تشهد العاصمة العراقية بغداد اليوم الثلاثاء أجواء متوترة بسبب تطويق محتجين للمنطقة الخضراء التي تحتضن البرلمان العراقي، الذي يفترض أن يعقد جلسة شاملة لمناقشة القضايا السياسية العالقة.
إعلان
أفادت مصادر عراقية اليوم الثلاثاء (26 نيسان/ أبريل 2016) بأن آلافاً من المتظاهرين من أتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر تجمعوا في محيط المنطقة الخضراء بعد أن اقتحموا جسر الجمهورية نتيجة اكتظاظ ساحة التحرير بالمتظاهرين.
وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية: "لقد عبر المتظاهرون ساحة التحرير باتجاه المنطقة الخضراء عبر جسر الجمهورية بعد اكتظاظ ساحة التحرير بأعداد المتظاهرين في ظل إجراءات أمنية مشددة ".
وأضافت المصادر أن "المظاهرة سلمية وشعاراتها تطالب بالإصلاح الحكومي وعقد جلسة للبرلمان لإعلان تشكيل الحكومة والجميع يرفعون علم العراق".
في غضون ذلك، يعقد البرلمان العراقي في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء جلسة شاملة وسط آمال بأن تعيد وحدة البرلمان بعد الانشقاقات التي شهدها خلال الأسبوعين الماضيين.
وأعلن رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري في رسالة إلى الشعب أن البرلمان سيعقد اليوم جلسة "يعقد عليها الأمل في انتشال البلد من أزمته السياسية التي أظهرت الدولة بموقف حرج أمام المنظمات الدولية التي تعهدت بمد يد العون للدولة شرط استتباب الشؤون السياسية ومتطلبات المصالحة فيه".
وأضاف الجبوري، الذي صوت برلمانيون على إقالته قبل أيام، أن "ما سبق من إجراءات وممارسات واجتهادات سياسية تحت قبة مجلس النواب سيوكل أمر الحكم عليها للدستور والنظام الداخلي في المجلس". ولا يزال نحو مئة نائب عراقي غالبيتهم من النواب الشيعة متمسكون بمطالبهم بالإطاحة بالجبوري وهيئة رئاسة البرلمان كمقدمة لإقالة الرئاسات الثلاثة في البلاد من أجل الشروع بعمليات إصلاح سياسي شاملة.
ح.ع.ح/ ع.غ (د.ب.أ)
حرب "داعش" في سوريا والعراق
بدأت الحكومة العراقية هجوما مضادا على تنظيم "داعش". يمتلك هذا التنظيم تحالفات مع جماعات متطرفة أخرى في سوريا والعراق. وخلافات مع أخرى بسبب محاولاته للسيطرة عليها.
صورة من: Reuters
استعادة تكريت
في الأسابيع الأخيرة استولى تنظيم "داعش" على مناطق واسعة في شمال وغرب العراق. وحتى على تكريت، الواقعة على بعد حوالي 140 كيلومترا شمال غربي بغداد. وقد بدأ الجيش العراقي الآن هجوما على "داعش" لاستعادة السيطرة على تكريت.
صورة من: Reuters
داعش تريد السيطرة على المنطقة
تنظيم "داعش" نشأ من شبكة القاعدة الإرهابية. وتريد الميليشيا السنية مد سيطرتها على المنطقة من لبنان إلى فلسطين والأردن وسوريا وحتى العراق. ولأجل ذلك تقاتل في العراق وسوريا جنبا إلى جنب مع جماعات متمردة أخرى مثل جبهة النصرة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
الولايات المتحدة تدعم المتمردين
يبدو أنها تحالفات مؤقتة. المتمردون، الذين يقاتلون بشار الأسد في سوريا ونوري المالكي في العراق، لا يشكلون وحدة واحدة. فهناك جماعات معتدلة وأخرى متطرفة. وتنوي الولايات المتحدة في مكافحة داعش على دعم جماعات معتدلة مثل الائتلاف الوطني السوري، الذي يريد الرئيس باراك أوباما دعمه بـ 500 مليون دولار أمريكي.
صورة من: Reuters
وضع غامض
إضافة إلى ذلك، أرسلت الولايات المتحدة مراقبين عسكريين أمريكيين إلى العراق، ولأجل "حماية المنشآت وجنود الولايات المتحدة" تستخدم طائرات مقاتلة بدون طيار. وفي حالة موافقة الكونغرس الأميركي على الـ 500 مليون دولار فإن تلك الأموال ستستخدم، وفقا لوزير الخارجية جون كيري، في سوريا والعراق. لكن كيف ستتأكد الولايات المتحدة من أن هذه الأموال لن تقع في أيدي مقاتلي داعش؟
صورة من: Reuters
الأكراد يتوخون أهدافهم الخاصة
الولايات المتحدة تطلب من نوري المالكي "الشيعي" تشكيل حكومة بمشاركة "السنة" و"الأكراد". والأكراد، الذين لديهم قدر من الحكم الذاتي في العراق وسوريا، يواجهون داعش أيضا في معارك مستخدمين قواتهم الأمنية؛ البيشمركَة (الصورة)، لكن الأكراد وخصوصا في العراق لديهم هدف خاص بهم هو: الاستقلال التام لكردستان.
صورة من: Reuters
ما هو دور إيران؟
إيران وضعها صعب. فهي تريد على كل حال تجنب "وقوع حرب بين الأشقاء المسلمين"، أي بين السنة والشيعة. وهناك مزاعم بأن القيادة الإيرانية تدعم المالكي. وقد ذكرت "نيويورك تايمز" مؤخرا أن طهران أرسلت طائرات استطلاع بدون طيار ومعدات عسكرية إلى العراق.
صورة من: Atta Kanare/AFP/Getty Images
أكثر من ألف قتيل
المملكة العربية السعودية يفترض أنها من الداعمين للجماعات المتمردة السورية. ويزعم المالكي أن داعش أيضا تتلقى أموالا سعودية. وحاليا تسبب القتال في العراق وحده في مقتل أكثر من ألف شخص. وتوجه منظمات حقوق الإنسان اتهامات خطيرة لكل من مقاتلي داعش وقوات الحكومة العراقية.
صورة من: Reuters
وأكثر من مليون نازح
داخل العراق فر حاليا نحو 1.2 مليون شخص من منازلهم. وتذكر وزارة الخارجية (الألمانية) أن حوالي ربع مليون نازح من الحرب السورية توجهوا للمناطق الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي. ويأتي إلى معبر الخازر (الصورة) في الطريق إلى أربيل في المنطقة الكردية نازحون من الموصل خصوصا.
صورة من: Getty Images
التطوع للقتال
أعلن المالكي مؤخرا أن العراق اشترى مقاتلات مستعملة من روسيا وروسيا البيضاء، ستكون جاهزة للاستخدام قريبا ضد داعش. وتطوع عدد كبير من العراقيين لقتال التنظيم واستعادة الأراضي التي سيطر عليها.