الأبرز، إلى جانب الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والاضطهاد لأسباب سياسية أو دينية أو ثقافية أو غيرها من الأسباب الشخصية.
صورة من: Nicoletti/dpa/picture alliance
تغير المناخ والكوارث الطبيعية
المناخ أيضا بات سببا للهجرة والنزوح حول العالم. فالظواهر المناخية المتطرفة والكوارث البيئية مثل الجفاف والعواصف المدمرة والفيضانات حول العالم ولاسيما في النصف الجنوبي للكرة الأرضية الذي يعاني من الفقر والصراعات، تدفع ملايين الناس للهجرة والنزوح ولاسيما للدول المجاورة.
صورة من: Orlando Sierra/AFP/dpa/picture-alliance
110 ملايين نازح ولاجئ حول العالم
ارتفع عدد النازحين حول العالم في عام 2022، جراء الصراعات والمجاعات وتغير المناخ، ليصل إلى مستوى قياسي تجاوز المائة مليون نازح، حسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وتقول المفوضية إن الاتجاه التصاعدي لم يظهر أي علامة على التباطؤ في عام 2023 حيث دفع الصراع في السودان إجمالي عدد النازحين في العالم إلى ما يقدر بنحو 110 ملايين نازح بحلول أيار/ مايو الماضي.
صورة من: Blaise Dariustone/DW
السودان..هروب جماعي من ويلات الحرب
شرّدت الحرب المستعرة منذ شهرين في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أكثر من 2,5 مليون سوداني، بين نازح ولاجئ، ولاسيّما في دارفور. ويعاني السودان أصلا من الصراعات والنزوح منذ اندلاع أزمة دارفور في عام 2003. وبحلول نهاية عام 2022، كان هناك أكثر من 3.7 مليون شخص من النازحين داخلياً، يعيش معظمهم بمخيمات في دارفور. ويعيش 800 ألف سوداني آخر كلاجئين في دول مجاورة مثل تشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا.
صورة من: Gueipeur Denis Sassou/AFP
حرب أوكرانيا
الحرب في أوكرانيا كانت السبب الرئيسي للنزوح في عام 2022. وقد ارتفع عدد اللاجئين الأوكرانيين من 27 ألف لاجئ في نهاية عام 2021 إلى 5,7 مليون في نهاية عام 2022، وهو ما يمثل أسرع تدفق للاجئين في أي مكان منذ الحرب العالمية الثانية، حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
صورة من: Jens Schicke/IMAGO
حلم الفردوس الأوروبي
تعتبر أوروبا الوجهة الأولى للنازحين والمهاجرين من نصف الكرة الجنوبي ويحلم الملايين بالفردوس الأوروبي ويغامرون بحياتهم من أجل ذلك، من خلال محاولة عبور الصحراء الكبرى والبحر المتوسط أو عبر طريق البلقان أو حتى الغابات الشاسعة بين بيلاروسيا وبولندا ودول البلطيق.
صورة من: Flavio Gasperini/SOS Mediterranee/dpa/picture alliance
المتوسط مقبرة المهاجرين
يعتبر عبور البحر الأبيض المتوسط من أخطر الطرق التي يسلكها المهاجرون حول العالم، حيث غرق أو فقد أكثر من 26 ألف مهاجر في البحر المتوسط منذ عام 2014. ولعل عام 2023 كان الأكثر مأساوية حيث شهد النصف الأول من هذا العام غرق مئات المهاجرين، وآخر حادثة مأساة السفينة التي غرقت قبالة السواحل اليونانية وكان على متنها نحو 750 مهاجرا لم يتم إنقاذ سوى 104 منهم.
صورة من: Gianluca Chininea/AFP
عبء كبير على أوروبا
يشكل اللاجئون عبئا كبير على الدول الأوروبية، وهو ما يدفعها للتشدد في هذا الملف والبحث عن حلول وسياسة لجوء مشتركة. وبعد مفاوضات طويلة واجتماعات ماراثونية توصل وزراء داخلية الدول الأعضاء إلى صيغة للإصلاح الشامل لإجراءات اللجوء وملف الهجرة المطروحة منذ سنوات.
صورة من: Darko Vojinovic/dpa/AP/picture alliance
البحث عن شراكات في شمال أفريقيا
يسعى الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق والتوصل إلى شراكات مع دول شمال أفريقيا ويخوض مفاوضات صعبة مع تلك الدول، ويحاول تقديم مساعدات وإغراءات مالية لتلك الدول بغية إقناعها بالتعاون مع أوروبا في التصدي للهجرة غير الشرعية وتدفق المهاجرين. وفي هذا السياق عرض الاتحاد الأوروبي مساعدات بأكثر من مليار يورو على تونس.
صورة من: Italian Premier Office/AP/picture alliance
عبور السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا
السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا يشهد دائما محاولات عبور مستمرة، بعضها جماعية مثلما حدث الصيف الماضي حين حاول مئات المهاجرين عبور السياج الحدودي من المغرب إلى جيب مليلة الإسباني في 24 حزيران/ يونيو 2022، وتصدت لهم قوات الأمن وقتل ما لا يقل عن 37 مهاجرا.
صورة من: Javier Bernardo/AP/dpa/picture alliance
استمرار مأساة اللاجئين السوريين
ورغم مرور 12 عاما على الأزمة السورية ونزوح وملايين السوريين من ديارهم، لا يزال الملايين ينتظرون العودة من مخيمات اللجوء ولاسيما في لبنان والأردن وتركيا إلى ديارهم. فيما يحاول كثيرون منهم عبور الحدود اليونانية التركية للوصول إلى أوروبا.
إعداد: عارف جابو