اكتشاف علمي قد يغير حياة النباتيين! دراسة تكشف عن قدرة النباتات على إنتاج مصادر حيوانية مثل الكرياتين والكارنوزين، ما يفتح أمامهم طريقًا للحصول على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجونها دون الحاجة للمنتجات الحيوانية.
إضافة جينات إلى النباتات لإنتاج مغذيات حيوانية أخرىصورة من: Saada/Andia/IMAGO
إعلان
نشر موقع Science News Explores بحثاً يسلط الضوء على جهود الفريق العلمي بقيادة بينغشيانغ فان، أخصائي كيمياء حيوية في جامعة تشجيانغ في هانغتشو، الصين، حول تحسين النظام الغذائي النباتي.
وفي هذا البحث طور الفريق تعليمات وراثية لصناعة أنزيمات في بكتيريا تُسمى Agrobacterium tumefaciens، والتي يمكنها نقل الجينات إلى النباتات. والإنزيمات هي بروتينات تسهم فيتسريع التفاعلات الكيميائية داخل الكائنات الحية. وللحصول على مصادر حيوانية، تحتاج النباتات إلى إنزيمات لا تمتلكها عادة. هذه الإنزيمات تساعد في تحويل الأحماض الأمينية إلى مركبات توجد غالبًا في اللحوم.
قام الفريق بإعداد مجموعات متنوعة من التعليمات الوراثية التي تحتوي على أحماض أمينية ومغذيات مختلفة. من خلال دمج هذه التعليمات بطرق متعددة، تتمكن النباتات من إنتاج مجموعة واسعة من مصادر. بعد ذلك، تم حقن بكتيريا تحمل هذه التعليمات في أوراق نبات قريب من نبات التبغ.
تغذية نباتية لبناء العضلات دون تناول اللحوم
من المعروف أن تكوين العضلات يحتاج إلى أغذية غنية بالبروتينات، التي تعتبر اللحوم غنية بها ومصدرها الأساسي. لكن النباتيين ايضا يمكنهم تقوية عضلاتهم دون تناول اللحوم، فهناك أغذية لا تقل أهمية عن اللحوم في بناء العضلات.
صورة من: Imago/McPhoto
المكسرات
تتراوح كمية البروتين في أغلب أنواع المكسرات بين 3 حتى 7 غرام من البروتين، وصحيح أن المكسرات كلها غنية بالبروتين، لكن يحظى اللوز بشعبية خاصة لدى الألمان. فمقارنة بغيره من المكسرات يحتوي اللوز على كميات عالية من الألياف وفيتامين "E" والكالسيوم فضلا عن أن سعراته الحرارية ليست عالية جدا حسبما أكدته دراسة أمريكية حديثة نشرت عبر دورية "المجلة الأمريكية الطبية" ونقلها موقع "غيزوندهايت تيبس الألماني".
صورة من: Colourbox
كعكة الصويا "تيمبيه"
تعتبر الأطعمة التي تحتوي على حبوب فول الصويا الكاملة مصدراً جيداً للبروتين بالنسبة للنباتيين. وأظهرت دراسات أن كعكة الصويا والمعروفة باسم "تيمبه" هي الخيار الأفضل للحصول على البروتينات من الأغذية الطبيعية. وطريقة إعداد هذه الكعكة والتي تعتمد على التخمير تساعد على حفظ الخصائص الغذائية لفول الصويا، ما يجعلها غنية بالبروتينات والأحماض الأمينية أيضا.
صورة من: Colourbox/Reezuan.Z
الكينوا
الكينوا حبوب تنمو في منطقة الأنديز في بوليفيا وبيرو وتشيلي. وتعتبر الخيار الملائم للنباتيين الذين يرغبون بتعزيز نمو عضلاتهم وهي من أكثر أنواع الحبوب المغذية لاحتوائها على الأحماض الآمينية والبروتينات، فضلا عن أنها مصدر مهم للألياف والفسفور والمغنيزيوم والحديد.
صورة من: Colourbox/Donut
البذور
تتسم بذور الكتان والشيّا وبذور عباد الشمس بأنها غنية بالبروتينات التي تعزز نمو العضلات، وما يزيد أهمية هذه البذور أنها تحتوي على كمية عالية من الأحماض الدهنية أوميغا 3. فمن يرغب بالحصول على المزيد من البروتينات لتقوية عضلاته، ينصحه خبراء التغذية بتناول بذور الكتان. علما أن هذه البذور معروفة بفوائدها للشرايين، إذ تساعد على توسيعها، ما يسمح بجريان الدم بسهولة.
صورة من: Colourbox
الفاصولياء
لاشك أن تناول الفاصولياء مغذ جدا، فهي تحتوي على كميات عالية من البروتين والكربوهيدرات والفيتامينات والألياف، ما يجعل تناولها إلى جانب القليل من الأرز غذاء متكاملا. حتى بالنسبة لغير النباتيين يمكنهم الاعتماد عن الفاصوليا لكسب كميات عالية من البرويتن كبديل لتناول اللحم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Stockfood
البروكولي
وفقا لماورد في موقع "غيوزندهايت دير سنتروم" فإن البروكولي من الخضار المساعدة على بناء العضلات. وللحصول على فوائد البروكولي ينصح خبراء التغذية بتناوله عدة مرات في الأسبوع، فكل 100 غرام من البروكولي يحتوي على 3.2 غرام من البروتين، علما أن الكميات العالية من مضادات الأكسدة الموجودة بداخله تجعله من الخضار المضادة لكثير من الأمراض مثل آلام المفاصل والسرطان.
صورة من: Fotolia/Mariusz Blach
الماء
يتساءل البعض عن دور الماء في تعزيز نمو العضلات رغم أنه لا يحتوي على البروتينات، لكن خبراء الصحة يفسرون العلاقة بين نمو العضلات والماء، بأن 75 بالمئة من خلايا العضلات يتكون من الماء. أما كمية الماء المثالية، فتتراوح بين لتر ونصف إلى لترين في اليوم، وذلك بحسب طبيعة الغذاء الذي يتم تناوله. فالإكثار من تناول الخضار والسلطة والفواكه، يعني أن تناول لتر واحد من الماء يكفي.
صورة من: Imago/McPhoto
7 صورة1 | 7
تعزيز مصادر النباتات
قامت الأوراق المعالجة بإنتاج عنصرين غذائيين من النوع الحيواني. الأول هو الكرياتين، وهو جزيء مكون من ثلاثة أحماض أمينية ويساهم في توفير الطاقة للعضلات. الثاني هو الكارنوزين، الذي يتكون من حمضين أمينيين ويعمل كمضاد للأكسدة، مما يساعد في تقليل إجهاد العضلات.
واعتمد نوع المغذيات التي تم إنتاجها في الأوراق على التعليمات الجينية التي تم تلقيها. وبعد أربعة إلى خمسة أيام، حصد الباحثون الأوراق من النباتات. ويحتاج البشر إلى حوالي 1.7 غرام من الكرياتين و0.6 غرام من الكارنوزين يوميًا، والكميات التي أنتجتها النباتات كانت أقل بكثير من هذه المتطلبات، كما يشير فان.
وتمّ انتاج 2.3 ميكروغرام من الكرياتين و69.5 ميكروغرام من الكارنوزين. (الميكروغرام هو جزء من مليون من الغرام). بالمقارنة، يحتوي غرام واحد من اللحوم على نحو 1000 ضعف كمية الكرياتين و100 ضعف كمية الكارنوزين الموجودة في غرام من النبات المعدل.
ووفقًا لموقع "Science News Explores"، يخطط فان لإضافة جينات إلى النباتات لإنتاج مصادر حيوانية أخرى. ويقول إنه يمكن لفريقه تطوير تعليمات لكل حمض أميني. بعض المغذيات مثل فيتامين ب 12 يحصل عليها الناس من اللحوم، ويخطط فان أيضًا لزيادة هذه المغذيات في النباتات.
تقول لوري ليونيلي، المهندسة التي لم تشارك في الدراسة، إن نمو النباتات المعدلة جينيًا يستغرق عادةً عامين أو ثلاثة. لكن حقن البكتيريا الجديدة يساعد العلماء على تسريع العملية واختبار نجاح التجربة في وقت أقل.
ويشير ليونيلي إلى أنه إذا تمت زراعة النباتات بشكل مستدام، فإنها ستؤثر على البيئة بشكل أقل من تربية الحيوانات. الهدف من هذا العمل هو جعل النباتات أكثر تغذية وتقليل الاعتماد على المنتجات الحيوانية.